ذكــــرى يـــوم الـشـــؤم: 30 يـــونــيــو
-------------------------------------
اليوم وترُ الإحساس
توتّرَ - - وأنشدّ
فتفجّر صمامُ القلبِ
ونبضُ الشريان
تصلب يأسًا ووقفْ
فيا وطن الجرحِ النازفِ
مفقوء العينين
الحسرة تغتال الغد
فذكرى يوم الشؤم
الآن أزفْ
الزبلُ والنيرانُ والبارودُ
فى كل شارعٍ
وكل حى
أبخرة الموات والعدم
تصاعدت وعمت
الشعابَ والتلالَ
وكل كركورٍ وكهفْ
وأرتقت الى السماء
أنفاسُ أطفالٍ قضوا
وقلبُ كل أمٍ واجبٌ
تسارعت ضرباته يرفْ
وأشلاءُ شبابِ غدنا
تملأ السهولَ
والوديانَ والحقولْ
وكل ترعةٍ و كل جرفْ
وغادةٌ عروسٌ تهيأت
لحلم عمرها - -
حسرتى عليها
تمزق الوريدُ والشريانُ
صدرُها نزف
أراها تموتُ كلَّ يوم
فى مثلها وأختها
من قبل أن إلى
عريسها تُزفْ
وبنت عمها مقهورةٌ
مكسورةُ الجناحِ
والرعاع أطبقوا عليها
تناوبوا فرعها الهزيلَ
دنسوا تميمة الشرفْ
وريشتى بشبقها الودود
للحروف والصائحف البيضاءِ
تصلبتْ...
و على سنانها
مات كل حرفْ
حزينٌ أنا فى عامىَ الجديدِ
وكل يومٍ لربعِ قرنْ
أراقب الفسادَ والخوارَ
أشهدُ إنحطاطنا
وعنجهية الأحقادِ والصلفْ
و فجرنا الندى
يموت كلَّ يومٍ موتتين
مرةً مذ خيم الزؤامُ
فوق أرضنا
ومرةً بأنةِ الجياعِ
ولوعةِ الثكالى
وصرعةِ الشبابِ والخلفْ
تنافحوا بإسم الله كذبة
قتيمة لئيمة وطاغية
كفِريةِ الدجال
تدورُ حول نفسها تلفْ
وعودهم تبخرت
تكشفت أهدافهم وضيعة
المال والنساء متعة
منزوعة من رزق
بائعات الشاى والشواءْ
والشعب ملتهىٍ
بكل خدعةٍ وزيفْ
فمنهمو لم ننلْ
غير موتنا الزؤام
غير ذلنا وعارنا
والدمارَ والخرابَ والتلفْ
والطاغوت منتشىٍ
مكتنزُ الأوداجِ
من نعيم شعبنا
وحوله بطانةٌ
تضم كل ساقطٍ وجلفْ
وفرعونُ مايزال عاريا
وبكلِ إبتذالٍ راقصا
مطاردا...وسادرا
فى وهمه وغيه
عليه حلةٌ من الدماء
والصديدِ والقرفْ
لكن ثورة الجياع
غضبة الحليم شعبنا
وكل معدم وشاب
ستنزع الشنار
من جذوره
توحد الصفوفَ
تضمُ كلَّ ساعدٍ وكفْ
تغسل الأدرانَ والسقمْ
فى غدٍ واعدٍ جميل
يضم شملنا معًا
لا فرقةً ولا ضغينةً
والخيرُ للجميع بهجة
مواكبُ الأفراحِ تنتشى
وترقصُ الجموع
للنصرِ فوقها بيارقٌ تَرِفْ
------------------------
عبدالرحمن إبراهيم محمد
بوسطن، الولايات المتحدة
30 يونيو 2015
تعليق