زواج مؤجل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    زواج مؤجل

    هل يوجد بينكم من تزوج عن حب ؟ لا تكذبوا ، فربما كان لجوابكم وقع على قارئه، للأمانة معظم من عايشتهم لم يتزوجوا عن حب ، لست أدري هل هي ثقافة الحال في بلادي ؟ أم هكذا هي الحياة ، أخبركم عن قصة زواج فاشل و ربما مؤجل ، كنت يومها شابّا مثلكم يقطر ملاحة ، أستهوي من البنات الكثير ، فبدأت أمل من لعبة المراهقة تلك ، كما باقي الشباب ، كلما استغرق في الجنون أحس أنه شيء لا يليق به ، خلوت بنفسي يومها فلم أجد من كل اللائي عرفتهن واحدة تصلح لتكون زوجتي ، فقلت محادثا نفسي ، هيا صديقي شمر عن سواعد الجد وابحث لك عن بنت تليق ، هي لن تكون ككل البنات ، فهذه زوجة ، أم الأبناء ، صاحبة الدار ، وزارة الداخلية ، لم أكذب نفسي بل عملت بوصيتها .
    صديقي المختار هو من أخبرت برغبتي في استكمال ديني ، هو متزوج يعرف الأصول والفصول ، حدثني أن زوجته تعرف بنتا ورعة تقية نقية جميلة ، هي من تصلح لي لأكون تلك الأسرة التي لطالما حلمت أن أكون مولاها و إمامها و سيدها و قائدها ، دون أن أنسى مشاركة البعض فيها أيضا ، فغالبا ما تسلم القيادة للأب أو للأم ، و ربما واحد من أقارب الزوجة هو من يسيّر بيتك ، لا تستهن بأي من هؤلاء ، فكلنا نحب ، أن نمارس بعضا من الصلاحيات خارج نطاق المعقول ، ألم تتصرف يوما على هذا النحو؟ أنا على الأقل لا أنكر .
    أخبرت زوجة صديقي أمّ زوجتي القادمة ، أنّي سأزور بيتهم ناويا خطف ابنتها من حنانها إلى بيت هي من تعطيه الحنان و تنفخ فيه الحياة ، و تسعد فيه القاصي قبل الدّاني ، فرحت الأم و ابنتها لأن زوجة صديقي كانت كريمة في الوصف ، فأغدقت علي من كلّ النّعم ، حتى تمنّت حماتي لو كنت من نصيبها ، لا بأس أحيانا لساني يخطئ ، سأختصر وأنا محبّ الاختصار ، لكن أحيانا أجده يسرق مني لبّ الموضوع .
    ذات مساء طرقت باب بيتهم وأذان المغرب ، طبعا مع صديقي الذي رتّب مع سيّد المنزل وقت الزيارة ، قبل أن أدخل أفزعني طول نسيبي بل عرضه ، لا ، انسياب لحيته وتربعها على صدره ، لا ، صوته ، لا ، ليس هذا ما أصابني بالفزع ، رجوعنا عند عتبة الباب إلى المسجد لأداء الصّلاة ، لا ، الصلاة فأل خير ، ذلك الصّمت الرّهيب ونحن نسير إلى المعبد و خطو حماي الصّلب يزعج هدوئي المصطنع . ليس هذا ما أرهبني ، على المضربات يسألني نسيبي العزيز عن كلّ دقائق حياتي ، لكأني اليوم في مخفر شرطة ، استفاض مع كؤوس الشاي في محاضرة عن الزواج و استحضر أقوال الأوائل ، ولم ينس علما إلا ذكره ، عجبت لكل الذين تزوّجوا كيف استطاعوا إنجاح حياتهم و هم لا يعرفون مقدار ما يعرفه نسيبي ، هل العشاء قبل أن ينهي حماي عرضه فقمنا إلى المسجد .
    بعد العشاء جاء العشاء الأول بكسر العين والآخر بفتحها و تمنيت أن يفتح الله علي و لا يكسر رجائي ، بدأنا بدعاء و ختمنا بدعاء و بينهما نصح و إرشاد و عايشنا كل الأقدمين و لبرهة حسبت أنّني سأخرج لأجد ناقتي بالباب وهودجها مزين بزوجتي و الخدم حولنا يقدمون الولاء ، لا بأس سأحظى بزوجتي يجب أن أصبر لسويعات قليلة ، ألا تصبري يانفسي يوما ، لكن نسيبي زاد بعض الشيء حتى أن أبناءه انقبضت أرواحهم فمنهم من يداعب لحيته و من يتثاءب في يده اليسرى و عيونهم مغرورقة بالتعب ، أما أنا فأحرك رأسي بالإيجاب حتى انتفخ عنقي و تشنجت أعصابه .
    الله وصل وقت لقاء الحبيبة ، سأعوم في عينيها واستحمّ استحماما ، سأعيش لحظات في رحاب اللّيونة و اللّطافة و قد قهرتني الخشونة ، سألعب الرقم عشرة و أمرح و أجول و أصول ، سأسترجع دور البطولة وقد أعياني تقمص الكومبارس ، نسيبي بجانبي يمشي فوقعت عيناي على شبح مكسوّ سوادا ظننته غرابا حاملا فأل شؤم في أقصى طرف غرفة طويلة كرواق يؤدي إلى متاهة ، لكن صوت نسيبي أيقظني من ذهولي قائلا : " أرأيتها؟" قلت " طبعا "
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #2
    و لا تستطيع أن تقول لم أر منها شيئا و إلا جزت عنقك
    أهلا بك نور الدين
    نورت ملتقى الساخر بقلمك الرشيق و الجميل
    تحياتي لك

    تعليق

    • نورالدين لعوطار
      أديب وكاتب
      • 06-04-2016
      • 712

      #3
      منار يوسف
      وراء الأكمة ما وراءها

      العسل و اللسعات
      الرقة والغلظة
      النور والظلام

      لا إله إلا الله

      ولا حول و لا قوة إلا بالله

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        الزواج عن حب هو " مينيو " تحصل عليه حسب الصنف والرغبة والسعر .
        أما الحب فهو شيء آخر ، لن تحصل عليه بجلسة في مطعم أنيق
        ولا حتى على طبلية .
        الحب هو أرقى ما في الوجود نترجى أن لا نلوثه برغبة عابرة
        تزول مع قضاء الحاجة .
        تحياتي لك أخي نور الدين
        ومرحبا بك معنا في الساخر
        فوزي بيترو

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          بتصرف ؛
          قلت " بلى"
          " ليس منا من غشّنا "
          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 03-08-2016, 05:43.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          • نورالدين لعوطار
            أديب وكاتب
            • 06-04-2016
            • 712

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
            الزواج عن حب هو " مينيو " تحصل عليه حسب الصنف والرغبة والسعر .
            أما الحب فهو شيء آخر ، لن تحصل عليه بجلسة في مطعم أنيق
            ولا حتى على طبلية .
            الحب هو أرقى ما في الوجود نترجى أن لا نلوثه برغبة عابرة
            تزول مع قضاء الحاجة .
            تحياتي لك أخي نور الدين
            ومرحبا بك معنا في الساخر
            فوزي بيترو
            الأستاذ فوزي سليم بيترو

            شكرا على الترحيب و على حضورك البهي
            شكرا أيضا على تفاعلك مع مقدّمة النص ، يبدو أنك أيضا ممّن يحبّون المدقدمات مثلي هههههه
            كما قلتم سيّدي الحبّ عظيم و أشمل
            و الزواج أيضا أقوى .
            والألفة التي تربط بين الزوجين أعمق .

            محبّتي
            التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين لعوطار; الساعة 03-08-2016, 07:03.

            تعليق

            • نورالدين لعوطار
              أديب وكاتب
              • 06-04-2016
              • 712

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
              بتصرف ؛
              قلت " بلى"
              " ليس منا من غشّنا "

              أهلا أهلا بالسيد المحقّق مصباح فوزي رشيد " ههههههههههه"
              "من غشنا ليس منّا " نعم الحديث و نعم قائله .
              لكن توظيفه هنا فيه بعض من إنّ .
              فهلاّ وضعت أيقونة ما بعد مشاركتك لأعرف بايّ الأساليب كتبت ، فأنا أحيانا يعتصرني الغباء و لا أستطيع التّمييز ههههههه
              سأمرّ إلى الجدّة التي كتبت بها ردّك و أبدأ بالشكر و االسّلام الجميلين اللذين فاتاك قبل طبع قبلتك على متصفّحي ، لكن عذرا أحيانا نحبّ أن نعلّم أشياء للناّس و ننسى أنفسنا ، ماذا دهاني يا ناس ، في ملتقى السّاخر يلبسني أسلوبه فلا أعرف الكتابة بغيره ، إنه مس الأمكنة . هههههه

              أعود ، تحيتي لك سيّدي الفاضل و مرحبا بك في هذا الركن المتواضع ، كما أشكرك على حرصك و على الأمانة العلمية و حقوق الملكية ، كلّ هذا جميل و مؤثر ، ويحسب لك ، و اعذر نشوز قريحتي و بياني .

              فقط أخي الكريم ذات يوم صحّحت لي الأستاذة نجية النّميلي مؤسسة رابطة القصّة القصيرة جدّا بالمغرب و رئيسة جمعية الرابطة ذكرها الله بألف خير و أحسن إليها كما أحسنت إلى اللغة العربية و إليّ ، أن بلى هنا لا تستقيم وصياغة السّؤال ، لأنه غير منفي .



              نجية أم عائشة
              أرأيتها؟" قلت " بلى" .
              لماذا الجواب
              ب " بلى" ؟




              نجية أم عائشة
              السؤال غير منفي
              بلى بالاثبات تكون للسؤال بالهمزة المتبوع بنفي


              شكرا لها على ما فعلت و شكرا لك صديقي

              محبّتي
              التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين لعوطار; الساعة 03-08-2016, 08:03.

              تعليق

              • سميرة رعبوب
                أديب وكاتب
                • 08-08-2012
                • 2749

                #8
                بركة إنك شفتها بالحجاب في عالم حتى الشوفة محرمة .. أنسابك متفتحين شويه هههههههههههه
                أبدعت أخ نور الدين بقلمك الأنيق الساخر واستحضرت المثل الدارج عندنا بلهجة أهل الحجاز: اللي ما يرضى بالحمى يرضى بالنفاضه
                ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون
                تحياتي لك
                رَّبِّ
                ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                تعليق

                • نورالدين لعوطار
                  أديب وكاتب
                  • 06-04-2016
                  • 712

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سميرة رعبوب مشاهدة المشاركة
                  بركة إنك شفتها بالحجاب في عالم حتى الشوفة محرمة .. أنسابك متفتحين شويه هههههههههههه
                  أبدعت أخ نور الدين بقلمك الأنيق الساخر واستحضرت المثل الدارج عندنا بلهجة أهل الحجاز: اللي ما يرضى بالحمى يرضى بالنفاضه
                  ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون
                  تحياتي لك

                  الأستاذة سميرة رعبوب

                  أضات بسمتك هذا الرواق
                  و نثر حرفك البهجة بين السطور
                  هذه أحوالنا من يدري ربما تكون هي راحلتنا نحو مستقبل مشرق .....

                  تعليق

                  يعمل...
                  X