العجوز و المرآة
ترددت "أمينة" في الإعلان لنفسها عن شك قريب من اليقين في خيانة زوجها،
اضطراب نظام عاداته داخل البيت منذ أزيد من شهرين، سرعة غضبه لأتفه سبب،
المكوث بمكتبه لا يخرج منه إلا لحاجات بطنه، حتى غرفة النوم يغادرها كما دخلها.
تلمّح بالشّكوى من صمته، فيسارع بالتشكّي من هموم سوق الدعوة والسياسة بين مكْر قُواد الحركة و زعماء الفصيل السياسي الحاكم.
تركها للمرآة تتفرّس ما تبقّى من ملامح أنوثتها، لم يبادلها نظرتها الدافئة حين كانا يتغازلان في صمت حذَر سماع الأطفال وَشْوَشتهما،
سألته عن تغيير طِيبِ "العود القُماري" بعطر ظل يكرهه، انسحب دون اكتراث، للمرة الثانية يخرج من غير التفات إليها بابتسامته المُحتشمة،
تلعَن شيطان الوسوسة بصدرها، كيف تتصور الشيخ بين يدي امرأة أخرى في خلوة عاطفية،
استحضرتْ حكاية ضبط فقيه مُتلبِّسا بحضن شيخة، ارتعدتْ، لكنها بقيت مُترددة في الإعلان لنفسها عن شك قريب من اليقين في كون زوجها يخونها .
تعليق