حكاية رثاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كمال بن محمد
    أديب
    • 12-12-2010
    • 127

    شعر تفعيلي حكاية رثاء

    سكن القلب عشق مداها...
    كبر مسكنه بما إحتوى..
    من دائها و دواها...
    فكان في الجسد كما النوى...
    و هامت الروح بين أرضها و سماها...
    فكل شبر من الثرى...
    ينبت زهرا في رباها...
    و كل نجم في العلا..
    ينير دربها و سماها..
    و كل قطرة من ندى..
    سقيانا و سقياها...
    و سقيانا اليوم مضى...
    و صار الضما.عنوانا لثراها...
    كما النجم اليوم إنطفى..
    فبات الليل فجرها و ضحاها...
    حتّى الفصول هجرت إنّما...
    بقي صيفها و شتاها..
    فمن لم يغرق و إحتمى...
    مات قيضا دون حماها..
    فحماها اليوم ما عاد لنا...
    بل صار لمن باعها و سباها...
    و إن غضب الفؤاد و إشتكى...
    ضياع حسنها و بهاها...
    عاد المهزوم مكتوى...
    ببعض أسطر في رثاها...
    فالأمر صدر و إنتهى...
    و الحكم قاس أبكاه و أبكاها...
    فحتّى الصيف ذهب مع الشتاء...
    و حلّ الربيع بكل مداها...
    ليس الربيع بما إحتوى...
    من فومها و قثّاها..
    بل فصل بيع و شراء...
    يلبّد بالغيم سماها....
    يزمجر الرعد كلّما...
    حاول الفجر رؤياها...
    و هذا الفصل ما إكتفى...
    زاد الريح أوصاها...
    صرصرا كالعوى...
    بسط الأرض و سوّاها...
    دارت فتن في الخفاء...
    تسلب ماءها و هواها...
    الأخذ منها بلا عطا..
    و بيعها غلب شراها...
    فالحاكم بالأمر إستوى...
    ثمّ أعلن بيعها أهداها...
    هذا الربيع كما الوباء...
    أنهى خرافها و شياها...
    و زمن الرعي إنقضى..
    و إمتدّ الجدب كساها..
    هذا فصل من عزاء...
    شتت الأوطان بلاها...
    حنّ البعض لما مضى...
    حين بان منتهاها...
    في الفصل فتنة و دماء...
    قيل ربيعا قد أتاها...
    زار الأجوار في سنة...
    و كل أرض محاها...
    و هذه حكاية رثاء..
    لأرض أعشقها و أهواها...
    كن واقفا كالنّخل
    فلا يستطيع أحد أن يركب على ظهرك إلا إذا كنت منحنيا
    و لا تكن متكبّرا
    فإنّ
    المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغارا و يرونه صغيرا
يعمل...
X