رحلة بين فضاءين ( للشاعر الكبير يحيى السماوي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إسماعيل صباح
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 304

    رحلة بين فضاءين ( للشاعر الكبير يحيى السماوي )

    [align=center] قصيدة اعجبتني للشاعر المبدع يحيى السماوي أضعها بين أيديكم آملا ان تنال إعجابكم :ــ


    بين فضاءين

    [/align]
    [poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/29.gif" border="double,6,limegreen" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]

    وقفـتْ وحيّـتْ بالسـلام الأمـثـلِِ=و أنـا شريـدٌ فـي دروبِ تأمّلـي
    أعـدو وراء الذكريـات يقـودنـي =طيفٌ لـه أرخيـتُ حبـلَ توسّلـي
    قالت: أتسمح لـي؟ فقلـت مرحبـاً:=يا جارتي عبـر الفضـاء تفضَّلـي
    جلَسـتْ بجانـب شاعـر متـشـردٍ=هو عن مطارحةِ الحديـثِ بمعـزل ِ
    جلستْ وألف سحابـةٍ مـن حولهـا=تندى بأشـذاءٍ و عطـر سَفَرْجَـل ِ
    نفضتْ عليّ الطيـبَ حيـن تحدّثَـتْ=فأفقـتُ مفتونـاً بلثـغـةِ بلـبـل ِ!
    قالتْ: رجاءً لـو ربطـتَ لمقعـدي=هـذا الحـزامَ فإنـه لــم يُقْـفَـل ِ
    فأجبتهـا: مـا غـيّـرتْ أقـدارَنـا=أقفـالُ أحـزمـةٍ فــلا تتوجَّـلـي
    من أين أنتَ؟ أنا أبـنُ ألـفِ مدينـةٍ=رضعتْ بنيها من مضاغ ِالحنظـل ِ!
    وأنا الغدُ المجهـولُ.. قافلتـي علـى=نار ٍ تسيرُ وليس لـي مـن منهـل ِ
    وأنا مزاجُ الأمـس ِ خالـط َ يومَـهُ=في كـأس ِ مائـدةِ الغـدِ المتبـدّلِ ِ
    عبثـتْ بـه الأيـامُ فَهـو حثالـة ٌ=فـي قاعِهـا لكنـه لـم يثـمَـل ِ!
    نا مَنْ سكبتُ على الدروب ِطفولتـي=وأتيـتُ أجمعهـا زمـانَ تكهُُّـلـي!
    مـاذا سأجمـعُ والبقيَـة ُلـم تـعـدْ=تغري ولا يغري المليحة َمحملـي؟!
    أفِلتْ شموسُ الأربعيـنَ و لـم يـزلْ=نجمُ التشـردِ ساطعـاً لـم يأْفَـل ِ!
    أمضيتُ نصفَ العمر ِمغتربَ الخطي=فالسهدُ حقلـي و الصَبابـة جدولـي!
    الشـوقُ أدمانـي.. أذلَ رجولـتـي=وأنا عن الوطـن ِالحبيـب كيذْبُـل ِ!
    لا.. لستُ بالضيف ِالغريب ِ فأهلكـم=أهلي.. ولكـنََّ المنـى لـم تعـدل ِ!
    قد كان لي فيما مضى وطـن ولـيْ =حقلي وكنت ظننتُ لـي مستقبلـي
    وظننتُ أنَ غـدي بلـون ِ قصائـدي=وبدفءِ أحلامـي و حجـم ِتخيّلـي
    لا تسألينـي عـن مسـار سفينتـي=فالحزنُ لي أهلٌ..وجرحي منزلـي!
    فدعي السوالَ عن الهـوى وشجونـه=وعن اغترابي واحتراقـي فاسألـي!
    وعن القناديـل ِالتـي فُقِئَـتْ وعـن=خبـز ٍيــدافُ بـأدمـع ٍٍوتـذلـل ِ
    وعن أغتيال الفجر ِ..عن سقط ِالورى=طافـوا علـى اعناقِنـا بالفيصـل
    وعن البطولات ِالرخيصـة ِأنجبـتْ=عاراً ونصـرَ أرينـبٍ مستفحـل ِ!
    حصد الزمانُ الغـرسَ قبـل أوانِـه ِِ=من قال إن الدهـرَ ليـس كمنْجَـل ِ؟
    ناديت أحبابـي.. فلمّـا لـم يجـبْ=غيرُالصدى ناديتُ يامـوتُ اقبِـل ِ!
    لا بــارك الله الـفـوادَ إذا ســلا=شعباً على نـار الفجيعـةِ يصطلـي!
    قايضـتُ فقـراً بالنعـيـم ِترفـعـاً=فالخيـش أثوابـي وزنـدي مغزلـي
    وَسَمَوتُ في بئري زمـانَ تساقطـتْ=زمرُ الضلال ِعلى الموائد ِمن عَـل ِ!
    لا يارعـاك ِاللهُ.. مـا ذَبُـلَ الفتـى=لو كانَ بين ضلوعـهِ قلـبٌ خلـي!
    لا يارعـاكِ اللهُ.. أذبلنـي الأســى=والبعدُِِ عـن أرض ِالحبيـب ِالأول ِ
    قاضيتُ دهـري فارتأيـتُ لحكمـةٍ=شـدّ الرحـالِ وأن أفـارقَ موئلـي
    أختاهُ مـا يبكيـك؟ كـان ِِكزهـرة ِ=منديلـك الـوردي غيـرَ مُبَلَـل ِ؟!
    زَفَرتْ.. وأحسبني رحقـتُ زفيرَهـا=فتنفسـتْ روحـي عبيـرَ قُرُنْفُـل ِ!
    أختاه: قد كشـفَ الصُبـاحُ لتكشفـي=عن صبح ِوجهِك ِللشريـد المثكـل ِ!
    كَشَفَتْ لترشفَ قهـوةً فـإذا الدجـى=صبحٌ طري الضوءِ غضُ المنهـل ِ!
    وجـهٌ يفيـضُ عليـه نهـرُ أنوثـةٍ=ونسيـمُ غابـاتٍ وشقـرةُ سنبـل ِ!
    صـافٍ كمـرآة ِالصبـاح ِنعومـةً ً=فيكاد يجرحُـه الوشـاحُ المخملـي!
    ضَـجََّ العبيـرُ بـه فَحطّـم دورقـاً=للطيب ِمن تحت ِالحجاب ِالمسـدل ِ!
    وتراقـص الفنجـانُ بيـن أصابـع ٍ=شمعيـة الأطـراف ِلا كالأنـمـل ِ!
    بالله ِيـا هـذا المُضَيّـفُ لحـظـة ً= زِدْني ولا تبخـلْ علـيََّّ.. فأجمـل ِ
    أنا لن أخضُّ يدي.. ساشـربُ دلـة ً=إن كنت في فنجانِها ستصـبُ لـي!
    حسناءُ ياعرساً تناسـلَ فـي دمـي=أعوامُهـا العشـرونَ لمّـا تكـمـل ِ
    لا تطفئـي قنديـل وجهِِِـك.ِ. إننـي=عفّ الرﺅى و القلب ِعـفّ المقْـوَل ِِ
    كيف اقتحمتِ ربايَ وهـي منيعـة ٌ=فدخلـت ِاحداقـي وكهـفَ تأملـي؟
    بالأمس ِحصّنتُ الفوادَ مـن الهـوى=ومن الجمال.ِ. فكيف لـم يتحمّـل ِ؟
    خَتَمَ الأسـى قلبـي وشرفـة َمقلتـي=وطويتُ من دهـر ٍلسـانَ تغزُّلـي!
    حسناء: أشرعتـي حبيسـة َبحرِهـا=فََخُذي بها نحـو الأمـان وأوْصلـي
    شدّي حديثـك ِبالحديـث ِوواصلـي=عزفَ اللحون ِبلثغـة ٍ.. لا تبخلـي
    هَتَفَ المضيّفُ: حانَ وقتُ هبوطنـا=فكأنـه أعطـى إشـارة ُمقتـلـي؟!
    قالتْ: أراكَ غفوتَ؟ قلـت بحسـرةٍ:=كيف المنامُ وأنتِ ِمـا أبقيـتِ لـي؟!
    أطبقـتُ أجفانـي عليـكِ لأنـنـي=أخشى وداعكِ ياجميلـة.ُ. فانزلـي!
    حَزَمَتْ حقائبَها ولـم أحـزمْ سـوى=أوراق عمري في كتـابِ ترحلـي!
    مضتِ الجميلـة َ َتزدهـي بعبيرِهـا=وأنا؟ رجعتُ إلـى رمـادِ تخيلـي!

    [/poem]
    التعديل الأخير تم بواسطة إسماعيل صباح; الساعة 08-06-2007, 12:13.
  • حسام عبد الغفور
    عضو الملتقى
    • 03-06-2007
    • 346

    #2
    كل الشكر لك أخي اسماعيل على نقل هذه الدرة الثمينة لشاعر تتسابق قوافل الحرف اليه الشاعر يحيى السماوي.. بارك الله بالناقل والكاتب

    تعليق

    • عصام مشعل
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 299

      #3
      [align=center]الرائع إسماعيل صباح


      لاتقع عينيه إلا على الروائع

      نقلك رائع لشاعر قدير

      شكراً لك أخي اسماعيل على نقلك لهذه القصيدة
      [/align]
      [align=center][/align]
      [align=center][/align]
      [align=center][/align]

      تعليق

      • ابوشهاب
        عضو الملتقى
        • 21-05-2007
        • 95

        #4
        أخي الشاعر اسماعيل صباح
        نعم كنت قد قرأت هذه القصيدة للشاعر يحيى السماوي في موقع بيسان الثقافي الإخباري وكنت قد كتبت أيامها قصيدة قصيرة جدا بعنوان (المضيفة السمراء) من وحي مشاهدة حقيقية ولكني وجدت هذه القصيدة أفضل مع أن المضيفة السمراء كانت جميلة وخفيفة دم ..... دمت طيبا بكل خير.....
        [align=center][size=4][color=#FF0000]
        أموت أنا!
        إن سحبوا مني حرفَ الضادِ
        ويجمدُ نبضُ شراييني
        [url]http://abushehab.modawanati.com[/url][/color][/size][/align]

        تعليق

        • عارف عاصي
          مدير قسم
          شاعر
          • 17-05-2007
          • 2757

          #5
          حبيبنا الشاعر
          اسماعيل صباح

          جميل ذلك الربيع
          الذي نثرت أزاهيره
          في أرجاء الملتقى

          يحي السماوي
          عبق خاص
          إبداع متالق
          بل الق دائم

          قصيدة رائعة
          مزجت بين عمق الجرح
          وبين رقة وجمال الوصف

          فالشاعر بين المطرقة والسندان
          مطرقة الوطن الذبيح
          وسندان الجمال الأنيق
          وهو بقلب الشاعر يحيى
          فجاء تفاعله بذلك التماوج الفريد

          بوركت أخي اسماعيل
          وبورك الشاعر والقلم

          تحاياي
          عارف عاصي

          تعليق

          • د. محمود بن سعود الحليبي
            عضو الملتقى
            • 02-06-2007
            • 471

            #6
            [align=center]أجل القصيدة من روائع السماوي

            سمعتها من فمه قبل سنوات

            وكانت بنكهة إلقائه المتميز

            تزداد ألقا وجمالا

            أخي أبا محمد منقولك الرائع دليل على ذوقك الأروع
            [/align]
            [size=4][align=center][color=#FF0000]هنا حيث تنسكب روحي على الورق :[/color]

            [url]http://www.alqaseda.com/vb/index.php[/url]

            [url]http://dr-mahmood.maktoobblog.com/[/url] [/align][/size]

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              أخي الحبيب أبا محمد
              أكاد من كثرة ترديدي لهذه الرائعة أن أحفظها عن ظهر قالب
              فهي من أحب قصائده لقلبي
              شكرا لك هذا النقل المميز
              و سأقوم بتثبيتها لأنها تستحق هذه المكانة و أكثر
              مودتي لك
              و للشاعر الصديق يحيى السماوي
              sigpic

              تعليق

              • مراد الساعي
                أديب وكاتب
                • 18-06-2007
                • 504

                #8
                الأخ المفضال// إسماعيل

                سلمت يداكَ
                وسلم ذوقك الراقي
                ونقلك الباهر
                لقصيدة الشاعر الكبير العملاق يحيي السماوي
                تستحق الوقوف أكثر من مرة










                تحياتي
                ما أكتبهُ لا يعني بالضرورة تعبيراً عنْ حياتي الخاصة
                بل محض خيال ، و رؤية ، أو تجربة حياتية ومعايشة إنسانية.
                فهذهِ أشعاري وأفكاري، أقولُ وأكتبُ ما أعتقدهُ وأظل مقتنعاً به ، لأنّي أؤمن بهِ .
                مراد الساعي​

                تعليق

                • عبدالله حسين كراز
                  أديب وكاتب
                  • 24-05-2007
                  • 584

                  #9
                  الأخ الشاعر اسماعيل صباح و الأخ الشاعر الملحمي يحي السماوي الرائعان:
                  دعوني أقتبس ما لم ترف عيناي عن قراءته و تأمله
                  وظننتُ أنَ غدي بلون ِ قصائدي
                  وبدفءِ أحلامي و حجم ِتخيّلي
                  تسأليني عن مسار سفينتي
                  فالحزنُ لي أهلٌ..وجرحي منزلي!
                  فدعي السوالَ عن الهوى وشجونه
                  وعن اغترابي واحتراقي فاسألي!
                  وعن القناديل ِالتي فُقِئَتْ وعن
                  خبز ٍيدافُ بأدمع ٍٍوتذلل ِ
                  وعن أغتيال الفجر ِ..عن سقط ِالورى
                  طافوا على اعناقِنا بالفيصل
                  ما هذه الحبكة السردية الرائعة في نص شعري ولا أروع ولا أبدع.. ما شاء الله تبارك الله.
                  يذكرني النص بما كنت أقرأ من ملاحم الشعراء الفحول.
                  يبدو أن النص ينطوي على تضاعيف ثيماتية و أفكار مصاغة بأسلوب شعري غاية في الدقة و الحكمة و الإبداع، أيضاً هناك فلول البديع و الرمز المباشر ، كلها تتداعى لتعلن انتصار النص على الغموض واعتلائه عرش الإبداع و الفن الراقي.
                  صور النص تبهرني و تبعث في مخيلتي كثيراً من الطقوس و التضاريس الشعرية التي نجح النص في إيصالها للقراء بشكل رائق و رائع و متألق.
                  القصيدة حقاً تحتاج للدراسة و التحليل و النقد ، فهي مادة دسمة لبحث أدبي وتحت أي مدرسة نقدية.
                  شكراً للناقل و الشاعر المبدعين
                  د. عبدالله حسين كراز
                  دكتور عبدالله حسين كراز

                  تعليق

                  يعمل...
                  X