[align=center] قصيدة اعجبتني للشاعر المبدع يحيى السماوي أضعها بين أيديكم آملا ان تنال إعجابكم :ــ
بين فضاءين
[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/29.gif" border="double,6,limegreen" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
وقفـتْ وحيّـتْ بالسـلام الأمـثـلِِ=و أنـا شريـدٌ فـي دروبِ تأمّلـي
أعـدو وراء الذكريـات يقـودنـي =طيفٌ لـه أرخيـتُ حبـلَ توسّلـي
قالت: أتسمح لـي؟ فقلـت مرحبـاً:=يا جارتي عبـر الفضـاء تفضَّلـي
جلَسـتْ بجانـب شاعـر متـشـردٍ=هو عن مطارحةِ الحديـثِ بمعـزل ِ
جلستْ وألف سحابـةٍ مـن حولهـا=تندى بأشـذاءٍ و عطـر سَفَرْجَـل ِ
نفضتْ عليّ الطيـبَ حيـن تحدّثَـتْ=فأفقـتُ مفتونـاً بلثـغـةِ بلـبـل ِ!
قالتْ: رجاءً لـو ربطـتَ لمقعـدي=هـذا الحـزامَ فإنـه لــم يُقْـفَـل ِ
فأجبتهـا: مـا غـيّـرتْ أقـدارَنـا=أقفـالُ أحـزمـةٍ فــلا تتوجَّـلـي
من أين أنتَ؟ أنا أبـنُ ألـفِ مدينـةٍ=رضعتْ بنيها من مضاغ ِالحنظـل ِ!
وأنا الغدُ المجهـولُ.. قافلتـي علـى=نار ٍ تسيرُ وليس لـي مـن منهـل ِ
وأنا مزاجُ الأمـس ِ خالـط َ يومَـهُ=في كـأس ِ مائـدةِ الغـدِ المتبـدّلِ ِ
عبثـتْ بـه الأيـامُ فَهـو حثالـة ٌ=فـي قاعِهـا لكنـه لـم يثـمَـل ِ!
نا مَنْ سكبتُ على الدروب ِطفولتـي=وأتيـتُ أجمعهـا زمـانَ تكهُُّـلـي!
مـاذا سأجمـعُ والبقيَـة ُلـم تـعـدْ=تغري ولا يغري المليحة َمحملـي؟!
أفِلتْ شموسُ الأربعيـنَ و لـم يـزلْ=نجمُ التشـردِ ساطعـاً لـم يأْفَـل ِ!
أمضيتُ نصفَ العمر ِمغتربَ الخطي=فالسهدُ حقلـي و الصَبابـة جدولـي!
الشـوقُ أدمانـي.. أذلَ رجولـتـي=وأنا عن الوطـن ِالحبيـب كيذْبُـل ِ!
لا.. لستُ بالضيف ِالغريب ِ فأهلكـم=أهلي.. ولكـنََّ المنـى لـم تعـدل ِ!
قد كان لي فيما مضى وطـن ولـيْ =حقلي وكنت ظننتُ لـي مستقبلـي
وظننتُ أنَ غـدي بلـون ِ قصائـدي=وبدفءِ أحلامـي و حجـم ِتخيّلـي
لا تسألينـي عـن مسـار سفينتـي=فالحزنُ لي أهلٌ..وجرحي منزلـي!
فدعي السوالَ عن الهـوى وشجونـه=وعن اغترابي واحتراقـي فاسألـي!
وعن القناديـل ِالتـي فُقِئَـتْ وعـن=خبـز ٍيــدافُ بـأدمـع ٍٍوتـذلـل ِ
وعن أغتيال الفجر ِ..عن سقط ِالورى=طافـوا علـى اعناقِنـا بالفيصـل
وعن البطولات ِالرخيصـة ِأنجبـتْ=عاراً ونصـرَ أرينـبٍ مستفحـل ِ!
حصد الزمانُ الغـرسَ قبـل أوانِـه ِِ=من قال إن الدهـرَ ليـس كمنْجَـل ِ؟
ناديت أحبابـي.. فلمّـا لـم يجـبْ=غيرُالصدى ناديتُ يامـوتُ اقبِـل ِ!
لا بــارك الله الـفـوادَ إذا ســلا=شعباً على نـار الفجيعـةِ يصطلـي!
قايضـتُ فقـراً بالنعـيـم ِترفـعـاً=فالخيـش أثوابـي وزنـدي مغزلـي
وَسَمَوتُ في بئري زمـانَ تساقطـتْ=زمرُ الضلال ِعلى الموائد ِمن عَـل ِ!
لا يارعـاك ِاللهُ.. مـا ذَبُـلَ الفتـى=لو كانَ بين ضلوعـهِ قلـبٌ خلـي!
لا يارعـاكِ اللهُ.. أذبلنـي الأســى=والبعدُِِ عـن أرض ِالحبيـب ِالأول ِ
قاضيتُ دهـري فارتأيـتُ لحكمـةٍ=شـدّ الرحـالِ وأن أفـارقَ موئلـي
أختاهُ مـا يبكيـك؟ كـان ِِكزهـرة ِ=منديلـك الـوردي غيـرَ مُبَلَـل ِ؟!
زَفَرتْ.. وأحسبني رحقـتُ زفيرَهـا=فتنفسـتْ روحـي عبيـرَ قُرُنْفُـل ِ!
أختاه: قد كشـفَ الصُبـاحُ لتكشفـي=عن صبح ِوجهِك ِللشريـد المثكـل ِ!
كَشَفَتْ لترشفَ قهـوةً فـإذا الدجـى=صبحٌ طري الضوءِ غضُ المنهـل ِ!
وجـهٌ يفيـضُ عليـه نهـرُ أنوثـةٍ=ونسيـمُ غابـاتٍ وشقـرةُ سنبـل ِ!
صـافٍ كمـرآة ِالصبـاح ِنعومـةً ً=فيكاد يجرحُـه الوشـاحُ المخملـي!
ضَـجََّ العبيـرُ بـه فَحطّـم دورقـاً=للطيب ِمن تحت ِالحجاب ِالمسـدل ِ!
وتراقـص الفنجـانُ بيـن أصابـع ٍ=شمعيـة الأطـراف ِلا كالأنـمـل ِ!
بالله ِيـا هـذا المُضَيّـفُ لحـظـة ً= زِدْني ولا تبخـلْ علـيََّّ.. فأجمـل ِ
أنا لن أخضُّ يدي.. ساشـربُ دلـة ً=إن كنت في فنجانِها ستصـبُ لـي!
حسناءُ ياعرساً تناسـلَ فـي دمـي=أعوامُهـا العشـرونَ لمّـا تكـمـل ِ
لا تطفئـي قنديـل وجهِِِـك.ِ. إننـي=عفّ الرﺅى و القلب ِعـفّ المقْـوَل ِِ
كيف اقتحمتِ ربايَ وهـي منيعـة ٌ=فدخلـت ِاحداقـي وكهـفَ تأملـي؟
بالأمس ِحصّنتُ الفوادَ مـن الهـوى=ومن الجمال.ِ. فكيف لـم يتحمّـل ِ؟
خَتَمَ الأسـى قلبـي وشرفـة َمقلتـي=وطويتُ من دهـر ٍلسـانَ تغزُّلـي!
حسناء: أشرعتـي حبيسـة َبحرِهـا=فََخُذي بها نحـو الأمـان وأوْصلـي
شدّي حديثـك ِبالحديـث ِوواصلـي=عزفَ اللحون ِبلثغـة ٍ.. لا تبخلـي
هَتَفَ المضيّفُ: حانَ وقتُ هبوطنـا=فكأنـه أعطـى إشـارة ُمقتـلـي؟!
قالتْ: أراكَ غفوتَ؟ قلـت بحسـرةٍ:=كيف المنامُ وأنتِ ِمـا أبقيـتِ لـي؟!
أطبقـتُ أجفانـي عليـكِ لأنـنـي=أخشى وداعكِ ياجميلـة.ُ. فانزلـي!
حَزَمَتْ حقائبَها ولـم أحـزمْ سـوى=أوراق عمري في كتـابِ ترحلـي!
مضتِ الجميلـة َ َتزدهـي بعبيرِهـا=وأنا؟ رجعتُ إلـى رمـادِ تخيلـي!
[/poem]
بين فضاءين
[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/29.gif" border="double,6,limegreen" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
وقفـتْ وحيّـتْ بالسـلام الأمـثـلِِ=و أنـا شريـدٌ فـي دروبِ تأمّلـي
أعـدو وراء الذكريـات يقـودنـي =طيفٌ لـه أرخيـتُ حبـلَ توسّلـي
قالت: أتسمح لـي؟ فقلـت مرحبـاً:=يا جارتي عبـر الفضـاء تفضَّلـي
جلَسـتْ بجانـب شاعـر متـشـردٍ=هو عن مطارحةِ الحديـثِ بمعـزل ِ
جلستْ وألف سحابـةٍ مـن حولهـا=تندى بأشـذاءٍ و عطـر سَفَرْجَـل ِ
نفضتْ عليّ الطيـبَ حيـن تحدّثَـتْ=فأفقـتُ مفتونـاً بلثـغـةِ بلـبـل ِ!
قالتْ: رجاءً لـو ربطـتَ لمقعـدي=هـذا الحـزامَ فإنـه لــم يُقْـفَـل ِ
فأجبتهـا: مـا غـيّـرتْ أقـدارَنـا=أقفـالُ أحـزمـةٍ فــلا تتوجَّـلـي
من أين أنتَ؟ أنا أبـنُ ألـفِ مدينـةٍ=رضعتْ بنيها من مضاغ ِالحنظـل ِ!
وأنا الغدُ المجهـولُ.. قافلتـي علـى=نار ٍ تسيرُ وليس لـي مـن منهـل ِ
وأنا مزاجُ الأمـس ِ خالـط َ يومَـهُ=في كـأس ِ مائـدةِ الغـدِ المتبـدّلِ ِ
عبثـتْ بـه الأيـامُ فَهـو حثالـة ٌ=فـي قاعِهـا لكنـه لـم يثـمَـل ِ!
نا مَنْ سكبتُ على الدروب ِطفولتـي=وأتيـتُ أجمعهـا زمـانَ تكهُُّـلـي!
مـاذا سأجمـعُ والبقيَـة ُلـم تـعـدْ=تغري ولا يغري المليحة َمحملـي؟!
أفِلتْ شموسُ الأربعيـنَ و لـم يـزلْ=نجمُ التشـردِ ساطعـاً لـم يأْفَـل ِ!
أمضيتُ نصفَ العمر ِمغتربَ الخطي=فالسهدُ حقلـي و الصَبابـة جدولـي!
الشـوقُ أدمانـي.. أذلَ رجولـتـي=وأنا عن الوطـن ِالحبيـب كيذْبُـل ِ!
لا.. لستُ بالضيف ِالغريب ِ فأهلكـم=أهلي.. ولكـنََّ المنـى لـم تعـدل ِ!
قد كان لي فيما مضى وطـن ولـيْ =حقلي وكنت ظننتُ لـي مستقبلـي
وظننتُ أنَ غـدي بلـون ِ قصائـدي=وبدفءِ أحلامـي و حجـم ِتخيّلـي
لا تسألينـي عـن مسـار سفينتـي=فالحزنُ لي أهلٌ..وجرحي منزلـي!
فدعي السوالَ عن الهـوى وشجونـه=وعن اغترابي واحتراقـي فاسألـي!
وعن القناديـل ِالتـي فُقِئَـتْ وعـن=خبـز ٍيــدافُ بـأدمـع ٍٍوتـذلـل ِ
وعن أغتيال الفجر ِ..عن سقط ِالورى=طافـوا علـى اعناقِنـا بالفيصـل
وعن البطولات ِالرخيصـة ِأنجبـتْ=عاراً ونصـرَ أرينـبٍ مستفحـل ِ!
حصد الزمانُ الغـرسَ قبـل أوانِـه ِِ=من قال إن الدهـرَ ليـس كمنْجَـل ِ؟
ناديت أحبابـي.. فلمّـا لـم يجـبْ=غيرُالصدى ناديتُ يامـوتُ اقبِـل ِ!
لا بــارك الله الـفـوادَ إذا ســلا=شعباً على نـار الفجيعـةِ يصطلـي!
قايضـتُ فقـراً بالنعـيـم ِترفـعـاً=فالخيـش أثوابـي وزنـدي مغزلـي
وَسَمَوتُ في بئري زمـانَ تساقطـتْ=زمرُ الضلال ِعلى الموائد ِمن عَـل ِ!
لا يارعـاك ِاللهُ.. مـا ذَبُـلَ الفتـى=لو كانَ بين ضلوعـهِ قلـبٌ خلـي!
لا يارعـاكِ اللهُ.. أذبلنـي الأســى=والبعدُِِ عـن أرض ِالحبيـب ِالأول ِ
قاضيتُ دهـري فارتأيـتُ لحكمـةٍ=شـدّ الرحـالِ وأن أفـارقَ موئلـي
أختاهُ مـا يبكيـك؟ كـان ِِكزهـرة ِ=منديلـك الـوردي غيـرَ مُبَلَـل ِ؟!
زَفَرتْ.. وأحسبني رحقـتُ زفيرَهـا=فتنفسـتْ روحـي عبيـرَ قُرُنْفُـل ِ!
أختاه: قد كشـفَ الصُبـاحُ لتكشفـي=عن صبح ِوجهِك ِللشريـد المثكـل ِ!
كَشَفَتْ لترشفَ قهـوةً فـإذا الدجـى=صبحٌ طري الضوءِ غضُ المنهـل ِ!
وجـهٌ يفيـضُ عليـه نهـرُ أنوثـةٍ=ونسيـمُ غابـاتٍ وشقـرةُ سنبـل ِ!
صـافٍ كمـرآة ِالصبـاح ِنعومـةً ً=فيكاد يجرحُـه الوشـاحُ المخملـي!
ضَـجََّ العبيـرُ بـه فَحطّـم دورقـاً=للطيب ِمن تحت ِالحجاب ِالمسـدل ِ!
وتراقـص الفنجـانُ بيـن أصابـع ٍ=شمعيـة الأطـراف ِلا كالأنـمـل ِ!
بالله ِيـا هـذا المُضَيّـفُ لحـظـة ً= زِدْني ولا تبخـلْ علـيََّّ.. فأجمـل ِ
أنا لن أخضُّ يدي.. ساشـربُ دلـة ً=إن كنت في فنجانِها ستصـبُ لـي!
حسناءُ ياعرساً تناسـلَ فـي دمـي=أعوامُهـا العشـرونَ لمّـا تكـمـل ِ
لا تطفئـي قنديـل وجهِِِـك.ِ. إننـي=عفّ الرﺅى و القلب ِعـفّ المقْـوَل ِِ
كيف اقتحمتِ ربايَ وهـي منيعـة ٌ=فدخلـت ِاحداقـي وكهـفَ تأملـي؟
بالأمس ِحصّنتُ الفوادَ مـن الهـوى=ومن الجمال.ِ. فكيف لـم يتحمّـل ِ؟
خَتَمَ الأسـى قلبـي وشرفـة َمقلتـي=وطويتُ من دهـر ٍلسـانَ تغزُّلـي!
حسناء: أشرعتـي حبيسـة َبحرِهـا=فََخُذي بها نحـو الأمـان وأوْصلـي
شدّي حديثـك ِبالحديـث ِوواصلـي=عزفَ اللحون ِبلثغـة ٍ.. لا تبخلـي
هَتَفَ المضيّفُ: حانَ وقتُ هبوطنـا=فكأنـه أعطـى إشـارة ُمقتـلـي؟!
قالتْ: أراكَ غفوتَ؟ قلـت بحسـرةٍ:=كيف المنامُ وأنتِ ِمـا أبقيـتِ لـي؟!
أطبقـتُ أجفانـي عليـكِ لأنـنـي=أخشى وداعكِ ياجميلـة.ُ. فانزلـي!
حَزَمَتْ حقائبَها ولـم أحـزمْ سـوى=أوراق عمري في كتـابِ ترحلـي!
مضتِ الجميلـة َ َتزدهـي بعبيرِهـا=وأنا؟ رجعتُ إلـى رمـادِ تخيلـي!
[/poem]
تعليق