يوميات فراشة تحترق - سليمى السرايري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    يوميات فراشة تحترق - سليمى السرايري

    لن أرمي بعتابي على أصابع من يمسكون البلاد،،،
    ولن ألملم ما تناثر من الأغاني الشجية في شوارع وأزقة المدينة،،
    هناك المحيط الضيّق الذي يدور بي ويصيبني بدوار و صرخات مكبوتة،،،
    هناك أصدقاء غسلوا ونفضوا الصداقة ثم نشروها على حبال اللامبالاة.....
    هناك القريب جدا الذي تجاهل ومرّ إلى مملكته وأغلق خلفه الباب
    غير مبالٍ بتنهيدة غائرة تخرج من قلبي الصغير............
    هناك مدينة تحتضر على شراشف الصمت المكبل ...
    هناك بصمة تضمحل وبسمة تموت...............
    لذلك فقط احترقت الفراشة...............

    الآن، لم تعد لي دموع...
    بحيرات الملح جفّت
    والبئر التي سقط فيها يوسف فارغة كفؤاد أم موسى ....
    ربما يعود ذات ربيع ذلك السنونو ،
    فطيور السنونو تكاد تنقرض...
    وربما تعود الفراشة للتحليق من جديد.......

    هل عاد الوطن من غيبته وهو يحمل وجعا زرعه أصحاب النفوذ ورؤوس الأموال وبعض من لهم مراكز مرموقة،؟
    هذا الوطن فعلا هو نبضة الروح ----
    لا أعرف لما تسقط مني مدن الفرح؟؟
    والوطن مخضّب بلون البرتقال..
    الحديقة مليئة بالمحبة.....
    وشيئ يشبهني هناك، يرقص يرقص........... : الطيبة
    وأنا طيبة هاهاهاها
    طيّبة جدّا ،،،،
    في زمن يعتبر الطيبة عملة أكل عليها الدهر وشرب...
    كأنّي في طرف القلق والصمت شمعة تضيئ كلماتي المتقاطعة
    و أقرب الناس إليّ يؤلمونني دون ان ينتبهوا أني احترق و أذوب.....
    يجرح الورد رغم أشواكه الجارحة...
    و ريلكه مات من وخز وردة؟؟؟
    فأنا مثله سأموت لكن من احتراق الياسمين والفراش...........

    مازلت أبحث عن حديقة نقية بعيدا عن الاختناق والغبار.....
    الضياع.... أنا ...وأنا وحدي أعرف الطريق المؤدية إلى القمر..

    ما معنى إذن، أن ألتفت حولي ولا أجد سوى السراب ؟
    رغم كل الاخضرار الذي حاولت زرعه في المسافات الفاصلة ؟؟؟
    سينهمر الوجع وهم يضحكون فقط بشفاههم
    وخلفي يقهقهون لأنّ القدر لعب لعبته الالهية وتغيّرت الظروف .....
    أشياء كثيرة جدّا تكبر في العتمة والغول رابض خلف نخلة حقلنا...
    حتما سيدفعني القصيد إلى الفيضان وسأطفو حتما أيضا ذات ارتواء........
    لكني في كل حين أتساءل وأنا أداعب جفافي :
    أين الزهور ؟؟؟
    ألم تعرف أيها القاطن في تموّجات الروح أن الحدائق المعلّقة في بابل احترقت أيضا؟؟
    أن حديقة الزهور " jardin des fleurs"في باريس، لا يدخلها سوى الطبقات الراقية
    و إن دخلناها سيمرقوننا بنظرات ازدراء لأننا من أطفال العالم الثالث؟.....
    تحية لأطفال العالم الرابع.........
    سيصمت القلب ويظلّ يملأ حقيبته بصبر حتى الطوفان....
    أكيد تكفي الزهور الشذية كي أرتق فجوات الحزن المتراكم هنا وهناك.....
    ~~~~~~~



    يوميات فراشة تحترق
    سليمى السرايري

    الملفات المرفقة
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    "
    - " سيصمت القلب ويظلّ يملأ حقيبته بصبر حتى الطوفان...."
    "
    !!

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 03-11-2016, 14:35.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      شكرا لمرورك من احتراق الفراشة
      أستاذ مصباح فوزي رشيد
      -


      نعم سيصمت القلب عن الكلام ويكتفي بحزنه العميق حتى الطوفان
      فليس الصمت بمعنى الموت - لكن هناك موت معنويّ
      الموت الرمزي أكثر من الموت الحقيقي.....
      كم تموت قلوبنا حزنا وهي تنبض بصعوبة وفي كل نبضة، دمعة............


      تحياتي واحترامي

      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • سامي جميل
        أديب وفنان
        • 11-09-2010
        • 424

        #4



        حتماً ...
        (حتما سيدفعني القصيد إلى الفيضان وسأطفو حتما أيضا ذات ارتواء........
        لكني في كل حين أتساءل وأنا أداعب جفافي :
        أين الزهور ؟؟؟)



        تتعكز الزهور معانقة آخر قطرات الندى ذات أفول حزين
        ترهب الإنتهاء
        والإنحناء
        أو حتى خلود مهيض
        في أحضان صفحة من ضلع كتاب
        مسهبة لمشهد العجز عن الاستحواذ على بريق الندى
        في صقيع إنفصال حارق

        (وشيئ يشبهني هناك، يرقص يرقص........... : الطيبة
        وأنا طيبة هاهاهاها
        طيّبة جدّا ،،،،
        في زمن يعتبر الطيبة عملة أكل عليها الدهر وشرب...)

        شيئ يشبهني هناك
        عند بقعة الندى تلك أسفل قدمي
        يرقص قافزاً كلماً تداعت قطرة
        حتماً سيطفو فوح الطيب


        [line]-[/line]

        الأديبة القديرة

        سليمى السرائري

        طبت وطابت أيامك بكل طيب

        ربما السبع السمان التهمت الزهور قبل العجاف سيدتي
        أو أن سيقان الزهور غدت عصي لسحرة فرعون

        ولربما بعض الزهور تتربص بصبر لقفزة البعث من قطرة ندى
        تفيض فتنهض وتفطو
        تسحق أشواك الوحشة عن جبين المرآة ذات طيب
        لتبقي الزهور شذية



        رشات عبق نثرت على جبين الشرود
        بددت خلود الانحناء إلى اللاشيء
        سوى شيء يشبهني


        تحياتي القلبية،،،
        التعديل الأخير تم بواسطة سامي جميل; الساعة 13-12-2016, 17:25.


        بداخلي متناقضين
        أحدهما دوماً يكسب
        والآخر
        أبداً لا يخسر …

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          العزيز سامي جميل

          اشتقت كثير ا لجمال حرف يغسلني من شوائب هذا الزمن
          وينثر بعضا من فرح في أرجائي الحزينة....

          لك المحبة والتقدير والاحترام.
          -
          سليمى
          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • جلال داود
            نائب ملتقى فنون النثر
            • 06-02-2011
            • 3893

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
            لن أرمي بعتابي على أصابع من يمسكون البلاد،،،
            ولن ألملم ما تناثر من الأغاني الشجية في شوارع وأزقة المدينة،،
            هناك المحيط الضيّق الذي يدور بي ويصيبني بدوار و صرخات مكبوتة،،،
            هناك أصدقاء غسلوا ونفضوا الصداقة ثم نشروها على حبال اللامبالاة.....
            هناك القريب جدا الذي تجاهل ومرّ إلى مملكته وأغلق خلفه الباب
            غير مبالٍ بتنهيدة غائرة تخرج من قلبي الصغير............
            هناك مدينة تحتضر على شراشف الصمت المكبل ...
            هناك بصمة تضمحل وبسمة تموت...............
            لذلك فقط احترقت الفراشة...............

            الآن، لم تعد لي دموع...
            بحيرات الملح جفّت
            والبئر التي سقط فيها يوسف فارغة كفؤاد أم موسى ....
            ربما يعود ذات ربيع ذلك السنونو ،
            فطيور السنونو تكاد تنقرض...
            وربما تعود الفراشة للتحليق من جديد.......

            هل عاد الوطن من غيبته وهو يحمل وجعا زرعه أصحاب النفوذ ورؤوس الأموال وبعض من لهم مراكز مرموقة،؟
            هذا الوطن فعلا هو نبضة الروح ----
            لا أعرف لما تسقط مني مدن الفرح؟؟
            والوطن مخضّب بلون البرتقال..
            الحديقة مليئة بالمحبة.....
            وشيئ يشبهني هناك، يرقص يرقص........... : الطيبة
            وأنا طيبة هاهاهاها
            طيّبة جدّا ،،،،
            في زمن يعتبر الطيبة عملة أكل عليها الدهر وشرب...
            كأنّي في طرف القلق والصمت شمعة تضيئ كلماتي المتقاطعة
            و أقرب الناس إليّ يؤلموني دون ان ينتبهوا أني احترق و أذوب.....
            يجرح الورد رغم أشواكه الجارحة...
            و ريلكه مات من وخز وردة؟؟؟
            فأنا مثله سأموت لكن من احتراق الياسمين والفراش...........

            مازلت أبحث عن حديقة نقية بعيدا عن الاختناق والغبار.....
            الضياع.... أنا ...وأنا وحدي أعرف الطريق المؤدية إلى القمر..

            ما معنى إذن، أن ألتفت حولي ولا أجد سوى السراب ؟
            رغم كل الاخضرار الذي حاولت زرعه في المسافات الفاصلة ؟؟؟
            سينهمر الوجع وهم يضحكون فقط بشفاههم
            وخلفي يقهقهون لأنّ القدر لعب لعبته الالهية وتغيّرت الظروف .....
            أشياء كثيرة جدّا تكبر في العتمة والغول رابض خلف نخلة حقلنا...
            حتما سيدفعني القصيد إلى الفيضان وسأطفو حتما أيضا ذات ارتواء........
            لكني في كل حين أتساءل وأنا أداعب جفافي :
            أين الزهور ؟؟؟
            ألم تعرف أيها القاطن في تموّجات الروح أن الحدائق المعلّقة في بابل احترقت أيضا؟؟
            أن حديقة الزهور " jardin des fleurs"في باريس، لا يدخلها سوى الطبقات الراقية
            و إن دخلناها سيمرقوننا بنظرات ازدراء لأننا من أطفال العالم الثالث؟.....
            تحية لأطفال العالم الرابع.........
            سيصمت القلب ويظلّ يملأ حقيبته بصبر حتى الطوفان....
            أكيد تكفي الزهور الشذية كي أرتق فجوات الحزن المتراكم هنا وهناك.....
            ~~~~~~~



            يوميات فراشة تحترق
            سليمى السرايري

            قراءة متأخرة ، ومتأنية
            لافض فوك أستاذة سلمى

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
              قراءة متأخرة ، ومتأنية
              لافض فوك أستاذة سلمى
              وإن كانت متأخرة مازلتُ انتظرها استاذي جلال داود
              -
              مع فائق تحية سليمى
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              يعمل...
              X