محمود درويش نقل شعر الحداثة من النخبة للشارع العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.مازن صافي
    أديب وكاتب
    • 09-12-2007
    • 4468

    محمود درويش نقل شعر الحداثة من النخبة للشارع العربي

    محمود درويش نقل شعر الحداثة من النخبة للشارع العربي


    قدم درويش القضية الفلسطينية بقصائد كانت لصيقة بالشارع وابتعدت عن إطار النخب

    على وقع الحزن الذي لف الحركة الثقافية الأردنية منذ الإعلان عن وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، شرع أدباء ومثقفون بتحليل المخزون الشعري الكبير الذي تركه درويش خلفه.

    وعم الحزن أوساط المثقفين والحركة الأدبية الأردنية، فيما خرجت الصحف بأخبار وتقارير تنعى الشاعر الكبير.

    ورأى الشاعر الفلسطيني عز الدين مناصرة أن درويش خلف وراءه "إرثا كبيرا كما ونوعا، وأنه نجح بنقل شعر الحداثة الشعرية للشارع العريض، بعد أن ظل هذا الشعر مقتصرا على النخبة لعقود طويلة".

    وقال مناصرة إن شعر درويش "له هوية خاصة، لأن نسبة العناصر الخضراء الدائمة هي الغالبة على شعره الذي قلل من الشعر المرتبط بالمناسبات كون هذا اللون يرتبط بزمان ومكان محدد".

    ولدى درويش جمهور عريض بالأردن، حيث ضاقت جوانب العديد من كبريات القاعات في العاصمة عمان عندما كان يصدح بشعره لجمهوره الذي ظل دوما متحفزا للجديد في الشعر.

    اختلاف في المضمون
    وذكر مناصرة الذي اختلف وافترق عن درويش بعد أن تلازم معه صديقا لسنوات طويلة أن خلافه مع الراحل كان في جوهر المضمون الشعري.

    وتابع أن ذلك الخلاف كان ينبع من النظرة لإسرائيل، فدرويش كان يؤمن بالحل القائم على قيام كيان إسرائيلي إلى جانب فلسطين، وهو الذي رفضه مناصرة. وقال "لم أومن

    ولو للحظة بوجود إسرائيل إضافة إلى خلافي معه حول شعر المقاومة وكيفية فهمه".


    إرث إنساني

    ويلفت رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعود قبيلات الذي ينتمي للجيل الذي عاصر درويش منذ بداياته إلى أن الشاعر الراحل خلف وراءه إرثا أدبيا إنسانيا على مستوى رفيع.

    وقال للجزيرة نت "شعر درويش يمثل مساهمة عربية مهمة في الأدب الإنساني، جعل منه واحدا من أكبر شعراء العصر الحديث بعد أن ارتقى بالقصيدة العربية لمستويات غير مسبوقة".

    وأشار قبيلات إلى أن ما يميز شعر درويش هو الصورة الفنية العالية أو "التكنيك" الذي امتازت به قصيدته، إضافة إلى أنه ارتاد آفاقا جديدة بالمضامين والأفكار مستندا لتجربة عميقة.

    وقال الأديب الأردني إن درويش "التحم بقضية شعبه التي نقلها بشعره للعالم بأسره". وأضاف "جمهور درويش من عامة الشعب وليس جمهورا نخبويا، ويكاد يكون الاستثناء الوحيد بين الشعراء الذي بنى رصيده على الجمهور العربي الشعبي وليس النخبوي".

    وعن الخلاف على مضمون شعر درويش قال قبيلات "إن القضايا التي تناولها "بالغة التعقيد، وتحتوي على آراء متداخلة جعلتني أكون واحدا ممن اختلفوا معه أحيانا".

    وأضاف "الخلاف لا يعني أن درويش أخطأ، كما لا يعني أن من انتقدوه كانوا خصوما له، فالخلاف كان على قضايا تحتوي على آراء متداخلة". وبين أن الاختلاف "حينما يتصل بقضايا بالغة التعقيد يكون طبيعيا بل ومطلوبا لإثرائها".

    غير أن مختلف النقاد والأدباء الذين عرفوا درويش سواء اتفقوا أو اختلفوا معه أجمعوا على أن الشعر العربي فقد أحد أبرز أعمدته المعاصرين، وأن القصيدة العربية فقدت جزءا من جمالها التصويري، وأن الجمهور العربي فقد شاعرا قدم له القضية الفلسطينية بقصائد كانت لصيقة بالشارع وابتعدت لأول مرة عن إطار النخب.
    مجموعتي الادبية على الفيسبوك

    ( نسمات الحروف النثرية )

    http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

    أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    حقيقة ربنا استهجنا بعض اراء احصة من كبار والقى امثالهم كثيرا.
    ولكن اولا اخيرا لن يصح الا الصحيح
    شكرا لحياديتك

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      افضل توصيف

      عزيزي صاحب الهمة العاليه الدكتور الاديب / مازن
      اصبت حين اخبرت انه السهل الممتنع
      اصبت حين قلت انه النخبة والشارع الثقافي معا
      العصفور العاشق لجبل الزيتون الغريب عن العالم الذاهب الى العالم
      درويش فلسطين العرب والمسلمين
      كانت ثنائية القوميه اختياره
      وماذا تعني سوى الدولة العلمانيه من النهر الى البحر
      وماذا تختلف عن نظام الطوائف اللبنانية المتعدده
      في الشعر عند المبارزة بيت لبيت ثنائيات يتفوق الاجدر بها
      هو تلك الثنائية الشعرية المتفوقه يعكسها على الوطن بانعكاس تفوقه
      تقبل مني كل التحيه والتقدير

      تعليق

      • رضا الزواوي
        نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
        • 25-10-2009
        • 575

        #4
        قراءة نقدية لمقال: “محمود درويش نقل شعر الحداثة من النخبة إلى الشارع العربي”

        أولًا: عن قوة الفكرة المركزية للمقال

        المقال يطرح أطروحة جوهرية:

        “محمود درويش نقل قصيدة الحداثة من النخبة إلى الجمهور الشعبي، دون أن يُفرّط في الشعرية.”(1)

        وهي فكرة دقيقة وجريئة، لأن قصيدة الحداثة غالبًا ما اتُّهمت بأنها متعالية على القارئ العادي، غارقة في الرمزية والذاتية.

        ما فعله درويش (حسب المقال) أنه:
        • أبقى على التكنيك الحداثي: الصورة المركّبة، الانزياح، الرمز.
        • لكن قدّمه عبر خطاب عاطفي، سياسي، وإنساني، موجه إلى جمهور لم يكن يقرأ أدونيس، بل يفتح صدره للقصيدة بصفتها صوتًا وطنيًّا.
        ثانيًا: التحليل الإبداعي لما قيل نقدًا

        شهادتا عز الدين مناصرة وسعود قبيلات

        كلاهما يقدّم رؤية نقدية شديدة القيمة:
        1. مناصرة
          يصف شعر درويش بأنه غني بـ”العناصر الخضراء الدائمة”، أي الشعر المتجدد المتجاوز للزمن والمناسبة —
          ولعلنا نربطها هنا بما قاله درويش في إحدى أجمل صوره الشعرية:
        “على هذه الأرض ما يستحق الحياة…”

        (درويش، جداريّة، 2002)

        عبارة لم تُكتب للمناسبة، بل لصناعة الحياة داخل الشعر، وهو ما قصده مناصرة.

        لكنه يختلف معه في المفهوم السياسي —

        فهو يرى أن درويش ليّن في مسألة إسرائيل، وهذه نقطة مفصلية تتكرر في النقد العربي، وتُلامس تعقيد درويش الإنساني.
        1. قبيلات
          يؤكّد أن شعر درويش ليس نخبويا بل إنسانيًا وعابرًا للفئات.
          وهنا نقتبس من درويش قوله في قصيدة “لاعب النرد”:
        2. “أنا من يقول أنا…
        أنا هو أنا حين أُطرد من اسمي”
        (درويش، لاعب النرد، 2008)

        وهذا المعنى العميق في “تفكك الهوية” هو ما التقطه جمهور درويش، لا النخبة وحدها.

        ثالثًا: النواقص التي يُمكن للمقال أن يتجاوزها
        • المقال يُحافظ على نغمة تأبينية محترمة، لكنه لا يتوغّل كفاية في بنية الشعر نفسه.
          هل درويش استخدم المجاز بشكل مختلف؟
          كيف كانت الجملة الشعرية عنده أبسط من السيّاب… وأعمق من نزار؟
          لم يُجب.
        • كما لم يُبرز الصراع الجمالي في قصيدته — صراع البحر الكامل ضد انكسار التفعيلة،
          و”الوطن” ضد “الذات”،
          و”القصيدة” ضد “الحدث”.
        رابعًا: اقتراح توسعة نقدية
        لكي نكون عادلين، ينبغي تحليل درويش لا من زاوية التلقّي فقط، بل من خلال تطوّره الداخلي كشاعر:
        • درويش الستينات والثمانينات شاعر المقاومة الحماسية.
        • درويش ما بعد “جدارية” (2002) هو شاعر الغياب الوجودي، وشاعر “اللايقين”، حيث يقترب من هايدغر أكثر مما يقترب من المتنبي!
        الخاتمة: شاعر بين الشارع والكينونة
        إنّ محمود درويش لم يكن شاعر الشارع لأنه قال ما يفهمه الناس،
        بل لأنه قال ما ينبض داخلهم… قبل أن يصوغوه لغة.
        لقد كتب الشعر كما يكتب الهاوي حجرًا في بحيرة التاريخ،
        وترك الدوائر تتسع…
        حتى صار الشارع نفسه قصيدة.

        ——————-
        (1) الموضوع يحتاج إلى دراسة نقدية مطوّلة
        [frame="15 98"]
        لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
        وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

        [/frame]

        تعليق

        يعمل...
        X