بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد، الرّحمة المهداة إلى العالمين، عليه الصلاة والسلام.
ثم أما بعد، أعيد نشر هذه المقالة اليوم وهنا كما نشرتها السنة الماضية، إلا قليلا مما أضفته الآن، في بعض المواقع الصديقة بمناسبة الاحتفال بـ "عيد الحب"، ويصادف اليوم المناسبة نفسها وأكرر نشرها لتكرر البلوى به في كل عام.الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد، الرّحمة المهداة إلى العالمين، عليه الصلاة والسلام.
نعم، نقولها هكذا بصراحة ووضوح ومباشرة حتى يعرف القارئ الكريم القصد من هذه الكلمة الموجزة عن تلك العادة السيئة، الخبيثة، والتي تدعى "عيد الحُبِّ" والذي هو، في حقيقته من حيث تاريخه، عيد الدعارة والفجور والمُجون والفُسوق والرذيلة [حتى وإن فلسفه بعض المخدوعين المخادعين وحاولوا تبريره ليوافق شهواتهم وشبهاتهم وشياطينهم وحتى إن حاول بعض الجهال أو الضلال من المسلمين إيجاد دليل له في الإسلام].
والعجيب في أمر المسلمين الذي يحتفلون بعيد الحب الممقوت هذا إنما يفعلون ذلك دون بحث عن تاريخه وحيثياته فتراهم كالقرود يقلدون غيرهم دون تبصُّر وقد صدق فيهم قول الرسول محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سننَ من قبلكم شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ، حتى لو سلكوا جحرَ ضبٍّ لسلكتموه. قلْنا: يا رسولَ الله، اليهودُ والنصارى؟ قال: فمن؟" [رواه الإمام البخاري، رحمه الله تعالى، في صحيحه عن أبي سعيد الخدري، رضي الله تعالى عنه] و "لتركبن سنن من قبلكم" [الحديث عن حادثة "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط" في غزوة حنين الشهيرة في السيرة النبوية الشريفة].
نعم، إنها السنن، بحيث صار المسلم يقلد في شئونه كلها حتى الدينية منها، الكفار والفساق والمنحلين ولا يبالي هل هذا مما يقبله الدين الحنيف: الإسلامَ، أم لا؟ إنه التقليد الأعمى لما يسنه الكفار من أعياد، والعيد في الإسلام مضبوط بالدين ومن أحدث في الإسلام شيئا فهو رد كما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنها وعن أبيها الصديق:"من أحدَث في أمرِنا – أو دينِنا – هذا ما ليس فيه فهو رَدٌّ. وفي لفظٍ "من عمل عملًا ليس عليه غيرُ أمرِنا فهو رَدٌّ" وجاء في بعض الآثار:"من أحدثَ في أمرنا هذا ما ليسَ منْهُ فَهوَ ردٌّ. أمَّا بعدُ فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللَّهِ وخيرَ الْهدي هديُ محمَّدٍ - صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ - وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وَكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ. إنَّما أخشى عليْكم شَهواتِ الغيِّ في بطونِكم وفروجِكم ومضلَّاتِ الْهوى. إيَّاكم والمُحدثاتِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ ضلالةٌ. إنَّ اللَّهَ حجبَ التَّوبةَ عن كلِّ صاحبِ بدعةٍ حتَّى يدعَ بدعتَه."[ المحدث: الهيتمي المكي | المصدر: الزواجر؛ الصفحة أو الرقم: 1/99 | خلاصة حكم المحدث: صحيح] [http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D...&st=a&xclude=].
هذا، وقد يلبِّس إبليس، عليه لعائن الله تعالى، على بعض الناس فيحاولون ربط "عيد الحب" ليس بما ابتُدِع لأجله وهو التعبير عن الحب الجسدي، الغريزي الجنسي المحرم، أي الزنا، بغيره من معاني الحب الجميلة كحب الأبوين، والأبناء، والوطن، و غيرها من المحبوبات بالفطرة السليمة كأن هذه المحبوبات موسمية "تعاد" في مناسبات خاصة فيُخصص لها يوم معين (؟!!!).
إن "عيد الحب" المزعوم عيد قديم في الثقافة الأثينية الوثنية سنَّه بعض أرباب الكنسية الكاثوليكية لتأليف قلوب الوثنيين وكانت تخصص أيام من شهر فبراير لاحتفالات ماجنة داعرة فربطوه تلبيسا على السذج من الناس بـ "القديس" (؟!!!) "فلانتين" وفي الثقافة المسيحية كثير من "الفلاتين" حتى التبست الأمور على المقلدين بأي "الفلاتينَ"، على وزن "الدلافين"، يُحتفل؛ ولمن أراد البحث في تاريخ هذا العيد الخبيث فليبحث في "الشبكة العنكبية الكونية" ففيها لمن أراد الاستقصاء فرصة لتصحيح نظرته في هذا العيد، عيد المُجَّان في كل مكان، وهذا رابط قد يساعد في فهم تاريخ "عيد الدعارة" والمسمى كذبا وزورا "عيد الحب": https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9...84%D8%AD%D8%A8.
ثم، هل يحتاج "الحب" إلى عيد، ومفهوم العيد أنه مناسبة موسمية "تعود" لتذكِّر بما يجب تذكُّره وقد أغنانا الإسلام بالعيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، عن غيرهما من الأعياد الفاسدة كما كان العرب في جاهليتهم يحتفلون بعيدَيِّ النيروز والمهرجان "المقتبسين" (؟!!!) من الثقافة الفارسية المجوسية الوثنية؛ إن "الحب" عندنا نحن المسلمين لا يحتاج إلى "عيد" أو مناسبة موقوتة، فهو في قلوبنا حاضر دائما وأوله حب الله تعالى، وحب نبيه، صلى الله عليه وسلم، وحب القرآن الكريم، وحب الدين، الإسلامَ، ثم حب الوالديْن، وحب الإخوة والأخوات، وحب الزوج، وحب الأبناء، وحب العائلة، وحب الناس عموما وحب المؤمنين بالله منهم، المسليمن، خصوصا، وحب الوطن، وغيرُ هذا مما يجب حُبُّه لله وفي الله:{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىظ° يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ غ— وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(التوبة:24).
إن الأمة الإسلامية لِما هي عليه من الهوان منذ قديم الزمان قد اعتادت إعطاء الدّنيّة في دينها وصارت تقلد أعداءها وخصومها في الرذائل والموبقات و كل المهلكات وليتها قلدهم في الفضائل والمنجيات إن كان عندهم منها شيء ليس منه في الإسلام شيء، نسأل الله الهداية إلى الحق، اللهم آمين يا رب العالمين، وإن تقليد الكفار في عاداتهم عموما وفي أعيادهم خصوصا يثلم التدين عند المسلمين، أقول:" يثلم التدين "ولا أقول:" يثلم الإسلام" لإن الإسلام لا يثلمه انحراف المسلمين عنه وفسوقُهم.
إذن، الاحتفال بعيد الحب تقليد أعمى للغرب أحب هذا من أحب وكرهه من لم يحب، ولارتباط هذا "العيد" المزعوم بالدين والحياة فضلت نشره هنا في منتدى "الإسلام والحياة" [في ذلك المنتدى] والإسلام، بلا مراء، دين الحب وليس دين الحرب [وليس كما يحاول بعض المرضى والأعداء إظهاره للناس]؛ والله المستعان وعليه سبحانه التُّكلان.
{وَالْعَصْرِ؛ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ؛ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
البُلْيدة، يوم 14 فبراير 2016.
ملحوظة: ما أظهرته في المتن بالبني هو إضافة اليوم ليتميز عما كتبته أولا العام الماضي.
تعليق