الـفـرحـة الـحـــزينة
---------
زفت إلينا الأنباء الخبر المفرح عن إفتتاح المكتبة العامة للشاعر المثقف الموسوعى الصديق المرحوم النور عثمان أبكر. فجالت فى خاطرى ذكريات تقاطرت عبر حقب من السنين طويلة. ورأيت بعينى عقلى جلساتنا فى دارة الرحيبة بكرم نادر؛ وأختنا الجزلى المحتفية دوما بكل زائر، ربة البيت وأم زهرات كن حتى آخر رؤيتهن عام 1980 طفلات رقيقات يفضن حيوية و ينضحن براءة، يتبادلن الإتكاة فى وداعة على والدهن النور وأمهن مارجريت وعمتهن دكتوره نوره. فألى تلك الأسرة الجميلة وبناتى إيزيس ولالا وما جدولين أهدى قصيدتى التى لم تنشر من قبل مشاركة حزينة فى يوم مفرح، رثاءا للصديق الصدوق والإنسان النادر النور عثمان أبكر بمناسبة إفتتاح مكتبته اليوم الثلاثاء الموافق 28 فبراير 2017
النور عثمان ابكر...يا صحو الكلمات المنسيه
************************************
رحلتَ سريعًا يا خِلـِّى
وكنتُ أمنى النفسَ لقاءًا
بعد سنى النزفِ وفرقةِ
أعوامٍ عشرين وتسعٍ
ولم أفهم إلا ساعتها معنى قولك
أن "الموعد قد حانا"
أستاذى وصديقى أنت
يا عرابَ الضيعى مثلى
قد كنت لنا حقـًا
"كاهنَ هذا المعبدْ"
فجمعتَ الشملَ نسيجًا براقا
فهنا شبانُ الغابةِ
وبناتُ الصحراءِ هُناكَ
ونظمتَ مخاضَ الزهرِ لنا
كلمات طنانه
فكنت لنا "شمس الإمكان"
وأيقظت تعابيرَ الماضى الغابرْ
أعمدةً من لهبٍ
"ممتدِ الأعرافِ إلى قمم الآفاقِ"
حيثُ صعدت
فوق جبالِ الربِ
وبعتَ حشاكَ الأوحد
"كي تعطي غرساً يرجى"
"فالغرسُ الطيبُ"
قلت لنا
"يعطي الغصنَ الأخضرَ والمرعى"
وضربت بعصا شعرك
صخر الإحساسِ المتبلدِ
فأنبجسَ شعورُ الناسِ عيونا
"يعلم كلّ مشربه
نسقي، نرعى"
فى أكمةِ غابتنا
وتلال الصحراءِ
وجبالٍ سمرٍ
وربى اوديةٍ خضرٍ
فى مهجعِ ساحلنا الأزرقْ
فشمختَ وأشهرتَ لنا
"مصباحَ اللؤلؤِ"
وفتحتَ لنا المعبدْ
أبوابًا مشرعةً "كمنارةْ"
"في وجهِ العابرِ والساعي"
إلى سنارَ ومن مروى
فمضينا خلفكَ نتهجى لنؤكدَ
"صحوَ الكلماتِ المنسيه"
فتتوهُ عقولٌ وخطى
فى روعةِ هذا الألقِ البراقِ
نتراقصُ طربًا لا ندرى
أن الموتَ عدوُ البهجةِ والبهرجْ
يترصدك ويؤثر أخيرنا دوما
وتطاردك منه "عيون فى المنفى"
فنفيق وقد أفل الباسقُ طولك
ولم يتبق لنا غير
حفيف الذكرى
ورجع "الكلمات المنسية "
*********************
إرقد فى أمان الله وحفظه أخى وصديقى وسمير العقل والخاطر؛ وسع الله قبرك ويسر رقدتك وأفاء عليك نعيما بقدر ما أفضت من السعادة على الناس مزنا هاميات لا تسكن إلا لتمطر حبا ومودة وصدقا وتجردا وعطاءا.
_______________
بوسطن 7 فبراير 2009
---------
زفت إلينا الأنباء الخبر المفرح عن إفتتاح المكتبة العامة للشاعر المثقف الموسوعى الصديق المرحوم النور عثمان أبكر. فجالت فى خاطرى ذكريات تقاطرت عبر حقب من السنين طويلة. ورأيت بعينى عقلى جلساتنا فى دارة الرحيبة بكرم نادر؛ وأختنا الجزلى المحتفية دوما بكل زائر، ربة البيت وأم زهرات كن حتى آخر رؤيتهن عام 1980 طفلات رقيقات يفضن حيوية و ينضحن براءة، يتبادلن الإتكاة فى وداعة على والدهن النور وأمهن مارجريت وعمتهن دكتوره نوره. فألى تلك الأسرة الجميلة وبناتى إيزيس ولالا وما جدولين أهدى قصيدتى التى لم تنشر من قبل مشاركة حزينة فى يوم مفرح، رثاءا للصديق الصدوق والإنسان النادر النور عثمان أبكر بمناسبة إفتتاح مكتبته اليوم الثلاثاء الموافق 28 فبراير 2017
النور عثمان ابكر...يا صحو الكلمات المنسيه
************************************
رحلتَ سريعًا يا خِلـِّى
وكنتُ أمنى النفسَ لقاءًا
بعد سنى النزفِ وفرقةِ
أعوامٍ عشرين وتسعٍ
ولم أفهم إلا ساعتها معنى قولك
أن "الموعد قد حانا"
أستاذى وصديقى أنت
يا عرابَ الضيعى مثلى
قد كنت لنا حقـًا
"كاهنَ هذا المعبدْ"
فجمعتَ الشملَ نسيجًا براقا
فهنا شبانُ الغابةِ
وبناتُ الصحراءِ هُناكَ
ونظمتَ مخاضَ الزهرِ لنا
كلمات طنانه
فكنت لنا "شمس الإمكان"
وأيقظت تعابيرَ الماضى الغابرْ
أعمدةً من لهبٍ
"ممتدِ الأعرافِ إلى قمم الآفاقِ"
حيثُ صعدت
فوق جبالِ الربِ
وبعتَ حشاكَ الأوحد
"كي تعطي غرساً يرجى"
"فالغرسُ الطيبُ"
قلت لنا
"يعطي الغصنَ الأخضرَ والمرعى"
وضربت بعصا شعرك
صخر الإحساسِ المتبلدِ
فأنبجسَ شعورُ الناسِ عيونا
"يعلم كلّ مشربه
نسقي، نرعى"
فى أكمةِ غابتنا
وتلال الصحراءِ
وجبالٍ سمرٍ
وربى اوديةٍ خضرٍ
فى مهجعِ ساحلنا الأزرقْ
فشمختَ وأشهرتَ لنا
"مصباحَ اللؤلؤِ"
وفتحتَ لنا المعبدْ
أبوابًا مشرعةً "كمنارةْ"
"في وجهِ العابرِ والساعي"
إلى سنارَ ومن مروى
فمضينا خلفكَ نتهجى لنؤكدَ
"صحوَ الكلماتِ المنسيه"
فتتوهُ عقولٌ وخطى
فى روعةِ هذا الألقِ البراقِ
نتراقصُ طربًا لا ندرى
أن الموتَ عدوُ البهجةِ والبهرجْ
يترصدك ويؤثر أخيرنا دوما
وتطاردك منه "عيون فى المنفى"
فنفيق وقد أفل الباسقُ طولك
ولم يتبق لنا غير
حفيف الذكرى
ورجع "الكلمات المنسية "
*********************
إرقد فى أمان الله وحفظه أخى وصديقى وسمير العقل والخاطر؛ وسع الله قبرك ويسر رقدتك وأفاء عليك نعيما بقدر ما أفضت من السعادة على الناس مزنا هاميات لا تسكن إلا لتمطر حبا ومودة وصدقا وتجردا وعطاءا.
_______________
بوسطن 7 فبراير 2009
تعليق