في الطريق إلى أمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة سلمان
    عصفورة لاتجيد الزقزقة
    • 13-07-2012
    • 1326

    في الطريق إلى أمي

    "بغداد تودعكم " آخر ما وقعت عليه عيناي قبل أن أفتح القماشة المشدودة إلى جانب النافذة
    واحني رأسي أنبش في محتويات الهاتف، بدءا من الواتس واسماء.. "آخر ظهور" متصل لآن" حيلتان لابأس بهما.. بعدما ينتصر العناد! عرجت على الفيس والصفحة الرئيسة، بدت خالية بعد التحديث من أي جديد، مررت على بضع كلمات، سطرا وآخر من منشورات صفحات تهتم بأخبار الموصل.
    لا أتمم قراءة.. ولا أنهي مقطع؛ من عاش الألم ذاته تكفيه العناوين. قصدت تويتر.. أغلب التغريدات ساذجة والبعض مكررة، لا أعرف ما اللذيذ في الإعادة والومض القصير يموت بالدهشة الأولى!
    رابط لمقطع فيديو يأخذني لموقع ما وعودة لتطورات الموصل، هذه المرة شاهدت المقطع للنهاية
    كان لمدنين فرحين مستقبلين الجيش بالقبلات، من بينهم وعلى مقربة منهم قليل من الدجاج الغير أبه بالتحايا والنصر! الراكض رغم شيئ من أزيز بحثا عن حبات يلتقطها.
    ترى أدرك الملازم الذي يتحدث للكاميرا أن الدجاج الجائع يعني :

    حاذر..
    في الطريق للإصفرار
    السنبلة!
    التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 25-03-2017, 14:56.
  • سميرة سلمان
    عصفورة لاتجيد الزقزقة
    • 13-07-2012
    • 1326

    #2
    "والصبح إذا تنفس" تغريدة كانت بإستقبال عودتي.. توقفت عند التغريدة طويلا، تنفست عميقا، تأملتها بحمد وأمل، أقفلت الهاتف، تفقدت باقة الورد لا زالت كما هي عطرة فواحة، لملمت القماشة، كما لملم الفجر آخر خيوطه وهمَ الصبح ينشر نسيج الضوء، طفقت أنظر للأشياء الراكضة مع الحافلة، نظراتي تمسك شيئا وتفلت من عيني أشياء من سرعة الحافلة وأشياء، تجاوزنا أراض شاسعة، مررنا بمدينة وأخرى، بستان وآخر، من هنا إلى هناك قرى متناثرة، عبرنا الفرات للفرات أحمل منذ أمد عتبا طويلا أسهبته بتنهيدة..
    مجرى الفرات ــ
    لهنيهة تسيرُ الزورق
    نظراتي!
    التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 25-03-2017, 14:58.

    تعليق

    • سميرة سلمان
      عصفورة لاتجيد الزقزقة
      • 13-07-2012
      • 1326

      #3
      تفقدت باقة الورد ثانية..
      ـــ عشر دقائق بعد منتصف السادسة صباحا؛ أحداهن تسأل عن الوقت

      لم أبرح النافذة، لا زلت أنظر وأمسك كل ما يركض بلمحة،
      مررنا بطريق زراعي، على جانبيه، قليل قصور شاهقة محاطة بنخيل باسق، وأشجار معمرة..
      كما هناك بيوت بالكاد تشاطر علو أشجار مزروعة قبل عام.
      صادفنا بضع نساء مقطرات الواحدة منهن بتؤدة تمشي؛ أثر حزمة الحطب الكبيرة على الرأس.
      صبي وطفلتان مع ماعز وقليل أغنام في طريقهم للمرعى..
      سيارة من نوع تويوتا حمل شبه مستهلكة يتقدم عنها شاب ببيجاما متسخة يرجو من السيارات المسرعة مساعدة.

      أخذني مني ومن باقة الورد والهاتف وما حولي
      أصفرار شاسع! كان قد أكتمل طلوع الشمس وانتشر الشعاع على القفار
      فغدا الأصفران بحرا متلاطم الصفرة، بينما أتأفف في سري وأتسائل ماذا لو..

      أشهق.. أرفع عيني للسماء من ما من أثر لنحدار عذبٍ، من أين نما وكيف أخضر..!
      ليست قصاصة من وهم أو رقعة من خيال..
      هذه حقيقة؛ هذه قلادة تتدلى على رقبة الصحراء الطويلة.

      إصفرار شاسع ـ
      فجأة الطريق
      حقل قمح!


      يتبع
      التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 25-03-2017, 15:04.

      تعليق

      • سميرة سلمان
        عصفورة لاتجيد الزقزقة
        • 13-07-2012
        • 1326

        #4


        ـــ ...................؟

        بلى.. المرج المتموج حقل قمح/ ثمرة الاعتماد الذاتي ومياه الأعماق

        لم أفق ولا أزال أشهق من فرحتي ودهشة الفجأة بالبحر الأخضر وأمواج السنابل،

        شهقت لأخرى

        ــ الله! توقــ .

        لا لا لا استطيع، كيف أوقف حافلة مسرعة بركابها لأسمع صوت الدراج!

        نعم أنه الدراج!!!

        على المرز القريب للشارع الدراج..

        واضح أنه كان يغرد ياه!!! ما أحلا الدراج وما أعذب لحنه، باقيا يتردد في أذن قلبي، من ذات سفرة لبستان ما وصدى تغريده، أين البيانو و"شوبان" من هذا العزف!
        أجزم سيغمض عينيه ويسافر لأبعد مما تأخذه الإغماضة لو يلقي الكمان وينصت للدراج "فريد فرجاد"

        لابد وأن أصغى وتوغلت لأوتار العود هذه التقاسيم فأضاف "زرياب " الوتر.. لو يواضب الآن لأضاف وترا وآخر وآخر وعوض عن "بيت العود" أسس "شمة" بيت الدراج!

        هذا الطائر الصغير من فصيلة الدجاجيات، أرضية الغذاء، شتاء العراق الدافئ وصيفه الحار مناسبان لضعفه وندرة طيرانه.. كما ملاءم ربيع متقلب لتكاثره، وخريف تارة هادئ وتارة عاصف يسهل اصطياده. هو يكثر في البساتين وأكثر منها في الحقول الموسمية. تتلذذ بطعمه الثعالب والكلاب والقطط البرية،
        يفاخر أصحاب البنادق بالدراج طبقا باذخا على المائدة، تتباهى زوج الصياد بالوسادة المحشوة بالريش الآسر،
        منذ شهقة أتهجى ألوانه ولا أحصيها..!

        بعمري كيف تكون أحلام معشوق غافٍ والوسادة ريش الدراج؟!

        لو لم تكن لعينيه سحر الحب وفتنته، ما شبه الفلاح العاشق عين محبوبته بعين الدراج.

        أبي كان قناص طيور بارعا محبا لشهي الدراج، مولعا برائحة لحمه الزكية على جمر متقد..

        لا لشدوهه حين يشدو على مكان مرتفع..!

        حاولت مع أبي كثيرا، كي يكف عن صيده، يستبدل رائحة الشواء، بحلو النشيد،

        لكن كان من الصعب تغيرالولع.. كما بات يستحيل تغير الأفكار!

        هذا الطائر المجبول على الجمال، على الوفاء لأنثاه، يأبى أن ترافق العواصف صوته، يرفض أن تبلل لحنه الامطار، يطبق على حنجرته حين العجاج كي لاتشوه أغنيته ذرات تراب أو يتخلل القش مقطوعة غزل وحدها أنثاه تفهم سلم مقامها،

        لا يبوح ولا يشدو إلا حين يكون نشوانا من بسط الصفاء، منتشيا من لطف الجو..

        مطمئنا أن أنثاه ترقد على بيضات لهما بسلام وأمان.

        نسيت الطريق، اشحت نظري عن النافذة ، سرحت مع فرادة الدراج وندرة الوفاء، تذكرت بعثرت الأعشاش، صوت الغياب، غيوم البارحة، تفقدت باقة الورد، حاولت تصفح المواقع والقراءة.. لكن الصور تحشدت؛ الطبيعة..المروز.. الغناء.. الدراج.. أنثاه.. كل هذه الاشياء كفيلة بان تولد على أطراف أصابعي رغبة عارمة للكتابة.. تذكرت تلك القصيدة.. القصيرة/ الكبيرة، العذبة/ الناعمة.. كترنيمة الدراج، فتحت الهاتف مازال لدي ساعات قبل أن ينفد أشتراك النت، ولجت أحدى المجموعات المهمومة بــ...

        لم أكتب واغير كثيرا هي الصور وحدها جائت تركض بمفرداتها:



        مروز الحقل ــ
        باكرا تغمر إمتلاء السنابل
        أصواتُ الدراج


        يتبع
        التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 25-03-2017, 15:10.

        تعليق

        • سميرة سلمان
          عصفورة لاتجيد الزقزقة
          • 13-07-2012
          • 1326

          #5
          كبست على زر النشر وغادرت.. قليلا وعدت لأطمئن على سلامة الدراج، أقصد خلو نص الدراج من الاخطاء،
          فالسهو لديّ كثير، وأبدا ماأكتب عامرا بالإخطاء النحوية والطباعية
          وجدتُ الدراج قابعا خلف عبارة ضغطتْ على الشوكة؛ آلمني الوخز!
          مر شريط مسرعا بدءًا من سابق رسمات، وإرتعاش بألوان باهتة، إلى استخفاف.. وإنتقاء ضل.. فتاه على مشارف نفاق!
          مرورا بمن حضي بمباركة البرك الراكدة وتصفيق الضفدع، لدي مؤكد علم أن الضفادع لا تصفق إلا لجيد فما فوق،
          وقد يكون رسمي لصوت الدراج دون رفيف اليعسوب
          وقيل آمر الرعية عبر موقع ويكيبيديا تسقل "جبل فوجي"
          شرع نوافذه حتى تلوثت قياسات حددت بعواصف الساكورا التي تهب من ناحية الصور في محرك البحث العملاق كوكل!
          حاولت أن أبدد يأسي.. وجاهدة أزيل عن ذهني وصية "الرطيان: العقل الجاهل سيء والعقل المغرور بمعرفته أسوء"
          أحلم بأن أرى الدراج شاخصا على الجدار، ومن إعتاد قفز الضفادع وزحف الحلازين
          لابد يفهم مقصد الدراج، ويدرك كهن المروز. لكن عبثا..
          ظل أصبعي مع حيرتي على الشاشة يدور ويدور حتى دستُ على خيارات المنشور وبــ:

          طائر الدراج...
          يحط على جدارٍ أملسْ
          اليعسوب!

          يتبع


          التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 03-04-2017, 11:09.

          تعليق

          • سميرة سلمان
            عصفورة لاتجيد الزقزقة
            • 13-07-2012
            • 1326

            #6
            تزامن حفظ التعديل وضجيج يزداد من حولي...
            ـــ المرقد أولا
            ـــ المرقد ثانيا
            ـــ المرقد لا يجوز
            ــ المرقد نتأخر
            ــ المرقد من الأفضل لاحقا
            أتفق على أن مرقد الأمام فيما بعد... إذ من كثرة الوافدين والمخاطر ثمة مبالغة في القيود وإجراءت الحماية
            كل بضع وثلاثين خطوة، طابور للتفتيش عند آخره تتلمس أعضاء جسدك حامدا شاكرا؛
            خرجت من سيول النسوة وأمواج التدافع، دون أن تفقد شيئا منها.
            وبالكاد نفرغ من أيهما أولا وعلى مقربة ليس بالقصيرة من وجهتنا، تعالى جدلٌ.. وضجيج آخر
            هذه المرة لابد وأن تتوقف الحافلة ويترجل الجميع إذ يمنع دخول السيارات والمركبات خشية التفخيخ،
            حملتُ حقيبة اليد وباقة الورد وأسرعت بالنزول، تاركة من ورائي يتعالى توسلٌ وشتائم ومواعظ...
            وكأن الجندي المرغم على تنفيذ الأمر، المغلوب على وقفة مقطوعة عن الظل والخضرة
            يتزعم حزبا طائفيا، ينعم برغد ونعيم الوكر الأخضر!
            سلمت قدميّ للشارع المبلط وهمت مسرعة، المسافة طويلة لكن خطواتي سريعة ومبتغاي الوصول
            على ذراعي باقة الورد مثل طفل في مهد تتبسم عطرا، يتبعني من هنّ مثلي خفافا ولا يكثرن جدالا
            أثنان منهنّ شاركنني الخطوة بالخطوة، عند السرعة وحين البطءِ، لم أعر لهن سمعا حين تهامسن
            ـــــ من كثر مواقع التواصل وولع الصور والنشر، بتنا نرى أشياءً كنا نراها في الأفلام وحسب!
            يقصدن باقة الورد النضرة من تعدد ورودها وزاهي ألوانها، باقة الورد الأستثنائية بين رائحة البخور وماء الورد، أعواد الثقاب وخيط الشمع، هذه الهدايا المصنعة بلا روح بلا نفس، بعطر مصنع وضوء باهت، لا تغادر أبعد من مكان فيه تولد وفيه تموت موتا أبديا مثل أي بلاستك جامد من يهدي الجامد المصنوع لم يفهم قيمة ومغزى النضر الحي، فوق الصمت الأبدي،
            باقتي الفواحة بعطرها الحي الخلاب
            إن ذوت لا يهم فهي لها روح ستصعد إلى هناك تحيا من جديدة حياة سرمدية دون زوال
            ستحيا قرب من أهديها له تبتسم عطرا كل حين وتقول أنا من.....


            عطر الوردــ
            يضوع من عمق الرخام
            عبق أمي

            يتبع
            التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 23-03-2017, 12:01.

            تعليق

            • سميرة سلمان
              عصفورة لاتجيد الزقزقة
              • 13-07-2012
              • 1326

              #7
              أخذنا الشارعُ مسافة ليست بالقصيرة وسورٌ عالٍ على يساره وفراغ طويل على يمينه، قبل أن ينعطف على علو الرمل النقي المرتفع..
              المحشو ببياض الصخور والسكينة والنسيان والمساواة والطهارة والرقاد الأبدي.
              تفرقنا شيئا فشيئا كل على وجهته من توقف عند المقدمة ومن توغل للعمق ومن ذهب للطرف الآخر.
              أنا كنت ممن لازال لديه خطوات في منعطفٍ على يمينه يخلد من كانوا يوما هم للحياة ووطيس الخطوات..
              وعلى يساره أشجار ظل متباعدة، الوقت ضحى، لم ترتفع الشمس بعد وينسحب الظل إلى الجذوع
              لازال الفيء يفترش حيز ليس بالقليل يهب نفحات منعشة، من هنا إلى هناك زقزقة خافتة لعصافير..
              ثلاث كلاب نائمة، حرصت ان لا احدث صوتا وتصحى، أخاف الكلاب..
              قليلا.. وقطة باللونين الابيض والرمادي خافت مني،
              هروبها شغل عني كلب آخر فاجئني نابحا من وراء صخرة بيضاء،
              همت مسرعة وقع عجالتي، أجفل رف عصافير عن ساقية صغيرة أحدثها صنبور أسفل خزان ماء يرتفع على نصف حائطين
              لم يتبقَ أمامي إلا بضع خطوات..
              أتفقد لمرةٍ أخيرة باقة الورد لا تزال تنبض ألوانا وتبتسم عطرا.
              وأخيرا وجهتي ومقصدي...
              يــــا إلهي!!!
              المكان مرسوم بقلبي أحفظه عن ظهر خطوة
              آخر دمعتي لي هذا أثرها لازال يُذكر بنهاية أمان وحنين كانا..
              أ قصاصة من الجنة؟! رباه...
              دهشتي ابتلعت دمعتي سرقت كلمات منذ آلم أخبيها، كما التحية والحمد والبسملة!
              طفت حوله مشدوهة مبهورة مسحورة وحدها الشاهدة باقية، مغطى بالتمام.
              الرائحة فتحت شهيتي لتخطي الخطوة الهامة والأنتقال إلى أبدية لا تعرف نهاية أو فناء..
              هذا الوردي الفاتح له رائحة القصائد، الوردات البيضاء الصغيرة المتوزعة على النهايات الناعمة، لها رقة تشبه تحسس الملامح في الصور،
              عطرٌ فواح كالتحليق مع الموسيقى بلا جناح إلى سماء عالية، تنتظر ريشة طائر تويجة ورد تعود بك،
              تتبعت مد العشبة ــ من أين.. من أين..
              واحد، أثنان، ثلاث.... سبعة، شهقت.. اتسعت حدقة عيني.. تبسمت من دهشتي لحروف الشاهدة
              ـــ الحياة التي تحول بين مصافحة، بيسر يهبها....!
              تسمرت عند بياض الرخام من ذهولي اغمضت عينيّ..
              العشبة تضوع تراتيلَ، ودعاء، وحبا، وحنانا، وفاءً وربت ملاك.
              رأيت الكلاب التي أخافتني تركض مسرعة بعيدا وجهتها عني، نسمة تخلط نفحات باقتي التي قسمتها..
              وردة هنا وهنا وردة، وردة هنا، وهنا وردة.
              عصافير مضيئة ترفرف كالنجمات المتناثرة من عصا الساحرة وأنا أميرة من أميرات الرسوم المتحركة
              عصفور على كتفي الايمن يتنفض؛ ينثر شذرات تلمع لها بريق الدانتيل المزركش، شكل المسافة الموؤودة..
              فرحة شقشق بها آخر على يديّ المشبوكة على هاتيك الأصابع القصيرة/ الطويلة بالعطف والحنو وعذب الكلمات
              ثالث دنى يهمس...........
              قهقهة عالية
              وينتهي تبسم رحلةٍ
              في المنام!


              انتهى
              شكرا لكل مار...

              التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 03-04-2017, 11:27.

              تعليق

              • سميرة رعبوب
                أديب وكاتب
                • 08-08-2012
                • 2749

                #8
                رائعة
                رحم الله أمي ووالدتك وجميع الأمهات والآباء..آمين
                عصفورة تغرد بأجمل ألحان الحبّ والوفاء والبرّ والحنين والنقاء
                تشنَّف روح القارئ لمتابعة نغمها الصادق.
                أحببْتُ ما كتبتِ أختي الفاضلة الأستاذة سميرة،
                تقبلي مروري والتحية.
                رَّبِّ
                ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                تعليق

                • سميرة سلمان
                  عصفورة لاتجيد الزقزقة
                  • 13-07-2012
                  • 1326

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سميرة رعبوب مشاهدة المشاركة
                  رائعة
                  رحم الله أمي ووالدتك وجميع الأمهات والآباء..آمين
                  عصفورة تغرد بأجمل ألحان الحبّ والوفاء والبرّ والحنين والنقاء
                  تشنَّف روح القارئ لمتابعة نغمها الصادق.
                  أحببْتُ ما كتبتِ أختي الفاضلة الأستاذة سميرة،
                  تقبلي مروري والتحية.
                  كل عام وأنت بخير وطلب الرحمة وفسيح الجنان للوالدين أستاذة سميرة رعبوب

                  أكثر من حضورك الراقي واستحسانك أسعدني وبحق طلب الرحمة لأمي بهذه الأيام المباركة

                  رحم الله والديك وأكرمهم الفردوس ورحم والديّ وكل أموات المؤمنين والطيبين اللهم آمين

                  تقديري والشكر الجزيل للحضور الكريم

                  أطيب التحيات والمودة الخالصة



                  تعليق

                  • سميرة رعبوب
                    أديب وكاتب
                    • 08-08-2012
                    • 2749

                    #10
                    وكل عام وحضرتك بخير
                    عيد أضحى مبارك.
                    رَّبِّ
                    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                    تعليق

                    • سوسن مطر
                      عضو الملتقى
                      • 03-12-2013
                      • 827

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سميرة سلمان مشاهدة المشاركة


                      ـــ ...................؟

                      بلى.. المرج المتموج حقل قمح/ ثمرة الاعتماد الذاتي ومياه الأعماق

                      لم أفق ولا أزال أشهق من فرحتي ودهشة الفجأة بالبحر الأخضر وأمواج السنابل،

                      شهقت لأخرى

                      ــ الله! توقــ .

                      لا لا لا استطيع، كيف أوقف حافلة مسرعة بركابها لأسمع صوت الدراج!

                      نعم أنه الدراج!!!

                      على المرز القريب للشارع الدراج..

                      واضح أنه كان يغرد ياه!!! ما أحلا الدراج وما أعذب لحنه، باقيا يتردد في أذن قلبي، من ذات سفرة لبستان ما وصدى تغريده، أين البيانو و"شوبان" من هذا العزف!
                      أجزم سيغمض عينيه ويسافر لأبعد مما تأخذه الإغماضة لو يلقي الكمان وينصت للدراج "فريد فرجاد"

                      لابد وأن أصغى وتوغلت لأوتار العود هذه التقاسيم فأضاف "زرياب " الوتر.. لو يواضب الآن لأضاف وترا وآخر وآخر وعوض عن "بيت العود" أسس "شمة" بيت الدراج!

                      هذا الطائر الصغير من فصيلة الدجاجيات، أرضية الغذاء، شتاء العراق الدافئ وصيفه الحار مناسبان لضعفه وندرة طيرانه.. كما ملاءم ربيع متقلب لتكاثره، وخريف تارة هادئ وتارة عاصف يسهل اصطياده. هو يكثر في البساتين وأكثر منها في الحقول الموسمية. تتلذذ بطعمه الثعالب والكلاب والقطط البرية،
                      يفاخر أصحاب البنادق بالدراج طبقا باذخا على المائدة، تتباهى زوج الصياد بالوسادة المحشوة بالريش الآسر،
                      منذ شهقة أتهجى ألوانه ولا أحصيها..!

                      بعمري كيف تكون أحلام معشوق غافٍ والوسادة ريش الدراج؟!

                      لو لم تكن لعينيه سحر الحب وفتنته، ما شبه الفلاح العاشق عين محبوبته بعين الدراج.

                      أبي كان قناص طيور بارعا محبا لشهي الدراج، مولعا برائحة لحمه الزكية على جمر متقد..

                      لا لشدوهه حين يشدو على مكان مرتفع..!

                      حاولت مع أبي كثيرا، كي يكف عن صيده، يستبدل رائحة الشواء، بحلو النشيد،

                      لكن كان من الصعب تغيرالولع.. كما بات يستحيل تغير الأفكار!

                      هذا الطائر المجبول على الجمال، على الوفاء لأنثاه، يأبى أن ترافق العواصف صوته، يرفض أن تبلل لحنه الامطار، يطبق على حنجرته حين العجاج كي لاتشوه أغنيته ذرات تراب أو يتخلل القش مقطوعة غزل وحدها أنثاه تفهم سلم مقامها،

                      لا يبوح ولا يشدو إلا حين يكون نشوانا من بسط الصفاء، منتشيا من لطف الجو..

                      مطمئنا أن أنثاه ترقد على بيضات لهما بسلام وأمان.

                      نسيت الطريق، اشحت نظري عن النافذة ، سرحت مع فرادة الدراج وندرة الوفاء، تذكرت بعثرت الأعشاش، صوت الغياب، غيوم البارحة، تفقدت باقة الورد، حاولت تصفح المواقع والقراءة.. لكن الصور تحشدت؛ الطبيعة..المروز.. الغناء.. الدراج.. أنثاه.. كل هذه الاشياء كفيلة بان تولد على أطراف أصابعي رغبة عارمة للكتابة.. تذكرت تلك القصيدة.. القصيرة/ الكبيرة، العذبة/ الناعمة.. كترنيمة الدراج، فتحت الهاتف مازال لدي ساعات قبل أن ينفد أشتراك النت، ولجت أحدى المجموعات المهمومة بــ...

                      لم أكتب واغير كثيرا هي الصور وحدها جائت تركض بمفرداتها:



                      مروز الحقل ــ
                      باكرا تغمر إمتلاء السنابل
                      أصواتُ الدراج


                      يتبع
                      كنتُ قريبة منكِ جداً في هذه القطعة من النص
                      لفتتني علاقتكِ مع الطيور بصفاتها وتفاصيلها
                      ومع حقول القمح وغيرها من صور الطبيعة.

                      أحياناً نحسّ أننا غرباء عندما نتمنى لو نوقف الدنيا للحظة كي نتابع
                      بنظرنا أحد الطيور الجميلة. نشعر أنها أمور لا يعبأ بها غيرنا
                      في عالم كهذا، صارَ مادياً بحتاً لا تعنيه أشياء كهذه...

                      شكراً لكِ على هذا الموضوع الجميل الذي يحمل ما هو
                      أعمق بكثير من رؤيتي له.

                      مودتي

                      ..

                      تعليق

                      • سوسن مطر
                        عضو الملتقى
                        • 03-12-2013
                        • 827

                        #12


                        " (....) عصافير مضيئة ترفرف كالنجمات المتناثرة من عصا الساحرة وأنا أميرة من أميرات الرسوم المتحركة

                        عصفور على كتفي الايمن يتنفض؛ ينثر شذرات تلمع لها بريق الدانتيل المزركش، شكل المسافة الموؤودة..
                        فرحة شقشق بها آخر على يديّ المشبوكة على هاتيك الأصابع القصيرة/ الطويلة بالعطف والحنو وعذب الكلمات
                        (....) "

                        في حضرتها يلتفُّ المكان بطهر ونقاء لا يوصفان
                        تحوم العصافير مواسية، تنثرُ لآلئاً تعبقُ بالأمان
                        رحِمَ الله والدتكِ -أختي- هي وجميع موتى المسلمين،
                        وجعلَ مثواها جنّة الخلد وأحسنَ لها رزقاً ..

                        دمتِ بخير
                        وأطيب تحيّة

                        ..




                        تعليق

                        • سميرة سلمان
                          عصفورة لاتجيد الزقزقة
                          • 13-07-2012
                          • 1326

                          #13
                          كل المواضيع والحروف تصغر أمام رؤيتك أستاذة سوسن مطر
                          جزيل الشكر لطلتك البهية الراقية
                          مشاغل أخرت ردي...
                          دمت بكل خير وفرح
                          مودتي

                          تعليق

                          يعمل...
                          X