زهرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    زهرة

    وأنا أقرأ وأتابع على الفيسبوك صفحات المشاهير، رأيت العجب العجاب، حقيقة لم أتجرأ على التعليق على أعمالهم سواء أكانت قصائد أو مقالات سياسية أو قصصا، أو كلاما فارغا أو صورا أو رسومات كرتونية، أو حتى مقاطع مصوّرة تتعبني مشاهدتها فصبيبي لايستطيع تحميل بعض الدقائق إلا في ساعات تماما كمزاجي الذي لا يحتمل كثرة الجدال ولائحة معارفي التي لا تستطيع تحمل غير عدد محدود فذاكرتها متعبة وضيقة لأن صبيبي التواصلي ينقطع سيلانه أحيانا وفق مزاجي المتقلب، ليس ضجرا من أحد بقدرما هو ضجر من نفسي ذاتها التي تحشر أنفها أحيانا في حدائق لا تستهويني زهورها و لا عصافيرها. بل أكثر من ذلك أجدني أحبّ ممارسة مزاجيتي في هذا العالم الواسع الفسيح، فأحس فيه حرية، أشتاق إليها كثيرا كلما أقفلت الشاشة و أغلقت نوافذها، فأضطر لتقمص دور المتواضع و الحكيم و المتفهم، و هي أشياء لا أومن بها من قريب أو بعيد، فأعرف فقط أني إنسان غير قابل للاحتواء كما باقي البشر و إن أظهرت كما يظهرون ألوانا براقة من الطاعة العمياء.
    تخيلت أنني مشهور أيضا، ينتظر الآلاف وربما الملايين أن أهبط بطائرتي النفّاثة على صفحتي ليتذيل كلامي بدخان يكبر أناكوندا إستوائية كطريق في صحراء، فتعلو الأصوات المصفقة مديحا، و النواح الزاعق ينفث سمّا ناقعا وتنطلق الروائح الزكية مبخرة صفحتي و تزكم أخرى أنف مشاركتي، و غيرها كثير بلا طعم ولا رائحة فهي تساير لتساير، ومنها التي تنسج هبلها على هواها لحاجة في نفسها، و كلها تعاليق معلقة بأهداب هذياني، وتعطيه شهادة الحياة و تؤشر عليه بطابع الصحة والعافية. أراها مجتمعة تتعاضد لتلصق بي ذيلا طويلا جدا لا أحتمل جره، وقد علمنا البعض أن ذيلنا فقدناه ذات تطور، لأكتشف أن ذيولا كثيرة لا تزال بنا عالقة رغم ما نشهده من تطور.
    تصلني من أسراب المتعطشين رسائل تغري بالمغامرة، ورسائل تشكو حال الدنيا، ورسائل تموضع صاحبها في أعلى عليين، و أخرى تهبط بمولاها إلى أسفل سافلين، تذكرت عندما كنت برعما يافعا وحسبت نفسي أستطيع أن أملك الدنيا و أدير بيدي مقودها، كان ساعي البريد يشتكي كلما قدم لي حزمة من الرسائل، إذ في الغد القريب سيأتي بأخرى و أحيانا يحسّ الضجر فينتظر أسبوعا فيخصّص لي حمولة دراجته، لا أردّ إلا على بعضها لكني أرسل إلى كل محطات الدنيا عنوان بيتي، فتأتيني المخطوطات بالآلاف المؤلفة، وياليت الأوراق النقدية تعرف طريقها إلى بيتي فكم مرة أعطيتها العنوان و لم تستجب. لو جاءتني يومها لذهبت عند كل هؤلاء و أولئك طمعا في اسكات جوعهم ورأب صدوع الحيرة في أقاصيهم.
    أبيت اللّيالي أفكّ شفرات الرسائل، يا له من عمل شاق، فتختلط علي المفاتيح، وتتلاقح القصص في ذهني. تماما كما يحدث معي الآن وأنا أنتقل عبر الجدران و أقلّب الصفحات حتى تعتري ذهني دوخة، فأقوم كما بالأمس مستنجدا بسيجارة تهدّئ من بهرجة الأرواح الساكنة في دماغي، فربما على كل جدار رقيب عتيد ينفث تعويذاته فتصيبني بمس يسيطر على عقلي بوسوسته السحرية.
    أخيرا وجدت التي تبحث عنها روحي، أو ربما توهمت ذلك، قد تكون جرعة طلاسمها أقوى من كل التي صبغت بها الحيطان و الصفحات، لم أتمالك نفسي إلا وقد ركبت قطار الهيام من جديد، و غزى الهوى كياني، فأبيت على رسم لوحات تجريدية غارقة في متاهات روحي التي لا تحب إلا هذا التعلق، لكأنها عنزة لا تستحلي المراعي المنبسطة و إنما تتسلق الأشجار و وتقارع الجبال، هكذا أنا أترك على مدار العمر الحلول البسيطة، و أحاول التمرد على كل بسيط، فروحي على عناد مع نفسها، تحب إثبات ذاتها في رهانات صعبة. فلا يرتاح بالي إلا وقد ضاقت به السبل ليستنزف المزيد من الطاقة والجهد بحثا عن كوة.
    سافرت هذه المرة مقتنعا أنني سأكون في رحاب من ستحررني من قبضة الجداريات و من مخالب الفيسبوك الذي سيطر على حياتي كما سيطر عليها المذياع في زمن المراهقة. تراني لم أكبر بعد أم أن التطور غير موجود بالفعل كما يدعون، فحياتي و عقلي لم يشهد أي منهما على تطور حقيقي على مدار الأيام.
    حطت قدماي عند باب الحديقة التي زرتها في مراهقتي لمرة واحدة وقد شددت إليها الرحال من بلدتي الصغيرة، تقدمت خطواتي بين أشجارها التي حضرت عقيقة مولدها، كما شممت الرعيل الأول من زهورها، كان كل شيء فيها طريا مغريا حد السّحر، مقاعدها، نافوراتها، حتى عمالها وحراسها كانوا شبابا في بذلات أنيقة، أرجوحاتها تغري الكبار قبل الصغار، تذكرت أني أخذت بيد زهرة وسادعتها حتى استوت قبالتي، قبل أن ينطلق تأرجحنا الذي دام دهرا كاملا، وكاد الخوف يقتلني و يخنقها، وتشنجت كل أعصابنا، و شحب وجهانا، وارتعدت أوصالنا.
    أراها الآن بمنظار آخر، فهي كغابة مهجورة، كطفلة منسية امتدّت أظافرها المتّسخة، وتشتت شعرها الأشعث و تمزقت ملابسها الملطخة، تأملت الكراسي المهترئة الصدئة المهجورة، أتعب نظري إصفرار أعشابها الطاغي، أقتحم المكان لعلّني أعثر على هذه الفتاة العشرينية التي تعلقت بأهداب صورتي الشبابية بصفحتي الفيسبوكية، و جاءت بي من أقاصي الأرض إلى هذا المكان المهجور، تمنيت أن لا أكون وقعت في مصيدة ما، فالنصب بات كشرب الماء، لكن ماذا سأخسر، لا شيء أملكه غير صفحاتي، و حياتي التي لا أطيق امتلاكها، فأبددها بين أيدي المبددين، أخيرا ظهر هناك على المقعد من يجعلني أطمئن أن المكان فيه بعض من حياة، كلما اقتربت من المقعد تبعثر هدوئي و تمايلت خطواتي، امرأة هي، وقفت أمامها مشدوها، كانت غاية في السوء صورتها، تهالكت أسنانها و امتُصّت وجنتاها وغزا البياض شعرها المجعد، كانت ترتدي بذلة رياضية ربما جاءت تنفس عن غضب عقم السنين، وتكالب المصائب عليها، نطق لسانها:" أهلا بك حبيبي " قلت بسخرية:" حبيبي ... هكذا دفعة واحدة " فردت:" أتحمل سيجارة ..؟." قدمت لها الدّخان وترقرقت دمعة من عينيها:" و قالت: "ألا تزال تجري وراء السراب؟" ولما هممت بتركها قالت:" أنا زهرة، ألا تحب أن نتأرجح قليلا ؟"
  • سوسن مطر
    عضو الملتقى
    • 03-12-2013
    • 827

    #2
    ..

    سردٌ جميلٌ كالعادة
    غنيٌّ بتجاربٍ كثيرة وبفلسفةٍ عميقة
    وبأسلوبٍ نتعلًّمُ منه على الدَّوام.

    بدايةً وانطلاقاً من العنوان،
    توحي كلمة "زهرة" بالشيء الجميل، قصير العمر.
    (مؤكَّد لأنّ الزهور جميلة عابقة سريعة الذبول نسبيّاً ..)

    من هنا نبحث هذا المعنى في النص،
    هذا المعنى الذي يتجلَّى في صور كثيرة من الحياة .....

    لي عودة ..إن شاء الله

    ..

    تعليق

    • سوسن مطر
      عضو الملتقى
      • 03-12-2013
      • 827

      #3
      ..

      لعلّ الزهرة هي أقرب وأنسب مثال يمكننا أن نشاهد فيه ذُويّ الأشياء من حولنا،
      فنحن كبشر، نشاهد الزهرة في فترة حياتها القصيرة كيف تفقد عبقها ورونق بتلاتها شيئاً فشيئاً...
      لذا كانت أول شيء يرمز ل(جمال الحياة السائر على طريق ينتهي بالزوال).


      ولابد أن يذكرنا هذا الرمز بالآية الكريمة :
      " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ " (طه-131)


      فكل ما هو ممتع في هذه الدنيا له مصير الأزهار!
      هذه سُنّة الحياة، فلو علمنا ذلك وأيقناه، ربما سنفكّر جيداً قبل التعلق بأي شيء فيها
      وسننظر فقط إلى ما هو أبقى!
      الشيء الوحيد الذي يبقى لنا هو ما نفعله لأجل اليوم الأخير!
      نحن في اختبار بالنسبة للنعم التي بين أيدينا حتى في مواهبنا وقدراتنا ...!
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      وأعود للقصة
      ..

      تعليق

      • سوسن مطر
        عضو الملتقى
        • 03-12-2013
        • 827

        #4

        ..


        ".....عجيبة مقبرة الزّمان تلك ، وعاء قمامة ضخم حقا ، كم لعبة ملأت أطفالنا حبورا يوما تجدها مشتّتة الهيئة ، مفككة البنيان مبعثرة المعنى ، كم رعدا قصف قصفا مدوّيا ملأ الأودية هديرا ، و خلع قلوبنا رهبة ، إذ بالجلبة تهدأ و يعود النبض إلى إيقاعه الهادئ ، كم خبرا رفعك إلى مصافّ المنعم عليهم لتدور الأيام و تجد النعيم مجرّد سراب حسبته ذات يوم ماء ، و كم زلزالا زلزل نفسك ، وأبعد عنك النوم و راحة البال حتى حسبت أن الضّنك هو عنوانك ، ليستقبله دهليز الماضي فترى نفسك مجرد غبيّ انطلت عليه خدعة المشاعر....."
        - الأديب نور الدين لعوطار (في رحاب الإنسان) #12 -


        يمكننا أستاذ نور الدين أن نقارن هذا المقطع من إحدى نصوصكم
        مع النص الحاضر، وتحديداً مع شخصية زهرة،
        الفتاة العشرينية التي كانت تجلس في حديقة أشبه بربيعها،
        حيث اضمحلَّت صورة الربيع في الفتاة كما في الحديقة.
        لكن أي ربيع وأية زهرة تلك التي أرادها النص ؟
        بالمقارنة مع المقطع المستخرج من موضوع (في رحاب الإنسان)
        يتحدث الكاتب عن تعلّقنا بأشياء لطالما أخذت حيّزاً كبيراً من حياتنا
        وهذا التعلق خمدَتْ جذوته مع مرور الأيام،
        لم تتغيّر تلك الأشياء بقدر ما تغيّرتْ نظرتنا لها:
        "....أراها الآن بمنظار آخر، فهي كغابة مهجورة، كطفلة منسية امتدّت أظافرها المتّسخة، وتشتت شعرها الأشعث .... "


        يمكننا أيضاً أن نربط هذه الصورة ببدايات النص، بالنصف الأول منه:
        حيث نجد الكاتب كما لو أنه يتحدّث عن أحد هواياته التي لطالما تعلّق بها :
        ".....أبيت اللّيالي أفكّ شفرات الرسائل، يا له من عمل شاق، فتختلط علي المفاتيح، وتتلاقح القصص في ذهني. تماما كما يحدث معي الآن وأنا أنتقل عبر الجدران و أقلّب الصفحات حتى تعتري ذهني دوخة، فأقوم كما بالأمس مستنجدا بسيجارة تهدّئ من بهرجة الأرواح الساكنة في دماغي، فربما على كل جدار رقيب عتيد ينفث تعويذاته فتصيبني بمس يسيطر على عقلي بوسوسته السحرية....."


        يفكر الأديب هنا بالتخلي عما تعلّق به سابقا وبالانطلاق في رحلة جديدة تخلّصه من الأولى.
        يسافر، يُغيّر المكان، يعتقد فيما بعد أن سفره لم يُغيّر فيه شيئاً:
        "....تراني لم أكبر بعد أم أن التطور غير موجود بالفعل كما يدعون، فحياتي و عقلي لم يشهد أي منهما على تطور حقيقي على مدار الأيام...."
        ....... تُرى هل من الممكن ألا نتغيّر أبداً مع مرور الزمن، أيُعقل ألا تترك فينا دروس الحياة أثرها ...!؟
        هل يمكن فعلاً ألا نتعلّم من أخطائنا ونصبح أكثر وعياً !؟ ألا تختلف نظرتنا حيال الأمور عما كانت عليه في السابق ..!؟


        يبدو أن الكاتب دون أن يشعر يعود إلى تعلقه السابق.. شيء ما يقوده إليه ....:
        " ....روحي التي لا تحب إلا هذا التعلق..."
        ".....حطت قدماي عند باب الحديقة التي زرتها في مراهقتي لمرة واحدة ......"
        قد تشدّنا الأشياء التي أحببناها وتعلّقنا بها مراراً،
        وربما تعلّقَ الكاتب بهواية ما في فترة من حياته
        وبعد أعوام مثلاً وبعد مواجهة بعض الصعوبات مع هذا التعلق
        لم يعد يراه كما كان يراه في شبابه، بل ساءت صورته في عينيه،
        ورغم ذلك، وبطريقة أو بأُخرى
        تقوده قدماه من جديد إلى ذات الشيء
        وكأن ذاك الشيء يدعوه إليه ويشدّه مرّة ثانية
        ينكره في البداية لشدّة تغيّره عليه
        إلى أن يحدّثه ( أو تحدّثه نفسه ):
        أنا ذاك الشيء القديم الذي أحببته.. هل تقبل أن نُعيد مسيرتنا معاً ... " نتأرجح " ؟.


        ولماذا التأرجح !!؟ .. التأرجح قد يُشير إلى عدم الاستقرار
        إذ فعلاً يبدو أن الكاتب لم يجد فائدة من علاقته الطويلة مع زهرة! فشبه هذه العلاقة بالتأرجح ...
        "... تذكرت عندما كنت برعما يافعا وحسبت نفسي أستطيع أن أملك الدنيا و أدير بيدي مقودها، كان ساعي البريد يشتكي كلما قدم لي حزمة من الرسائل،......،
        فتأتيني المخطوطات بالآلاف المؤلفة، وياليت الأوراق النقدية تعرف طريقها إلى بيتي ...."


        يكون سؤال زهرة هو الأخير في النص، هل سيقبل عرضها أم لا ....!!!!؟؟ تبقى النهاية مفتوحة ليجيب القارئ ..


        ..


        تعليق

        • سوسن مطر
          عضو الملتقى
          • 03-12-2013
          • 827

          #5
          ..

          إضافة فيما يخص القيمة:


          تأخذ الهوايات الكثير من وقتنا، وإن لم نعرف كيف نستثمرها بشيء نافع،
          ستدخل الهواية في منافسة مع حياتنا العملية التي نجني من خلالها الربح،
          وربما هذا هو سبب ضياع بعض أنواع الفن، إذ تتغلب عليها أعمال أكثر ربحا،
          فإما أن يتلاشى الفن فينا، أو أن يُعاود زيارتنا مرّات متتالية ..
          ربما لأنه أحد مصادر السعادة في حياتنا،
          يكفي أن المرء بممارسته لهوايته، إنما يقوم بشيءٍ يحبه
          ويعبّر به عن نفسه وخبراته وقد يفيد غيره من خلاله ......
          هل يمكن العيش من غير هواية ...!!!؟


          تقديري لك أستاذ نور الدين
          وأرجو المعذرة إن بدت أفكاري مشتتة بعض الشيء
          فلستُ مُعتادة على دراسة النصوص
          ولكن نصوصك غالباً ما تحمل أفكاراً عديدة تدفعني لدراستها وقراءتها مرّات عديدة..


          قد أعود لاحقاً..
          دمتَ بخير.

          ..

          تعليق

          • سوسن مطر
            عضو الملتقى
            • 03-12-2013
            • 827

            #6
            ..


            "....بل أكثر من ذلك أجدني أحبّ ممارسة مزاجيتي في هذا العالم الواسع الفسيح، فأحس فيه حرية، أشتاق إليها كثيرا كلما أقفلت الشاشة و أغلقت نوافذها، فأضطر لتقمص دور المتواضع و الحكيم و المتفهم، و هي أشياء لا أومن بها من قريب أو بعيد، فأعرف فقط أني إنسان غير قابل للاحتواء كما باقي البشر و إن أظهرت كما يظهرون ألوانا براقة من الطاعة العمياء....."


            معرفتي بالفلسفة قد لا تتجاوز 5% ولكن حسب رأيي:
            أجد أنّ هناك صدق دوماً في حديثك عن نماذج من النفس البشرية، وهناك حبّ واضح لدراسة فلسفة النّفْس (أو علم النفس إن صحّ التعبير!)
            أعتقد أن ذلك (مع كثرة القراءة والتحليلات لتصرفات البشر) يجعلك مُخوّل لتحرير كتاب يضمّ فلسفتك الخاصّة!
            رُبّما كل إنسان لديه فلسفة بنسبة ما وهي مختلفة عن فلسفة الآخر حتماً، مهما وُجِدَ من نقاط تشابه، لابد من وجود اختلافات.
            لذا يُمكن أن يكون لك فلسفة خاصة في النفس، خصوصا أنّ الإنسان يُبدِع في الأمور التي يُحبّها.
            أقول لك هذا مع أني في قرارة نفسي أرى أنّ النفس البشرية لا يمكن وضعها وتحديدها في قالب
            لكثرة تقلّبها ولأنّ كل شيء معها ممكن!


            تحياتي

            ..

            تعليق

            • نورالدين لعوطار
              أديب وكاتب
              • 06-04-2016
              • 712

              #7
              الأستاذة سوسن مطر

              أولا أشكر لك عنايتك بما ينشر في هذا الرّكن و هو عمل ليس دائما سهلا فلك معونة المولى سبحانه.

              تعجبني قراءتك للأعمال و شرف لي أن تكون نصوصي من بين تلك االأعمال.

              هذا نصّ مفتوح طبعا و يتناول قضايا كثيرة رغم بساطته و أغبطك أن وضعت أصبعك على معالمه الرئيسة.

              هذه ثقة كبيرة أن أصل إلى كتابة كتاب فكري. فالمسألة و إن بدت ممكنة فهي مضنية بشكل يصعب تصوّره. فيكفي مثلا أن تكون على دراية بالمبادئ الأساسية في فلسفة العقل ثم الحس ثم الذاتية "التصوف" ثم علم السياسة وعلم الأديان والتاريخ و علم الاجتماع و القانون والاقتصاد و الجغرافيا وعلم الإنسان و الفزياء والبيولوجيا والرياضيات و ثم علم النفس. إذ ذاك يمكن أن تقوم بنظرية نقدية و من ثم يمكن أن تضع تركيبا يجيب عن بعض الأسئلة المؤرقة.
              ما لم تستطع عمل ذلك فالأدب خير وسيلة للتعبير عن رؤى يمكن أن تكون انطلاقة للمتخصصين والأكاديميين. فكم عملا أدبيا كان انطلاقة لمدرسة كبرى.
              هذا العمل يحتاج أكثر شيء للوقت. وهو عامل مهم وكذلك لمرونة ونفس طويلين.

              لا أخفيك أن مسودة طويلة تكاد تكون جاهزة. لكن تحتاج إلى الكثير من التنقيح.

              و إن كان مكتوبا ربما وصلت إلى المطلوب

              تعليق

              يعمل...
              X