قلمها:
كانت دهشتهُ كبيرة، لدى استيقاظهِ على وعد مُنبِهها الثاني، سرهُ أنها لم تُخلِف الميعاد، وبأنهُ سيُعاود لقاءها.
لم يكن باليسير عليها اِنتقاء لون فُستانها في حر تموز، عليها أن تلتقي بهِ، وعليها أن تُسر ناظرهُ، فتحظى بإعجابهِ، وتحظى بِقبول طلبها.
ترجل عن سيارتهِ البراقة المتواضعة، كم كانت تعشق لون سيارتهِ الداكِن الزُرقة، وكم كان يعشق اقترابِها مُضطربةً خجولة الخطوات! بِضعُ زهراتٍ، تُشبهُ رائِحة عطرها الجذابة، صار كُل شيءٍ جاهزاً. قلم فاخر الماركة يُناسِبُ أناقتهِ، كافٍ ليهيم بها في أي مكان فيواصل قصائد شوقهِ إليها كلماتٍ وهمساتٍ، حملتهُ بِرقةٍ ووضعتهُ في حقيبتها لم تأبه لسعرهِ أبداً.
اِقتربت منه، اقترب منها، دنت مِن جسديها شظية، أطاحت بِعطر الورد، وأناقة الخطوات
ليصير كُل شيءٍ دامٍ، وصارت ملامِحُ تموز حزينة، اِرتفعت الحرارة وارتفعت، لم يتحمل جسدها شراسة تموز، ماتت مُتأثِرة بجراحِها، وماتَ حُزناً وكمداً!
للأيام فِعلتها، في أي فصلٍ شاءت، وللأقدارِ كلمِتها في أي يومٍ، وفي أي ظرفٍ! عثر عامِل النظافة على قلمٍ جميلٍ بين حاويات القمامة بالقُرب من مكان الحادث، لم يشأ تركهُ للنفايات حملهُ وأهداهُ لإبنهِ الذي فهم خلفية حصولهِ عليه، لم يشأ إرباك والدهُ، لكن وعد نفسهُ بالعمل حتى تتحسن ظروفهم المعيشية بما يليق وحمل القلم.
تعليق