قلمها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عروبة شنكان
    أديب وكاتب
    • 05-04-2017
    • 177

    قلمها


    قلمها:
    كانت دهشتهُ كبيرة، لدى استيقاظهِ على وعد مُنبِهها الثاني، سرهُ أنها لم تُخلِف الميعاد، وبأنهُ سيُعاود لقاءها.
    لم يكن باليسير عليها اِنتقاء لون فُستانها في حر تموز، عليها أن تلتقي بهِ، وعليها أن تُسر ناظرهُ، فتحظى بإعجابهِ، وتحظى بِقبول طلبها.
    ترجل عن سيارتهِ البراقة المتواضعة، كم كانت تعشق لون سيارتهِ الداكِن الزُرقة، وكم كان يعشق اقترابِها مُضطربةً خجولة الخطوات! بِضعُ زهراتٍ، تُشبهُ رائِحة عطرها الجذابة، صار كُل شيءٍ جاهزاً. قلم فاخر الماركة يُناسِبُ أناقتهِ، كافٍ ليهيم بها في أي مكان فيواصل قصائد شوقهِ إليها كلماتٍ وهمساتٍ، حملتهُ بِرقةٍ ووضعتهُ في حقيبتها لم تأبه لسعرهِ أبداً.
    اِقتربت منه، اقترب منها، دنت مِن جسديها شظية، أطاحت بِعطر الورد، وأناقة الخطوات
    ليصير كُل شيءٍ دامٍ، وصارت ملامِحُ تموز حزينة، اِرتفعت الحرارة وارتفعت، لم يتحمل جسدها شراسة تموز، ماتت مُتأثِرة بجراحِها، وماتَ حُزناً وكمداً!
    للأيام فِعلتها، في أي فصلٍ شاءت، وللأقدارِ كلمِتها في أي يومٍ، وفي أي ظرفٍ! عثر عامِل النظافة على قلمٍ جميلٍ بين حاويات القمامة بالقُرب من مكان الحادث، لم يشأ تركهُ للنفايات حملهُ وأهداهُ لإبنهِ الذي فهم خلفية حصولهِ عليه، لم يشأ إرباك والدهُ، لكن وعد نفسهُ بالعمل حتى تتحسن ظروفهم المعيشية بما يليق وحمل القلم.
    التعديل الأخير تم بواسطة عروبة شنكان; الساعة 18-07-2017, 20:18.
    ولون الكفن بلون العلم
    غيرنا تقاليد أعراسنا
    حتى يرفع الأحرار
    رايتك ياوطن
    حرة
  • سوسن مطر
    عضو الملتقى
    • 03-12-2013
    • 827

    #2
    ..



    قُدِّرَ للقلم أن يصلَ هذا المكان.. ولم يكن ذلك عبثاً،
    فمن بقايا تلك الحادثة الحزينة نَبَتَ في قلب الابن الأمل والطموح.
    الأقلام لا تموت كالبشر.. هي غِراسٌ خضراء، يُرجى بها الخير الكثير !


    هكذا قرأتُ قصّتكِ الجميلة التي شدّتْني منذ البداية.


    قلمكِ يسكبُ الإحساس والإبداع والجمال..


    تقديري الكبير لكِ

    ..

    تعليق

    • عروبة شنكان
      أديب وكاتب
      • 05-04-2017
      • 177

      #3
      أ. سوسن مطر
      للقلم كلمة تتناقلها الأجيال، ولنا حِفظها
      أشكر مرورك وتقييمك الكريم
      تحيتي وتقديري
      ولون الكفن بلون العلم
      غيرنا تقاليد أعراسنا
      حتى يرفع الأحرار
      رايتك ياوطن
      حرة

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عروبة شنكان مشاهدة المشاركة

        قلمها:
        كانت دهشتهُ كبيرة، لدى استيقاظهِ على وعد مُنبِهها الثاني، سرهُ أنها لم تُخلِف الميعاد، وبأنهُ سيُعاود لقاءها.
        لم يكن باليسير عليها اِنتقاء لون فُستانها في حر تموز، عليها أن تلتقي بهِ، وعليها أن تُسر ناظرهُ، فتحظى بإعجابهِ، وتحظى بِقبول طلبها.
        ترجل
        عن ( من ) سيارتهِ البراقة المتواضعة، كم كانت تعشق لون سيارتهِ الداكِن الزُرقة، وكم كان يعشق اقترابِها مُضطربةً خجولة الخطوات! بِضعُ زهراتٍ، تُشبهُ رائِحة عطرها الجذابة، صار كُل شيءٍ جاهزاً. قلم فاخر الماركة يُناسِبُ أناقتهِ، كافٍ ليهيم بها في أي مكان فيواصل قصائد شوقهِ إليها كلماتٍ وهمساتٍ، حملتهُ بِرقةٍ ووضعتهُ في حقيبتها لم تأبه لسعرهِ أبداً.
        اِقتربت منه، اقترب منها، دنت مِن
        جسديها( جسديهما أو جسده ) شظية، أطاحت بِعطر الورد، وأناقة الخطوات
        ليصير كُل شيءٍ دامٍ، وصارت ملامِحُ تموز حزينة، اِرتفعت الحرارة وارتفعت، لم يتحمل جسدها شراسة تموز، ماتت مُتأثِرة بجراحِها، وماتَ حُزناً وكمداً!
        للأيام فِعلتها، في أي فصلٍ شاءت، وللأقدارِ كلمِتها في أي يومٍ، وفي أي ظرفٍ! عثر عامِل النظافة على قلمٍ جميلٍ بين حاويات القمامة بالقُرب من مكان الحادث، لم يشأ تركهُ للنفايات حملهُ وأهداهُ لإبنهِ الذي فهم خلفية حصولهِ عليه، لم يشأ إرباك والدهُ، لكن وعد نفسهُ بالعمل حتى تتحسن ظروفهم المعيشية بما يليق وحمل القلم.
        نص جميل بذاك الحزن الذي بات سيد أيامنا
        لونت لك مارأيته يستحق التصويب
        وأحببت تلك الروح التي كتبت بها كل هذا الحزن
        ومساء الورد لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • عروبة شنكان
          أديب وكاتب
          • 05-04-2017
          • 177

          #5
          كل الشرك للمرور والتعليق أ. عمار والمعذرة عن التأخير في الرد
          ولون الكفن بلون العلم
          غيرنا تقاليد أعراسنا
          حتى يرفع الأحرار
          رايتك ياوطن
          حرة

          تعليق

          • محمد فطومي
            رئيس ملتقى فرعي
            • 05-06-2010
            • 2433

            #6
            لا يموت الحبّ ولا الأمل ما دام القلمُ لم يُكسَر، هكذا راق لي التفاعل مع معاني النصّ العميقة.
            نصّ جميل، كُتب بلغة غير متكلّفة وبذوق كبير.
            تحياتي عروبة.
            مدوّنة

            فلكُ القصّة القصيرة

            تعليق

            • عروبة شنكان
              أديب وكاتب
              • 05-04-2017
              • 177

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
              لا يموت الحبّ ولا الأمل ما دام القلمُ لم يُكسَر، هكذا راق لي التفاعل مع معاني النصّ العميقة.
              نصّ جميل، كُتب بلغة غير متكلّفة وبذوق كبير.
              تحياتي عروبة.
              كل الشكر لمرورك الدافئ السخي وللتعليق الكريم
              تحيتي وتقديري
              ولون الكفن بلون العلم
              غيرنا تقاليد أعراسنا
              حتى يرفع الأحرار
              رايتك ياوطن
              حرة

              تعليق

              • مها راجح
                حرف عميق من فم الصمت
                • 22-10-2008
                • 10970

                #8
                فعلا لا يموت القلم ولا الكلمة
                نص جميل ومختلف
                لك الود والتقدير
                رحمك الله يا أمي الغالية

                تعليق

                • عروبة شنكان
                  أديب وكاتب
                  • 05-04-2017
                  • 177

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                  فعلا لا يموت القلم ولا الكلمة
                  نص جميل ومختلف
                  لك الود والتقدير
                  كل الشكر للمرور والتعليق
                  بانتظارك على الدوام عزيزتي
                  تحيتي ومودتي
                  ولون الكفن بلون العلم
                  غيرنا تقاليد أعراسنا
                  حتى يرفع الأحرار
                  رايتك ياوطن
                  حرة

                  تعليق

                  يعمل...
                  X