
تغير مفهوم الخلافة بعد ظهور الفتنة الكبرى من نظام شورى إلى نظام حكم ملكي استبدادي "عاض " جاء مناسبًا للفتن التي باتت تهدّد كيان الدولة الإسلامية. وصراع بعد ذلك بين الأمويين والعبّاسيين دام قرونًا، ثم بدأ وجود الدولة الإسلامية ينحسر شيئًا فشيئًا بسقوط الأندلس إلى أن صارت بعد الحملات الصليبية على ما هي عليه دويلات تتقاتل فيما بينها.
وجاء جيل " الماينستريم " من بعد ذلك انقطع به حبل الأمّة ، لن يتعب نفسه بالعودة إلى الوراء ، إلى تاريخ الأمّة الكبير، ولا يؤمن بوجوب الخلافة الإسلامية ولا بوجودها أصلاً ، ولا بالدين كرسالة حضارية وبرنامج عمل جاء لينظّم حياة البشر ، بل هو مجرّد طقوس وممارسات قديمة أكل عليها الدهر وشرب، ولا يتجاوبون سوى مع متطلّبات الحياة اليومية ، مستغربون ، تتلمذوا على يد غرب متصهين وتأثّروا بسلبيات الثقافات الدخيلة ، انتهازيون ، أصحاب مصالح دنيوية ، الشريعة الإسلامية تعارض أهدافهم في الحياة لذلك فهم يحاربونها بكل الوسائل . وأمّا من تبقي، فهو إما مستغني ، أو انهزامي تضاءلت لديه فرص النّجاة، وهل فعلاً يمكن تدارك الرّكب والوقت قد فات ، أم أن الخلافة الإسلامية رغم كل ما قد قيل عنها تبقى مجرّد شعارات ؟
تعليق