بيتي ووجهي!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    بيتي ووجهي!

    بيتي ووجهي !

    صرخت بوجهي وأنا أنظرني بالمرآة وكأني أراني لأول مرة، لم أكن أشبهني وكأني امرأة أخرى لاأعرفها، قادمة من مجرة نائية لم أتعرف عليها ولاحتى بأفلام الخيال العملي، منكوشة ومبعثرة وتائهة في الخواء، ووحشة المكان أشعرتني بالبرد، ونحن في شهر سبتمبر!
    - يارب المجرات السابحات والأرض، هل هذي أنا؟!
    - ربما أحتاج ( جينج أوفر )!؟
    أعجبتني فكرة ال ( جينج أوفر ) وأحسست أنها ستجيؤني بالنتائج السريعة، لكني لاأحب النتائج الخاطفة لأنها ستكون وقتية وتنتهي بمجرد أن يمضي بعض الوقت، فنفضت الفكرة عن بالي لأني لست من النساء اللواتي يبحثن عن الوقتيات، وأبحث دائما عن الحلول طويلة الأمد والتي تأخذ وقتا وجهدا وصبرا، لكن النتائج دائما تكون طيبة وأحيانا مدهشة ورائعه.
    تعجبت من لحظة البلادة التي انهالت على جمجمتي بأسئلة ساذجة وأجوبتها الحمقاء التي خطرت ببالي الآن، فبطبيعتي لماحة وأفكر سريعا وأجيب أسرع، ليس تعجلا لكني تلقائية أو هكذا يقولون عني.
    - هل أذهب لطبيب بارع؟!
    سألت نفسي وأنا أتفحص بيتي وكأن وجهي التصق بأرضيته، أذهلني شعوري بأرضية البيت كأنها أنا، فهي أخذت من سنين عمري الكثير وجهدي أيضا، وعاشت معي كل تطوراتي والجراح، وابتساماتي التي كنت مغرمة بتوزيعها على بناتي وأبنائي حين يبذلون جهدا من أجل أن يرضونني وعائلتي الكبيرة المتفرعة والممتدة على بقاع كثيره، ثم بماذا سيفيدني الطبيب وهم اليوم يستعجلون النتائج ويصفون الكثير من المسكنات الوقتية!
    - لا لا، أحتاج بداية صحيه، يحتاج وجهي الملتصق بأرضية داري لاعادة تنظيم حقيقية ومتروية، ولأكون امرأة أخرى غير التي هالتني رؤيا ملامحها في مرآتي، علي أن أبدأ من الصفر، نعم من الصفر وحتى..إشعار آخر.
    .
    .
    نص من وحي اللحظة
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    كلاهما ياخذ من الآخر
    بين البيت و الوجه أواصر قد لا يراها سوى المتربص بينهما
    الحي دائما
    المتابع لحركة الوقت و التتابع العميق بين الملامح في كليهما
    فأيهما سوف نبدأ تلك التقنية العالية
    و أيهما سوف يستجيب و لا تتحكم فيه عناصر الوقت و تقلبات العمر ؟
    فهل يكون الطلاء
    أم الهدم و البناء
    أم ما بينهما - ما بين الطلاء و الهدم و الاقامة لاحقا - ؟
    هو شكل من أشكال الغوص في النفس و الحياة وما تخلفه فينا من متغيرات لا تصيب الملامح فقط بل الفكر و طرائق المعيشة
    و مما لا شك فيه تغيرات في البيئة و المناخ و ربما في أشكال ورسوم الكائنات التي تقاسمنا ذات الحياة !

    عمق نحن أحوج ما نكون إليه لنرى أين نحن و إلي أين نحن سائرون !!!

    تقديري و احترامي
    sigpic

    تعليق

    • سعد الأوراسي
      عضو الملتقى
      • 17-08-2014
      • 1753

      #3
      أهلا بك ..
      هنالك أعباء نامية على الأم في البيت ، تجعلها لا تفكر في نفسها
      لأنها في صراع دائم مع الاعوجاج وتقويمه ..
      خاصة إن كانت كأستاذتنا الجميلة ، أم طموحة ، مظهر في مجموعتها ، حسب القليل الذي قرأته لها ..
      هي صرخة أم على سلم التقويم دوما ، وإن كانت تخصها ..
      وفيييييها بعضٌ من نصحيتي ، في" عبث " لأستاذنا الكبير، وما يخص إعادة الترتيب في أشياء كثيرة هههه ..
      أتعلمين أن بعد القحط هنا ( في بيتك هذا )، جاءنا الغيث
      في هملجة فرس أصيلة ، وإن كنت أعرف بداية الكرير المجلجل
      إلا أنني أتشوق دائما لذاك الاشعار الآخر ..
      أسعدك الله ، وسدد أهدافك ونفع بك
      تحيتي الخاصة
      التعديل الأخير تم بواسطة سعد الأوراسي; الساعة 16-09-2017, 13:58.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        كلاهما ياخذ من الآخر
        بين البيت و الوجه أواصر قد لا يراها سوى المتربص بينهما
        الحي دائما
        المتابع لحركة الوقت و التتابع العميق بين الملامح في كليهما
        فأيهما سوف نبدأ تلك التقنية العالية
        و أيهما سوف يستجيب و لا تتحكم فيه عناصر الوقت و تقلبات العمر ؟
        فهل يكون الطلاء
        أم الهدم و البناء
        أم ما بينهما - ما بين الطلاء و الهدم و الاقامة لاحقا - ؟
        هو شكل من أشكال الغوص في النفس و الحياة وما تخلفه فينا من متغيرات لا تصيب الملامح فقط بل الفكر و طرائق المعيشة
        و مما لا شك فيه تغيرات في البيئة و المناخ و ربما في أشكال ورسوم الكائنات التي تقاسمنا ذات الحياة !

        عمق نحن أحوج ما نكون إليه لنرى أين نحن و إلي أين نحن سائرون !!!

        تقديري و احترامي
        نعم نحن بحاجة لنرى أين أصبحنا ربيع
        وكأني الآن بين الفيافي والجبال والوديان وجمود الريح
        مقفرة الأرض حولي إلاك ومني
        ربما لأننا نحب العطاء وجبلنا على أن نعطي دائما دون حسبان
        وربما لأننا نحاول الترميم بعد أن أصبحت الديار خاوية الا من صريف أقلامنا
        أتراني أنفخ بقربة ( مقطوعه ) ربيع أم هي خطوة تتبعها خطوات آتيه!
        لاأدري لكني متعبة قليلا وبي خوف ينتابني
        كن بخير يالغلا وابقى كما أنت لأنك ربيع والربيع معطاء
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • عمار عموري
          أديب ومترجم
          • 17-05-2017
          • 1299

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          بيتي ووجهي !

          صرخت بوجهي وأنا أنظرني بالمرآة وكأني أراني لأول مرة، لم أكن أشبهني وكأني امرأة أخرى لاأعرفها، قادمة من مجرة نائية لم أتعرف عليها ولاحتى بأفلام الخيال العملي، منكوشة ومبعثرة وتائهة في الخواء، ووحشة المكان أشعرتني بالبرد، ونحن في شهر سبتمبر!
          - يارب المجرات السابحات والأرض، هل هذي أنا؟!
          - ربما أحتاج ( جينج أوفر )!؟
          أعجبتني فكرة ال ( جينج أوفر ) وأحسست أنها ستجيؤني بالنتائج السريعة، لكني لاأحب النتائج الخاطفة لأنها ستكون وقتية وتنتهي بمجرد أن يمضي بعض الوقت، فنفضت الفكرة عن بالي لأني لست من النساء اللواتي يبحثن عن الوقتيات، وأبحث دائما عن الحلول طويلة الأمد والتي تأخذ وقتا وجهدا وصبرا، لكن النتائج دائما تكون طيبة وأحيانا مدهشة ورائعه.
          - هل أذهب لطبيب بارع؟!
          سألت نفسي وأنا أتفحص بيتي وكأن وجهي التصق بأرضيته، أذهلني شعوري بأرضية البيت كأنها أنا، فهي أخذت من سنين عمري الكثير وجهدي أيضا، وعاشت معي كل تطوراتي والجراح، وابتساماتي التي كنت مغرمة بتوزيعها على بناتي وأبنائي حين يبذلون جهدا من أجل أن يرضونني وعائلتي الكبيرة المتفرعة والممتدة على بقاع كثيره، ثم بماذا سيفيدني الطبيب وهم اليوم يستجعلون النتائج ويصفون الكثير من المسكنات الوقتية!
          - لا لا، أحتاج بداية صحيه، يحتاج وجهي الملتصق بأرضية داري لاعادة تنظيم حقيقية ومتروية، ولأكون امرأة أخرى غير التي هالتني رؤيا ملامحها في مرآتي، علي أن أبدأ من الصفر، نعم من الصفر وحتى..إشعار آخر.
          .
          .
          نص من وحي اللحظه
          يقولون إن المرأة حينما تريد تستطيع...
          وأقول إن النص العفوي، مثل هذا النص، أجمل بكثير من النص المبهرج بمفردات لا تفهم ومعان لا تفسر.

          شكرا على المقاسمة الممتعة والجميلة
          أستاذة عائده محمد نادر.

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            هل هناك وجه تشابه بين البيت ووجه صاحبه ؟
            مع مرور الوقت يصير الإثنان واحدا .
            لو أن للبيت وجها سيرى كيف دارت به الأيام ، وسيصرخ مثل صاحبته .


            نص يروي حكاية الشعر الأبيض والفم والأدرد
            أحسنتِ أستاذة عائدة
            تحياتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • السعيد ابراهيم الفقي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 24-03-2012
              • 8288

              #7
              - هل أذهب لطبيب بارع؟!
              - لا، فليس هناك ثمة مرض!
              ----
              فعلا، نص متدفق بغليان اللحظة،
              وتجلي شفافية النفس والروح والقلب في لحظة تأمل،
              -----
              إنها صفحة من كتاب الروح،
              قُرِأت بصوت عال،
              ----
              ولاء نفس طيبة لك لكل الموجودات التي تتعامل معها
              ----

              - هل أذهب لطبيب بارع؟!
              - لا، فليس هناك ثمة مرض!
              إنها حالة مت حالات الصوفية النقية
              التي لايدركها إلا من يعيشها

              تعليق

              • سوسن مطر
                عضو الملتقى
                • 03-12-2013
                • 827

                #8

                ..

                قد ينفع تغيير ديكور البيت في هذه الحالة
                أو تغيير البيت نفسه..
                ربما أشياء جديدة حولها تجعل نفسيتها أفضل
                فترى وجهها بشكل آخر..
                "..
                سألت نفسي وأنا أتفحص بيتي وكأن وجهي التصق بأرضيته، أذهلني شعوري بأرضية البيت كأنها أنا
                .."
                قصة (رغم صرختها) لا يمكن لقارئها إلا أن يضحك مُعجباً
                بهذه الروح المرحة اللطيفة التي تملكينها يا مُبدِعة

                شكراً لكِ كثيراً

                ..

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
                  يقولون إن المرأة حينما تريد تستطيع...
                  وأقول إن النص العفوي، مثل هذا النص، أجمل بكثير من النص المبهرج بمفردات لا تفهم ومعان لا تفسر.

                  شكرا على المقاسمة الممتعة والجميلة
                  أستاذة عائده محمد نادر.
                  أهلا وسهلا عمار
                  شكرا لأنك كنت هنا وأعتذر لأني لم أنتبه للنص
                  أخذتني الحمية كي أعيد لملتقى القصة رونقها ونسيت هذا النص الذي كتبته عن ( ملتقى القصة القصيرة هنا )
                  راعني حقيقة الفتور الذي تعانيه كل المنتديات هنا
                  أحببت أن أكتب ما راعني على شكل نص ونسيته
                  هاهاها
                  شكرا لك
                  تحياتي والورد
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • البكري المصطفى
                    المصطفى البكري
                    • 30-10-2008
                    • 859

                    #10
                    ولأكون امرأة أخرى غير التي هالتني رؤيا ملامحها في مرآتي، علي أن أبدأ من الصفر، نعم من الصفر وحتى..إشعار آخر.
                    الأديبة الراقية عائدة محمد نادر..ما أجمل هذه اليقظة والإحساس الوجودي الذي يجعل الإنسان يعيد ترتيب أفكاره من مغزاه في الحياة...حقا إنها البداية من الصفر ؛ ولا شيء خارج العنوان العريض للحياة " إنه الرضا...القبول..والاستسلام..هذه مغازي الحكماء في الوجود؛ الكل متحول فَلِم الضجيج حول المتغيرات؟؟
                    نص جميل وعميق.
                    مودتي

                    تعليق

                    يعمل...
                    X