آفاق الأخلاق في شريعة الإسلام من القرآن والسنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السعيد ابراهيم الفقي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 24-03-2012
    • 8288

    #16


    العفو
    ماهر محمدى يس

    العفو خلق إنساني كريم ، وهو من أخلاق الفضل ، والفضل أن تهب الناس ما لا يجب لهم عليك ، وتتنازل عن حقك لهم رحمةً وتفضلاً وإحساناً ، العفو من الأخلاق الإسلامية الحميدة ، ولا شك أن مثل هذا الخلق الكريم لا يخص الله به إلا الأصفياء النجباء من خلقه ، العفو يُثْمِر محبة الناس، ومظهر من مظاهر حُسن الخلق، وسعة الصدر وحُسن الظن ، وطريق نورٍ وهدايةٍ لأهل الإيمان .

    قال سبحانه وتعالى :
    *فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (سورة النساء : 99) .
    * إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (سورة النساء: 149) .
    * ... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة النور: 22) .
    * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (سورة النحل: 126 ).
    * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (سورة الشورى:40)
    * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (سورة آل عمران : 134).
    * ... وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (سورة المجادلة:2).
    * ... وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التغابن :14).
    *... إن ربك واسع المغفرة ... (سورة النجم : 32).
    * وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة : 109) .
    * ... وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (سورة البقرة: 219).
    * ... وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ... (سورة البقرة: 237).
    * ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (سورة الحج:60).
    * ... وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (سورة المجادلة : 2).
    * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التغابن: 14)
    * خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ (سورة الأعراف:199).

    * عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ".
    * سُئل أبو الدرداء رضي الله عنه عن أعز الناس؟ قال: "الذي يعفو إذا قدر، فاعفوا يعزكم الله" .
    * قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو عنه، شكرًا للقدرة عليه" .
    * قال الحسن البصري رحمه الله: "أفضلُ أخلاق المؤمن العفو" .
    * قال سعيد بن المسيب رحمه الله: "ما من شيء إلا والله يُحبُّ أن يُعفَى عنه ما لم يكن حدًّا" .
    * طلب الخليفة عبد الملك بن مروان رجلاً أمر بالقبض عليه، فأعجزه، ثم ظفر به، فقال رجاء بن حَيْوَة: "يا أمير المؤمنين قد صنع الله ما أحببتَ من ظفرك به، فاصنع ما أحبَّ الله من عفوك عنه"، فعفا عنه .
    * عن عائشة أنها قالت : قلت: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ ، قَالَ تَقُولِينَ : "اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ".
    * عن أبي بكر قال : قام رسول الله على المنبر ثم بكى، فقال:" سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية ".
    * قال الغزالي : "العَفْوُّ هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغَفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبيء عن الستر والعفو ينبيء عن المحو والمحو أبلغ من الستر".
    * عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : "ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ ".

    نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ علينا بالتحلى بهذا الخُلق العظيم خُلُق العفو ، وأن يحسن أخلاقنا ، وأن يجلعنا من أهل ذلك الخلق الكريم ، فالعزة لا تأتي إلا من الأخلاق الكريمة ، والعرب تقول : لا سؤدد مع الانتقام .

    نسأله جلَّ في علاه أن يعفو عنا ويغفر لنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

    ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
    عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
    منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط






    تعليق

    • السعيد ابراهيم الفقي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 24-03-2012
      • 8288

      #17


      العَزِيمَة
      ماهر محمدى يس

      العزيمة دليل حسن الظّنّ ، ومتانة الدّين وعلامة اليقين ، والعزيمة تصنع المستحيلات وتليّن الصعوبات ، كما إن الجدية في الحياة كلها، وإلزام النَّفس بما يُراد تحقيقه ؛ طريقُ الناجحين في حياتهم .
      قوة العزم والعزيمة من وسائل تهذيب النفس وتحصيل الأخلاق الفاضلة ، والعزيمة على طلب الحقّ تثمر نور الحقّ وجلال الإيمان.
      إن صدق العزيمة من أفضل خصال الشرف وأجلها ، وما اقترن العزم الصحيح بأدب التوكل على من بيده ملكوت كل شيء إلا كانت عاقبته نجاحًا ورشدًا .
      وقوي العزيمة هو الذي تكون إرادته تحت سلطان عقله، فيقبل بها على ما يراه صوابًا، ويدبر بها عما يراه فسادًا.
      قال الشاعر:
      إذا كنتَ ذَا رأيٍ فكُنْ ذَا عزيمةٍ *** فإنَّ فسادَ الرأْيِ أن تتردَّدَا
      قال الشاعر:
      من يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر

      قال سبحانه وتعالى :
      * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (سورة آل عمران:159).
      * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (سورة لقمان:17).
      * فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ... (سورة الأحقاف : 35) .
      * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (سورة الشورى:43).
      * وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (سورة طه:115).
      * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (سورة محمد: 21).
      * لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (سورة آل عمران:186).
      * قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ ... (سورة الممتحنة:4).
      * وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (سورة الكهف: 60).
      * يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (سورة مريم :12) .

      * قال رسول الله : " لايكُن أحدكم إمَّعة ، يقول : أنا مع الناس ، إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت !! ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم ".
      * عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اعبد الله ولاتشرك به شيئا ، وزُل مع القرآن أينما زال ، وأقبل الحق ممن جاء به من صغير أو كبير وإن كان بغيضا ، واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيبا أو قريبا " .
      * قال لقمان الحكيم لابنه: "مَن يقارن قرينَ السوء لا يَسْلَم، ومَن لا يملك لسانه يندم ، يا بني كُنْ عبدًا للأخيار، ولا تكن خليلًا للأشرار".
      * قال ابن الأثير: العزيمة "هي ما وكدت رأيك وعزمك عليه ووفيت بعهد الله فيه . والعزم: الجد والصبر" .
      * قال ابن عاشور: "وإن تصبروا وتتّقوا تنالوا ثواب أهل العزم فإنّ ذلك من عزم الأمور" .
      * عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ " لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ. لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ" .
      * قال ابن منظور: "لا خَيرَ في عَزْمٍ بغير حَزْمٍ فإِن القُوَّة إِذا لم يكن معها حَذَرٌ أَوْرَطَتْ صاحبَها" .
      * قال فخر الدين الرازي: " منصب النبوة والإمامة لا يليق بالفاسقين، لأنه لا بد في الإمامة والنبوة من قوة العزم والصبر على ضروب المحنة حتى يؤدي عن الله أمره ونهيه ولا تأخذه في الدين لومة لائم وسطوة جبار".
      * قال الغزالي: " التَّقْوَى في قول شُيوخنا: تنزيهُ القَلْب عن ذَنْب لم يسبق منك مِثْلُه حتى يَحْصُلَ للعبدِ من قُوّة العَزْم على تركِه وِقايةٌ بينه وبين المعاصي" .
      * قال ابن الجوزي : " ليس في سياط التأديب أجود من سوط العزم".
      * قال أحمد بن قدامة المقدسي: " وأشد حاجة الرائض لنفسه، قوة العزم، فمتى كان متردداً بعد فلاحه، ومتى أحس من نفسه ضعف العزم تصبر، فإذا انقضت عزيمتها عاقبها لئلا تعاود، كما قال رجل لنفسه: تتكلمين فيما لا يعنيك؟ لأعاقبنك بصوم سنة".
      * قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها".
      * يقول ابن القيم رحمه الله : " لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته ؛ لأزاله " .

      اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ)

      هذا الدعاء العظيم المبارك, في غاية الأهمية, فقد اشتمل على أعظم مطالب الدين, والدنيا, والآخرة .

      ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
      عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
      منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط






      تعليق

      • السعيد ابراهيم الفقي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 24-03-2012
        • 8288

        #18


        الحلم
        ماهر محمدي يس

        الحلم سيد الأخلاق، وهو فضيلة يظهر معها الوقار والثبات عند أي أسباب محركة للغضب، فعلى الرغم من أن الحليم قد سمع أو رأى أو علم ما يثير غضبه تراه مُتَحَلِّيّاً بالهدوء وضبط النفس، ولذلك جاء عن بعض حكماء العرب ما روته أمثالهم قوله: (حلمي أصم وأذني غير صماء) ، فالحليم يعلم ما يثير أو يغضب ولكنه مع ذلك يتمسك بالحلم .
        الحلم يهدأ النفس، ويريح القلب، والتحلي بالحلم والتحالم صفة يحبها الله عز وجل.
        والحليم شخص رائع يستحق المحبة والاحترام ، يستحيل إغضابه أو استفزازه.

        قال سبحانه وتعالى :
        * خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (سورة الأعراف: 199).
        * ... وَإِنَّ السَّاعَةَ لأَتِيَةٌ فَاَصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (سورة الحِجر : 85).
        * ... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة النور: 22) .
        * وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (سورة آل عمران: 133- 134).
        * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (سورة التَّوبة:114).
        * ... إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (سورة هود:75).
        * وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (سورة فصِّلت:34-35).
        * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ... (سورة آل عمران:159).
        * وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (سورة الصافات:99-101).
        * لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (سورة البقرة: 225).
        * ... وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (سورة البقرة: 235).
        * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (سورة البقرة: 263 ).
        *... إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا(سورة الإسراء:44).
        * وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (سورة الفرقان:63).

        * وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ : " إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ : الْحِلْمُ ، وَالأَنَاةُ ".
        * عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" .
        * وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العُنْف وما لا يعطي على ما سواه ".
        * وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" .
        * عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما خُيِّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً، كان أبعد الناس مِنه. وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط، إلا أن تُنْتَهَك حُرْمَة الله، فينتقم لله تعالى ".
        * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بَال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوه وأريقوا على بوله سَجْلاً من ماء، أو ذَنُوباً من ماء، فإنما بُعِثْتُم مُيسرين ولم تُبعثوا مُعسرين" .
        * وعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أنّه قال: " كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعليه برد نجرانيّ غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابيّ ، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، وقد أثّرت بها حاشية البرد من شدّة جبذته؛ ثمّ قال:يا محمّد ، مر لي من مال اللّه الّذي عندك، فالتفت إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، ثمّ ضحك ، ثمّ أمر له بعطاء".
        * عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: " لا تَغْضَبْ " ، فردد مِراراً، قال: "لا تَغْضَبْ" .
        * عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أنّه قال: "قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: التّأنّي من اللّه، والعجلة من الشّيطان، وما أحد أكثر معاذير من اللّه، وما من شيء أحبّ إلى اللّه من الحلم"
        * وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
        * يقول أبو حامد الغزالي "الحليم هو من لا يستفزُّه غضبٌ، ولا يعتريه غيظ ولا انتقام مع الاقتدار".

        ما أحوجنا الى هذا الخلق في هذه الأيام التي فقدن فيها الكثير من الأخلاق الفاضلة .
        والتحلي بالحلم والأناة عند التعامل ، يكسبنا الطريق إلى القلوب مع كل من نتعامل معه.
        وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعو بهذا الدعاء "اللهم أغنني بالعلم ، وزيني بالحلم ، وكرمني بالتقوى وجملني بالعافية"، والحلم رفعة لدرجة المؤمن في الدنيا والآخرة.

        ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
        عضو شبكة تعريب العلوم الصحية

        تعليق

        • السعيد ابراهيم الفقي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 24-03-2012
          • 8288

          #19


          العمل
          ماهر محمدي يس

          عظّم الإسلام من شأن العمل، وحثّ عليه، وأنَّه سبحانه وتعالى جعَل العمل سنَّة أنبيائه ورسله بالرغم من انشِغالهم بالدعوة إلى الله وتبليغ رسالته إلى أممهم وأقوامهم ، وقد حث ديننا الحنيف على التوازن ما بين العمل والعبادة، وأمور الدين والدنيا.
          وللعمل في الإسلام مكانةٌ كبيرة ومنزلة رفيعة؛ حيث ينظر الإسلام إليه نظرةَ احتِرام وتكريم وإجلال ، والعمل المستحب، يعرف بكونه العمل الذي نثاب عليه عند القيام به بكفاءة وأمانة وجد واجتهاد.

          قال سبحانه وتعالى :
          * مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (سورة النحل :97).
          * وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة التوبة:105).
          * وَءَايَةٌ لُّهُمُ الأَرْضُ المَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ *وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ، وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ *لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ )سورة يس : 33 - 34 - 35.(
          * ... فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (سورة الزمر:74).
          * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة الزخرف:72).
          * ... فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (سورة الكهف:110).
          * قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالاَْخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ( سورة الكهف: 103-104).
          *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (سورة الكهف:107).
          * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (سورة الملك:2).
          * هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (سورة الملك: 15).
          * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ... (سورة الجمعة: 10).
          * ... وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... (سورة المزمل:20).
          * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ... (سورة البقرة: 267).
          * وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ... (سورة الفرقان: 20).
          * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (سورة الأنبياء: 80).
          * وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (سورة سبأ: 10 – 11).
          * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (سورة الزلزلة:6-7-8).
          * ... كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ... (سورة المؤمنون: 51).

          * لا يُقْبَل عَمَل بلا إيمان ولا عَمَل بلا إيمان. (الطبراني)
          * يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : "مَن أمسى كالاًّ من عمل يديه أمسى مغفورًا له ".
          * يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : " ما أكل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده".
          * يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : " إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلةٌ فإن استَطاع ألاَّ يقوم حتى يغرسها فليفعلْ ".
          *قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً".
          * قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " التمسوا الرزق في خبايا الأرض".
          * قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة".
          * قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " من سعى على عياله من حلٍ فهو كالمجاهد في سبيل الله، ومن طلب الدنيا في عفاف كان في درجة الشهداء".
          * قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " أعظم الناس هما المؤمن الذي يهتم بأمر دنياه وآخرته".
          * وقد لاحظ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم " أن رجلاً يلازم المسجد معظم ساعات النهار، فسأله عن من يعوله، فقال له: يعولني أخ لي، فقال له الرسول الأمين: إن أخاك لأكرم عند الله منك ".
          * قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " اكلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل".
          * قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح".
          * قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ".
          * عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ".
          * قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " من أصابَ مالاً من مأثمٍ فوصل به رحماً، أو تصدقَ به، أو أنفقه في سبيل الله، جمع الله ذلك جميعاً ثم قذفه في النار".
          * إذا صليتم الفجر فلا تَنامواعن طلب أرزاقكم . (الطبراني)
          * باكرو في طلب الرزق والحوائج فإن الغُدُوُّ بَرَكَة ونجاح (الطبراني والبزار)
          * أفضل الكسب بيع مبرور وعمل الرجل بيده . (البزار وأحمد)
          * أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل كسب مالاً من غير حِلِّه فدخل به النارِ. (البخاري)

          ويعتبر العمل أحد عناصر الإنتاج الأساسية ، والعمل يساهم في تقدم الأمم وتطورها ،ويقضي على البطالة وما ينتج عنها من فساد وانحلال.
          أن قيمة الإنسان هي بقدر ما يُحسن وبقدر ما يعمل باخلاص ، فالعمل يحقق كرامة الإنسان وعدم الحاجة لسؤال الآخرين.
          والعمل في الإسلام مرتبطٌ بالأخلاق ارتباطًا وثيقًا؛ لأنَّ القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة هي التي توجِّه العمل الوجهة الصحيحة وإنفاذ مايطلب منه بكفاءة ونجاح.
          وفقنا الله إلى ما فيه الخير .

          ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
          عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
          منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط






          تعليق

          • السعيد ابراهيم الفقي
            رئيس ملتقى فرعي
            • 24-03-2012
            • 8288

            #20


            الجُود والكَرَم
            ماهر محمدي يس

            الجُود والكَرَم خُلُق تسُود به المحبَّة والمودَّة والرحمة في المجتمعات، وبه يكون التآزر والتعاون والتضامن بين الناس، وهو خُلقٍ من أخلاق الصالحين ، الجود والكرم من صفات الله عز وجل ، فالكريم من أسمائه، والجود والكرم من صفاته.
            الجود والكرم يجعل الإنسان محبوبًا من أهله وجيرانه وأقاربه والناس أجمعين ، ويحب على المسلم أن يكون كريمًا، ويتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصحابته في إنفاقهم وجودهم وكرمهم ، وعليناأن نكثر من الجود والكرم في جميع أوقات العام، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم ، كذلك في الأعياد والمناسبات التي تحتاج منا ذلك ، فعلى المسلم أن يجعل الجود والكرم صفة لازمة له على الدوام، حتى يفوز برضوان الله وجنته.

            قال سبحانه وتعالى :
            * يَا أَيُّهَا الذَِّينَ ءَامَنُواْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَاكَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِنَ الأَرْضِ ولاتَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (سورة البقرة: 267).
            * ... وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (سورة البقرة: 272).
            *وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (سورة البقرة: 195).
            * مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة: 261).
            * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (سورة البقرة:274).
            * لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ من شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (سورةآل عمران: 92).
            * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (سورة الليل : 5- 7).
            * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (سورة الذاريات: 24 – 27).
            * وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (سورة الإسراء:70).
            *وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (سورة الإسراء: 26- 27).
            * وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ... (سورة الإسراء: 29).
            * ... وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ... (سورة سبأ: 39).
            * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ... (سورة النحل: 18).
            * وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ... (سورة النحل: 53).
            * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ٍ (سورة العلق: 3).
            * وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (سورة الشورى:25-26).

            * عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله جواد يحبُّ الجوادَ ، ويحب معاليَ الأخلاق ، ويكره سَفْسافها".
            * عن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بن آدم، إنَّك أنْ تبذل الفضلَ خيرٌ لك، وأن تمسكه شرٌّ لك ، ولا تلام على كفافٍ، وابدأ بمن تعول، واليد العُليا خير من اليد السُّفلى".
            * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دينارٌ أنفقته في سبيل الله ، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك ؛ لأنَّ النَّفقة على القريب صِلَة وصدَقة ".
            * وقد قال علي -رضي الله عنه- وهو يحث على العطاء وإن قَلَّ: لا تستحي من عطاء القليل؛ فالحرمان أقل منه، ولا تجبن عن الكثير؛ فإنك أكثر منه ".
            * (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ".
            * فعَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها " أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً ثم وزعوها على الفقراء، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " مَا بَقِىَ مِنْهَا ؟ قَالَتْ مَا بَقِىَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا ، قَالَ بَقِىَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا ".
            * وقيل لحكيم: "أيُّ فعلٍ للبَشَر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجُود".
            * وعن حسن بن صالحٍ، قال: "سُئِل الحسن عن حُسْن الخُلُق، فقال: الكَرَم، والبَذْلة، والاحتمال".
            * قال الفيرزابادي رحمه الله: " والكرم إذا وصف اللّه به فهو اسم لإحسانه وإنعامه، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة الّتي تظهر منه ".
            * قال عبد اللّه بن جعفر رحمه الله: «أمطر المعروف مطرا، فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا، وإن أصاب اللّئام كنت له أهلا ".
            * وقال أبو سليمان الداراني: " جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل في قلبه خصالاً: الكرم والسخاء والحلم والرأفة والشكر والبر والصبر ".
            * وقال جعفر بن محمَّد الصَّادق: "إنَّ لله وجوهًا مِن خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجُود مجدًا، والإفضال مغنمًا، والله يحبُّ مكارم الأخلاق".
            * وقال بعض الحكماء: " أصل المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام، وجميع خصال الخير من فروعه" .
            * وقال بعض العلماء: " الكرم هو اسم واقع على كل نوع من أنواع الفضل، ولفظ جامع لمعاني السماحة والبذل".
            * وفي الحديث القدسي: "يَا عَبْدِي، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ".
            * " أفضل الناس إيماناً ، أبسطهم كفاً " (الطحاوي)
            * " خير الناس مؤمن فقير يعطي جُهْدُهُ " (الطيالسي والديلمي)

            ما أحوج النَّاس إلى هذا الخُلق العظيم، في زمنٍ فشَت فيه كلُّ مظاهر الأنانية والبخل والشح ،
            الجود والكرم خلُق عظيم، وعملٌ صالح جليل، أَمر به ربُّ العالمين، وحثَّ عليه سيد المرسلين ، ذلكم الخُلق العظيم الذي نحتاجه في كلِّ وقت وحين ، خصوصاً هذه الأيام التي يشكوا فيها كثير من الأفراد.
            فمِن الواجب على المسلِم أن يُشرك غيرَه فيما آتاه الله من فَضله، وأن يجعل في ثرْوته متَّسَعًا يُسعِفُ به المنكوبين ويُريح المتعَبين ؛ لذلك كان الأمر بالإنفاق على القرابة والمساكين من الأمور المحببة من رب العالمين ، وتجعل صاحبها محبوب من الخالق الكريم ، وقريب من الخلق أجمعين .
            وفقنا الله جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد.

            ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
            عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
            منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط






            تعليق

            • السعيد ابراهيم الفقي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 24-03-2012
              • 8288

              #21


              التقوى
              ماهر محمدي يس

              التقوى كنز عزيز، إذا ظفر به المرء، وجد فيه خيراً كثيراً، ورزقاً كريماً ، فهي فضيلة تجمع خيري الدنيا والآخرة.
              ولقد كثرت الآيات والأحاديث في فضل التقوى وعظيم ثمراتها، ولا غرابة، فالتقوى سبيل المؤمنين، وخلق الأنبياء والمرسلين ، ووصية الله تعالى لعباده الأولين والآخرين، فمن التزمها فاز وربح، ومن أعرض عنها هلك وخسر .
              ومن هنا نعرف أنّ التقوى بمعناها العامّ لازمة لحياة كلّ فرد يريد أن يكون إنساناً، وأن يحيا تحت حكم العقل ، وأن يتبع قواعدَ وأصولاً معينة .
              فالتقوى كلمة جامعة حقيقتها الإيمان والعمل الصالح؛ وفي التقوى جماع الخير كله، وهي ميزان تفاضل الخلق عند الله جل وعلا .

              قال سبحانه وتعالى :
              *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ ... (سورة الحشر: 18).
              * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ... (سورة التوبة: 109).
              * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (سورة التوبة: 119).
              *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (سورة الأحزاب: 70).
              *آلَم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة: 1-2).
              *وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً ... (سورة البقرة : 123).
              * ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (سورة البقرة : 187).
              *... وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة البقرة: 189).
              * ... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (سورة البقرة : 194).
              * ... وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ (سورة البقرة: 197).
              * بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (سورة آل عمران: 76 ).
              * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (سورة آل عمران: 102).
              *... وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (سورة آل عمران : 120).
              * بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (سورة آل عمران : 125).
              * وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (سورة آل عمران: 133).
              * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة آل عمران: 200).
              * وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (سورة الأعراف : 96).
              *... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ... (سورة الأعراف: 156).
              * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ (سورة الذاريات:15-16).
              * ... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ ) (سورة المائدة : 2).
              * ... إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (سورة المائدة : 27).
              * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (سورة الأنفال: 29).
              * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (سورة النحل: 128).
              * وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (سورة محمد : 17).
              * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (سورة القمر : 55).
              * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (سورة الحجرات : 10).
              * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (سورة الحجرات: 13).
              * فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة التغابن : 16).
              * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ* فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (سورة الطور : 17- 18).
              * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (سورة الليل:5 - 7).
              * ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ... سورة الطلاق 2-3).
              * ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (سورة الطلاق:4)
              * ... وََمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (سورة الطلاق : 5).
              *إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (سورة الذاريات : 15).
              * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (سورة الطور : 17).
              *إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (سور القلم : 34).

              * سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُبَيا عن التقوى ، فقال: " هل أخذت طريقا ذا شوك ؟ قال: نعم، قال: فما عملت فيه؟ قال: تشمرت وحذرت، قال : فذاك التقوى
              التقوى هي جعل النفس في وقاية مما يُخاف، وحفظها عما يؤذيها ويضرها ".
              *عن عبيد بن حنين الطائي سمعت محمد بن حبيب بن خراش العصري يحدث عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "المسلمون إخوة لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى" .
              * عن سماك عن عبدالله بن عمرة زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب رضي الله عنها قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير؟ قال صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أقرأهم وأتقاهم لله عز وجل وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم ".
              * عن أَبي ذَرٍّ جُنْدَبِ بنِ جُنَادَةَ رضي الله عنه قال: قلت: يارسولَ اللهِ أوصني فقال: " اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".
              *حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل : ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : " تقوى الله وحسن الخلق ".
              *وقال عليه الصلاة والسلام : " اعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ، أَنَّ التَّقْوَى دَارُ حِصْن عَزِيز، وَالْفُجُورَ دَارُ حِصْن ذَلِيل، لَا يَمْنَعُ أَهْلَهُ، وَلَا يُحْرِزُ مَنْ لجَأَ إِلَيْهِ ".
              *قال طلق بن حبيب: " إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: و ما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله ، تخاف عقاب الله ".
              *قال أبو الدرداء رضي الله عنه: " تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً ".
              *والإمام أحمد رحمه الله يقول: " التقوى هي ترك ما تهوى لما تخشى ".
              * ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً لما بعثه إلى اليمن فقال : " يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ".
              * عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " .
              * عن أبي طريف عدى بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى ".
              * يقول الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام " التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل".
              * قال بعض الواعظين: " اعلم أولًا بارك الله في دينك وزاد يقينك أن التقوى في قول أهل إصلاح الباطن؛ تنزيه القلب عن الذنب حتى تحصل لك من قوة العزم على تركه وقاية بينك وبين سائر المعاصي، وتتوطّن نفسك على ترك كل قبيح ".

              فالتقوى عمل دائب في طاعة الله عز وجل، وترك صارم لمعصية الله تبارك وتعالى، وهي أم القيم الخلقية والحضارية ، وبفعالية التقوى وإيجابيتها ، فإنها تسهم في بناء حضارة إيمانية قائمة على تحقيق التوازن المادي والروحي للإنسان، وهي الكفيلة بإنقاذ إنسان الحضارة المادية المعاصرة من متاهات الضياع والصراع، ومن الأزمات النفسية التي يعيشها ، وبهذا المعنى تصبح طاقة موجهة للإنسان نحو السلوك الأحسن والأفضل، ونحو نمو الذات ورقيها.
              ولأهمية التقوى أمر الله تعالى نبيه بها ، وجعل الله التقوى من خير ما يتزود به الإنسان ، ونسأله من واسع فضله أن يجعلنا من الأتقياء والمتقين .
              أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى، وأن يمن علينا بالاستقامة على تقواه في كل أقوالنا وأعمالنا.

              ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
              عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
              منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط





              تعليق

              • السعيد ابراهيم الفقي
                رئيس ملتقى فرعي
                • 24-03-2012
                • 8288

                #22


                الحياء
                ماهر محمدي يس

                إن الحياء خلق يبعث على فعل كل شيء حسن ، وترك كل شيء قبيح ، فهو من صفات النفس المحمودة ، وهو رأس مكارم الأخلاق ، ودليل على الخير ، وهو خلُق من الأخلاق الإسلامية العظيمة المعدودة من شُعب الإيمان .
                والله ما في العيش خير ولا في الدنيا إذا ذهب الحياءُ.

                قال سبحانه وتعالى :

                * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ... (سورة القصص:25).
                * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ... (سورة الأحزاب: 53).
                * إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ... (سورة البقرة: 26).
                * قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ ... * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... (سورة النور :30-31).
                * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (سورة غافر: 19).
                * ... يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ... (سوررة القصص:4).
                * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (سورة العلق:14).
                * وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (سورة ق:16).
                * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (سورة الانفطار:10- 12).
                * ... وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ... (سورة الأحزاب: 37).
                * فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (سورة الشعراء: 213).
                * لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (سورة الفتح: 18).
                * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (سورة الحديد: 4).
                * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (سورة البقرة: 186).

                * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
                * عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : " كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا, فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ, عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ".
                * عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت".
                * عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ, فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ, قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ, وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى, وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى, وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى, وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا, فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ".
                * وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه : أن رجلاً قال : يا رسول الله، أوصني، قال: " أوصيك أن تستحيَ من الله عز وجل كما تستحي رجلاً من صالحي قومك".
                * عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي, قَالَ: رِضَاهَا صَمْتُهَا".
                * ويقول عليه الصلاة والسلام: " إن ربكم حيي كريم, يستحيي من عبده إذا رفع إليه يدعوه, أن يردهما صفراً ليس فيهما شيء".
                * عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ".
                * عَنْ عِمْرَان بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ : " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ".
                * وفي الحديث أيضًا: "الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
                * قال بعض السلف: " من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر".
                * قال إياس بن قرة: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء، فقالوا: " الحياء من الدين ، فقال عمر: بل هو الدين كله".
                * وقال أيضاً رحمه الله: " أربع من كن فيه كان كاملاً ومن تعلق بواحدة منهن كان من صالحي قومه: دين يرشده، وعقل يسدده، وحسب يصونه، وحياء يقوده " .
                * قال بعض الحكماء:" من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر".
                * " إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه ".
                * " من قَلَّ حياؤه، قلَّ وَرَعُه، ومن قلَّ وَرَعُه، مَات قلبه" عمر بن الخطاب
                * " الحياء والايمان مقرونان جميعا ، فاذا رفع أحدهما ارتفع الآخر" . عبدالله بن عمر
                * " من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الذي هو أصل كل خير ، وذهابه ذهاب الخير أجمعه ". ابن القيم الجوزية
                * " إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه ". لقمان الحكيم
                * " يَكاد حياء المرأة أن يكون أشد جاذبية من جمالها ".
                * وقال الحسن البصري: " الحَيَاء والتَّكرُّم خصلتان من خصال الخير، لم يكونا في عبدٍ إلاّ رفعه الله عزَّ وجلَّ بهما ".
                * " من علامات قيام الساعة: أن يرفع الحياء من وجوه النساء، وأن تزيل النخوة من رؤوس الرجال، وأن تنزع الرحمة من قلوب الأمراء ".
                * فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ :" إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا , وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً ". لحديث الثالث :
                * الفُضيل بنُ عياض ؛ هذا القاضي الجليل قال : " خمسٌ من علامات الشقاء : القسوة في القلب ، وجمود العين , وقِلة الحياء ، والرغبةُ في الدنيا ، وطولُ الأمل".
                * " القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر ، والشكر دليل الزيادة ، والزيادة دليل بقاء النعمة ، والحياء دليل الخير كله ".
                * " صاحب الحياء دائماً يخشى ربه ويخاف فضيحة الدنيا والآخرة ".
                * " الحياء في الطفل يدل على ذكائه وأدبه ، والحياء في المرأة يدل على عفتها ، والحياء في الرجل يدل على كرم أخلاقه ".
                * وقال الأصمعي:سمعت أعرابياً يقول: " من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه ".
                * يقول سيدنا عمر رضي الله عنه: " من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ".
                * ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : " من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله ".
                * عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: " لا خير فيمن لا يستحي من الناس".
                * قال العلماء: " إذا استحيا الإنسان من نفسهِ, فاستحياؤهُ من غيرهِ من باب أَولى ".
                * " أفضل الحياء إستحياؤك من الله ".
                * " إن الله إذا أراد بعبده هلاكاً نزع منه الحياء ".
                * " غاية الأدب أن يَستحي الإنسان من نفسه ".
                * " يفضي الحياء بك إلى كل فضيلة وبر ومعروف ".

                فالحياء يتولد من رؤية عظمة الله عز وجل ، ورؤية فضله ، وفي البذل والعطاء والعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى .
                ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛ فقد أمر الشرع بالتخلق به وحث عليه، بل جعله من الإيمان.
                والتوجه إلى الحياء تلك الصفة الطاهرة بجميع أبعادها ،يكون باعثاً على تطهير الجو المحيط بنا، ، وعلى العكس من ذلك فأن كسر طوق الحياء يهيىء لاتساع فجوة الفساد فيما يحيط بنا.
                رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية ، وختم لنا ولكم بالخير والرشاد في كل أفعالنا.

                ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                عضو شبكة تعريب العلوم الصحية

                تعليق

                • السعيد ابراهيم الفقي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 24-03-2012
                  • 8288

                  #23


                  الشجاعة
                  ماهر محمدي يس

                  الشجاعة من أكرم الخصال التي يتصف بها الإنسان ، وهي خُلُق كريم ووصْف نبيل، وهي ينبوع الأخلاق الكريمة والخِصال الحميدة، وهي من أعزِّ أخلاق الإسلام، وأَفخر أخلاق العرب.
                  الشجاعة تَجعل الإنسان يُدافِع عن حياته، فالشجاعة غريزة يَضعها الله فيمَن شاء من عباده .
                  وبالشجاعة يتحقَّق للمرء ما لا يتحقَّق بدونها، وبها يستطيع أنْ يُضحِّي بماله ونفْسه وهذه أعلى مراتب الشجاعة.
                  والشَّجاعة تَجعلُ الإنسان يَنطِق بالحقَّ، ويَتكلَّم بالصِّدق ، وهي الإقدام على المكاره والمهالِك عند الحاجة إلى ذلك، وثبات الجأش عند المخاوف.
                  وهي من صفات الكمال والجمال، وبها اتَّصف الأنبياء والمرسلون، وامتاز بها سيِّدهم وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلّم.

                  قال سبحانه وتعالى :
                  * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ (سورة آل عمران : 173).
                  * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ وَكَفَى باللهِ حَسِيبًا (سورة الأحزاب : 39).
                  * وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (سورة آل عمران :169).
                  * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ ... (سورة الأحزاب: 16).
                  * ... يُجَاهِدُون في سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ... (سورة المائدة : 54).
                  * ... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (سورة المائدة: 47).
                  * ... وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (سورة الأنفال: 11).
                  * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (سورة الأنفال:15- 16).
                  * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة الأنفال:45).
                  * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (سورة الأنفال: 65).
                  * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة التوبة:38- 39).
                  * ... وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... (سورة التوبة: 41).
                  * إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (سورة التوبة:111).
                  * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (سورة التوبة:123).
                  * وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (سورة البقرة:190).
                  * كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ... (سورة البقرة: 216).
                  * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (سورة البقرة: 250).
                  * ... وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ... (سورة البقرة: 283).
                  * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (سورة النساء : 76).
                  * ... لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ... (سورة الحديد:10).
                  * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (سورة محمد: 7).
                  * قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ... (سورة النمل: 33).
                  * ... سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ... (سورة الفتح: 16).
                  * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (سورة الليل :5-6).
                  * مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ... (سورة النحل: 97 ).
                  * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (سورة الصف:4).

                  * " لا يَمْنَعَنَّ أحدكم هيبة الناس أن يقول في حق إذا رآه أو شهده أو سمعه " .
                  * يقول عمر بن الخطاب: "إنَّ الشجاعة والجُبن غرائزٌ في الرجال"
                  * قال أحد الحكماء: "اعلَم أن كل كريهة تُرفَع أو مَكْرُمة تُكتَسب، لا تتحقَّق إلا بالشجاعة، ورؤوس الأخلاق الحسنة، أوَّلها الصبر؛ فإنَّه يَحمِل على الاحتمال وكظْم الغيظ وكفِّ الأذى، ثم العِفَّة، وهي تَجنُّب الرذائل والقبائح، ثم الشجاعة، وهي صفةٌ تَحمِل على عزَّة النفس وإيثار معالي الأخلاق، ثم العدل، فإنَّه يَحمِل على الاعتدال والتوسُّط.
                  * ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير ... " .
                  * كما قال الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: " قُلِ الحق ولو كان مُرًّا ".
                  * وقال صلى الله عليه وسلَّم : " من رأى منكم منكَرًا، فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
                  * عندما وقف سعيد بن الزبير أمام الحجاج قال له: " سأقتلك، فقال له: والله لو علمت أن حياتي بيدك لعبدتك، ولكن حياتي بيد الله، قال له: سأقتلك، قال: إذاً تفسد علي دنياي، وأفسد عليك آخرتك".
                  *ومن مواقف شجاعه الرسول صلى الله عليه عليه وسلم قوله لقريش عندما نقلوا التهديد بقتله لعمه إبي طالب إن لم يترك دعوته لهم فقال ميئساً لهم : " والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ".
                  * يقول ابن حزم رحمه الله :"حد الشجاعة بذل النفس للموت عن الدين والحريم ،وعن الجار المضطهد وعن المتسجير المظلوم، وعمن هُضم ظلمًا في المال والعرض وفي سائر سبل الحق سواء قل من يعارض أو كثر ".
                  * قال الجاحظ: " الشّجاعة هي الإقدام على المكاره والمهالك عند الحاجة إلى ذلك، وثبات الجأش عند المخاوف مع الاستهانة بالموت " .
                  * وقال الذهبي: " الشجاعة والسخاء أخوان، فمن لم يجد بماله، فلن يجود بنفسه ".
                  * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يكن أحدكم إمعة. يقول: أنا مع الناس. إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم".
                  * وعن ابن عمر، قال: " ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أرضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
                  قالوا :
                  * الشجاعة أعظم صفة في الشخص لأن بقية الصفات تأتي نتاجا لها . ونستن تشرشل
                  * إن الجبان يموت آلاف المرات، ولكن الشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة . وليام شكسبير
                  * من لا يجد في نفسه الشجاعة الكافية للمخاطرة لن يحقق شيئا في حياته . محمد علي كلاي
                  * عليك أن تتحلى بالشجاعة الكافية لاستخدام عقلك . إيمانويل كانت
                  * الشجاعة أُوْلى سماتِ البشر، فهي التي تَجعلُ بقيَّة السمات مُمكنة . أرسطو

                  فما أحْوج الأمَّة الإسلامية اليوم في هذه الظروف الحرِجة والأحوال العصيبة القاسية، أن يكون للبيت دور في زرع فضيلة الشجاعة في أبنائه ، وأنْ يُولَى رجال التعليم والتربية فيها عنايةً بالغةً، ورعاية زائدة بهذا الجانب المهمِّ من إثارة هذه الغريزة الخُلُقية القيِّمة في أبنائنا .
                  الشجاعة هي قوة في النفس يُنشئها الإيمان الصادق، بثبات القلب والثقة بالله، وهي تعني : الصراحة في الحق، وكتمان السر وحفظه، والإقرار بالخطأ والاعتراف به، والإنصاف من النفس، والانتصار للغير منها، وملكها عند الغضب.
                  ما أحوجنا اليوم إلى فضيلة الشجاعة في جميع تصرفاتنا ، ويكفي الشجاع المؤمن شرفا أن الله سبحانه وتعالى يحبه.
                  نسأل الله عز وجل أن يجعلنا خلفاء في الأرض فنعمر الأرض بالخير، والأمان، والإيمان بإذن الله عز وجل .

                  ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                  عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
                  منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط






                  تعليق

                  • السعيد ابراهيم الفقي
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 24-03-2012
                    • 8288

                    #24


                    الاستقامة
                    ماهر محمدي يس
                    إن من أعظم النعم التي يسديها الله عزوجل ، ويمن بها على عبده هي نعمة الاستقامة ، فالاستقامة شرف وعز، وأعظم كرامةٍ كرامةُ الاستقامة ، لا يقطفها الإنسان إلا إذا استقام على أمر الله , وسُنّة نبيه , إذا أردتَ أن تكون أكرمَ الناس فاتقِ الله ؛ أي استقم على أمرِ الله.
                    إنّ كل نشاطات المسلم إن لم تكن الاستقامة مرافقة لها ، ويخش الله في كل ما يعمل ، فلا قيمة لكل أعماله .
                    والاستقامة، تجلب للإنسان السمعة الطيبة، والسكينة، والرضا، والسعادة ، والنفس الإنسانية بطبيعتها تميل إلى الخير والاستقامة والصلاح.
                    والاستقامة من ثِمارها أن الله سبحانه وتعالى يفرّجُ عنك , ويزيلُ عنكَ كلَّ كرب, وكلَّ هم, وكلَّ حزن , وكلَّ ضيق , وكلَّ قلق.

                    قال سبحانه وتعالى :
                    * إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (سورة فصلت :30).
                    * قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (سورة فصلت : 6).
                    * إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (سورة الأحقاف: 13).
                    * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة هود:56).
                    *فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (سورة هود : 112).
                    * وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً
                    (سورة الجن : 16).
                    *وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الأَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (سورة الأنعام:126).
                    *وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (سورة الأنعام:153).
                    *وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِأَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة الأنعام:39).
                    *وَمِنْ ءَابَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة الأنعام:87).
                    * قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (سورة الأنعام:161).
                    * اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (سورة الفاتحة:6-7).
                    *قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (سورة يونس :89).
                    * وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة يونس:25).
                    * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (سورة الصافات:118).
                    *فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (سورة النساء :175).
                    *لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (سورة الفتح:2).
                    * وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ ءَايَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (سورة الفتح :20 ).
                    *وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (سورة مريم:36).
                    * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (سورة الزخرف:61).
                    *إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (سورة الزخرف:64).
                    * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة الزخرف:43).
                    *سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة البقرة:142).
                    *... فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة البقرة:213).
                    * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ ءَايَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة آل عمران:101).
                    * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (سورة آل عمران:51).
                    *يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة المائدة:16).
                    *شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة النحل: 121).
                    *وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة الحج:54).
                    *وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة المؤمنون:73).
                    *لَّقَدْ أَنزَلْنَا ءَايَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة النور:46).
                    * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (سورة يس:61).
                    *... وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة الشورى:52).
                    *أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة الملك:22).

                    * وعَنْ أبي عمرو ، وقيل: أبي عَمْرَة سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي فِي الْإِسْلَامِ بِأَمْرٍ لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ : قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ ".
                    *رواه الإمام أحمد في مسنده, عَنْ ثَوْبَانَ, أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قال : " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا, وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ, وَلاَ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إلا مُؤْمِنٌ ".
                    * وعن أبي ذر ، رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان ، وجعل قلبه سليماً ، ولسانه صادقاً ، ونفسه مطمئنة ، وخليقته مستقيمة ".
                    * عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ, وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ, وَلا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ".
                    * وعن أبي سعيد الخدري رضي الله: " إذا أصبح ابن آدم ؛ فإن الأعضاء كلها تُكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا؛ فإنما نحن بك؛ فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ".
                    * عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ".
                    * قال القشيرى: " الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها، وبوجودها حصول الخيرات ونظامها، ومن لم يكن مستقيماً في حالته، ضاع سعيه وخاب جهده ".
                    * قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تراوغ روغان الثعالب " .
                    *وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" .
                    *وقال ابن حجر- رحمه اللّه تعالى: " الاستقامة كناية عن التّمسّك بأمر اللّه تعالى فعلا وتركا ".
                    * قال ابن رجب رحمه اللّه تعالى: " أصل الاستقامة استقامة القلب على التّوحيد ".
                    *عن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا , واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم " .

                    فالاستقامة هي الإيمان الصادق بالله عز وجل ، والاتباع الكامل والاقتداء التام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويجب أن يكون سلوك الإنسان مستقيماً، وأخلاقه مستقيمة ، وأن تكون استقامتنا استقامة فردية، كل إنسان بنفسه، واستقامة جماعية، استقامة المجتمع كله لله عز وجل ، والاستقامة أن تعطي لكل ذي حقٍ حقه ، وأن تؤدي الحقوق تماماً، لا أن تُفَرِّط ولا أن تُفْرِط .

                    والاستقامة تدخل في مجالات كثيرة، ولو طبقت تطبيقاً صحيحاً لوجدنا أنها الحل لجميع مشاكلنا ، وما أصاب أمتنا من نكبات ومصائب، ما هو إلا جراء البعد عن جادة الاستقامة ، والطريق القويم ، فأسأل الله تعالى أن يرزقنا الاستقامة والثبات على دينه.
                    وفقنا الله وإياكم لأن نكون من أهل الإخلاص والسداد والاستقامة.

                    ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                    عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
                    منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط





                    تعليق

                    • السعيد ابراهيم الفقي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 24-03-2012
                      • 8288

                      #25
                      النظام

                      النظام
                      ماهر محمدي يس

                      النظام إحدى القيم السلوكية الاجتماعية ، التي تحرص المجتمعات عليها ، وتكون سلوكاً يُعْمَل به ويتم ممارسته من قبل الجميع ، فهو سلوكٌ ديني ووعيٌ حضاري ، وواجبٌ إنساني ،
                      ولذلِك يُعلِمُنا ربُنا عزّ وجل أنّهُ لابّدَّ من أن يسودَ النظامُ في المجتمع ، والنظام أحد أسباب قوة أي مجتمع يأخذ به ، والنظام والإتقان في هذا العالم، شامل لجميع مخلوقات الله كلها.
                      وحين ننظر إلى الكون كله ، نجد نِظام وإبداع ، وانتظام الكون مرتبط بإرادة الله وقدرته، كما أن استمراره على هذه الحال منوط باختيار الله تعالى ومشيئته .
                      فلا شك إذن أن هذا الكون يدل على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وعلى صفاته من عظمة وقدرة وعلم وحكمة وغيرها من الصفات العليا والأسماء الحسنى.

                      قال سبحانه وتعالى :
                      * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (سورة الروم :22 – 24).
                      * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (سورة الصف : 4).
                      * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة النور : 62).
                      * صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (سورة النمل : 88).
                      * لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (سورة يس :40).
                      * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (سورة السجدة : 27).
                      * وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (سورة الفرقان: 63).
                      * وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (سورة النمل: 17).
                      * مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ... (سورة النساء : 79).
                      * لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... (سورة النساء : 95).
                      * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... (سورة النساء: 59).
                      * ... وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (سورة الفرقان : 2).
                      *إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (سورة القمر : 49).
                      * وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ (سورة المؤمنون : 18).
                      * ... وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (سورة الرعد : 8-9).
                      * وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ ... (سورة الزخرف:11).
                      * ... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (سورة النحل: 89).
                      * ... قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (سورة الطلاق : 3)
                      * فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة الجمعة :10).

                      * عن أبي عبد الله النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : " لَتُسَوُّن صُفُوفَكُم أو لَيُخالِفَن الله بين وُجوهكم ".
                      وفي رواية لمسلم : كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القِدَاحَ حتى إذا رأى انا قد عَقَلْنَا عَنْه ، ثم خرج يوما ، فقام حتى كاد أن يُكبِّر فرأى رجلاً باديا صدره فقال : " عباد الله لَتُسَوُّن صُفُوفَكُم أو لَيُخالِفَن الله بين وُجوهكم ".
                      * وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال : رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إذا خَرج ثلاثةٌ في سَفَرٍ فَليُؤَمِّرُوا أَحَدَهم ".
                      * عَنِ أبي عبد الله النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ وَتَرْكُهَا كُفْرٌ وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ ".
                      * ومن وصية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قبيل وفاته قال: "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أموركم ، وصلاح ذات بينكم ".
                      * يقول ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزدد فيه عملي ".
                      * جاء في الحديث الشريف عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ومن لم يُصبح ويُمس ناصحًا لله ، ولرسوله ، ولكتابه ، ولإمامه ، ولعامة المسلمين ؛ فليس منهم ".
                      * فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: " إن الله عز وجل يُحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ".
                      * عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : "إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلاَ تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا رَكَعَ، فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ، وَأَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلاَةِ ".
                      * عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ، مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ ".
                      * في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) قال : سمعتُ رسول الله يقول : " كلكم راعٍ ، وكلّكم مسؤولٌ عن رعيته ، والأمير راعٍ ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعيةٌ على بيت زوجها وولده ، فكلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته " .
                      * عن أبي هريرة أن رسول الله قال: " من دعا إلى هُدًى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقُصُ ذلك من أجورهم شيئًا ، ومن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئًا " .
                      *قال انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقه ".
                      * ودعا صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاهتمام بأمور المسلمين، ومشاركتهم في آمالهم وآلامهم، فقال : " من أصبح لا يهتمّ بأُمور المسلمين فليس بمسلم ".
                      إن تطبيق النظام على الجميع سواسية من أبرز معالم التحضر عند الأفراد وفي المجتمعات ، وهنا يأتي دور التربية لتكون عاملاً مساعداً حتى ينشأ الفرد على أساس احترام النظام والقانون، وليكن الالتزام بالنظام بشكل عام صفة للإنسان وجزءاً من حياته اليومية ، حيث أن تعاليم دينا تحثنا على النظام ، ويتجلى ذلك في الكثير من مظاهر ديننا الحنيف.
                      والمجتمعُ المثالي هو المجتمع الذي يسودهُ النظام، ويلتزمُ كافة أفراده صغاراً وكباراً به، فيعكسون بذلك سمعة مجتمعهم الطّيبة .
                      والواجب أن يُسهم المُسلم بإخلاصٍ وفعالية في حل مُشكلات مُجتمعه ، وأن يعمل على نشر الوعي في أوساطه المختلفة ، وأن يحرص على تفعيل مبدأ احترام النظام بين أفراده وجماعاته.
                      أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسدّاد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .

                      ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                      عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
                      منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط






                      التعديل الأخير تم بواسطة السعيد ابراهيم الفقي; الساعة 05-10-2017, 08:53.

                      تعليق

                      • السعيد ابراهيم الفقي
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 24-03-2012
                        • 8288

                        #26
                        التسامح

                        التَّسامح
                        ماهر محمدي يس


                        التَّسامح قيمة من القيم النبيلة التى رسخها إسلامنا المجيد ، ويعتبر أحد المبادئ الإنسانية والأخلاقية ، والتَّسامح هو الشّعور بالرّحمة، والتّعاطف، والحنان ، وهو ضرورة مجتمعية، وسبيل لضبط الاختلافات وإدارتها.
                        وفي هذا الجو المفعم بالأخلاق وطيب القلب والعفو، نحدد علاقتنا بالأشياء والأشخاص، لتكون بأجمعها مشدودة إلى هذه القيم النبيلة، وسائدة في هذا الاتجاه ، فالأصل في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، أن تكون علاقات قائمة على المحبة والمودة والتآلف، حتى ولو تباينت الأفكار والمواقف، بل إن هذا التباين هو الذي يؤكد ضرورة الالتزام بهذه القيم والمبادئ .
                        والتَّسامح كمفهوم أخلاقيّ اجتماعيّ دعا إليه كافّة الرّسل والأنبياء والمصلحين .

                        قال سبحانه وتعالى :

                        * ... وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَءَاتُواْ الزَّكَاةَ ... (سورة البقرة:83).
                        * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ... (سورة آل عمران :159).
                        * ... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (سورة آل عمران :134).
                        * خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (سورة الأعراف :199).
                        * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (سورة الاسراء : 15).
                        * ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... (سورة النحل: 125).
                        * وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... (سورة العنكبوت: 46).
                        * ... فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (سورة الشورى: 40).
                        * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (سورة الشورى: 43).
                        * عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (سورة الممتحنة : 7-9).
                        * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (سورة الشعراء: 215-216).
                        * ... وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا… (سورة آل عمران : 103).
                        * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ... (سورة المائدة: 105).
                        * ... يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ... (سورة الأعراف: 157).
                        * لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ (سورة التوبة:128).
                        * وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ... (سورة الأنعام : 108).
                        * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (سورة فصلت: 34-35).
                        * وَقَاتِلُواْ فيِ سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (سورة البقرة :190).
                        * وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ... (سورة النحل: 30).
                        * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة آل عمران :104).

                        * عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى".
                        * وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أَنظُرُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ".
                        * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"رحم الله عبداً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" .
                        * وفي الحديث : يقول الله عز وجل: " أَسْمِحُوا لعبدي كإِسماحه إِلى عبادي".
                        * وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم " ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم , ويل لأقماع القول , ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ".
                        * وأن علياً عليه السلام هو الذي هتف بأمرٍ من الرسول صلى الله عليه وسلم ،عندما فتح المسلمون مكة المكرمة بشعار: " اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة.. " بعد أن ردد سعد بن عبادة شعاره الجاهلي: " اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة".
                        * قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا مَن ظلم معاهَدًا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة".
                        * عن عبادة بن الصامت أنه قال: " يا نبي الله أي العمل أفضل قال: " الإيمان بالله والتصديق به والجهاد في سبيله" ، قال أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال: " السماحة والصبر".
                        * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " .
                        * فعن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اسمح يسمح لك".
                        * وقد روى عن على زين العابدين ، وعن رحمته وسماحته أن جارية كانت تحمل الابريق ، وتسكب منه الماء ليتوضأ ، فوقع على وجهه وشجه ، فرفع رأسه إليها لائماً ، فقالت الجارية له : إن الله تعالى يقول : " والكاظمين الغيظ " فقال : كظمت غيظى ، فقالت : "والعافين عن الناس " ، فقال : عفا الله عنك ، فقالت : " والله يحب المحسنين " ، قال : أنت حرة لوجه الله تعالى.
                        * إنَّ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم استقبل وفد نصارى الحبشة، وأكرمهم بنفسه وقال : " إنَّهم كانوا لأصحابنا مكرمين، فأحب أنْ أكرمهم بنفسي" .
                        * وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
                        * فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ودخلها نهاراً ، ووقف أهل مكة يرقبون أمامه العقاب الذي سينزله بهم رسول الله جزاء ما قدموه له من إيذاء شديد لا يحتمله إلا أهل العزيمة القوية، إلا أنه قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء". نِعْم السماحة، ونِعْم العفو عند المقدرة .
                        * أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا "

                        عالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح بين الناس أكثر من أي وقت مضى، وقبول اختلاف الآخرين، نظراً لأن التقارب بين الثقافات ، والتفاعل بين الحضارات .
                        ووحدتنا الاجتماعية والوطنية اليوم، بحاجة إلى غرس قيم ومتطلبات التسامح في فضائنا الاجتماعي والثقافي والسياسي .
                        وما أجدر أن يسعى الإنسان فى معاملاته إلى السماحة لينال الربح الحقيقى المؤجل الذى يسعى إليه كل راشد .
                        إن العالم اليوم في مشارق الأرض ومغاربها يحتاج إلى تعميم ثقافة وخُلُق التسامح على كافة المستويات، حتى تكون ثقافة عامة توجه العالم الحائر المضطرب إلى شاطئ وبر الأمان .
                        إن ثقافة التسامح تشكّل صمام الأمان لعالم مطمئن ومزدهر ومتقدّم، كما تشكّل الأساس المتين لعلاقات طيبة على مستوى الأفراد والمجتمعات.

                        ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                        عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
                        منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط





                        تعليق

                        • السعيد ابراهيم الفقي
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 24-03-2012
                          • 8288

                          #27
                          الخوف والرجاء

                          الخوف والرجاء
                          ماهر محمدى يس

                          الخوف والرجاء دواءان يُداوى بهما القلوب ، والخوف من عقاب الله نوع من أنواع العبادة ، ورجاء ثوابه نوع آخر من أنواع العبادة، فلا بد أن يجمع المسلم بين الخوف والرجاء دائماً .
                          والخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر، لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه عزَّ وجلَّ ، ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء ؛ حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا، ويفوز بالنَّعيم في الآخرة ؛ فالمؤمن يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه، ويتقيه دائماً، فلا يقنط ولا يأمن، ويجب على المؤمن أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه .
                          والخوف المحمود ما حجزكَ عنْ محارمِ اللهِ ؛ والخوف هُو منْ أجلِّ منازل الطريق وأنفعها للقلبِ، وهو فرضٌ علينا ، والرَّجاءُ هو الاستبشارُ بجودِ وفضلِ الرَّبِّ تباركَ وتعالى، والارتياحِ لمطالعةِ كرمهِ سبحانهُ ، والرَّجاءُ يكونُ مع بذلِ الجهدِ وحسنِ التَّوكُّلِ .

                          قال سبحانه وتعالى :
                          * ... إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خَاشِعِينَ (سورة الأنبياء:90).
                          * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (سورة الإسراء :57).
                          * أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَابِ (سورة الزمر: 9).
                          *وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (سورة النازعات:40-41).
                          * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة البقرة:218).
                          *إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (سورة يونس: 7-8).
                          * ... فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (سورة الكهف: 110).
                          * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (سورة إبراهيم:14).
                          * وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (سورة الرحمن : 46).
                          * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (سورة الإنسان:7).
                          * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (سورة الرعد:21).
                          * وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (سورة الأنعام :51).
                          * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (سورة الأنعام :15).
                          * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (سورة السجدة:16).
                          * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (سورة المائدة:28).
                          * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (سورة هود:103).
                          * ... وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (سورة الأعراف:56).
                          * وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (سورة النساء:104).
                          * ... إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (سورة فاطر: 28).
                          * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (سورة الأحزاب: 21).
                          * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (سورة النور:37).
                          * يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (سورة النحل:50).

                          * وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم دخل على شابٍّ وهو في المَوْتِ، فقَالَ: "كيف تَجِدُكَ؟ قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَرْجُو اللهَ، وإنِّي أخَافُ ذُنُوبِي"، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: " لا يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عَبْدٍ في مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ؛ إلاَّ أعْطَاهُ اللهُ ما يَرْجُو، وآمَنَهُ ممَّا يَخَافُ".
                          * فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ ".
                          * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه : رجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله رب العالمين".
                          * وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة ". و"أدْلَجَ" بإسكان الدال ومعناه : سار من أول الليلِ، والمراد التشمير في الطاعة .
                          * وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم يقول الله عزَّ وجلَّ: " وَعزتي لا أجمعُ على عبدي خَوفينِ ولا أجمعُ له أَمْنينِ، إذا أَمِننِي في الدُّنيا أَخَفْتُه يومَ القيامةِ، وإذا خَافَنِي في الدُّنيا أَمَّنْتُهُ يومَ القيامةِ ".
                          * قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحدَّاد النيسابوري: "الخوْف سِراجٌ في القلب، به يُبْصر ما فيه من الخيْر والشَّرِّ، وكل أحد إذا خفتَه هربْت منه، إلا الله عزَّ وجلَّ فإنَّك إذا خِفْتَه هربت إليه، فالخائف من ربِّه هارب إليه ".
                          * وقال إبراهيم بن شيبان: "إذا سكن الخوفُ القلوب، أحرق مواضع الشَّهوات منها، وطرد رغبة الدنيا عنها ".
                          * قال أبو عثمان الحِيري: "صِدْق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرًا وباطنًا ".
                          * وقال الصادق عليه السلام: " حسن الظن بالله أن لا ترجوا إلا الله ولا تخاف إلا ذنبك ".
                          * قال الامام الصادق عليه السلام : لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو ".
                          * وقال صلى الله عليه وآله وسلم ‏:‏ "إذا اقشعر جلد العبد من مخافة الله عز وجل تحاتت عنه ذنوبه، كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها". وفى حديث آخر‏:‏ "لن يغضب الله على من كان فيه مخافة".
                          * وعن الصادق عليه السلام وقد قيل له: ما كان في وصية لقمان؟ فقال: " كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك".
                          * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الْكَيِّسُ (يعني العاقل) مَنْ دَانَ نَفْسَهُ يعني حاسبها ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأماني".
                          * عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ : " الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : ذَنْبٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا صَنَعَ الله فِيه وعُمرٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فِيه مِنَ الْمَهَالِكِ ، فَهُوَ لَا يُصْبِحُ إِلَّا خَائِفاً ولَا يُصْلِحُه إِلَّا الْخَوْفُ".
                          * كما قال الصادق عليه السلام: " أرج اللّه رجاءاً لا يجرئك على معاصيه، وخف اللّه خوفاً لا يؤيسك من رحمته ".
                          * وقال يحيى بن معاذ الرازي: "على قدر حبك الله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر الله يشغل في أمرك الخلق".

                          عباد الله ، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الجمع بين الخوف والرجاء يثمر لكم العمل الصالح والإكثار من الحسنات، والتوبة من الذنوب والسيئات، فكونوا دائما بين الخوف والرجاء ولا تغفلوا عنه.
                          وخير الناس عند الله تعالى هم الأشدُّ خوفاً منه، والخوف هو رأس الحكمة، وأصل خير الدنيا والآخرة، ومصدر حب الله تعالى للعبد، وسجن النفس عن المعاصي ، والرجاء المستحسن والمحبوب هو تهيأة كافة الأسباب التي يمتلكها الإنسان كما أمر الله بها واستغلالها حسب القدرة التي زوّده بها الحق المتعال بعنايته الكاملة، وحسب هدايته عز وجل ليصل إِلَى ربّ العزة بقلب سليم ، وبتعادل الخوف والرجاء تنتعش النفس، ويسمو الضمير، وتتفجر الطاقات الروحية، للعمل الهادف البنّاء.
                          وما هذه المآسي والأرزاء التي تعيشها البشرية اليوم من شيوع الفوضى وانتشار الجرائم، واستبداد الحيرة والقلق، والخوف بالناس إلا لاعراضهم عن اللّه تعالى، وتنكبهم عن دستوره وشريعته.
                          فاللهم ارزقنا خوفاً منك لا يأس معه من رحمتك، ورجاء لعفوك وجودك إنك أنت الرحمن الرحيم والجواد الكريم.

                          ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                          عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
                          منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط





                          تعليق

                          • السعيد ابراهيم الفقي
                            رئيس ملتقى فرعي
                            • 24-03-2012
                            • 8288

                            #28
                            الوقاية والحذر

                            الوقاية والحذر
                            ماهر محمدى يس


                            الوقاية خير من العلاج .. حكمة عظيمة ذات مدلول كبير، وهي تشمل الوقاية في جميع الأمور الدينية والدنيوية، إلا أن الوقاية في الأمور الدينية أهم بكثير؛ إذ يترتب عليها فوز العبد في الدار الآخرة أو هلاكه ، فيجب على المسلم أن يقي دينه مما يضر به، وعليه أن يقي نفسه من غضب الله وأليم عقابه.
                            وعن الوقاية والحذر في الإسلام ، ذلك المنهج الذي نستجلي به كم يدفع الله عز وجل عنا من الشرور ، وكم يقينا من الآثام ، وكم يسلمنا من الرزايا والبلايا إذا استمسكنا بإيماننا ، والتزمنا إسلامنا ، واتبعنا قرآننا ، واقتفينا آثار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
                            والوقاية ينبغي أن تكون شاملة للأبدان والقلوب والعقول، وثمار الوقاية والحذر الأمن والأمان والطمأنينة والسلامة والنظافة والطهارة.
                            فنسأل الله عز وجل لنا ولكم الوقاية والسلامة والحماية، وأن يحفظ علينا إيماننا وإسلامنا وأخلاقنا.

                            قال سبحانه وتعالى :
                            * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ... (سورة المائدة : ٤٩).
                            * ... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة النور: ٦٣).
                            * ... وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (سورة البقرة : ٢٣٥).
                            * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانْفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعًا (سورة النساء :٧١).
                            * وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (سورة التوبة : ١٢٢).
                            * ... وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ... (سورة الأنعام:151).
                            * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (سورة الأنعام:82).
                            * ... وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ... (سورة الأعراف : 157).
                            * وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا
                            عَظِيمًا (سورة النساء : 93).
                            * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (سورة الإنسان: 11).
                            * وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (سورة الإسراء: 32).
                            * ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ ... (سورة آل عمران :154).
                            * وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً... (سورة البقرة : 125).
                            * ... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (سورة البقرة : 222).
                            * ... وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ... (سورة البقرة : ١٩).
                            * ... وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ... (سورة البقرة : 195).
                            * ... وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ... (سورة النحل : 81).
                            * ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (سورة الحج :30).
                            * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (سورة المائدة : 28).
                            * وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (سورة الحجر : 82).
                            * ... وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ... (سورة النور : 55).
                            * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ
                            اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (سورة النحل : 112).

                            * عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه وغض بها صوته ".
                            * عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ".
                            * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه ".
                            * عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباءٌ لا يمر بإناءٍ ليس عليه غطاءٌ أو سقاءٌ ليس عليه وكاءٌ إلا نزل فيه من ذلك الوباء".
                            * فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُورد ممرض على مصحّ".
                            * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها".
                            * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والجلوس في الطرقات! قالوا: يا رسول الله! مجالسنا ما لنا منها بد، قال: فإن كنتم فاعلين فأعطوا الطريق حقه: غض البصر، ورد السلام ، وكف الأذى".
                            * وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون".
                            * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمي الله ورفع حجرا أو شجرا أو عظما من طريق الناس، مشى وقد زحزح نفسه عن النار ".
                            * عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه ".
                            * فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا كان جُنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم؛ فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل
                            فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مُغلقاً".
                            *فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "مَن أشار إلى أخيه
                            بحديدةٍ فإن الملائكة تلعنه حتى يدعَها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه".
                            * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نَبْلٌ فلْيُمْسِكْ على نِصالِها". وفي رواية: "فليقبِضْ بكفّه أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء".

                            الوقاية والحذر سبيلنا للأمن والأمان والسّلامة العامة للفرد والمجتمع بما يدرأ عنه كلَّ خطرٍ ،
                            طالما الإنسان مرتبط بإستقامته , على أمر ربه ومداومته على طاعته والإقبال على عبادته , وهذا هو الإيمان الصادق الذى يعصم من الوقوع فى المعاصى والإنزلاق فى الآثام والذنوب .
                            الأمن أساسه أن نعرف الله أولاً فإذا عرفناه عرفنا حقوقنا، وعرفنا واجباتنا ، والمؤمن يشعر بالأمن لأنه يتعامل مع جهة واحدة هي الله، والمؤمن يشعر بالأمن والطمأنينة لأن الذي بيده كل شيء إلى جانبه، إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟ ، وهنا أقول لا يخافن العبد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه.
                            وهكذا يتأكد الأمن والأمان للإنسان الطائع , والمستقيم فى سلوكه مع ربه ونفسه والمجتمع الذى يعيش فيه ، فأنت حينما ترضي الإله جلّ جلاله، يتفضل عليك بنعمة لا تعدلها نعمة على الإطلاق ، فينبغي أن يشكر الناسُ الله تعالى على هذه النعمة العظيمة وأن يحافظوا عليها، وبالخوف من الله سبحانه ومراقبتِه يتحقق الأمن والأمان في الأرض .

                            ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                            عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
                            منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط





                            تعليق

                            • السعيد ابراهيم الفقي
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 24-03-2012
                              • 8288

                              #29
                              الوسطية والاعتدال
                              الوسطيّة والاعتدال
                              ماهر محمدي يس

                              الوسطيّة والاعتدال سمة الأمة المسلمة التي تميّزها عن غيرها من الأمم، والتي بدورها تدفع أهلها للالتزام بهدي الإسلام والمجتمع وقوانينه، فينشرون الخير، ويقيمون العدل، ويحققون عبوديّة الله وعمارة الأرض، وهي الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف، وهي تحرٍ متواصل للصواب في التوجهات والاختيارات، بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي، دون تفريط ولا إفراط ، فهي حق بين باطلين ، واعتدال بين تطرفين ، وعدل بين ظلمين .

                              قال سبحانه وتعالى :
                              * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ... (سورة البقرة : 143).
                              * وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (سورة الإسراء: 29).
                              * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (سورة الفرقان: 67).
                              * يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (سورة الأعراف: 31).
                              * ... وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (سورة الإسراء: 110).
                              * ... يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ... (سورة البقرة: 185)
                              * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ... (سورة البقرة: 286).
                              * وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (سورة الإسراء: 29).
                              * ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ... (سورة النحل: 125).
                              * وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (سورة الأعراف: 42).
                              * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ... (سورة الأعراف : 32).
                              * ... لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ... (سورة النساء : 171).
                              * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً (سورة النساء:28).
                              * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (سورة الشعراء: 215).
                              * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (سورة الأنعام: 153).
                              * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (سورة الحجرات: 13).
                              * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (سورة لقمان: 18-19).
                              * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفَاً ... (سورة الأنفال:66).
                              * وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (سورة الإسراء: 26- 27).
                              * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (سورة الشعراء: 151).
                              * ... وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة الحشر: 9).

                              * قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه ، كما يحب العبد مغفرة ربه".
                              * وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إيَّاكم والغلوّ في الدّين فإنَّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدّين ".
                              * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إنَّ هذا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلُوا فيهِ بِرِفْقٍ ".
                              * وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : " هلك الْمُتَنَطِّعُونَ " قَالَهَا ثَلَاثًا. قال الإمام النووي: "هلك الْمُتَنَطِّعُونَ : أي المتعمّقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم".
                              * وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول : " لا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُم فَيُشَدَّدَ الله عَلَيْكُم، فَإِنَّ قَوْماً شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ الله عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ في الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ ، رَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ".
                              * عنْ أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاّ غَلَبَه، فسَدِّدوا وقارِبوا، وأبْشِروا، واسْتَعِينوا بالغدْوَةِ والرَّوْحةِ وشيءٍ منَ الدُّلْجة ".
                              الغدْوَةِ "سير أول النهار" ، الرَّوْحةِ "آخر النهار" ، الدُّلْجة "آخر الليل".
                              * وعن أنسَ رضيَ الله عنه قال: " جاء ثلاثةُ رَهْطٍ إلى بيوتِ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسألونَ عن عبادةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبروا كأَنهم تَقالُّوها، فقالوا: وأينَ نحنُ منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قد غَفر اللهُ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ وماتأخَّر. قال أحدُهم: أما أنا فأنا أصلِّي الليلَ أبداً ، وقال آخر: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطر ، وقال آخر: أنا أعتزِلُ النساء فلا أتزوَّجُ أبداً ، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أنتُم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطر، وأصلِّي وأرقُد، وأتزوجُ النساء ، فمن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مني". (أي : أعرض عنها).
                              * و قد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الفجر من أجل فلان مما يطيل بنا ، قال أبو مسعود الأنصاري راوي الحديث: فما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موضع قطّ أشدّ ممّا غضب يومئذ فقال : " أيُّها الناس، إن منكم منفِّرين ، فمن أمَّ الناس فليوجز ، فإنَّ من خلفه الكبير ، والضعيف، وذا الحاجة ".
                              * عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ ".
                              *عن عائشة رضي الله عنها قالت: " مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ".
                              * وقال، صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله تعالى رضي لهذه الأمَّة اليسير وكره لها العسير ".
                              * وعن عائشة رضي الله عنها ، أنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الله لم يبعثني معنّتًا ولا متعنِّتًا، ولكن بعثني معلِّمًا ميسِّرًا ".
                              * وروي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ".

                              فالوسطية هي حبل النجاة وسفينة الإنقاذ اليوم لأمتنا العربية والإسلامية من التيه والضياع ، بل الهلاك والدمار الذي يُهدد حاضرها ومستقبلها، ذلك أن معظم قضاياها الفكرية والعملية الكبرى تضيع فيها الحقيقة بين طرفين متباعدين: طرف الغلو أو التطرف أو التشدد أو الإفراط، وطرف التسيب والتفريط والتقصير والإضاعة .
                              وديننا الحنيف يرفض التعصب والغلو والدعوات الفاسدة التي تؤدي إلى التطاحن والفرقة والتدمير وخراب المجتمعات .
                              وما أحوجنا اليوم إلى نشر ثقافة الوسطية والاعتدال، حتى نبين للناس مزايا الدين الإسلامي؛ من أجل تصحيح النمط الخاطئ، الذي كاد أن يلصق بالإسلام من غير دراية وجهل.
                              نسأل الله أن يجعلنا من أهل الحق والعدل والاستقامة، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، ويقيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

                              ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                              عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
                              منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط






                              تعليق

                              • السعيد ابراهيم الفقي
                                رئيس ملتقى فرعي
                                • 24-03-2012
                                • 8288

                                #30
                                حفظ اللسان

                                حفظ اللسان
                                ماهر محمدى يس


                                يُعدّ اللسان من أعظم النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على عباده ؛ فبه يُعبّر الفرد عمّا يعتري قلبه، وعن مَشاكله وهمومه، وهو من وسائل اتّصال المرء مع غيره.
                                وينبغي على العاقل أن يحفظ لسانه ويتخير ألفاظه حتى لا يقع في المهالك ، وكثيرا ما تسببت فلتات اللسان في الهلاك للإنسان في الدنيا والآخرة.
                                وقد نهي ديننا الحنيف بالبعد عن السفاهة وقبح الكلام وأمرهم بأن يبتعدوا عن الصفات الرديئة التي تورث العدواة والكراهية والحقد وتفشي الفساد في المجتمع.
                                والله تبارك وتعالى يريد لعباده أن يتصفوا ويتحلوا بمكارم الأخلاق وصدق اللسان.

                                قال سبحانه وتعالى :
                                * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (سورة الشعراء: 84).
                                * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (سورة الروم:22).
                                * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (سورة البلد:8-10).
                                * سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ
                                مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ... (سورة الفتح:11).
                                * وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ (سورة النحل:62).
                                * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا
                                يَعْمَلُونَ (سورة النور:24).
                                * ... فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ... (سورة الأحزاب :19).
                                * ... وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ... (سورة الحجرات :12).
                                * وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (سورة القلم :10-11).
                                * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ... (سورة النساء:143).
                                * وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً (سورة الإسراء :53).
                                * ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (سورة الحج:30).
                                * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (سورة المؤمنون: 1-3).
                                * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (سورة الأحزاب:70-71).
                                * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (سورة ق:18).
                                * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقولوا ما لا تَفْعَلُونَ (سورة الصف:2- 3).
                                * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (سورة الفرقان:72).

                                * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت".
                                * وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله! حدِّثني بأمرٍ أعتصم به قال:" قل: ربي الله ، ثم استقم" قلت: يا رسول الله ما أخوفُ ما تخاف عليَّ؟ فأخذ بلسان نَفْسِهِ ،ثم قال: "هذا".
                                * وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".
                                * وعن معاذ رضي الله عنه قال: " قلت يا رسول اللّه أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ؟ قال: لقد سألتني عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره اللّه عليه: تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: " ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ" حتى بلغ "يعملون" (السجدة:16) . ثم قال: " ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه" قلت: بلى يا رسول اللّه قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت بلى يا رسول اللّه، فأخذ بلسانه قال: " كف عليك هذا" فقلت: يا نبي اللّه وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، إلا حصائد ألسنتهم" ؟.
                                * وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابْكِ على خطيئتك".
                                * وعن أنس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جارُه بوائقه".
                                * وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبح ابن آدم ، فإن الأعضاء كلها تُكفِّر اللسان؛ فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك : فإن استقمت استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا ". (معنى تُكفِّر اللسان) : أي تَذِلُّ وتخضع له).
                                * عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: " كل كلام ابن آدم عليه لا له ، إلا أمرٌ بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله تعالى".
                                * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء
                                تركُهُ ما لا يعنيه" .
                                * وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ،ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ".
                                * وعن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ".
                                * وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة" . (ما بين لحييه : هو اللسان ، وما بين رجليه: الفرج).
                                *وعن أبي هريرة رضى الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُّ بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " .(ومعنى يتبين : يتفكر أنها خير أم لا).

                                نسأل الله عز وجل طهارة قلوبنا ونفوسنا ، وأن نستخدم ألسنتنا ونستغلها في مرضاة الله تعالى وطاعته ؛ حتى نكون من عباده الصالحين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه إنه سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم المعين.
                                اللهم هبنا لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وأعنا على نصرة دينك بألسنتنا يا رب العالمين، اللهم اجعلنا قوّالين بالحق ومن العاملين به، إنك على كل شيء قدير.

                                ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
                                عضو شبكة تعريب العلوم الصحية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X