في الانتظار…
ومتى عساها تعود؟ اليوم، غدا، أو بعد غد...بعد شهر، أو سنة، أو بضع سنوات...
متى استعاد هذا الجسد رغبته، قد أقاوم الشلل والجمود الذي غلف الأشياء واللحظات منذ فترة...
سألقي بكل شيء وراء ظهري، عساني أستعيد بعضا من النشاط والحيوية، سأكتشف ما بقي غامضا من الزوايا في الحياة وأتذوقها بشكل آخر...سأفتح عيني لرؤية الأشياء من أبعادها اللامرئية...
سأحلم بالسعادة مرة أخرى، وسترتسم الابتسامة حيثما كنت أتصورها مستحيلة.
سأباشر قراءة بريدي الالكتروني، وأعيد ترتيب أوراقي وكتبي...
منظر الكتب على هذا الحال كان مثيرا للاشمئزاز، غبار تراكم في كل الأركان، وعشرات مسودات متناثرة هنا وهناك.
لقد قضيت فترة طويلة مصغيا لألمي، كنت أمسح أرجاء الغرفة إلى ما يتجاوز حدود المكان …
كل شيء يعمه الشلل والصمت...
وككل مرة أدرك موقعي في مدائن الحيرة، مليئة بالفراغ والغياب وسيل من الكلام متواصل كالأيام.
منذ أيام، وشهور سلب مني الصمت والظلام كل المعالم والمؤشرات، وصرت أطفو على صفحة شلل حسي لا تفلتني منها إلا لحظات الإغفاء والنوم، وحتى هي لم تكن في واقع الحال لحظات نوم في غياب الأحلام.
لم تعد لي ذكريات عن حياتي السابقة، عدا ومضات تهدئ من روعي وتعيد لي خيط يقين بأنني امتلكت بالفعل حياة سابقة، ملونة، مضيئة، ومليئة بالصخب والأحلام.
تخترق ذهني وجوه وأطياف أشخاص وأماكن ...
بقدر ما أجهد نفسي للإمساك ولو بخيوط وعناصر صورة واحدة، بقدر ما تتوالى متسارعة فلا أملك قدرة للإمساك بها ولو لوهلة.
فضائي دائري مرهق، يكاد يلقي بي بين براثن الجنون … أحاول التفكر فيها مضى وما سيأتي...
أغيب عن ذاتي، ويبقى الظلام هو ذاته...
أكف عن التأمل...
لا شيء غير الظلام...
وما من إمكانية للاختيار؟
أن أستمر في التفكير؟ أو أنتظر ما سيأتي؟
تملأ الأصوات فضاء ذهني، تتيه الدلالة في خضم الصخب، مثلما نفقد الاتجاه في فضاء صحراوي لاهب...
في غدوي ورواحي لا شيء غير الظلمة والصمت…
أفكار متقطعة...
دفء وتعب...
حزن مفاجئ ...
كآبة وصياح بلا جدوى...
وحائط أبيض
أخيرا...
نسيان مطلق...
خوف...
وجوه هلامية...
قبل النوم علي أن أتناول شراب البابونج المهدئ عسى أن يغمرني طعم السكينة...
سأخرج للجري صباحا، وأنهي الحصة بالسباحة...
سأستمتع بالنظر إلى بلورات الماء تنزلق بعذوبة فوق بشرتي وعضلاتي...
والمؤكد هو أنني سأتوقف عن التدخين…
وسأتخلى عن قناعتي بأن الخلاص يكمن بين الأحضان الناعمة للجميلات كل ليلة.
سأجالس الأطفال، عسى أن أمتلئ براءة ونقاوة…
ومتى ابتلعتني جموع الناس لن أنظر للعشاق بسخرية... ولا حتى باستنكار.
سأستعيد لذة القراءة والاستمتاع بتقليب الصفحات يمينا ويسارا...
سألتهم عشرات قطع البسكويت أثناء القراءة...
متى عادت الرغبة،
وعادت الصحوة
والقوة، والصحة
والشفاء من هذا الداء اللعين.
اليوم
غدا
أو بعد بضع سنوات
سيغمر عالمي فيض من الأحاسيس والعطور...
هدوء وسلام
اليوم
غدا
أو بعد بضع سنوات
نور ودفء وانتصار
عشق وشغف…
وحياة ما تزال في الانتظار.
حسن لشهب
ومتى عساها تعود؟ اليوم، غدا، أو بعد غد...بعد شهر، أو سنة، أو بضع سنوات...
متى استعاد هذا الجسد رغبته، قد أقاوم الشلل والجمود الذي غلف الأشياء واللحظات منذ فترة...
سألقي بكل شيء وراء ظهري، عساني أستعيد بعضا من النشاط والحيوية، سأكتشف ما بقي غامضا من الزوايا في الحياة وأتذوقها بشكل آخر...سأفتح عيني لرؤية الأشياء من أبعادها اللامرئية...
سأحلم بالسعادة مرة أخرى، وسترتسم الابتسامة حيثما كنت أتصورها مستحيلة.
سأباشر قراءة بريدي الالكتروني، وأعيد ترتيب أوراقي وكتبي...
منظر الكتب على هذا الحال كان مثيرا للاشمئزاز، غبار تراكم في كل الأركان، وعشرات مسودات متناثرة هنا وهناك.
لقد قضيت فترة طويلة مصغيا لألمي، كنت أمسح أرجاء الغرفة إلى ما يتجاوز حدود المكان …
كل شيء يعمه الشلل والصمت...
وككل مرة أدرك موقعي في مدائن الحيرة، مليئة بالفراغ والغياب وسيل من الكلام متواصل كالأيام.
منذ أيام، وشهور سلب مني الصمت والظلام كل المعالم والمؤشرات، وصرت أطفو على صفحة شلل حسي لا تفلتني منها إلا لحظات الإغفاء والنوم، وحتى هي لم تكن في واقع الحال لحظات نوم في غياب الأحلام.
لم تعد لي ذكريات عن حياتي السابقة، عدا ومضات تهدئ من روعي وتعيد لي خيط يقين بأنني امتلكت بالفعل حياة سابقة، ملونة، مضيئة، ومليئة بالصخب والأحلام.
تخترق ذهني وجوه وأطياف أشخاص وأماكن ...
بقدر ما أجهد نفسي للإمساك ولو بخيوط وعناصر صورة واحدة، بقدر ما تتوالى متسارعة فلا أملك قدرة للإمساك بها ولو لوهلة.
فضائي دائري مرهق، يكاد يلقي بي بين براثن الجنون … أحاول التفكر فيها مضى وما سيأتي...
أغيب عن ذاتي، ويبقى الظلام هو ذاته...
أكف عن التأمل...
لا شيء غير الظلام...
وما من إمكانية للاختيار؟
أن أستمر في التفكير؟ أو أنتظر ما سيأتي؟
تملأ الأصوات فضاء ذهني، تتيه الدلالة في خضم الصخب، مثلما نفقد الاتجاه في فضاء صحراوي لاهب...
في غدوي ورواحي لا شيء غير الظلمة والصمت…
أفكار متقطعة...
دفء وتعب...
حزن مفاجئ ...
كآبة وصياح بلا جدوى...
وحائط أبيض
أخيرا...
نسيان مطلق...
خوف...
وجوه هلامية...
قبل النوم علي أن أتناول شراب البابونج المهدئ عسى أن يغمرني طعم السكينة...
سأخرج للجري صباحا، وأنهي الحصة بالسباحة...
سأستمتع بالنظر إلى بلورات الماء تنزلق بعذوبة فوق بشرتي وعضلاتي...
والمؤكد هو أنني سأتوقف عن التدخين…
وسأتخلى عن قناعتي بأن الخلاص يكمن بين الأحضان الناعمة للجميلات كل ليلة.
سأجالس الأطفال، عسى أن أمتلئ براءة ونقاوة…
ومتى ابتلعتني جموع الناس لن أنظر للعشاق بسخرية... ولا حتى باستنكار.
سأستعيد لذة القراءة والاستمتاع بتقليب الصفحات يمينا ويسارا...
سألتهم عشرات قطع البسكويت أثناء القراءة...
متى عادت الرغبة،
وعادت الصحوة
والقوة، والصحة
والشفاء من هذا الداء اللعين.
اليوم
غدا
أو بعد بضع سنوات
سيغمر عالمي فيض من الأحاسيس والعطور...
هدوء وسلام
اليوم
غدا
أو بعد بضع سنوات
نور ودفء وانتصار
عشق وشغف…
وحياة ما تزال في الانتظار.
حسن لشهب
تعليق