في الانتظار…

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    في الانتظار…

    في الانتظار

    ومتى عساها تعود؟ اليوم، غدا، أو بعد غد...بعد شهر، أو سنة، أو بضع سنوات...
    متى استعاد هذا الجسد رغبته، قد أقاوم الشلل والجمود الذي غلف الأشياء واللحظات منذ فترة...
    سألقي بكل شيء وراء ظهري، عساني أستعيد بعضا من النشاط والحيوية، سأكتشف ما بقي غامضا من الزوايا في الحياة وأتذوقها بشكل آخر...سأفتح عيني لرؤية الأشياء من أبعادها اللامرئية...
    سأحلم بالسعادة مرة أخرى، وسترتسم الابتسامة حيثما كنت أتصورها مستحيلة.
    سأباشر قراءة بريدي الالكتروني، وأعيد ترتيب أوراقي وكتبي...
    منظر الكتب على هذا الحال كان مثيرا للاشمئزاز، غبار تراكم في كل الأركان، وعشرات مسودات متناثرة هنا وهناك.
    لقد قضيت فترة طويلة مصغيا لألمي، كنت أمسح أرجاء الغرفة إلى ما يتجاوز حدود المكان …
    كل شيء يعمه الشلل والصمت...
    وككل مرة أدرك موقعي في مدائن الحيرة، مليئة بالفراغ والغياب وسيل من الكلام متواصل كالأيام.
    منذ أيام، وشهور سلب مني الصمت والظلام كل المعالم والمؤشرات، وصرت أطفو على صفحة شلل حسي لا تفلتني منها إلا لحظات الإغفاء والنوم، وحتى هي لم تكن في واقع الحال لحظات نوم في غياب الأحلام.
    لم تعد لي ذكريات عن حياتي السابقة، عدا ومضات تهدئ من روعي وتعيد لي خيط يقين بأنني امتلكت بالفعل حياة سابقة، ملونة، مضيئة، ومليئة بالصخب والأحلام.
    تخترق ذهني وجوه وأطياف أشخاص وأماكن ...
    بقدر ما أجهد نفسي للإمساك ولو بخيوط وعناصر صورة واحدة، بقدر ما تتوالى متسارعة فلا أملك قدرة للإمساك بها ولو لوهلة.
    فضائي دائري مرهق، يكاد يلقي بي بين براثن الجنون … أحاول التفكر فيها مضى وما سيأتي...
    أغيب عن ذاتي، ويبقى الظلام هو ذاته...
    أكف عن التأمل...
    لا شيء غير الظلام...
    وما من إمكانية للاختيار؟
    أن أستمر في التفكير؟ أو أنتظر ما سيأتي؟
    تملأ الأصوات فضاء ذهني، تتيه الدلالة في خضم الصخب، مثلما نفقد الاتجاه في فضاء صحراوي لاهب...
    في غدوي ورواحي لا شيء غير الظلمة والصمت…
    أفكار متقطعة...
    دفء وتعب...
    حزن مفاجئ ...
    كآبة وصياح بلا جدوى...
    وحائط أبيض
    أخيرا...
    نسيان مطلق...
    خوف...
    وجوه هلامية...
    قبل النوم علي أن أتناول شراب البابونج المهدئ عسى أن يغمرني طعم السكينة...
    سأخرج للجري صباحا، وأنهي الحصة بالسباحة...
    سأستمتع بالنظر إلى بلورات الماء تنزلق بعذوبة فوق بشرتي وعضلاتي...
    والمؤكد هو أنني سأتوقف عن التدخين…
    وسأتخلى عن قناعتي بأن الخلاص يكمن بين الأحضان الناعمة للجميلات كل ليلة.
    سأجالس الأطفال، عسى أن أمتلئ براءة ونقاوة…
    ومتى ابتلعتني جموع الناس لن أنظر للعشاق بسخرية... ولا حتى باستنكار.
    سأستعيد لذة القراءة والاستمتاع بتقليب الصفحات يمينا ويسارا...
    سألتهم عشرات قطع البسكويت أثناء القراءة...
    متى عادت الرغبة،
    وعادت الصحوة
    والقوة، والصحة
    والشفاء من هذا الداء اللعين.
    اليوم
    غدا
    أو بعد بضع سنوات
    سيغمر عالمي فيض من الأحاسيس والعطور...
    هدوء وسلام
    اليوم
    غدا
    أو بعد بضع سنوات
    نور ودفء وانتصار
    عشق وشغف…
    وحياة ما تزال في الانتظار.


    حسن لشهب
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    وفي انتظار الحياة
    تفوتنا أشياء واشياء
    ننتظر الخواء هكذا أقول وا للاشيء
    كيف ننتظر ال لاشيء ونحن نعرف أننا ننتظر بلا جدوى
    لكنه الأمل حين ينزرع بالنفوس
    متاع طويل الأمد ومعين لاينضب
    نص جميل أخذني لبعض انتظاراتي الطويلة
    وكم أحببت هذه الجمل
    ( فضائي دائري مرهق، يكاد يلقي بي بين براثن الجنون … أحاول التفكر فيها مضى وما سيأتي...
    أغيب عن ذاتي، ويبقى الظلام هو ذاته...)
    تحياتي والف باقة ورد لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      شدتني حبال الصدق
      حتى كنت عند جذوع الكلمات
      أحسها تأتي من داخلي
      من بين ضلوعي و ملامحي
      كأني بالفعل أكاشف نفسي بنفسي
      و ككل مرة ، أكون معها
      أردد نفس الحديث ، و ربما رحت إلي تلة المسودات و الأعمال المنجزة كي أترحم عليها
      كم فكرت التخلص منها،
      حرقها ، و لا أدري لم أتراجع ، و أتذكر حرائق عمرو بن العاص لمكتبة الإسكندرية ، و توابعها؛
      فأتهالك ضحكا : غريب أمرك ؛ و أنت لا تساوى سطرا فيما حرق ابن الجريمة!
      لن تدمر أحدا لو فعلت ؛ وهو دمر شعبا و بلدا و تاريخا للدنيا و ليس للبلاد وحدها !
      عدت للذكر في قبو البصل ، و عدت إليك ؛ لأواصل معك الحديث ، وأعري ذاكرتي من قشرتها ، قدر استطاعتي ، فلا أفلح إلا قليلا .. نعم رأيت لي ما رأيت لك ، و ربما أكثف و أدق .. و الوجوه تواردت عليّ ، ليظل منها وجه سد كل الثقوب التي تطل منها بقية الوجوه : هل أحبه .. هل أكرهه . هل أحمل له الجريمتين معا ؟
      و حين فشلت في تحديد صنف مشاعري ، تناولت بعض ماء ، كأنني أزيل ملامحه المرسومة على زجاج الشاشة .
      لأظل مع صدقك حتى السطور الأخيرة و المفتتة من قلب يتفطر ألما كأنه يغتصب الكلمات حتى لا يرهق من سوف يقرؤها باذرا في تربتها بعضا من الأمل و بعضا من التفاؤل الذي يعوزه .. و لا يجده !

      شكرا لك أستاذي على تلك الحال التي أتت بك
      sigpic

      تعليق

      • حسن لشهب
        أديب وكاتب
        • 10-08-2014
        • 654

        #4
        سعيد بما خلفه النص من أثر لديك سيدتي
        شكري وتقديري لمرورك

        تعليق

        • حسن لشهب
          أديب وكاتب
          • 10-08-2014
          • 654

          #5
          وداعا لك أيها النص ستموت اليوم لأنك لم تنعم برأس اللائحة أكثر من دقيقتين .
          مت بسلام .

          تعليق

          • حسن لشهب
            أديب وكاتب
            • 10-08-2014
            • 654

            #6
            عذرا أستاذي
            لم تعد الرغبة في الرد عليك بما يليق كما كانت بعد قرار الكاتب قتل هذا النص.
            تقبل شكري لمرورك وعنايتك وتفاعلك الصادق .
            لكن كاتبه قرر اغتياله ولو كان بيدي لحذفته حتى .
            لك التقدير الكبير فتقبل اعتذاري إذ استعصت علي العبارة للرد على مرورك وتعليقك الراقي .

            تعليق

            • حسن لشهب
              أديب وكاتب
              • 10-08-2014
              • 654

              #7
              إلى الأعلى

              تعليق

              يعمل...
              X