أهلا بالكاتبة إيمان الدّرع
لي شرف الحضور هنا و شرف التعليق أيضا
المشهد الأول، تدخّل أبي السباع لإبعاد بنته عن صديقها و في فورة غضبه واجه الزوجة بالمثل مستنكرا ملابسها
المشهد الثاني، أبو السباع في رحلة البحث عن أسرته
المشهد الأخير، اللقاء من جديد و الإبعاد القسري
نجح النصّ في استثمار وحداته البنائية بشكل مريح جدّا، فالمشهد الأول قامت فيه الكاتبة ببناء شبه كامل لشخصياتها الأساسية الزوج والزوجة من خلال حفلة ميلاد البنت، أسرة دمشقية نازحة إلى ألمانيا جراء الحرب، وطرحت عقدة التحول الذي يحدثه النزوح في البنيات الاجتماعية.واختارت بالضبط مدى صلابة العرف حين يصطدم بواقع أكثر انفتاحا يؤمن إمكانية خرقه ونعته بالمتجاوز. من حيث موازين هذا المشهد، في مستهلّه كانت هناك فاعلية أبي السباع مطّردة، جرّ ابنته وأوقف مظاهر الاحتفال، كاندفاع بدني يعبر عن المنع و النهي كأسلوب شرقي في معالجة أي تغيير يطال العرف، وهذا ما يمكن تسميته بالمقاومة أو تدخل الجهاز المناعي للبنية الاجتماعية و كمؤازة لفعالية البطل جاء صوت الضمير الشرقي"الأنا الأعلى" ليبرر هذا السلوك من خلال أم نبيل ولتظهر صحّة السلوك وتحذّر من مدى خطورة فتح المجال للعنصر الدخيل فهو سيفترس البنية وتضيع إلى الأبد، وهذا يعني أن لغة الاستنكار كانت خافتة وفاز طرف الموالين. هذا أعطى دفعة إضافية لأبي السباع لممارسة فعاليته وهاجم زوجته بالأمر ليتواصل الأسلوب الشرقي، لكن الكاتبة كما واجهت النهي ببعض استنكار من مجهولين غير مؤثرين وازنت الأمر برفض مباشر من طرف الزوجة للتقليل من صعود فعالية البطل لموازنة المشهد، وهنا لم يستطع ابو السباع توظيف يده و معالجة الموقف بالعنف المادي كما فعل في البداية وذلك لاستشعاره خطورة التمرد، مما جعل المدعووين ينسحبون في إشارة إلى زوال مظاهر الاحتفال و بقاء الوضع على توازن هش بين الزوجين وغاب أبو السباع عن المشهد في حين ظهرت فعالية البطلة من خلال البحث عن حل يضمن عدم تكرار ما وقع، وهنا أنهت الكاتبة المشهد بفعالية الزوجة في تقابل مع فعالية الزوج في بداية المشهد حين ذكرت البدائل التي يتيحها الظرف الجديد لكسر العرف الشرقي، وآزرت هذا الخيار بصوت" أم عماد" صديقة الزوجة في تقابل مع صوت الضمير الشرقي.
تناول المشهد صراع الثابث والمتغير في البنية الاجتماعية بشكل جدّي ، فالثابث عبر عنه أبو السباع بعدم ربط الشخصية بالظرف الزماني والمكاني والثقافي، أي وجود استمرارية وجودية ومعرفية و أخلاقية متمثلة في مركزية الرّجل و باقي أفراد الأسرة كأتباع خاضعين بل أكثر من ذلك فالأبناء مجرد نسخ من الأصل كإبراز لثقافة إعادة الإنتاج وكون الأبناء وحدات خاضعة للبنية الاجتماعية كما عند دوركايم. في حين تناول التغيير شخصية أبي السباع عند استعماله العنف البدني ضدّ البنت و عدم قدرته على مواصلته مع زوجته كارتكاس فرضه الظرف الجديد المساعد على التّمرّد، كما تناول هذا الجزء البنية العامة للاجئين من تقوقع على الذّات وصعوبة الاندماج في بلدان الاستقبال، حيث لم يحضر حفلة الميلاد غير العنصر السوري أو على الأقل الإسم العربي. والبنية العامة للأقلية تتسم بالاتحاد ضدّ الأجنبي وإن كانت تعيش تمزقات داخلية كخاصية وجود حركية داخل البنية الجامدة أو التي تبدو متماسكة.
يتبع
لي شرف الحضور هنا و شرف التعليق أيضا
المشهد الأول، تدخّل أبي السباع لإبعاد بنته عن صديقها و في فورة غضبه واجه الزوجة بالمثل مستنكرا ملابسها
المشهد الثاني، أبو السباع في رحلة البحث عن أسرته
المشهد الأخير، اللقاء من جديد و الإبعاد القسري
نجح النصّ في استثمار وحداته البنائية بشكل مريح جدّا، فالمشهد الأول قامت فيه الكاتبة ببناء شبه كامل لشخصياتها الأساسية الزوج والزوجة من خلال حفلة ميلاد البنت، أسرة دمشقية نازحة إلى ألمانيا جراء الحرب، وطرحت عقدة التحول الذي يحدثه النزوح في البنيات الاجتماعية.واختارت بالضبط مدى صلابة العرف حين يصطدم بواقع أكثر انفتاحا يؤمن إمكانية خرقه ونعته بالمتجاوز. من حيث موازين هذا المشهد، في مستهلّه كانت هناك فاعلية أبي السباع مطّردة، جرّ ابنته وأوقف مظاهر الاحتفال، كاندفاع بدني يعبر عن المنع و النهي كأسلوب شرقي في معالجة أي تغيير يطال العرف، وهذا ما يمكن تسميته بالمقاومة أو تدخل الجهاز المناعي للبنية الاجتماعية و كمؤازة لفعالية البطل جاء صوت الضمير الشرقي"الأنا الأعلى" ليبرر هذا السلوك من خلال أم نبيل ولتظهر صحّة السلوك وتحذّر من مدى خطورة فتح المجال للعنصر الدخيل فهو سيفترس البنية وتضيع إلى الأبد، وهذا يعني أن لغة الاستنكار كانت خافتة وفاز طرف الموالين. هذا أعطى دفعة إضافية لأبي السباع لممارسة فعاليته وهاجم زوجته بالأمر ليتواصل الأسلوب الشرقي، لكن الكاتبة كما واجهت النهي ببعض استنكار من مجهولين غير مؤثرين وازنت الأمر برفض مباشر من طرف الزوجة للتقليل من صعود فعالية البطل لموازنة المشهد، وهنا لم يستطع ابو السباع توظيف يده و معالجة الموقف بالعنف المادي كما فعل في البداية وذلك لاستشعاره خطورة التمرد، مما جعل المدعووين ينسحبون في إشارة إلى زوال مظاهر الاحتفال و بقاء الوضع على توازن هش بين الزوجين وغاب أبو السباع عن المشهد في حين ظهرت فعالية البطلة من خلال البحث عن حل يضمن عدم تكرار ما وقع، وهنا أنهت الكاتبة المشهد بفعالية الزوجة في تقابل مع فعالية الزوج في بداية المشهد حين ذكرت البدائل التي يتيحها الظرف الجديد لكسر العرف الشرقي، وآزرت هذا الخيار بصوت" أم عماد" صديقة الزوجة في تقابل مع صوت الضمير الشرقي.
تناول المشهد صراع الثابث والمتغير في البنية الاجتماعية بشكل جدّي ، فالثابث عبر عنه أبو السباع بعدم ربط الشخصية بالظرف الزماني والمكاني والثقافي، أي وجود استمرارية وجودية ومعرفية و أخلاقية متمثلة في مركزية الرّجل و باقي أفراد الأسرة كأتباع خاضعين بل أكثر من ذلك فالأبناء مجرد نسخ من الأصل كإبراز لثقافة إعادة الإنتاج وكون الأبناء وحدات خاضعة للبنية الاجتماعية كما عند دوركايم. في حين تناول التغيير شخصية أبي السباع عند استعماله العنف البدني ضدّ البنت و عدم قدرته على مواصلته مع زوجته كارتكاس فرضه الظرف الجديد المساعد على التّمرّد، كما تناول هذا الجزء البنية العامة للاجئين من تقوقع على الذّات وصعوبة الاندماج في بلدان الاستقبال، حيث لم يحضر حفلة الميلاد غير العنصر السوري أو على الأقل الإسم العربي. والبنية العامة للأقلية تتسم بالاتحاد ضدّ الأجنبي وإن كانت تعيش تمزقات داخلية كخاصية وجود حركية داخل البنية الجامدة أو التي تبدو متماسكة.
يتبع
تعليق