القلب الوفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    القلب الوفي

    hqdefault.jpgالقلب الوفي

    لعل منظر الكلب الجالس على حافة قبر صاحبه والحزن باد عليه والدموع تكاد تنزلق من عينيه
    قد زلزل عاطفة الرجل الواقف على بعد خطوات من القبر المجاور والذي يدفن فيه صديقه .
    ما الذي جعله يراقب الكلب بجوارح يقظة وجاءت مساهمته في مراسم دفن الصديق بصورة باهتة ؟
    الإجابة ، أننا سنذهب كل إلى حياته وننسى الميت في اليوم التالي . أما الكلب فسيبقى وفيّا لصاحبه
    إلى أن ينفق ويموت .


    ترامى إلى الحي خبر عجيب يقول أن الكلب لم يزل جالسا قرب قبر صاحبه دون أكل ولا شرب
    وقد مر على ذلك أياما .
    عند ذاك تجلّت الحماسة في نفس الرجل ، انطلق إلى المقبرة واشتد حزنه على الكلب ، فهبَّ يحضنه
    ويلاعبه ويقدم له القليل من الطعام والشراب ، لكن دون فائدة . فحمله بين يديه كأنه ابن من أبنائه .
    وما يدري أهل الحي إلا والرجل الطيب يدخل بيته مع الكلب المكلوم الذي عطف عليه .


    لم يبخل عليه لا بطبيب ولا دواء . تحسّنت حالته وغدا يأكل ويشرب لكن لم تغادره حالة الحزن
    فلا "هوهوة" ولا ترقيص لذيل . لكن سرعان ما تقهقر صحيا . تخلى عن نضارته الطارئة فآوى إلى
    حالة الإكتئاب التي ألَمَّت به وبصورة أشَدّ من سابقتها . الحق أن الرجل لم يعد يطيق حالة الكلب هذه . غير أن معاملته له لم تتغير ،
    ظل يغمره بعطف صادق يضيف إلى حزنه عليه عناء جديدا .


    ذات مساء ، وعند ذهاب الرجل لسريره وجد عاصفة في انتظاره ، لم يكن يتوقعها .
    الكلب يرقص ذيله فرحا وأبدى استعداده لأي تنازلات في الأكل والشرب .
    لا تتصوروا الكم الهائل من السعادة التي هبطت على الرجل .


    هرول الكلب نحو باب البيت الخارجي وبدأ ينبح نباحا غريبا . ظن الرجل في البداية أن الكلب
    يريد أن يفعلها بالحديقة . الكلب ينبح وينظر وراءه نحو الرجل كي يسير خلفه إلى أن وصلا إلى أحد المنازل
    توقف وازدادت حدة النباح مما أزعج سكان الحي وبالخصوص ساكن المنزل الواقف الكلب أمامه .
    وما أن فتح صاحب البيت بابه مستفسرا إلا وركض الكلب نحوه يتمسح بطرف ثوبه يلعق خديه ويقبله ويركع تحت قدميه .
    سأل الرجل صاحب البيت بحرارة :
    ــ هل أنت صاحب هذا الكلب ؟
    فقال له مندهشا :
    ــ طبعا لا .
    ثم أكمل قائلا حين لمس من الرجل لهفة ورجاء لمعرفة المزيد :
    ــ اليوم خرجت من المستشفى بعد أن تمت عملية زرع قلب لي بنجاح ، ويعود فضل شفائي وبقائي حيا
    لشخص كريم تبرع بقلبه بعد الحادث المروري المميت الذي تعرّض له .
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    #2
    قصة جميلة تعبر عن قيمة الوفاء والقلب الحامل للحب والمشاعر الصادقة.
    أحببت القصة أخي فوزي .
    أود الإشارة إلى أن النص بحاجة إلى مراجعة لغوية أنا متأكد من قدرتك على تبينها .
    محبتي.

    تعليق

    • حنان عبد الله
      طالبة علم
      • 28-02-2014
      • 685

      #3
      جميل الوفاء ،لكن مع الأسف بتنا نجده في الحيوان ونفتقده في بني الإنسان.
      هذا الكلب اشتم رائحة قلب صاحبه فلم تسعه الدنيا فرحا .
      تحيتي أستاذ فوزي ودمت وفيا للمنتدى.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        أحب الكلاب وأكره نباحهم أحيانا
        أقتني الكلاب المدربة التي لاتنبح إلا للضرورة القصوى
        وفاء الكلب مشهود له فهي لاتخون لو ماتت من الجوع ولاتغدر بصاحبها
        هذا الكلب أفضل من الكثيرين والذين غدروا بنا غدرا مازلنا نئن جرائه
        القصة طبعا حكائية ( ياحكواتي ) لكني أحببتها
        محبتي والورد بيترو
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
          قصة جميلة تعبر عن قيمة الوفاء والقلب الحامل للحب والمشاعر الصادقة.
          أحببت القصة أخي فوزي .
          أود الإشارة إلى أن النص بحاجة إلى مراجعة لغوية أنا متأكد من قدرتك على تبينها .
          محبتي.
          القلب الذي انتقل من حاضن إلى حاضن ، هو بطل هذه الحدوتة .
          شكرا لمرورك وللملاحظة . لقد قمت بتصويب الأخطاء التي أشرت إليها .
          مساء سعيد أخي حسن لشهب
          فوزي سليم

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حنان عبد الله مشاهدة المشاركة
            جميل الوفاء ،لكن مع الأسف بتنا نجده في الحيوان ونفتقده في بني الإنسان.
            هذا الكلب اشتم رائحة قلب صاحبه فلم تسعه الدنيا فرحا .
            تحيتي أستاذ فوزي ودمت وفيا للمنتدى.
            هل ما زال هناك ناس يؤمنون بالخير ويفعلونه ؟
            الإجابة نعم ويحِبون ويحَبّون .
            القلب الذي ما انفكَّ ينبض بعد رحيل صاحبة ، هو الوفاء لصحبة كادت أن تنتهي .
            نهارك سعيد أخت حنان
            فوزي سليم

            تعليق

            • زياد الشكري
              محظور
              • 03-06-2011
              • 2537

              #7
              مساء الخير دكتور ..
              هل العنوان "القلب الوفي" ينسجم مع القصة أكثر من "الكلب الوفي" ؟ .. تحياتي.

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                أحب الكلاب وأكره نباحهم أحيانا
                أقتني الكلاب المدربة التي لاتنبح إلا للضرورة القصوى
                وفاء الكلب مشهود له فهي لاتخون لو ماتت من الجوع ولاتغدر بصاحبها
                هذا الكلب أفضل من الكثيرين والذين غدروا بنا غدرا مازلنا نئن جرائه
                القصة طبعا حكائية ( ياحكواتي ) لكني أحببتها
                محبتي والورد بيترو
                الكلاب التي لا تنبح لا ضرورة لها . فكيف سأعرف أن هناك لصا يحوم حول بيتي ؟
                أو قطة تغافلني لتسرق سمكتي ؟ ومن سوف يسلّيني إذا غاب الرفقاء والأصحاب ؟
                الكلب ضرورة ، أشعر معه أن الوفاء مدرسة ...
                ما هي حكاية ال " الحكائية " يا أخت عائدة ؟ هل هي دخيلة على القصة ؟
                أم أن الغموض بات هو الذي على " الحجر " ؟!
                سامحيني أختي عائدة . أشم رائحة عتب في ردي هذا ، فلا تؤاخذيني .
                أجمل نهار لك وللعائلة الكريمة
                فوزي سليم

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة زياد الشكري مشاهدة المشاركة
                  مساء الخير دكتور ..
                  هل العنوان "القلب الوفي" ينسجم مع القصة أكثر من "الكلب الوفي" ؟ .. تحياتي.

                  الوفاء علاقة مشتركة بين الكلب وصاحبه
                  فكما أن الكلب وفي لصاحبه ، بالمقابل فإن صاحب الكلب وفي لكلبه
                  يرعاه ويفسّحه ويطعمه ويطببه إذا مرض ...
                  مات الرجل صاحب الكلب . لكن قلبه الذي تم نقله إلى إنسان آخر ما زال ينبض
                  وبإحساس ما فوق الطبيعة وحاسة سادسة تلقفها الكلب المكلوم ، إنه الوفاء
                  وفاء القلب لصاحبه الذي مات ، وللكلب أيضا .
                  هل عرفت الآن لماذا العنوان هو " القلب الوفي " ؟
                  ربما يكون النص غرائبيا يحمل في طياته القليل أو الكثير من المبالغة .
                  إنه صورة كايكاتورية للواقع . فتحمّلني أخي زياد .
                  نهارك سعيد
                  فوزي سليم

                  تعليق

                  • زياد الشكري
                    محظور
                    • 03-06-2011
                    • 2537

                    #10
                    إذن ليكن "القلب الوفي" ..
                    قصة طريفة منك يا دكتور ..
                    وشكراً على سعة صدرك.

                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #11
                      مابين "الكلب" و"القلب" إلا فرق حرف واحد في المبنى لكن في المعنى فهما معاً رمز الوفاء وموطنه وبهما يعرف الوفي من الخائن وبهما يميز الصادق من الماكر.

                      حدوتة من نسيج الخيال ودلالتها من وحي الواقع.
                      تحية لك أخ فوزي.

                      جئت للتحية.

                      تعليق

                      • فوزي سليم بيترو
                        مستشار أدبي
                        • 03-06-2009
                        • 10949

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                        مابين "الكلب" و"القلب" إلا فرق حرف واحد في المبنى لكن في المعنى فهما معاً رمز الوفاء وموطنه وبهما يعرف الوفي من الخائن وبهما يميز الصادق من الماكر.

                        حدوتة من نسيج الخيال ودلالتها من وحي الواقع.
                        تحية لك أخ فوزي.

                        جئت للتحية.
                        هل الواقع والخيال وجهان لعملة واحدة ؟
                        تخيَّل لو أن الكلب الذي نفق
                        هل سيبقى صاحبه وفيّا للذكرى ؟
                        سوف يشتري كلبا آخر ، أو ربما قطة !
                        هكذا هم بني البشر
                        يا مأمنه للرجال يا مأمنه للميه في الغربال


                        تحياتي لك أخي محمد شهيد
                        فوزي سليم

                        تعليق

                        يعمل...
                        X