hqdefault.jpgالقلب الوفي
لعل منظر الكلب الجالس على حافة قبر صاحبه والحزن باد عليه والدموع تكاد تنزلق من عينيه
قد زلزل عاطفة الرجل الواقف على بعد خطوات من القبر المجاور والذي يدفن فيه صديقه .
ما الذي جعله يراقب الكلب بجوارح يقظة وجاءت مساهمته في مراسم دفن الصديق بصورة باهتة ؟
الإجابة ، أننا سنذهب كل إلى حياته وننسى الميت في اليوم التالي . أما الكلب فسيبقى وفيّا لصاحبه
إلى أن ينفق ويموت .
ترامى إلى الحي خبر عجيب يقول أن الكلب لم يزل جالسا قرب قبر صاحبه دون أكل ولا شرب
وقد مر على ذلك أياما .
عند ذاك تجلّت الحماسة في نفس الرجل ، انطلق إلى المقبرة واشتد حزنه على الكلب ، فهبَّ يحضنه
ويلاعبه ويقدم له القليل من الطعام والشراب ، لكن دون فائدة . فحمله بين يديه كأنه ابن من أبنائه .
وما يدري أهل الحي إلا والرجل الطيب يدخل بيته مع الكلب المكلوم الذي عطف عليه .
لم يبخل عليه لا بطبيب ولا دواء . تحسّنت حالته وغدا يأكل ويشرب لكن لم تغادره حالة الحزن
فلا "هوهوة" ولا ترقيص لذيل . لكن سرعان ما تقهقر صحيا . تخلى عن نضارته الطارئة فآوى إلى
حالة الإكتئاب التي ألَمَّت به وبصورة أشَدّ من سابقتها . الحق أن الرجل لم يعد يطيق حالة الكلب هذه . غير أن معاملته له لم تتغير ،
ظل يغمره بعطف صادق يضيف إلى حزنه عليه عناء جديدا .
ذات مساء ، وعند ذهاب الرجل لسريره وجد عاصفة في انتظاره ، لم يكن يتوقعها .
الكلب يرقص ذيله فرحا وأبدى استعداده لأي تنازلات في الأكل والشرب .
لا تتصوروا الكم الهائل من السعادة التي هبطت على الرجل .
هرول الكلب نحو باب البيت الخارجي وبدأ ينبح نباحا غريبا . ظن الرجل في البداية أن الكلب
يريد أن يفعلها بالحديقة . الكلب ينبح وينظر وراءه نحو الرجل كي يسير خلفه إلى أن وصلا إلى أحد المنازل
توقف وازدادت حدة النباح مما أزعج سكان الحي وبالخصوص ساكن المنزل الواقف الكلب أمامه .
وما أن فتح صاحب البيت بابه مستفسرا إلا وركض الكلب نحوه يتمسح بطرف ثوبه يلعق خديه ويقبله ويركع تحت قدميه .
سأل الرجل صاحب البيت بحرارة :
ــ هل أنت صاحب هذا الكلب ؟
فقال له مندهشا :
ــ طبعا لا .
ثم أكمل قائلا حين لمس من الرجل لهفة ورجاء لمعرفة المزيد :
ــ اليوم خرجت من المستشفى بعد أن تمت عملية زرع قلب لي بنجاح ، ويعود فضل شفائي وبقائي حيا
لشخص كريم تبرع بقلبه بعد الحادث المروري المميت الذي تعرّض له .
قد زلزل عاطفة الرجل الواقف على بعد خطوات من القبر المجاور والذي يدفن فيه صديقه .
ما الذي جعله يراقب الكلب بجوارح يقظة وجاءت مساهمته في مراسم دفن الصديق بصورة باهتة ؟
الإجابة ، أننا سنذهب كل إلى حياته وننسى الميت في اليوم التالي . أما الكلب فسيبقى وفيّا لصاحبه
إلى أن ينفق ويموت .
ترامى إلى الحي خبر عجيب يقول أن الكلب لم يزل جالسا قرب قبر صاحبه دون أكل ولا شرب
وقد مر على ذلك أياما .
عند ذاك تجلّت الحماسة في نفس الرجل ، انطلق إلى المقبرة واشتد حزنه على الكلب ، فهبَّ يحضنه
ويلاعبه ويقدم له القليل من الطعام والشراب ، لكن دون فائدة . فحمله بين يديه كأنه ابن من أبنائه .
وما يدري أهل الحي إلا والرجل الطيب يدخل بيته مع الكلب المكلوم الذي عطف عليه .
لم يبخل عليه لا بطبيب ولا دواء . تحسّنت حالته وغدا يأكل ويشرب لكن لم تغادره حالة الحزن
فلا "هوهوة" ولا ترقيص لذيل . لكن سرعان ما تقهقر صحيا . تخلى عن نضارته الطارئة فآوى إلى
حالة الإكتئاب التي ألَمَّت به وبصورة أشَدّ من سابقتها . الحق أن الرجل لم يعد يطيق حالة الكلب هذه . غير أن معاملته له لم تتغير ،
ظل يغمره بعطف صادق يضيف إلى حزنه عليه عناء جديدا .
ذات مساء ، وعند ذهاب الرجل لسريره وجد عاصفة في انتظاره ، لم يكن يتوقعها .
الكلب يرقص ذيله فرحا وأبدى استعداده لأي تنازلات في الأكل والشرب .
لا تتصوروا الكم الهائل من السعادة التي هبطت على الرجل .
هرول الكلب نحو باب البيت الخارجي وبدأ ينبح نباحا غريبا . ظن الرجل في البداية أن الكلب
يريد أن يفعلها بالحديقة . الكلب ينبح وينظر وراءه نحو الرجل كي يسير خلفه إلى أن وصلا إلى أحد المنازل
توقف وازدادت حدة النباح مما أزعج سكان الحي وبالخصوص ساكن المنزل الواقف الكلب أمامه .
وما أن فتح صاحب البيت بابه مستفسرا إلا وركض الكلب نحوه يتمسح بطرف ثوبه يلعق خديه ويقبله ويركع تحت قدميه .
سأل الرجل صاحب البيت بحرارة :
ــ هل أنت صاحب هذا الكلب ؟
فقال له مندهشا :
ــ طبعا لا .
ثم أكمل قائلا حين لمس من الرجل لهفة ورجاء لمعرفة المزيد :
ــ اليوم خرجت من المستشفى بعد أن تمت عملية زرع قلب لي بنجاح ، ويعود فضل شفائي وبقائي حيا
لشخص كريم تبرع بقلبه بعد الحادث المروري المميت الذي تعرّض له .
تعليق