من مهمات التوحيد عند الشيخ أ.د. عبد القادر صوفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو فراس السليماني
    أديب وكاتب
    • 08-11-2011
    • 161

    #46
    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    `````````````````````````````` ````````````````

    [ 30 ]



    الناقض الثامن

    مظاهرة المشركين،
    ومعاونتهم على المسلمين

    المراد بهذا الناقض:

    المقصود من مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين:

    أن يتخذ البعض الكفار والمشركين أولياء،
    فيكونوا لهم أنصارا وأعوانا ضد المسلمين،
    وينضمون إليهم،
    ويذبون عنهم بالمال والسنان والبيان؛
    فهذا كـفر يناقض الإسلام.

    والله عز وجل نهانا في آيات كثيرة
    أن نتخذ الكفار والمشركين أولياء،
    ومن معاني هذه الولاية التي نهينا أن نصرفها لهم:
    المحبة،
    والمودة الدينية،
    والنصرة،
    والتأييد على المسلمين ( 1 ).
    من الأدلة على هذا الناقض:

    1- قول الله عز وجل:
    {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
    وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
    فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ
    إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً
    وَيُحَذّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
    وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}

    [آل عمران: 28] ؛

    أي لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار
    ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم،
    وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين
    وتدلونهم على عوراتهم؛
    فإنه من يفعل ذلك فقد برئ من الله،
    وبرئ الله منه
    بارتداده عن دينه
    ،
    ودخوله في الكفر؛

    إلا أن تكونوا في سلطانهم،
    فتخافونهم على أنفسكم،
    فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم،
    وتضمروا لهم العدواة،
    ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر،
    ولا تعينوهم على مسلم بفعل
    ( 2 ).


    2- قول الله عز وجل:

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
    لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
    بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
    وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
    إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
    }

    [المائدة: 51] ؛

    أي لا تتخذوا أيها المؤمنون اليهود والنصارى أولياء،
    ومن يفعل ذلك منكم فإنه منهم؛
    لأن "التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم
    والتولي القليل يدعو إلى الكثير،
    ثم يتدرج شيئا فشيئا،
    حتى يكون العد منهم
    "
    ( 3 ).






    ```````````````````
    1- انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 160-161.
    2- انظر جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير الطبري 3/ 227.
    3- تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي 2/ 304.

    تعليق

    • أبو فراس السليماني
      أديب وكاتب
      • 08-11-2011
      • 161

      #47
      المفيد في مُهمات التوحيد
      للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
      جزاه الله تعالى خير الجزاء
      http://shamela.ws/index.php/author/1987
      http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
      http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

      `````````````````````````````` ````````````````

      [ 31 ]

      الناقض التاسع

      من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج
      عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم،
      كما وسع الخضر عليه السلام
      الخروج عن شريعة موسى عليه السلام

      المراد بهذا الناقض:

      يعتقد البعض أن بالإمكان الخروج عن شريعة نبينا
      محمد صلى الله عليه وسلم
      ومخالفته،
      والاستغناء عن متابعته
      في عموم أحواله أو بعضها،
      زاعمين أن في قصة الخضر عليه السلام حجة لهم
      ( 1 ).

      ولا ريب أن هذا الاعتقاد
      كفر مخرج عن الملة.



      يقول الشيخ موسى بن أحمد المقدسي:

      من اعتقد أن لأحد طريق إلى الله
      من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم،

      أو
      لا يجب عليه اتباعه،

      أو
      أن له أو لغيره خروجا عن اتباعه
      وأخذ ما بعث به،

      أو قال:
      أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر
      دون علم الباطن،

      أو في علم الشريعة دون علم الحقيقة،

      أو قال:
      إن من الأولياء من يسعه الخروج عن شريعته
      كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى،

      أو أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم
      أكمل من هديه،
      فهو كافر"
      ( 2 ).



      ```````````````````
      1- انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 422.

      2- الإقناع لطالب الانتفاع لموسى المقدسي 4/ 287-288.


      تعليق

      • أبو فراس السليماني
        أديب وكاتب
        • 08-11-2011
        • 161

        #48
        المفيد في مُهمات التوحيد
        للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
        جزاه الله تعالى خير الجزاء
        http://shamela.ws/index.php/author/1987
        http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
        http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

        `````````````````````````````` ````````````````

        [ 32 ]


        الناقض العاشر

        الإعراض عن دين الله ،
        فلا يتعلمه، ولا يعمل به.

        المراد بهذا الناقض:

        الإعراض التام عن دين الله عز وجل،
        والتولي عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
        والامتناع عن الاتباع،
        والصدود عن قبول حكم الشريعة؛

        فلا إرادة له في تعلم الدين
        ولا يحدّث نفسه بغير ما هو عليه ( 1 )،

        ويعرض إعراضا كليا عن جنس العمل الظاهر
        "الطاعة أو الاتباع".

        والإعراض التام الكلي
        لا يقع إلا ممن تمكن من العلم ومعرفة الحق،
        وتمكن من العمل، فأعرض، وفرّط،
        وترك ما أوجبه الله عليه،
        من غير عذر؛

        فهذا وأمثاله مفرّط
        بإعراضه عن اتباع داعي الهدى.
        فإذا ضل،
        فإنما أُتي من تفريطه وإعراضه( 2 ).


        ويجب أن يُعلم أن الإعراض ليس كله
        مما يخرج من الملة؛

        بل الذي يكفر بتركه
        هو الإعراض عن تعلم الإيمان العام المجمل،
        والإعراض عن جنس العمل
        الذي يُعد شرطا في صحة الإيمان
        ( 3 )،

        فهذا هو الذي يكفر فاعله
        لأنه لم يتعلم دين الله،
        ولم يعمل به.



        يقول العلامة ابن القيم
        عن الإعراض عن تعلم الإيمان المجمل
        الذي يدخل صاحبه في دائرة الإسلام:

        والإسلام هو
        توحيد الله وعبادته
        وحده لا شريك له،
        والإيمان بالله وبرسوله،
        واتباعه فيما جاء به.

        فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم،
        وإن لم يكن كافرا معاندا،
        فهو كافر جاهل ( 4 ).



        ```````````````````
        1- انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن قيم الجوزية ص412-413.
        وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص102.

        2 - انظر: مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية 1/ 43.
        والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 3/ 17.

        3- انظر: شرح نواقض الإسلام لحسن عواجي ص105.
        وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام
        لسعد القحطاني ص102-103.

        4- طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن قيم الجوزية ص411.



        تعليق

        • أبو فراس السليماني
          أديب وكاتب
          • 08-11-2011
          • 161

          #49
          المفيد في مُهمات التوحيد
          للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
          جزاه الله تعالى خير الجزاء
          http://shamela.ws/index.php/author/1987
          http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
          http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

          `````````````````````````````` ````````````````

          [ 33 ]


          خاتمة النواقض:

          ختم شيخ الإسلام
          محمد بن عبد الوهاب رحـمه الله

          مبحث النواقض بقوله:

          ولا فرق في جميع هذه النواقض
          بين الهازل، والجاد، والخائف،
          إلا المكره.

          وكلها من أعظم يكون خطرا،
          ومن أكثر ما يكون وقوعا،
          فينبغي للمسلم أن يحذرها،
          ويخاف منها على نفسه.
          نعوذ بالله
          من موجبات غضبه، وأليم عقابه،
          وصلى الله على محمد.

          وكلامه - رحـمه الله -
          بعدم التفريق بين الهازل والجاد في محله،
          ويمكنك إدراكه إذا تأملت في سبب نزول الآية
          { لا تَعْتَذِرُوا
          قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
          } ؛

          كفروا بسبب كلمة
          قالوها على وجه المزاح واللعب.
          نسأل الله أن يعصمنا بالتقوى
          إنه سميــع مجيب.


          تعليق

          • أبو فراس السليماني
            أديب وكاتب
            • 08-11-2011
            • 161

            #50

            تعليق

            • أبو فراس السليماني
              أديب وكاتب
              • 08-11-2011
              • 161

              #51
              المفيد في مُهمات التوحيد
              للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
              جزاه الله تعالى خير الجزاء
              http://shamela.ws/index.php/author/1987
              http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
              http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

              `````````````````````````````` ````````````````

              [ 34 ]


              العبادة في الاصطلاح :

              اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ،
              من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة
              ( 1 ).

              وهي تتضمن
              غاية الذل الله تعالى ،
              بغاية المحبة له عز وجل ؛

              فمن خضع لإنسان مع بغضه له
              لا يكون عابدا له،

              ولو أحب شيئا ولم يخضع له
              لم يكن له عابد؛
              كما قد يحب ولده وصديقه
              ( 2 ).


              فالعبادة -إذًا-
              تتضمن غاية الحب، مع غاية الذل،

              كذا عرفها العلامة ابن القيم بقوله:


              وعبادة الرحمن غاية حبه ...
              مع ذل عابده، هما قطبان
              ( 3 ).

              فهي في مفهومها العام تعني:

              " التذلل لله محبة وتعظيما،
              بفعل أوامره، واجتناب نواهيه،
              على الوجه الذي جاءت به شرائعه "
              ( 4 ).

              والله عز وجل أحب إلى عبده المؤمن من كل شيء،
              وأعظم عنده من كل شيء.




              `````````````````````
              1 - انظر العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص23.
              2 - انظر المصدر نفسه ص33-34.
              3 - انظر النونية لابن القيم -الهراس- 1/ 95.
              4 - المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين 2/ 25.

              تعليق

              • أبو فراس السليماني
                أديب وكاتب
                • 08-11-2011
                • 161

                #52
                المفيد في مُهمات التوحيد
                للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
                جزاه الله تعالى خير الجزاء
                http://shamela.ws/index.php/author/1987
                http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
                http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

                `````````````````````````````` ````````````````

                [ 35 ]


                إن الإسلام أسبغ
                على أعمال الإنسان كلها صفة العبادة،
                إذا تحقق فيها شرطا قبول العمل،
                وهما ( 1 ):

                أولا: الإخلاص؛

                بأن يكون العمل خالصا لوجه الله الكريم،
                كما قال تعالى:

                {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
                مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاء}

                [البينة: من الآية5] .

                فينوي العبد أن يكون عمله، وقوله:
                وإعطاؤه، ومنعه،
                وحبه، وبغضه
                لله وحده،
                لا شريك له؛

                إذ الأعمال لا تقوم إلا بالنيات،

                كما قال صلى الله عليه وسلم:
                "إنما الأعمال بالنيات" ( 2 ) ؛

                فالنية تتحكم في العمل،
                وتقلبه إلى عبادة.
                `````````````````````
                1 - انظرهما في كتاب: تجريد التوحيد المفيد
                للمقريزي ص88-89.

                2- صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي،
                باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                وصحيح مسلم، كتاب الإمارة،
                باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".



                تعليق

                • أبو فراس السليماني
                  أديب وكاتب
                  • 08-11-2011
                  • 161

                  #53
                  المفيد في مُهمات التوحيد
                  للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
                  جزاه الله تعالى خير الجزاء
                  http://shamela.ws/index.php/author/1987
                  http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
                  http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

                  `````````````````````````````` ````````````````

                  [ 36 ]


                  ثانيا: المتابعة؛

                  بأن يكون العمل على منهاج رسول الله
                  صلى الله عليه وسلم،
                  وهديه القويم،

                  كما قال تعالى:
                  {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
                  وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
                  }

                  [الحشر: من الآية7] .

                  فالأعمال لا اعتبار لها
                  إلا إذا كانت على الوجه الذي رسمه الشرع.

                  روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
                  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

                  "من أحدث في أمرنا هذا
                  ما ليس منه،
                  فهو رد" ( 1 ).

                  وكل عمل بلا متابعة،
                  فإنه لا يزيد عامله إلا بُعدا من الله؛

                  فإن الله عز وجل
                  إنما يُعبد بأمره،
                  لا بالأهواء،
                  ولا الآراء.


                  والمسلك الحسن
                  ليس في إخلاص العمل لله عز وجل فحسب،
                  ولا في متابعة الرسول
                  صلى الله عليه وسلم فقط،
                  بل في مجموعهما معًا،

                  فإن الله عز وجل ذكر العمل الصالح،
                  فقال:

                  {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبّهِ
                  فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
                  وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

                  [الكهف: من الآية 110] ،

                  والعمل الصالح هو
                  الخالص الصواب
                  ،
                  فإذا جمع العمل هذين الشرطين،
                  كان عبادة.



                  `````````````````````
                  1 -صحيح البخاري، كتاب الصلح،
                  باب إذا اصطلحوا على جور، فالصلح مردود.

                  وصحيح مسلم، كتاب الأقضية،
                  باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور.



                  تعليق

                  • أبو فراس السليماني
                    أديب وكاتب
                    • 08-11-2011
                    • 161

                    #54
                    المفيد في مُهمات التوحيد
                    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
                    جزاه الله تعالى خير الجزاء
                    http://shamela.ws/index.php/author/1987
                    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
                    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

                    `````````````````````````````` ````````````````

                    [ 37 ]



                    العبادة تتعدد وتتنوع
                    لتشمل حياة الإنسان المسلم كلها،
                    وفي هذه الأمثلة بيان لذلك:

                    1- الله عز وجل لم يقصر وصف الصلاح
                    على العبادات المخصوصة،
                    بل جعله شاملا لأعمال أخرى

                    يقول عز وجل:

                    {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ
                    وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
                    وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئًا يُغِيظُ الْكُفَّارَ
                    وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَيْلًا

                    إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ
                    إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ،
                    وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً
                    وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ
                    لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

                    [التوبة: 120-121] .

                    2- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن ناسا قالوا:
                    يا رسول اللهّ!
                    ذهب أهل الدثور بالأجور،
                    يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم،
                    ويتصدقون بفضول أموالهم.

                    قال صلى الله عليه وسلم:

                    "أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به:
                    إن بكل تسبيحة صدقة،
                    وكل تكبيرة صدقة،
                    وكل تحميدة صدقة،
                    وكل تهليلة صدقة،
                    وأمر بالمعروف صدقة،
                    ونهي عن المنكر صدقة،
                    وفي بضع أحدكم صدقة".

                    قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته،
                    ويكون له فيها أجر؟


                    قال صلى الله عليه وسلم:

                    "أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليها فيها وزر؛
                    فكذلك إذا وضعها في الحلال،
                    كان له أجر"
                    ( 1 )


                    وهكذا تتسع دائرة العبادة
                    بقدر امتداد النية المقرونة بالعمل،
                    حتى تشمل حياة المسلم كلها،
                    في يقظته ومنامة،
                    وفي صمته وكلامه،
                    وفي سعيه لمعاشه ومعاده،
                    ما دام العمل موافقا لشرع رسول الله
                    صلى الله عليه وسلم

                    وما دامت نيته
                    ابتغاء وجه الله عز وجل.


                    ``````````````````
                    1 - صحيح مسلم، كتاب الزكاة،
                    باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.

                    تعليق

                    • أبو فراس السليماني
                      أديب وكاتب
                      • 08-11-2011
                      • 161

                      #55
                      المفيد في مُهمات التوحيد
                      للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
                      جزاه الله تعالى خير الجزاء
                      http://shamela.ws/index.php/author/1987
                      http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
                      http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

                      `````````````````````````````` ````````````````

                      [ 38 ]



                      أركان العبادة وأصولها

                      تقوم العبادة على أركان،
                      باجتماعها يحصل كمال العبودية
                      لله عز وجل ( 1 ).

                      وهذه الأركان هي:
                      المحبة ،
                      و الرجاء،
                      و الخوف ،
                      التي يجب اجتماعها،
                      ولا يجوز إهمال واحد منها،

                      كما قال علماؤنا رحمهم الله:

                      من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق،
                      ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ،
                      ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري،

                      ومن عبده بالحب والخوف والرجاء
                      فهو مؤمن موّحد ( 2 ).


                      ```````````````````````
                      1 - انظر معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشنقيطي ص136.

                      2 - انظر: العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص161-162.

                      وتوحيد الألوهية لمحمد الحمد ص37.



                      تعليق

                      • أبو فراس السليماني
                        أديب وكاتب
                        • 08-11-2011
                        • 161

                        #56
                        المفيد في مُهمات التوحيد
                        للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
                        جزاه الله تعالى خير الجزاء
                        http://shamela.ws/index.php/author/1987
                        http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
                        http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

                        `````````````````````````````` ````````````````

                        [ 39 ]


                        اتّباع الرسول
                        صلى الله عليه وسلم؛

                        فمن كان محبا لله،
                        لزم أن يتبــع الرسول
                        صلى الله عليه وسلم،

                        فيصدّقه فيما أخبر،
                        ويطيعه فيما أمر،
                        ويتأسى به فيما فعل ( 1 ).

                        وقد أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم
                        أن يقول لأمته:

                        {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
                        فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}

                        [آل عمران: 31] ؛

                        فليست المحبة مجرد دعوى باللسان؛
                        بل لا بد أن يصاحبها الاتّباع لرسول الله
                        صلى الله عليه وسلم،
                        والسير على هداه.


                        ```````````````````````
                        1- العبودية ص126-127.


                        تعليق

                        • أبو فراس السليماني
                          أديب وكاتب
                          • 08-11-2011
                          • 161

                          #57
                          [ 40 ]



                          الركن الثاني:
                          الرجاء:

                          1- ارتباط الرجاء بالمحبة:

                          على حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء؛
                          فكل محبّ راجٍ بالضرورة؛
                          لأن محبته لله عز وجل
                          تحمله على أن يرجو ما عنده
                          سبحانه وتعالى ( 1 ).


                          2- المراد بالرجاء:

                          أن يرجو العبد ما عند
                          مولاه عز وجل
                          من الأجر، والثواب، والرحمة، والمغفرة؛

                          فالعابد والمطيع يرجو الأجر والثواب والقبول،
                          والتائب يرجو الرحمة ومغفرة الذنوب.

                          وهذا الرجاء ينبغي أن يكون
                          بلا يأس من روح الله،
                          ولا قنوط من رحمته عز وجل؛

                          لأن الله تعالى ذم الأمرين،
                          فقال:
                          {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
                          إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}

                          [يوسف: 87] ،

                          وقال:
                          {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبّهِ إِلَّا الضَّالُّون}

                          [الحجر: 56] .

                          3- المطلوب فيه:

                          المطلوب في الرجاء كماله وغايته؛
                          فيرتقي العبد في الرجاء صعدا؛

                          من رجاء يبعث على الاجتهاد في أداء العبادة
                          طمعا فيما يؤمله من ثواب،

                          إلى رجاء يقدم فيه لزوم الأحكام الدينية
                          على ما تستلذه النفس وتميل إليه،

                          إلى رجاء لقاء الخالق سبحانه وتعالى ( 2 )،

                          كما قال عز وجل:
                          {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبّهِ
                          فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
                          وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

                          [الكهف: 110] ،

                          {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ
                          فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ
                          وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

                          [العنكبوت: 5] .



                          ```````````````````
                          1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 2/ 44.
                          2 - انظر المصدر السابق 2/ 54-56.

                          تعليق

                          • أبو فراس السليماني
                            أديب وكاتب
                            • 08-11-2011
                            • 161

                            #58
                            [ 41 ]




                            4- من أسباب حصول الرجاء:
                            يحصل الرجاء بأمور، منها ( 1 ).

                            أ- شهود كرم الله تعالى وإنعامه،
                            وإحسانه إلى عبادة.

                            ب- صدق الرغبة
                            فيما عند الله عز وجل
                            من الثواب والنعيم.

                            ج- التسلح بصالح العمل،
                            والمسابقة في الخيرات.



                            5- من الأدلة على الرجاء:

                            تقدم آنفا دليلان، هما:

                            قوله عز وجل:

                            {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبّهِ
                            فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
                            وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

                            [الكهف: 110] ،

                            {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ
                            فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

                            [العنكبوت: 5] .

                            وثمة أدلة أخرى، منها:

                            أ- قول الله عز وجل:

                            {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا
                            وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
                            أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ
                            وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

                            [البقرة: 218] .

                            ب- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            " يقول الله عز وجل:
                            أنا عند ظن عبدي بي "
                            ( 2 ).


                            ج- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            " لا يموت أحدكم إلا
                            وهو يحسن الظن بربه " ( 3 ).

                            فالله عز وجل عند ظن عبده.
                            وعلى العبد أن يحسن الظن بربه
                            كي لا يصيبه القنوط من رحمة الله،
                            ولا اليأس من روحه عز وجل؛
                            فيبقى متطلعًا لما عند الله من الثواب العظيم،
                            راغـبًا في نيل ما ادخره لعباده المؤمنين
                            من النعيم المقيم.


                            ``````````````````````
                            1 -انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
                            للدكتور إبراهيم البريكان ص140.


                            2 - صحيح البخاري، كتاب التوحيد،
                            باب قول الله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} .

                            3 - صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها،
                            باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت.

                            تعليق

                            • أبو فراس السليماني
                              أديب وكاتب
                              • 08-11-2011
                              • 161

                              #59
                              [ 42 ]


                              الركن الثالث:

                              الخوف من الله عز وجل

                              1- ارتباط الخوف بالرجاء:

                              الخوف مستلزم للرجاء،
                              والرجاء مستلزم للخوف؛
                              فكل راجٍ خائف ،
                              وكل خائف راجٍ ؛

                              فكل راج خائف من فوات مرجوه،
                              وكل خائف يرجو عفو ربه ومغفرته،

                              والخوف بلا رجاء
                              يعتبر يأسا من روح الله
                              وقنوطا من رحمته ( 1 ).


                              2- المراد بالخوف:

                              أن يخاف العبد مولاه عز وجل
                              أن يصيبه بعقاب عاجل، أو آجل،
                              فيصيبه في الدنيا بما يشاء - سبحانه - من مصيبة،
                              أو مرض، أو قتل،
                              أو نحو ذلك بقدرته ومشيئته.

                              وهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله أصلا؛
                              لأن هذا من لوازم الإلهية؛

                              فمن اتخذ مع الله ندا يخافه هذا الخوف،
                              فهو مشرك ( 2 )؛

                              لأن الخوف عبودية القلب،
                              فلا يصلح إلا الله.

                              ويتبــع هذا الخوف:

                              الخوف مما توعد الله به العصاة في الآخرة،
                              من النكال والعذاب

                              يقول تعالى:
                              {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي
                              وَخَافَ وَعِيد}

                              [إبراهيم: من الآية14] .

                              وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان؛
                              وإنما يكون محمودا
                              إذا لم يوقع في القنوط من رحمة الله،
                              أو اليأس من روحه سبحانه وتعالى
                              ( 3 ).


                              والمطلوب في هذا الخوف:

                              ما يحجز العبد عن المعاصي،
                              ويبعده عن مخالفة أوامر الله.

                              يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله:
                              وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية
                              -قدس الله روحه- يقول:

                              الخوف المحمود:
                              ما حَجَزك عن محارم الله
                              ( 4 ).




                              ````````````````````
                              1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 2/ 53.

                              2- انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص484.

                              3- انظر المرجع نفسه ص486.
                              4- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 55.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X