عائد من الظل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عجلان أجاويد
    مشاكس و عنيد
    • 03-01-2017
    • 238

    عائد من الظل

    ( عائد من الظل )
    أنا الآن مضطرب البال مشوش الأفكار ، وكأن فكري تروض على طنين دحرجة البراميل ، أعلنت أمس عن سقوط موغابي زعيم مقبرة الخراب ، و اليوم سأتراجع عما قلته و أعتذر ، فأنا صادق و قد ألفت الصدق في كلامي ، أخطأت حين صدقت القبر المنسي من مقبرة سيدي ابراهم ، و نقلت لكم الخبر و أنا في كامل قوتي العقلية و البدنية ، و لم أكن أنوي التصريح الكاذب الذي يعاقب عليه القانون ، رغم أنني نقلت الخبر بصدق و بكل أمانة من قبر المعني و لم أزايد عليه أو أزيد من خيالي ، و لأن وكالة القبور المنسية كذبت الخبر و اتهمتني بتصديق مسيلمة الكذاب و من سار في ركبه من سلاطين و حكام و رؤساء أحزاب و حكموا المقبرة بالزور و الظلم و البهتان
    لست واثقا من الهدف في إطلاق هذه الفقاعة و السرعة في إطفائها بالتكذيب و الوعيد لمن تجرأ و تجاوز قبرا حتى و إن كان بالمزاح ،
    ماذا كان يحدث لو انتفضت كل القبور على طنين دحرجة البراميل الذي أحدث هذه الفوضى السياسية و الاجتماعية و نحن في غنى عنها بعد ما أورثنا اياها جدهم بوعزيز بن قانة و العربي بن جمام و الميهوب بوقصعة الذي كان يصلي صلاة الجنائز على الأموات بلا وضوء نكاية فيهم ، و كي لا يقبل الله توبتهم و رحمتهم
    كان بوشليح يسكن المغارة في جبل لعراكب ، و في الليل يتسلل إلى أكواخ الأهالي يعبث بنسائهم و بناتهم فيسميه جهادا ضد الكفار ، لهذا السبب تراني أدحرج البرميل على قبورهم حتى أسمعهم طنين الاستقلال الذي يتغنون به عند كل مناسبة ، ماذا لو عاد بوشليح من قبره الموحش في أعماق الغابة و اعترف بتلك التفاصيل التي أغرته بجهاد الطمع في النيل من شرف أهل القرية ، و كيف اندس بين صفوف الفلاقة لاختراقهم بطلب من الحركي ليمان بن لمقدم ، و قد وعده بأشياء كثيرة ، غير أنه ليلة الاستفتاء على تقرير المصير تم جلاء السكان إلى المحتشد ، تسللوا في غفلة و أصلبوا عقارب الزمن على ساعة بين يومين ، و أطلقوا آخر رصاصة كانت كافية لطمس تاريخ كامل من الرعب و السلوك المشين لمن تعاون على الشر وإذلال الشرفاء ،
    خرج بوشليح و هرب في المجهول و قد اخترقت جسده قطعة المعدن الثقيل ، و لما أحس بالوهن انبطح و جحظت عيناه كأنها تتبع عزرائيل لحظة قبض روحه ، في الصباح انتشر الخبر في القرية و القرى المجاورة ، أحس الأهالي بنكهة التشفي تسري في أوصالهم ، فأجمعوا على دفنه في أعماق الغابة بعيدا عن الأماكن الطاهرة ، خوفا أن يلوثها قبره و تتمرد روحه المدنسة بالشر ، و منذ ذلك الزمن و أنا أحس برغبة في دوس قبره و قد ماتت حرمة القبور في نفسي

    عجلان أجاويد (شقيف الشقفاوي)
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    حقيقة نص جعلني أتوقف طويلا عند طنين دحرجة البراميل
    توظيف ممتاز للدحرجة ولصوتها
    أحببت رؤاك حول انتفاضة المقابر
    ماذا لو انتفض الساكنين بالقبور
    أتراهم سينجحوا فيما فشلنا نحن في أن ننتفض على العهر الذي حولنا بل والأدهى سكوتنا
    نص جعلني أشعر بخيبتي والعراق اليوم مقهور حد النزع الأخير
    أشكرك
    محبتي والورد
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • حنان عبد الله
      طالبة علم
      • 28-02-2014
      • 685

      #3
      وكأنني أقرأ تاريخ بلاد عربية! 😊لا أريد ان أرتكب هفوات وأخطاء .لذلك لن أقول أكثر.
      وأبطال القصة هل هم اصحاب القبورأنفسهم حقا ؟أم هم أحياء أموات
      . ربما هذا ما قصدته، يبقى التاريخ وحده شاهدا على أفعالهم حميدة كانت او عكسها .
      على كل أظننا أموات كلنا لسكوتنا على الظلم والفساد والأنانية والعالم من حولنا في تقدم وازدهار ورقي ونحن في سبات اهل القبور !
      قصة رائعة احببتها واعدت قراءتها.
      دمت مبدعا أستاذ شقيف او شفيق!
      التعديل الأخير تم بواسطة حنان عبد الله; الساعة 25-11-2017, 23:24.

      تعليق

      • عجلان أجاويد
        مشاكس و عنيد
        • 03-01-2017
        • 238

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        حقيقة نص جعلني أتوقف طويلا عند طنين دحرجة البراميل
        توظيف ممتاز للدحرجة ولصوتها
        أحببت رؤاك حول انتفاضة المقابر
        ماذا لو انتفض الساكنين بالقبور
        أتراهم سينجحوا فيما فشلنا نحن في أن ننتفض على العهر الذي حولنا بل والأدهى سكوتنا
        نص جعلني أشعر بخيبتي والعراق اليوم مقهور حد النزع الأخير
        أشكرك
        محبتي والورد
        مرحبا عائدة ،،،، هي قصة طويلة بدأت منذ مدة و لازالت لم تنتهي بعد
        في استطاعتك تتبع بقية فصولها على صفحة (شقيف الشقفاوي ) في الفايس بوك

        تعليق

        • عجلان أجاويد
          مشاكس و عنيد
          • 03-01-2017
          • 238

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حنان عبد الله مشاهدة المشاركة
          وكأنني أقرأ تاريخ بلاد عربية! ً???لا أريد ان أرتكب هفوات وأخطاء .لذلك لن أقول أكثر.
          وأبطال القصة هل هم اصحاب القبورأنفسهم حقا ؟أم هم أحياء أموات
          . ربما هذا ما قصدته، يبقى التاريخ وحده شاهدا على أفعالهم حميدة كانت او عكسها .
          على كل أظننا أموات كلنا لسكوتنا على الظلم والفساد والأنانية والعالم من حولنا في تقدم وازدهار ورقي ونحن في سبات اهل القبور !
          قصة رائعة احببتها واعدت قراءتها.
          دمت مبدعا أستاذ شقيف او شفيق!
          أهلا حنان عبد الله
          هم موتى كما نحن ،،،، شكرا على المرور

          تعليق

          • شيرين حسن يوسف
            أديب وكاتب
            • 09-09-2015
            • 29

            #6
            ضجيج هذا البرميل يشبه الأخبار العاجلة وتكذيبها علي الفور تشبه كثيرا موسيقى هذا العالم الموتور والذي يدحرج الأيام نحونا ككرة النار

            تعليق

            يعمل...
            X