( عائد من الظل )
أنا الآن مضطرب البال مشوش الأفكار ، وكأن فكري تروض على طنين دحرجة البراميل ، أعلنت أمس عن سقوط موغابي زعيم مقبرة الخراب ، و اليوم سأتراجع عما قلته و أعتذر ، فأنا صادق و قد ألفت الصدق في كلامي ، أخطأت حين صدقت القبر المنسي من مقبرة سيدي ابراهم ، و نقلت لكم الخبر و أنا في كامل قوتي العقلية و البدنية ، و لم أكن أنوي التصريح الكاذب الذي يعاقب عليه القانون ، رغم أنني نقلت الخبر بصدق و بكل أمانة من قبر المعني و لم أزايد عليه أو أزيد من خيالي ، و لأن وكالة القبور المنسية كذبت الخبر و اتهمتني بتصديق مسيلمة الكذاب و من سار في ركبه من سلاطين و حكام و رؤساء أحزاب و حكموا المقبرة بالزور و الظلم و البهتان
لست واثقا من الهدف في إطلاق هذه الفقاعة و السرعة في إطفائها بالتكذيب و الوعيد لمن تجرأ و تجاوز قبرا حتى و إن كان بالمزاح ،
ماذا كان يحدث لو انتفضت كل القبور على طنين دحرجة البراميل الذي أحدث هذه الفوضى السياسية و الاجتماعية و نحن في غنى عنها بعد ما أورثنا اياها جدهم بوعزيز بن قانة و العربي بن جمام و الميهوب بوقصعة الذي كان يصلي صلاة الجنائز على الأموات بلا وضوء نكاية فيهم ، و كي لا يقبل الله توبتهم و رحمتهم
كان بوشليح يسكن المغارة في جبل لعراكب ، و في الليل يتسلل إلى أكواخ الأهالي يعبث بنسائهم و بناتهم فيسميه جهادا ضد الكفار ، لهذا السبب تراني أدحرج البرميل على قبورهم حتى أسمعهم طنين الاستقلال الذي يتغنون به عند كل مناسبة ، ماذا لو عاد بوشليح من قبره الموحش في أعماق الغابة و اعترف بتلك التفاصيل التي أغرته بجهاد الطمع في النيل من شرف أهل القرية ، و كيف اندس بين صفوف الفلاقة لاختراقهم بطلب من الحركي ليمان بن لمقدم ، و قد وعده بأشياء كثيرة ، غير أنه ليلة الاستفتاء على تقرير المصير تم جلاء السكان إلى المحتشد ، تسللوا في غفلة و أصلبوا عقارب الزمن على ساعة بين يومين ، و أطلقوا آخر رصاصة كانت كافية لطمس تاريخ كامل من الرعب و السلوك المشين لمن تعاون على الشر وإذلال الشرفاء ،
خرج بوشليح و هرب في المجهول و قد اخترقت جسده قطعة المعدن الثقيل ، و لما أحس بالوهن انبطح و جحظت عيناه كأنها تتبع عزرائيل لحظة قبض روحه ، في الصباح انتشر الخبر في القرية و القرى المجاورة ، أحس الأهالي بنكهة التشفي تسري في أوصالهم ، فأجمعوا على دفنه في أعماق الغابة بعيدا عن الأماكن الطاهرة ، خوفا أن يلوثها قبره و تتمرد روحه المدنسة بالشر ، و منذ ذلك الزمن و أنا أحس برغبة في دوس قبره و قد ماتت حرمة القبور في نفسي
عجلان أجاويد (شقيف الشقفاوي)
أنا الآن مضطرب البال مشوش الأفكار ، وكأن فكري تروض على طنين دحرجة البراميل ، أعلنت أمس عن سقوط موغابي زعيم مقبرة الخراب ، و اليوم سأتراجع عما قلته و أعتذر ، فأنا صادق و قد ألفت الصدق في كلامي ، أخطأت حين صدقت القبر المنسي من مقبرة سيدي ابراهم ، و نقلت لكم الخبر و أنا في كامل قوتي العقلية و البدنية ، و لم أكن أنوي التصريح الكاذب الذي يعاقب عليه القانون ، رغم أنني نقلت الخبر بصدق و بكل أمانة من قبر المعني و لم أزايد عليه أو أزيد من خيالي ، و لأن وكالة القبور المنسية كذبت الخبر و اتهمتني بتصديق مسيلمة الكذاب و من سار في ركبه من سلاطين و حكام و رؤساء أحزاب و حكموا المقبرة بالزور و الظلم و البهتان
لست واثقا من الهدف في إطلاق هذه الفقاعة و السرعة في إطفائها بالتكذيب و الوعيد لمن تجرأ و تجاوز قبرا حتى و إن كان بالمزاح ،
ماذا كان يحدث لو انتفضت كل القبور على طنين دحرجة البراميل الذي أحدث هذه الفوضى السياسية و الاجتماعية و نحن في غنى عنها بعد ما أورثنا اياها جدهم بوعزيز بن قانة و العربي بن جمام و الميهوب بوقصعة الذي كان يصلي صلاة الجنائز على الأموات بلا وضوء نكاية فيهم ، و كي لا يقبل الله توبتهم و رحمتهم
كان بوشليح يسكن المغارة في جبل لعراكب ، و في الليل يتسلل إلى أكواخ الأهالي يعبث بنسائهم و بناتهم فيسميه جهادا ضد الكفار ، لهذا السبب تراني أدحرج البرميل على قبورهم حتى أسمعهم طنين الاستقلال الذي يتغنون به عند كل مناسبة ، ماذا لو عاد بوشليح من قبره الموحش في أعماق الغابة و اعترف بتلك التفاصيل التي أغرته بجهاد الطمع في النيل من شرف أهل القرية ، و كيف اندس بين صفوف الفلاقة لاختراقهم بطلب من الحركي ليمان بن لمقدم ، و قد وعده بأشياء كثيرة ، غير أنه ليلة الاستفتاء على تقرير المصير تم جلاء السكان إلى المحتشد ، تسللوا في غفلة و أصلبوا عقارب الزمن على ساعة بين يومين ، و أطلقوا آخر رصاصة كانت كافية لطمس تاريخ كامل من الرعب و السلوك المشين لمن تعاون على الشر وإذلال الشرفاء ،
خرج بوشليح و هرب في المجهول و قد اخترقت جسده قطعة المعدن الثقيل ، و لما أحس بالوهن انبطح و جحظت عيناه كأنها تتبع عزرائيل لحظة قبض روحه ، في الصباح انتشر الخبر في القرية و القرى المجاورة ، أحس الأهالي بنكهة التشفي تسري في أوصالهم ، فأجمعوا على دفنه في أعماق الغابة بعيدا عن الأماكن الطاهرة ، خوفا أن يلوثها قبره و تتمرد روحه المدنسة بالشر ، و منذ ذلك الزمن و أنا أحس برغبة في دوس قبره و قد ماتت حرمة القبور في نفسي
عجلان أجاويد (شقيف الشقفاوي)
تعليق