المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف
مشاهدة المشاركة
جعلنا الله ممن يتبعون الهدى لأنفسهم ويهدون غيرهم إلى سواء السبيل، الإسلامَ، اللهم آمين.
تقبل الله منا ومنكم، أستاذنا الجليل الجميل، صالح الأعمال ولاسيما في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة وأمدك الله بالصحة والعافية وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، اللهم آمين يا رب العالمين.
[align=justify]ثم أما بعد، "مشاكستي الحوارية" التي أصر عليها وأتمسك بها إنما هي منبعثة من قناعاتي الشخصية المؤسسة على قراءاتي الكثيرة والمتنوعة خلال عقود من الدهر ولم تأت من فراغ ولا من هوى ولا من رغبة في الجدال "البيزنطي" العقيم الدائر في حلقة فارغة لا يُعرف أولها من آخرها، وأنا لا أصر على "المشاكسة" إلا لتعليم الناشئة هنا، أو في الشبكة العالمية العنكبية، ممن يتابعنها، المشاكسةَ، على مناقشة بعضهم وأن لا يقبلوا كل ما يقال لهم دون إعادة النظر فيه والتحقق منه، وهكذا نربي جيلا واعيا يبدي رأيه بحرية ويقبل أو يرد آراء الآخرين بحرية كذلك إذ لا إلزام في "الأدبيات"، و"النقديات" (!) منها حتما، والنقد كما سبقت لي الإشارة إليه، كلام عن كلام بلا ريب وبلا عيب وبلا تردد ولا تزيُّد.
أما قولك الكريم:" أختلف معك حول هذه الفكرة [فكرة أو استعمل عبارة "النقد العلمي"]، فليس الأستاذ أحمد أمين أول من جعل النقد العلمي منهجا للحكم في الأدبيات فنحن أمام علَم من أعلام النقد، يحَدِّدُ مفهوم الشعر ببعضِ مقاييسَ تجعل الكلام الموزون شعرًا لديه؛ وهذا العلَم هو قُدامة بن جعفر، وقولي هنا مؤسَّسٌ على كتابه "نقد الشعر"، "الذي يُعدُّ أوَّل أثر نقديٍّ عِلميٍّ مشهور في الأدب العربي، الفصل الأول: قدامة بن جعفر، وكتابه نقد الشعر: المبحث الأول" اهـ بنصه وفصه، ففيه نظر لأن قدامة بن جعفر ليس أول من صنف في نقد الشعر بأسلوب علمي فقد سبقه الأصمعي، وابن سلام، والجاحظ، وابن قتيبة والمبرد، وثعلب وابن المعتز وغيرُ هؤلاء العلماء الأفذاذ من العلماء الأدباء، أو من الأدباء العلماء، وكتاب "نقد الشعر" المذكور تحت يدي الآن وأنا أنظر فيه.
وهذه "الأولية" المزعومة للنقد العلمي ليست مهمة كثيرا ونحن نحاول التحقق من "علمية"(!) النقد الأدبي ولا يهم من قال بها على أن لا يفوتنا التنبيه أن أولئك العلماء الإسلاميين لم يقتبسوا أفكارهم من الغرب بل اجتهدوا فيها فأصابوا وأخطأوا ولا حرج عليهم في ذلك، إنما العيب في "علماء" العرب اليوم وتأثرهم بالنظريات النقدية الغربية ونقلها إلى الأدب العربي بقضها وقضيضها وجيدها ورديئها وفرضها على الناس كأنها تنزيل من التنزيل أو كأنها وحي من الوحي، وهنا الطامة الكبرى وبهذا عمت البلوى، نسأل الله السلامة والعافية.[/align]
أستاذنا الجليل، أسعد دائما بالتحاور معك لأن في محاورتك الهادئة الهادية الهادفة "غذاء للفكر وبقاء للذكر" (ها ها ها) وأنا أشحذ عقلي بالحديث معك وأشحن نفسي بفكرك النير حتى وإن اختلفت معك وناقضتك، وإن الاختلاف لا يفسد في الود قضية، وقضيتنا هي الاستنارة والإنارة والاسترشاد والإرشاد.
تحيتي إليك ومحبتي لك كما تعلم.
تقبل الله منا ومنكم، أستاذنا الجليل الجميل، صالح الأعمال ولاسيما في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة وأمدك الله بالصحة والعافية وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، اللهم آمين يا رب العالمين.
[align=justify]ثم أما بعد، "مشاكستي الحوارية" التي أصر عليها وأتمسك بها إنما هي منبعثة من قناعاتي الشخصية المؤسسة على قراءاتي الكثيرة والمتنوعة خلال عقود من الدهر ولم تأت من فراغ ولا من هوى ولا من رغبة في الجدال "البيزنطي" العقيم الدائر في حلقة فارغة لا يُعرف أولها من آخرها، وأنا لا أصر على "المشاكسة" إلا لتعليم الناشئة هنا، أو في الشبكة العالمية العنكبية، ممن يتابعنها، المشاكسةَ، على مناقشة بعضهم وأن لا يقبلوا كل ما يقال لهم دون إعادة النظر فيه والتحقق منه، وهكذا نربي جيلا واعيا يبدي رأيه بحرية ويقبل أو يرد آراء الآخرين بحرية كذلك إذ لا إلزام في "الأدبيات"، و"النقديات" (!) منها حتما، والنقد كما سبقت لي الإشارة إليه، كلام عن كلام بلا ريب وبلا عيب وبلا تردد ولا تزيُّد.
أما قولك الكريم:" أختلف معك حول هذه الفكرة [فكرة أو استعمل عبارة "النقد العلمي"]، فليس الأستاذ أحمد أمين أول من جعل النقد العلمي منهجا للحكم في الأدبيات فنحن أمام علَم من أعلام النقد، يحَدِّدُ مفهوم الشعر ببعضِ مقاييسَ تجعل الكلام الموزون شعرًا لديه؛ وهذا العلَم هو قُدامة بن جعفر، وقولي هنا مؤسَّسٌ على كتابه "نقد الشعر"، "الذي يُعدُّ أوَّل أثر نقديٍّ عِلميٍّ مشهور في الأدب العربي، الفصل الأول: قدامة بن جعفر، وكتابه نقد الشعر: المبحث الأول" اهـ بنصه وفصه، ففيه نظر لأن قدامة بن جعفر ليس أول من صنف في نقد الشعر بأسلوب علمي فقد سبقه الأصمعي، وابن سلام، والجاحظ، وابن قتيبة والمبرد، وثعلب وابن المعتز وغيرُ هؤلاء العلماء الأفذاذ من العلماء الأدباء، أو من الأدباء العلماء، وكتاب "نقد الشعر" المذكور تحت يدي الآن وأنا أنظر فيه.
وهذه "الأولية" المزعومة للنقد العلمي ليست مهمة كثيرا ونحن نحاول التحقق من "علمية"(!) النقد الأدبي ولا يهم من قال بها على أن لا يفوتنا التنبيه أن أولئك العلماء الإسلاميين لم يقتبسوا أفكارهم من الغرب بل اجتهدوا فيها فأصابوا وأخطأوا ولا حرج عليهم في ذلك، إنما العيب في "علماء" العرب اليوم وتأثرهم بالنظريات النقدية الغربية ونقلها إلى الأدب العربي بقضها وقضيضها وجيدها ورديئها وفرضها على الناس كأنها تنزيل من التنزيل أو كأنها وحي من الوحي، وهنا الطامة الكبرى وبهذا عمت البلوى، نسأل الله السلامة والعافية.[/align]
أستاذنا الجليل، أسعد دائما بالتحاور معك لأن في محاورتك الهادئة الهادية الهادفة "غذاء للفكر وبقاء للذكر" (ها ها ها) وأنا أشحذ عقلي بالحديث معك وأشحن نفسي بفكرك النير حتى وإن اختلفت معك وناقضتك، وإن الاختلاف لا يفسد في الود قضية، وقضيتنا هي الاستنارة والإنارة والاسترشاد والإرشاد.
تحيتي إليك ومحبتي لك كما تعلم.
اترك تعليق: