حين طاردت جدي بسؤالي
كان يروغ مني
و مرة يزجرني
و ربما ضربني بعصاته التي كانت بين أصابعه دائما
كنت لحوحا
قليلا ما أحسن اختيار الوقت
للعب أو للضحك أو السؤال
كل حادثة أتي بها
كأنها هي من تأتي بي
كأن غريبا داخلي يحركني
و يقاسمني أفعالي الطائشة
كم أبكاني
و لم يبادر باعتذار مثقال مرة عما فعل
فما أحسسته حزينا حين يضجر بي الكبار
يناصبونني القيظ
و المطاردة
و لا أدركت فرحته حين يستخف بي اللهو
مازال إلي الآن يرسم لي خرائط الحزن
يهيئ لها الطريق
و دون ما رفق يقود إرادتي
لم يكن سؤالي عصيا
و لم يكن من مبرر لقسوة جدي
و انصرافه عني إلي أبطاله الذين تركهم تحت الوسادة
نائمين
و آن صحوهم لتتحول الدار إلي ساحة قتال
ما بين جدي و جدتي
: و لا يبق على المداود إلا شر البقر
ذهبت بسؤالي لعمي الكبير
فتمتم ب "صدق الله العظيم "
ثم بأصابع يده اليسرى يلقط أذني قارصا
و لم يتركها حتى تلويت على الأرض كدودة فجأة
أدركت أن وجبتها الأخيرة كانت النهاية
صارخا دون بكاء
يفلتني ما بين الدهشة و الرهبة
: تحشو رأسك بحشائش البرك و القنوات و لا تحفظ آية واحدة من القرآن
أتوه و أسقط سؤالي في قاع
حتى لا أكون شاة بين غضب الكبار
و كلما ألح عليّ سؤال
رأيت ما يستوجب الفهم
تأملت و أسقطت الفهم
لكنني أبدا لم أستطع قمع عيني عن الرؤية و التأمل
لم تكن أسئلتي عصية
و لم تكن مخجلة أو عارية الثياب
تستلزم الطحن و القرص و تكسير خيزرانة أو أكثر على لحم بدني النحيل
بعدت عن الكبار بقدر ما تخليت عن أسئلتي
و داخلي قمع يتراكم
أسئلة تتزاحم
رؤى لا تجد تفسيرا
و أسماء ليس لها معان محددة
حتى غدوت محض أنفاس تتحرك في دائرة أضيق من الطريق بين الغيط و الدار
بين الحارة و الدار
رغم المتاهات العديدة التي تتكون منها مدينة قديمة قدم التاريخ
و مزلقانات يتدحرج عليها الخلق سعيا للنهر
تقف على قفاها البيوت و المساجد و الأسبلة
وحين كانوا يلبسونني مريلة التيل ناديا
و يعلقون على كتفي مخلاة من القماش
قالوا عنها شنطة الكتب
كانوا يرفعونني على ظهر حمار في رحلتي الأولى لمدرسة تتوسط المدينة
لا أدري إلا أن أحد الأقرباء من السادة الحضريين يعمل بها !
لم أكن لهذا الحد أشغل بالهم حتى يسمحوا لي
بالابتعاد عن الغيط و السخط الذي يجب أن يكون له متنفس
المسألة أن هناك من أرغمهم
من زلزل أفئدتهم و أتخمها بالخوف
لم يكن سوى شيخ الحارة الذي تهددهم بمحضر رسمي إذا ما قصروا
و تخلفوا عن قيدي بالمدرسة الابتدائية
هناك تضخمت الأسئلة
و توارت الإجابات خلف حشو المعلمين و المعلمات
أصبحت مزلقانات البلدة طرقا إضافية
عليّ أن أسبر أغوارها و أرسم معانيها دون سؤال وجواب من أحد !
كان يروغ مني
و مرة يزجرني
و ربما ضربني بعصاته التي كانت بين أصابعه دائما
كنت لحوحا
قليلا ما أحسن اختيار الوقت
للعب أو للضحك أو السؤال
كل حادثة أتي بها
كأنها هي من تأتي بي
كأن غريبا داخلي يحركني
و يقاسمني أفعالي الطائشة
كم أبكاني
و لم يبادر باعتذار مثقال مرة عما فعل
فما أحسسته حزينا حين يضجر بي الكبار
يناصبونني القيظ
و المطاردة
و لا أدركت فرحته حين يستخف بي اللهو
مازال إلي الآن يرسم لي خرائط الحزن
يهيئ لها الطريق
و دون ما رفق يقود إرادتي
لم يكن سؤالي عصيا
و لم يكن من مبرر لقسوة جدي
و انصرافه عني إلي أبطاله الذين تركهم تحت الوسادة
نائمين
و آن صحوهم لتتحول الدار إلي ساحة قتال
ما بين جدي و جدتي
: و لا يبق على المداود إلا شر البقر
ذهبت بسؤالي لعمي الكبير
فتمتم ب "صدق الله العظيم "
ثم بأصابع يده اليسرى يلقط أذني قارصا
و لم يتركها حتى تلويت على الأرض كدودة فجأة
أدركت أن وجبتها الأخيرة كانت النهاية
صارخا دون بكاء
يفلتني ما بين الدهشة و الرهبة
: تحشو رأسك بحشائش البرك و القنوات و لا تحفظ آية واحدة من القرآن
أتوه و أسقط سؤالي في قاع
حتى لا أكون شاة بين غضب الكبار
و كلما ألح عليّ سؤال
رأيت ما يستوجب الفهم
تأملت و أسقطت الفهم
لكنني أبدا لم أستطع قمع عيني عن الرؤية و التأمل
لم تكن أسئلتي عصية
و لم تكن مخجلة أو عارية الثياب
تستلزم الطحن و القرص و تكسير خيزرانة أو أكثر على لحم بدني النحيل
بعدت عن الكبار بقدر ما تخليت عن أسئلتي
و داخلي قمع يتراكم
أسئلة تتزاحم
رؤى لا تجد تفسيرا
و أسماء ليس لها معان محددة
حتى غدوت محض أنفاس تتحرك في دائرة أضيق من الطريق بين الغيط و الدار
بين الحارة و الدار
رغم المتاهات العديدة التي تتكون منها مدينة قديمة قدم التاريخ
و مزلقانات يتدحرج عليها الخلق سعيا للنهر
تقف على قفاها البيوت و المساجد و الأسبلة
وحين كانوا يلبسونني مريلة التيل ناديا
و يعلقون على كتفي مخلاة من القماش
قالوا عنها شنطة الكتب
كانوا يرفعونني على ظهر حمار في رحلتي الأولى لمدرسة تتوسط المدينة
لا أدري إلا أن أحد الأقرباء من السادة الحضريين يعمل بها !
لم أكن لهذا الحد أشغل بالهم حتى يسمحوا لي
بالابتعاد عن الغيط و السخط الذي يجب أن يكون له متنفس
المسألة أن هناك من أرغمهم
من زلزل أفئدتهم و أتخمها بالخوف
لم يكن سوى شيخ الحارة الذي تهددهم بمحضر رسمي إذا ما قصروا
و تخلفوا عن قيدي بالمدرسة الابتدائية
هناك تضخمت الأسئلة
و توارت الإجابات خلف حشو المعلمين و المعلمات
أصبحت مزلقانات البلدة طرقا إضافية
عليّ أن أسبر أغوارها و أرسم معانيها دون سؤال وجواب من أحد !
تعليق