الإنسان، ذلك المجهول*
عندما أراد الطفل أليكسي أن يصبح طبيباً جرّاحاً يخفف من آلام البشر، عكف عقوداً في المختبر لا يكل ولا يمل من دراسة جسم الإنسان في أدق تفاصيله. خرج بعد جهد وعناء بجائزة نوبل للطب كتب عليها: "جرّاح بارع".
فلما عرجت به الرحلة نحو معرفة نفس الإنسان (دون جسده)، غادر المعمل و صار يسيح متجولاً في الأرض بين بني البشر عساه يجد في سلوكاتهم وتصرفاتهم - وهو الجرّاح المتمكن - ما يمكنه من تطوير أساليب ناجعة لصقل النفس و نحت المدارك و تهذيب السلوك فتعم السعادة و يسود الرخاء في عالم خال من الصراعات و الحروب. تاه أليكسي الكهل في المسير و شرد عن الطريق لمدة لا تقل عن تلك التي قضاها في المختبر عاكفاً على دراسة جسم البشر. و في نهاية المطاف، وبعد طول الرحلة في البحث و التنقيب، عاد إلى المختبر خاوي الوفاض. أخرج من محفظته كناشاً و قلما ونحت من الكلمات عبارات لو نقشت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر: "أيها الإنسان، ذلك المجهول: اعلم على أن صقل نفسك التي بين جنبيك لا يحتاج إلى طبيب جرّاح، بل إلى نَحّات متمرّس. لكن، لا تبحث عنه بعيداً، فإنك أنت الرُّخام و أنت النحّات".
م.ش.
* مستوحاة من مسيرة الطبيب الجراح الفرنسي أليكسي كارل Alexis Carrel الحائز على جائزة نوبل للطب عام 1912 وصاحب كتاب شبه فلسفي وسعت شهرته جل بقاع العالم وترجم لعدة لغات: "الإنسان، ذلك المجهول"/ L’homme, cet inconnu/ Man, the unknown.
عندما أراد الطفل أليكسي أن يصبح طبيباً جرّاحاً يخفف من آلام البشر، عكف عقوداً في المختبر لا يكل ولا يمل من دراسة جسم الإنسان في أدق تفاصيله. خرج بعد جهد وعناء بجائزة نوبل للطب كتب عليها: "جرّاح بارع".
فلما عرجت به الرحلة نحو معرفة نفس الإنسان (دون جسده)، غادر المعمل و صار يسيح متجولاً في الأرض بين بني البشر عساه يجد في سلوكاتهم وتصرفاتهم - وهو الجرّاح المتمكن - ما يمكنه من تطوير أساليب ناجعة لصقل النفس و نحت المدارك و تهذيب السلوك فتعم السعادة و يسود الرخاء في عالم خال من الصراعات و الحروب. تاه أليكسي الكهل في المسير و شرد عن الطريق لمدة لا تقل عن تلك التي قضاها في المختبر عاكفاً على دراسة جسم البشر. و في نهاية المطاف، وبعد طول الرحلة في البحث و التنقيب، عاد إلى المختبر خاوي الوفاض. أخرج من محفظته كناشاً و قلما ونحت من الكلمات عبارات لو نقشت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر: "أيها الإنسان، ذلك المجهول: اعلم على أن صقل نفسك التي بين جنبيك لا يحتاج إلى طبيب جرّاح، بل إلى نَحّات متمرّس. لكن، لا تبحث عنه بعيداً، فإنك أنت الرُّخام و أنت النحّات".
م.ش.
* مستوحاة من مسيرة الطبيب الجراح الفرنسي أليكسي كارل Alexis Carrel الحائز على جائزة نوبل للطب عام 1912 وصاحب كتاب شبه فلسفي وسعت شهرته جل بقاع العالم وترجم لعدة لغات: "الإنسان، ذلك المجهول"/ L’homme, cet inconnu/ Man, the unknown.
تعليق