يحضرني اللحظة معنى آخر من معاني الجمال المتشعبة، كما أشارت إليه المداخلات السابقة: إنه معنى الذوق الأدبي بكل فنونه: شعراً كان أم نثراً. يحضرني هنا تساؤل تفرضه علي قضية الذوق: هل بإمكان المتلقي العربي الذي ترعرع في بيئة مشرقية نسخت في مخيلته صوراً بلاغية و تعبيرات مجازية مستوحاة من واقعه المعاش أن يتذوق أدباً مترجماً عن لغات و ثقافات غربية تعبر بلسان محيطها المختلف جذرياً سواء من حيث الطبيعة و المناخ أو السلوك و المعتقدات و غير ذلك من المؤثرات الخارجة التي تنتج لنا الأدب بكل أنواعه؟ كيف يمكن للمترجم عن العربية مثلاً أن ينقل إلى القاريء الفرنسي أو البريطاني جمالية أبيات "الصبا و الجمال" لبشارة الخوري التي يقول في مطلعها:
الصِّبَا وَالجَـمَالُ مُـلْكُ يَدَيْـكِ أيُّ تَـاجٍ أعَـزُّ مِـنْ تَاجَيْـكِ
نَصَبَ الحُسْـنُ عَرْشَـهُ فَسَـألنَا مَنْ تُـرَاهَا لـَهُ، فَـدَلَّ عَلَيْـكِ
فلا غرابة إذن إذا اعترض طريق العربي غير العارف بخبايا البيئة الآسيوية أو الأوربية نص من نصوص الأدب الآسيوي أو الأوربي فلم يفهم المعنى (وغاب عنه الجمال).
الصِّبَا وَالجَـمَالُ مُـلْكُ يَدَيْـكِ أيُّ تَـاجٍ أعَـزُّ مِـنْ تَاجَيْـكِ
نَصَبَ الحُسْـنُ عَرْشَـهُ فَسَـألنَا مَنْ تُـرَاهَا لـَهُ، فَـدَلَّ عَلَيْـكِ
فلا غرابة إذن إذا اعترض طريق العربي غير العارف بخبايا البيئة الآسيوية أو الأوربية نص من نصوص الأدب الآسيوي أو الأوربي فلم يفهم المعنى (وغاب عنه الجمال).
تعليق