بين البشر والبقر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    بين البشر والبقر



    لا يختلف إثنان في أوجه التشابه بين البشر والبقر فيما يتعلّق بالغرائز وبعض الوظائف البيولوجية ، من أكل وشرب ونوم وتغوّط وتناسل ، إلاّ أن الإنسان يتميّز عن نظيره الحيواني بالأشياء المعنوية الجميلة . الحيوانات تستجيب غرائزيًّا فقط ، وليست معنية بالمسائل الأخرى ، كالأخوّة والمؤاخاة والمحبّة والحريّة والكرامة وغيرها من المعاني السّامية الجميلة . ما نعيشه اليوم لا ينبئ بخير سيّما والبعض لا يريد أن يسمو بأخلاقه قليلاً عن مرتبة الحيوان الدّنيئة رغم كل الأسباب المعرفية المتوفّرة في عصرنا وبكثرة . تراه يستجيب آليًّا لما تمليه عليه نزواته ، كأنّه يعبّر عن خلل ما ، في المستقبلات الحسيّة والعصبيّة أو في بعض الغدد الصمّاء، أو أن أساليب التنشئة التي تلقّاها كانت خاطئة . لأن الذي تربّى في كنف المحبّة والمودّة والاحترام يحب للآخرين ما يحبّه لنفسه ، ولا يرضى أن يُعامله غيره معاملة القطيع . والانسان الحر بطبعه لا يرضى بأن يُعامل بنفس الأساليب الحقيرة التي يُعامل بها الحيوان داخل وخارج الاسطبل ، لأنّه يرى في هذه المعاملة إهانة لإنسانيته وانتقاصًا لمروءته وكرامته . كيف تستقيم الحياة ويهنأ العيش في مربّع رُسمت معالمه لمن أراد أن يحيا بحرية وكرامة ، بينما تجد من لا تُعيره نجاسة ، حِسّيّة كانت أم معنويّة ، ويتغوّط دون أدنى اعتبار أو مراعاة لمشاعر غيره .


    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 19-01-2018, 07:24.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة


    لا يختلف إثنان في أوجه التشابه بين البشر والبقر فيما يتعلّق بالغرائز وبعض الوظائف البيولوجية ، من أكل وشرب ونوم وتغوّط وتناسل ، إلاّ أن الإنسان يتميّز عن نظيره الحيواني بالأشياء المعنوية الجميلة . الحيوانات تستجيب غرائزيًّا فقط ، وليست معنية بالمسائل الأخرى ، كالأخوّة والمؤاخاة والمحبّة والحريّة والكرامة وغيرها من المعاني السّامية الجميلة . ما نعيشه اليوم لا ينبئ بخير سيّما والبعض لا يريد أن يسمو بأخلاقه قليلاً عن مرتبة الحيوان الدّنيئة رغم كل الأسباب المعرفية المتوفّرة في عصرنا وبكثرة . تراه يستجيب آليًّا لما تمليه عليه نزواته ، كأنّه يعبّر عن خلل ما ، في المستقبلات الحسيّة والعصبيّة أو في بعض الغدد الصمّاء، أو أن أساليب التنشئة التي تلقّاها كانت خاطئة . لأن الذي تربّى في كنف المحبّة والمودّة والاحترام يحب للآخرين ما يحبّه لنفسه ، ولا يرضى أن يُعامله غيره معاملة القطيع . والانسان الحر بطبعه لا يرضى بأن يُعامل بنفس الأساليب الحقيرة التي يُعامل بها الحيوان داخل وخارج الاسطبل ، لأنّه يرى في هذه المعاملة إهانة لإنسانيته وانتقاصًا لمروءته وكرامته . كيف تستقيم الحياة ويهنأ العيش في مربّع رُسمت معالمه لمن أراد أن يحيا بحرية وكرامة ، بينما تجد من لا تُعيره نجاسة ، حِسّيّة كانت أم معنويّة ، ويتغوّط دون أدنى اعتبار أو مراعاة لمشاعر غيره .


    مقال نقدي مختصر مفيد ..

    خلق الله الملائكة من عقل بلا شهوة
    وخلق البهائم من شهوة بلا عقل
    وخلق الانسان من كليهما
    فمن غلب عقله على شهوته كان خيراً من الملائكة
    ومن غلبت شهوته عقله كان شراً من البهائم ..
    والانسان بطبيعته فيه من الخير والشر يسكنان وجدانه .. يتصارعان على الدوام
    فمن كانت له الغلبة غلب ..
    هكذا هي الدنيا فيها من كل الأصناف ..
    اللهم سلم
    شكراً ..
    وأرجو الانتباه ( بعض ) لا تأخذ ال التعريف .. فأرجو تصحيح ( البعض ) في نصك
    تقبلني مع الاحترام
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
      مقال نقدي مختصر مفيد ..

      خلق الله الملائكة من عقل بلا شهوة
      وخلق البهائم من شهوة بلا عقل
      وخلق الانسان من كليهما
      فمن غلب عقله على شهوته كان خيراً من الملائكة
      ومن غلبت شهوته عقله كان شراً من البهائم ..
      والانسان بطبيعته فيه من الخير والشر يسكنان وجدانه .. يتصارعان على الدوام
      فمن كانت له الغلبة غلب ..
      هكذا هي الدنيا فيها من كل الأصناف ..
      اللهم سلم
      شكراً ..
      وأرجو الانتباه ( بعض ) لا تأخذ ال التعريف .. فأرجو تصحيح ( البعض ) في نصك
      تقبلني مع الاحترام
      أهلا بك الأستاذة المحترمة ناريمان الشريف
      الانسان خلقه الله بهذه الكفاءات والقدرات والخير والشر وكما تفضّلت يسكنان وجدانه ، والبعض ( و
      الألف واللام هنا ليستا للتعريف ولكنهما للمعاقبة والإضافة وقد أجاز العلماء إضافتهما خلافًا لـ " غير " التي لا تُعــرّف مطلقـاً ) يوظّف إرادة الشر التي تميّزه عن نظرائه من الملائكة أقلّ بقليل الخير الذي يسمو به عن طبيعته الحيوانية مع بعض التحفّظ ( وبعض هنا لم تُعرّف بسبب الإضافة )
      سعدت بهذه العناية ونقدك المفيد .
      تقبلي مني أجمل تحيّة على مرورك واهتمامك الكريمين .
      التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 19-01-2018, 09:08.
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      • عمار عموري
        أديب ومترجم
        • 17-05-2017
        • 1300

        #4
        الجمعة نون تامباركث

        من العادي أن نرى في الحي تناطحا بين الجيران أو تراكلا في الطريق بين المارة والسواق أو ترافسا في الملعب بين الأنصار، فذلك ما يتطلبه مذهب البقاء للأقوى؛ لكن من الغريب أن نرى كل ذلك السلوك البقري مجتمعا في شخصين مثقفين، على محطة تلفزيونية أو منتدى انترناتي، حيث من المفترض أن يسود مذهب البقاء للأصلح.

        ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين.
        مع تحيتي لك ومحبتي، أخي الأستاذ مصباح فوزي رشيد.

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
          الجمعة نون تامباركث

          من العادي أن نرى في الحي تناطحا بين الجيران أو تراكلا في الطريق بين المارة والسواق أو ترافسا في الملعب بين الأنصار، فذلك ما يتطلبه مذهب البقاء للأقوى؛ لكن من الغريب أن نرى كل ذلك السلوك البقري مجتمعا في شخصين مثقفين، على محطة تلفزيونية أو منتدى انترناتي، حيث من المفترض أن يسود مذهب البقاء للأصلح.

          ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين.
          مع تحيتي لك ومحبتي، أخي الأستاذ مصباح فوزي رشيد.
          أصبعك على الجرح تماما ، لكن هناك من يتغاضى عن الجروح الأليمة ولسبب من الأسباب ..
          تابماركث فلاك شك ثاني أستاذي المُلهَم الهُمام عمار عموري
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          • مصباح فوزي رشيد
            يكتب
            • 08-06-2015
            • 1272

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
            الجمعة نون تامباركث

            من العادي أن نرى في الحي تناطحا بين الجيران أو تراكلا في الطريق بين المارة والسواق أو ترافسا في الملعب بين الأنصار، فذلك ما يتطلبه مذهب البقاء للأقوى؛ لكن من الغريب أن نرى كل ذلك السلوك البقري مجتمعا في شخصين مثقفين، على محطة تلفزيونية أو منتدى انترناتي، حيث من المفترض أن يسود مذهب البقاء للأصلح.

            ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين.
            مع تحيتي لك ومحبتي، أخي الأستاذ مصباح فوزي رشيد.
            على الجرح تماما ، لكن هناك من يتغاضى عن الجروح الأليمة ولسبب من الأسباب ..
            تابماركث فلاك شك ثاني أستاذي المُلهَم الهُمام عمار عموري
            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

            تعليق

            يعمل...
            X