لا يختلف إثنان في أوجه التشابه بين البشر والبقر فيما يتعلّق بالغرائز وبعض الوظائف البيولوجية ، من أكل وشرب ونوم وتغوّط وتناسل ، إلاّ أن الإنسان يتميّز عن نظيره الحيواني بالأشياء المعنوية الجميلة . الحيوانات تستجيب غرائزيًّا فقط ، وليست معنية بالمسائل الأخرى ، كالأخوّة والمؤاخاة والمحبّة والحريّة والكرامة وغيرها من المعاني السّامية الجميلة . ما نعيشه اليوم لا ينبئ بخير سيّما والبعض لا يريد أن يسمو بأخلاقه قليلاً عن مرتبة الحيوان الدّنيئة رغم كل الأسباب المعرفية المتوفّرة في عصرنا وبكثرة . تراه يستجيب آليًّا لما تمليه عليه نزواته ، كأنّه يعبّر عن خلل ما ، في المستقبلات الحسيّة والعصبيّة أو في بعض الغدد الصمّاء، أو أن أساليب التنشئة التي تلقّاها كانت خاطئة . لأن الذي تربّى في كنف المحبّة والمودّة والاحترام يحب للآخرين ما يحبّه لنفسه ، ولا يرضى أن يُعامله غيره معاملة القطيع . والانسان الحر بطبعه لا يرضى بأن يُعامل بنفس الأساليب الحقيرة التي يُعامل بها الحيوان داخل وخارج الاسطبل ، لأنّه يرى في هذه المعاملة إهانة لإنسانيته وانتقاصًا لمروءته وكرامته . كيف تستقيم الحياة ويهنأ العيش في مربّع رُسمت معالمه لمن أراد أن يحيا بحرية وكرامة ، بينما تجد من لا تُعيره نجاسة ، حِسّيّة كانت أم معنويّة ، ويتغوّط دون أدنى اعتبار أو مراعاة لمشاعر غيره .
بين البشر والبقر
تقليص
X
-
بين البشر والبقر
التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 19-01-2018, 07:24.لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
لا يختلف إثنان في أوجه التشابه بين البشر والبقر فيما يتعلّق بالغرائز وبعض الوظائف البيولوجية ، من أكل وشرب ونوم وتغوّط وتناسل ، إلاّ أن الإنسان يتميّز عن نظيره الحيواني بالأشياء المعنوية الجميلة . الحيوانات تستجيب غرائزيًّا فقط ، وليست معنية بالمسائل الأخرى ، كالأخوّة والمؤاخاة والمحبّة والحريّة والكرامة وغيرها من المعاني السّامية الجميلة . ما نعيشه اليوم لا ينبئ بخير سيّما والبعض لا يريد أن يسمو بأخلاقه قليلاً عن مرتبة الحيوان الدّنيئة رغم كل الأسباب المعرفية المتوفّرة في عصرنا وبكثرة . تراه يستجيب آليًّا لما تمليه عليه نزواته ، كأنّه يعبّر عن خلل ما ، في المستقبلات الحسيّة والعصبيّة أو في بعض الغدد الصمّاء، أو أن أساليب التنشئة التي تلقّاها كانت خاطئة . لأن الذي تربّى في كنف المحبّة والمودّة والاحترام يحب للآخرين ما يحبّه لنفسه ، ولا يرضى أن يُعامله غيره معاملة القطيع . والانسان الحر بطبعه لا يرضى بأن يُعامل بنفس الأساليب الحقيرة التي يُعامل بها الحيوان داخل وخارج الاسطبل ، لأنّه يرى في هذه المعاملة إهانة لإنسانيته وانتقاصًا لمروءته وكرامته . كيف تستقيم الحياة ويهنأ العيش في مربّع رُسمت معالمه لمن أراد أن يحيا بحرية وكرامة ، بينما تجد من لا تُعيره نجاسة ، حِسّيّة كانت أم معنويّة ، ويتغوّط دون أدنى اعتبار أو مراعاة لمشاعر غيره .
خلق الله الملائكة من عقل بلا شهوة
وخلق البهائم من شهوة بلا عقل
وخلق الانسان من كليهما
فمن غلب عقله على شهوته كان خيراً من الملائكة
ومن غلبت شهوته عقله كان شراً من البهائم ..
والانسان بطبيعته فيه من الخير والشر يسكنان وجدانه .. يتصارعان على الدوام
فمن كانت له الغلبة غلب ..
هكذا هي الدنيا فيها من كل الأصناف ..
اللهم سلم
شكراً ..
وأرجو الانتباه ( بعض ) لا تأخذ ال التعريف .. فأرجو تصحيح ( البعض ) في نصك
تقبلني مع الاحترامsigpic
الشـــهد في عنــب الخليــــل
الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركةمقال نقدي مختصر مفيد ..
خلق الله الملائكة من عقل بلا شهوة
وخلق البهائم من شهوة بلا عقل
وخلق الانسان من كليهما
فمن غلب عقله على شهوته كان خيراً من الملائكة
ومن غلبت شهوته عقله كان شراً من البهائم ..
والانسان بطبيعته فيه من الخير والشر يسكنان وجدانه .. يتصارعان على الدوام
فمن كانت له الغلبة غلب ..
هكذا هي الدنيا فيها من كل الأصناف ..
اللهم سلم
شكراً ..
وأرجو الانتباه ( بعض ) لا تأخذ ال التعريف .. فأرجو تصحيح ( البعض ) في نصك
تقبلني مع الاحترام
الانسان خلقه الله بهذه الكفاءات والقدرات والخير والشر وكما تفضّلت يسكنان وجدانه ، والبعض ( والألف واللام هنا ليستا للتعريف ولكنهما للمعاقبة والإضافة وقد أجاز العلماء إضافتهما خلافًا لـ " غير " التي لا تُعــرّف مطلقـاً ) يوظّف إرادة الشر التي تميّزه عن نظرائه من الملائكة أقلّ بقليل الخير الذي يسمو به عن طبيعته الحيوانية مع بعض التحفّظ ( وبعض هنا لم تُعرّف بسبب الإضافة )
سعدت بهذه العناية ونقدك المفيد .تقبلي مني أجمل تحيّة على مرورك واهتمامك الكريمين .التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 19-01-2018, 09:08.لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
تعليق
-
-
الجمعة نون تامباركث
من العادي أن نرى في الحي تناطحا بين الجيران أو تراكلا في الطريق بين المارة والسواق أو ترافسا في الملعب بين الأنصار، فذلك ما يتطلبه مذهب البقاء للأقوى؛ لكن من الغريب أن نرى كل ذلك السلوك البقري مجتمعا في شخصين مثقفين، على محطة تلفزيونية أو منتدى انترناتي، حيث من المفترض أن يسود مذهب البقاء للأصلح.
ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين.
مع تحيتي لك ومحبتي، أخي الأستاذ مصباح فوزي رشيد.
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركةالجمعة نون تامباركث
من العادي أن نرى في الحي تناطحا بين الجيران أو تراكلا في الطريق بين المارة والسواق أو ترافسا في الملعب بين الأنصار، فذلك ما يتطلبه مذهب البقاء للأقوى؛ لكن من الغريب أن نرى كل ذلك السلوك البقري مجتمعا في شخصين مثقفين، على محطة تلفزيونية أو منتدى انترناتي، حيث من المفترض أن يسود مذهب البقاء للأصلح.
ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين.
مع تحيتي لك ومحبتي، أخي الأستاذ مصباح فوزي رشيد.
تابماركث فلاك شك ثاني أستاذي المُلهَم الهُمام عمار عموريلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركةالجمعة نون تامباركث
من العادي أن نرى في الحي تناطحا بين الجيران أو تراكلا في الطريق بين المارة والسواق أو ترافسا في الملعب بين الأنصار، فذلك ما يتطلبه مذهب البقاء للأقوى؛ لكن من الغريب أن نرى كل ذلك السلوك البقري مجتمعا في شخصين مثقفين، على محطة تلفزيونية أو منتدى انترناتي، حيث من المفترض أن يسود مذهب البقاء للأصلح.
ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين.
مع تحيتي لك ومحبتي، أخي الأستاذ مصباح فوزي رشيد.
تابماركث فلاك شك ثاني أستاذي المُلهَم الهُمام عمار عموريلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 81121. الأعضاء 5 والزوار 81116.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق