" القمجّة "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    " القمجّة "


    ( شون ) ؛ شاب مدلّل نشأ مطيعًا وسط عائلة متواضعة تقدّس العادات بصورة عمياء . في لحظة ما تقرّر تزويجه من ( باربي ) ، الفتاة الحسناء تنتمي إلى عائلة معروفة هي الأخرى ، والعائلات المحترمة هي من تختار الأنسب لأبنائها دائمًا ، حتى وإن كانوا لا يعرفون عن الحياة الزوجية شيئًا . لكنها الطّاعة العمياء والعادات التي لا تقبل النّقاش . جاءت لحظة الأمتحان، وفيها تُكرم البنت أو تهان . قام الوزير بفتح الطّريق أمام العريس ، وزير كظل في ليلة بهماء، يقوده كما يُقاد الخروف إلى المقصبة . في الجهة المقابلة تجلس " أسيرة المكان والجسد " المستعار" مستسلمة تنتظر مراسم تقديم القرابين . جموع القابعين من الأهالي والمدعوين ينتظرون خلف الجدران والأبواب ، على أحر من الجمر . هستيريا رؤية " القمجّة " وما تحمله قطعة القماش اللّعين ، وعليها يتوقّف كل شيء ، توقّف عقارب الزّمن والدقيقة صارت دهرا بأكمله ، كما ستحدّد مستقبل العروس التي تحلم أن تكون سيّدة البيت ، أو الحُكم عليها وعلى أصلها وفصلها . ولا يتمّ إقرار الزّواج إلا من خلال الفستان الأبيض الذي تزوغ الأبصار فيه وتغوص الأنظار و يُسيل دموع العذارى ويهيّج المشاعر والأحاسيس . بغض النظر عن المصاريف التي أنفقت ، والعلاقات التي نشأت بين الطرفين ، أو كون البنت حسناء وذات خلق ، كل ذلك لا يهم في اللّحظة الحاسمة التي ينتظر فيها الأهل رؤية البقعة الحمراء القانية ، ومن خلالها فقط ، تصدر الأوامر والأحكام ، ويتحدّد مصير البنت ، ومن سيثبت براءة المسكينة لأهلها وزوجها .
    كم من حجب سترها الله وانتُهكت ، بسبب هذه " التابوهات " والعادات المتوارثة التي تحمل غطاء الدّين ، والدِّين منها بريء ؟
    وهل يُعقل أن يكون مجرّد غشاء قابل للترقيع ، دليلاً كافيًّا على الشّرف ؟ا
    فأين يكمن شرف الرّجل يا ترى ؟

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 03-02-2018, 05:25.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1300

    #2
    السؤال قد يطرح أيضا على النحو التالي :
    وأين يكمن شرف الزوج يا ترى؟
    هل في فضح هذه الزوجة وتطليقها أو في التستر على الفضيحة والعيش بها مع ما قد يترتب عنها من مشاكل زوجية في المستقبل؟
    حسب علمي، فإن الفقه الديني كما الفقه القانوني لم يحلا هذه المسألة، بل تركت لضمير الزوج وهو وحده من يقرر.
    مع تحيتي القلبية لك، أخي الحبيب الأستاذ مصباح فوزي رشيد.

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
      السؤال قد يطرح أيضا على النحو التالي :
      وأين يكمن شرف الزوج يا ترى؟
      هل في فضح هذه الزوجة وتطليقها أو في التستر على الفضيحة والعيش بها مع ما قد يترتب عنها من مشاكل زوجية في المستقبل؟
      حسب علمي، فإن الفقه الديني كما الفقه القانوني لم يحلا هذه المسألة، بل تركت لضمير الزوج وهو وحده من يقرر.
      مع تحيتي القلبية لك، أخي الحبيب الأستاذ مصباح فوزي رشيد.
      الحب هو رأس القضية ، فإن أحبها سيكرمها ويرضى بها إن هو أحبّها ، والعكس بالعكس وهنا مربط الفرس ، يقول بعض الأخصّائيين إن تَمزُّق البكارة تتسبّب فيه أشياء عديدة من ذلك ؛ بعض العاهات ، العادة السرّية ، بعض الوضعيات والحركات العنيفة … لكن الأدهى والأغرب من كل ذلك هي إمكانية ترقيعها بوسائل الجراحة الحديثة ، وببعض الخلطات السّحريّة والأعشاب النّافعة ؟ا.. والحديث يجرّنا إلى مدى مصداقية هذا الغشاء الرّقيق في موضوع الشرف ؟أن يكون " تابو " محل خوف وتستّر و يعرّض ضحاياه إلى التحقير والاستهزاء من قبل أُناس يجهلون بعض الحقائق ومن جهل شيئًا عاداه ، فهذا ليس من الحكمة .
      كنتَ ناقدا والآن أراك حكيما ناصحا ، و في الحق أنت لا تُجامل أحدا ، على الأقل هكذا عرفناك .
      لحضورك البهي نكهة مميّزة .
      تقبّل أرق تحيّاتي واخلصها
      أستاذنا الهُمام
      عمار عموري الله يرضى عليك .

      التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 03-02-2018, 04:24.
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      يعمل...
      X