قمرٌ من زُجاج / د. محمد أحمد الأسطل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. محمد أحمد الأسطل
    عضو الملتقى
    • 20-09-2010
    • 3741

    قمرٌ من زُجاج / د. محمد أحمد الأسطل

    قمرٌ من زُجاج

    الزُّجاجُ المُتناثرُ من قَلبِي المَكسُور ..
    مُكَرَّسٌ تمامًا لذاكرةٍ سأطبَعُها في المرايا
    وأظَلُّ أُحَدِّقُ صامتـًا كالوَرق

    سأحملُ رأسِي كتفّاحةٍ سَمراء
    وأتشارَكُ الهواءَ الضَّيِّق مع النَّمل
    تَذَكَّر أيُّها الطِّين كيفَ داهمَنا الجَسد
    ونَبَضَ قَلبِي على ضَفَتَيك
    تَذَكَّر أحزانَ الغَسق
    وروحًا عَجَنَتنا مع الحَطب
    تَذَكَّر ؛ تَذَكَّر ..
    إنْ أوغَلنا في رَحِيلٍ من شَغَف

    غَـنَّى العُودُ يا دَحنُون
    غَـنَّى بين أصابعِكَ الألِيفة
    كلُّ المساحاتِ المُطأطِئةِ تُبصِرُك
    ولا أثَرَ لأيِّ تُرابٍ يرتَفِع
    أو رمالٍ تَسقُطُ في الظِّلالِ العَمِيقة
    ها هُم القرامطةُ يَعُبُّونَ كأسَ النَّعِيم
    والمَرَدَةُ الصِّغارُ يُبهِرُونَ العَيُونَ الخاوِية
    حِينئِذٍ سأكونُ لا شيءَ يَطِير
    سأتبخَّرُ من وِفاضِي الثَّقِيل ...
    كحجرٍ يَغلي في جِدار
    أجرُؤُ الآنَ أن أنسَى بُحَيراتِ الرَّمل
    وأُسَمِّـي الماءَ المُراقَ عَدَمًا في عَدَم

    أريدُ ساعةً لا تَرِن كأُهزُوجَةٍ حَمقاء
    وقبرًا بسرير واحد للنّوم
    لتنطفىءَ كلمةٌ لا تُثِيرُ مُومياء
    أو كلمتان مُشِعَّتان كمثلِ صرخةٍ ضئيلة
    لتنطفىءَ العتمةُ الحمراء على البلاط
    لتنطفىءَ في مُنتصفِ الرُّعونة
    لم أعدْ خائفًا من البَحر القاسي
    وكأنَّ الشّاطىءَ المرئيَ لم يُوجد بعد
    وكأنَّ خالاتي الكواكب يسبحنَ في السَّقم

    هذهِ النّار الدّكناء تسيلُ بمرارة
    الَّلحظةُ عارية
    وشجرةُ التُّوتِ النّاعِسةِ ستشيخُ من العَطش

    لا شيءَ يحمي حجارةً تُحَرِّكُ أردافها
    آنئذ ؛ ستتمزَّقُ جبالُ الَّلامكان
    ستتمزَّقُ من إبطِها الأبتَر
    ستتمزَّقُ لا مَحالة
    وتعودُ الأنهارُ أدراجَها إلى الوطن

    الأنداءُ جَلَدَتها الرِّياح
    والمِرآةُ ليست كافيةً كبديهةٍ صافية
    عَلَينا أنْ نقـرَّ بأنَّ الأحلامَ لم تَعُد تمارسُ الجاذبيّة
    فهي تسقطُ لأعلى
    تسقطُ ؛ ثُـمَّ تتسلَّقُ الوسائدَ كالّلبلاب
    هُنا ؛ حيثُ أغوصُ في الأعماقِ الرَّتيبة ؛ ...
    أيقَنتُ أن لا عاقلَ يُوقِدُ مُفاضلةً بِرأسَين
    فالأمور تبدأُ هكذا ؛ ..
    بمحاذاتِ ذواتِنا النِسبيّةِ والغائبةِ باستمرار
    فانفعالاتُ التَخَيُّلِ والوعيِّ كَينُونةٌ عابِرة ..
    تَترُكُ فـمَها مفتوحًا داخلَ نَفَق
    نَفَقٍ يَتَعذَّبُ ويموءُ كونَهُ يُطِلُّ على هاوِية

    اجلسْ يا مِزمار ؛
    اجلسْ أيُّها البَكّاءُ المقطوعُ من الظِّلال ؛
    المقطوعُ في كلِّ عامٍ بقلقٍ شَدِيد
    اجلسْ في قاعِ الحبرِ واكتبْ بشكلٍ نَمُوذَجِيّ :
    بلقيس كانت تغسلُ الوردَ بماءٍ مَعِين
    كيوبيد كان يشربُ القهوةَ بالحَلِيب
    اضرَما النّارَ في الأوطانِ والآسِ الجميل
    ونَزَلا في أرضٍ لا تُبرِئُ الأَسقام
    بصعوبةٍ لَفَظَ البحرُ طاوِلة

    ذَنبِي ؛ أنَّ قَلبِي قمرٌ من زُجاج
    ومن رُوحي تَنزِفُ دِماء
    وذَنبُكَ أنَّكَ ظِلِّيَّ الَّذي يَسِيلُ في السَّماء
    يَسِيلُ كحبالٍ مَصنُوعةٍ من صَرَخاتِ العَبِيد
    لم أرَ الكلماتِ مِنكَ تُضِيء
    ألم تُوصِكَ أُمُكَ أن تَخرَسَ للأبد
    وتَمُدَّ لِسانَكَ خارجَ النّافِذَة ؟!
    قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
    موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
    موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
    Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    أريدُ ساعةً لا تَرِن كأُهزُوجَةٍ حَمقاء
    وقبرًا بسرير واحد للنّوم
    لتنطفىءَ كلمةٌ لا تُثِيرُ مُومياء
    أو كلمتان مُشِعَّتان كمثلِ صرخةٍ ضئيلة
    .............
    من أين لي بصمت الضمير
    كساعة مثل تلك التي تمنيت أن تكون لك
    أن يخرس لأنه احترف ممارسة عذابي
    ويستمتع بألمي
    محبتي والياسمين الأسطل
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • فاطمة الزهراء العلوي
      نورسة حرة
      • 13-06-2009
      • 4206

      #3
      نثرية مركزة جدا
      ورغم حضور السيد الفعل فإن الصورة ررائعة وتفتح المدى على كل احتمالات المتخيل
      تستحق الثبيت
      وفي الساعة والتاريخ

      تحيتي دكتورمحمد
      لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

      تعليق

      • د. محمد أحمد الأسطل
        عضو الملتقى
        • 20-09-2010
        • 3741

        #4
        أهلا أهلا بأديبتنا القديرة
        سرني التواجد والتفاعل
        لك شكري ووردي وتقديري
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        أريدُ ساعةً لا تَرِن كأُهزُوجَةٍ حَمقاء
        وقبرًا بسرير واحد للنّوم
        لتنطفىءَ كلمةٌ لا تُثِيرُ مُومياء
        أو كلمتان مُشِعَّتان كمثلِ صرخةٍ ضئيلة
        .............
        من أين لي بصمت الضمير
        كساعة مثل تلك التي تمنيت أن تكون لك
        أن يخرس لأنه احترف ممارسة عذابي
        ويستمتع بألمي
        محبتي والياسمين الأسطل
        قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
        موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
        موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
        Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

        تعليق

        • د. محمد أحمد الأسطل
          عضو الملتقى
          • 20-09-2010
          • 3741

          #5
          أهلا أهلا بشاعرتنا الرائعة
          سرني أن النص أعجبك
          وأحزنني ذلك السيد الذي أزعجك
          دليني وأنا سأتصرف معه ... أنت فقط ضعي إصبعك على الفعل
          تقديري واحترامي الكثير وأجمل
          أشكرك لتثبيتك النص
          المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
          نثرية مركزة جدا
          ورغم حضور السيد الفعل فإن الصورة ررائعة وتفتح المدى على كل احتمالات المتخيل
          تستحق الثبيت
          وفي الساعة والتاريخ

          تحيتي دكتورمحمد
          قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
          موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
          موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
          Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            الزُّجاجُ المُتناثرُ من قَلبِي المَكسُور ..
            مُكَرَّسٌ تمامًا لذاكرةٍ سأطبَعُها في المرايا
            وأظَلُّ أُحَدِّقُ صامتـًا كالوَرق
            -
            البداية وحدها كافية أن نعرف من الكاتب؟
            هو هذا الشاعر القادم من ذاكرة مطبوعة على المرايا والأشجار والحدائق
            يبحر بنا في بحور أرجوانيّة لنلتقط معه الفيروز على الساحل الشرقيّ...
            للدكتور محمد الأسطل، أسلوب مميّز جدّا ولغة قويّة نتعلّم منها فهي لوحات تشكيليّة
            تصعب على الرسام تطبيقها على القماش او أي محملٍ آخر لأنها حقا لها انعكاسات ملوّنة في كلّ الاتنجاهات

            وهنا لا أرمي بالورود أو طوابع السكّر، لكن فعلا ما نقرأ في نصوص الشاعر،
            تمكّن من البناء الخارجي والإيقاع الداخلي للقصيدة النثريّة .
            فهو يتقن بانورامية الألوان التي نلمسها شاسعة بحرفية مدهشة وغنيّة ،
            مدركا تماما قواعد النثر المكثف والزاخر بالإبداع التشكيلي.
            .
            النص جميل جدا هنيئا للمكتبة العربية وخاصة عالم النثر به
            وننتظر دوما نوافذ السحر التي تزقزق عصافيرها بالبهاء.
            -

            تقبّل مروري المتواضع صديقي العزيز
            .
            /
            /
            /
            سليمى
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • د. محمد أحمد الأسطل
              عضو الملتقى
              • 20-09-2010
              • 3741

              #7
              شاعرتنا القديرة والرائع
              أهلا بهذا المرور المشرق
              والمحلق بالنص في سماء جميلة ورائعة
              كشاعرة وكفنانة تشكيلية أجدت النقد
              وأخذتي به في عالم من الجمال والرهف
              شكرا لك أيتها الرائعة على هذا المرور الأكثر من جميل
              تقديري ووردي وأبعد
              المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
              الزُّجاجُ المُتناثرُ من قَلبِي المَكسُور ..
              مُكَرَّسٌ تمامًا لذاكرةٍ سأطبَعُها في المرايا
              وأظَلُّ أُحَدِّقُ صامتـًا كالوَرق
              -
              البداية وحدها كافية أن نعرف من الكاتب؟
              هو هذا الشاعر القادم من ذاكرة مطبوعة على المرايا والأشجار والحدائق
              يبحر بنا في بحور أرجوانيّة لنلتقط معه الفيروز على الساحل الشرقيّ...
              للدكتور محمد الأسطل، أسلوب مميّز جدّا ولغة قويّة نتعلّم منها فهي لوحات تشكيليّة
              تصعب على الرسام تطبيقها على القماش او أي محملٍ آخر لأنها حقا لها انعكاسات ملوّنة في كلّ الاتنجاهات

              وهنا لا أرمي بالورود أو طوابع السكّر، لكن فعلا ما نقرأ في نصوص الشاعر،
              تمكّن من البناء الخارجي والإيقاع الداخلي للقصيدة النثريّة .
              فهو يتقن بانورامية الألوان التي نلمسها شاسعة بحرفية مدهشة وغنيّة ،
              مدركا تماما قواعد النثر المكثف والزاخر بالإبداع التشكيلي.
              .
              النص جميل جدا هنيئا للمكتبة العربية وخاصة عالم النثر به
              وننتظر دوما نوافذ السحر التي تزقزق عصافيرها بالبهاء.
              -

              تقبّل مروري المتواضع صديقي العزيز
              .
              /
              /
              /
              سليمى

              المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
              قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
              موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
              موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
              Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

              تعليق

              • فاطمة الزهراء العلوي
                نورسة حرة
                • 13-06-2009
                • 4206

                #8
                نلغي التثبيت مع اكتمال نصابه
                مع التقدير للدكتورالسي محمد
                لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                تعليق

                يعمل...
                X