ما هو لك...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
    كتبَ محمد مزكتلي:

    ما هو لك.
    عنوانٌ لإبداعٍ شملَ كل مكونات وأركان القصة القصيرة جداً.
    ابتداءً بالفكرة والعنوان، مروراً بالسردِ، وانتهاءً بالقفلة.
    ما أبرعَ الكاتب في فعلِ كل ذلك!؟.
    الفكرةُ لَمْلَمَت كل ما يعتمل في النفس البشرية من رَوائز.

    الباص الذي يجوبُ الزقاق ويصدحُ بأصوات البنات والصبيان.
    يصلُ مسامعَ امرأةٍ ظَلَمَها القَدَر، ويمزقُ قلبَها.
    ولا بدَّ من شمسٍ تطلع، تهَبُها الحياة.
    وأيُّ شيءٍ غيرَ الأمل
    الأملُ في يومٍ تجدُ في بيتها حذاءً أبيَضاً صغير، وضَفيرتان
    كيف لها أن تَنسى وتَسْلَى وهدير الباص يعيدُها صباحَ مساء إلى الأملِ الذي لا أملَ فيه.
    لم يبقى سوى الحلم.
    بلفتةٍ فنيَّةٍ مبدعةٍ من قلمِ الكاتبة.
    انتقلت المرأةُ إلى فُسحةِ الحلم.
    لِمَ لا تشتري الحلم ما دامَ يُعاندُها ولا يأتي لِوحدِه.
    أوقفت الباص المُكتظَّ بالآمالِ والأحلام
    واشترت فيه مكاناً صغيراً لحلمِها.
    يكفيها مكاناً واحداً ليس أكثر.
    مكاناً يتسعُ لحذاءٍ أبيض، وضَفيرتين.

    كلَّ يومٍ مع هديرِ الباص سيأتي الأمَلُ والحلمُ والفرح.
    سرقوا منها الحقيقة، لكنهم لن يستطيعوا سرقةَ الحلم.

    المِقعدُ الفارغُ في الباص.
    يحيطُ بهِ أصدقاءهُ الأولاد
    يجلُسُ بينهم، يضحكُ ويلعبُ معهم.
    هو حُلمُها الذي ولَدَته.
    ستبقى تدفعُ مقدَّماً كلَّ شَهرٍ وكُلَّ عام.
    بَل ستدفعُ عُمْرَها كلُّه.
    حتى لو تَرَكَ بَقيةُ الأولاد هذا الباص.

    السردُ الفني البديع المشغول بقلبِ الكاتب وحِكمته وشاعريته.
    أخذَنا معهُ وراءَ الفرحِ والأمَلِ والحُلم.
    طيبي عَيشاً أيَّتها المرأة
    حلْمُكِ صارَ حقيقة، ويشغلُ مكاناً في الباص.
    من يتجرأُ عليهِ ويحاولُ أخْذَ مكانِهِ سيلقى ما لا يُرضيه.
    لن يتسِخ حذاءهِ الأبيض ولن تنفلتَ الضَفيرتان.
    وسيبقى الحلم الحقيقة على كرسي الباص
    يروحُ ويغدو صباحَ مساء.
    ويدفعُ في عروقِ المرأةِ إكسيرَ الحياة
    لتحْيا في انتظارِ يوم يقفُ فيهِ الباص
    أمامَ بابِ البيت، وينزلُ منهُ حِذاءٌ أبيضٌ برّاق، وضَفيرتان.

    الكاتبةُ كانت موفقة جدّاً
    في اختيارِ القالبَ الذي صهرت فيه الفكرة
    السردُ كان في غايةِ البلاغةِ والفصاحةِ والإيجاز.
    ناهيك عن الصورِ الشاعرية المنبثقةِ من قلبِ موهبةٍ فَذَّة.
    لا تُخْفي سيطرتها على القارئ من أوَّلِ حرْفٍ حتى آخرِ حرف.
    القفلةُ حملَت بُعداً إنسانياً آخر
    وكأنها على اتفاقٍ مع العنوانِ الذي كأنه يقول
    ما هو لك ليس لغيرك.
    هذه التسميةُ العبقريَّةُ لم تَحبُس العنوانَ في هذا المعنى.
    وظلَّت تربطهُ بالحلمِ المدفوعِ ثمنه مُقدَّماً، الضَفيرتان والحذاءُ الأبيضُ الجديد.

    لا أعرفُ الكاتبة من قبل، وهذا أول نص بيني وبينها.
    ظننتهُ للوهلةِ الأولى لزكريا تامر أو يوسف إدريس.
    يشبه الأول في نجومية الفكرة والثاني في رَوعةِ الاسلوب.

    الشكر كل الشكر للكاتبة سميرة سلمان
    على ما جادَ بهِ قلَمُها، لهُ كل التقدير.
    رائع هذا التحليل ..
    أحسنت وأجدت أخي محمد
    بصراحة .. للوهلة الأولى ظننت أن هذه المرأة ساحرة ..
    وضعت شيئاً على أحد كراسي الحافلة لذلك فكل من يجلس عليه يفز صارخاً
    حتى جاء تفسيرك .. فتوقفت عن التفكير
    والآن أريد أن أسأل هذه الأسئلة البريئة أرجو أن تحتملوني
    هل من الضروري أن يعقب كل قصة - قصيرة من هذا النوع - مترجم حتى يفهمها القارئ ؟
    أليس من الأجدى أن يفهم القارئ النص من غير ما أحد يفسّر له ؟
    أليس من الأجدى أن يفهم النص كل القراء ذات الفهم الذي قصده الكاتب
    وهل القصة الجيدة هي تلك التي تحتمل أكثر من تفسير ؟
    هذه الأسئلة بالفعل أنا بحاجة للإجابة عليها نظراً لأنني حديثة عهد بهذا النوع من القصص
    والذي لم أجده في الأدب العربي القديم - فقط وجدته في المنتديات
    تحية وشكراً سلفاً
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
      بداية أعتذر من سميرة ، لأن تعقيب الأخت ريما اقتبس أثري
      أهلا بك ريما ..
      هذه مصيبة أخرى ، تشبه سياسة المقعد الفارغ ..
      ولو أن الاعتقاد في سياسة نفاق " حكلي انحكلك "
      هو في موضوعنا اعتقاد خاطئ ، ولن أزيد ..
      تحيتي لك
      وأضم نفسي بالاعتذار للأستاذة سميرة.. هي رؤية طبعا وكل حر برؤيته،
      لكن القفلة أثارت شجني، كم من أم ثكلى تتمنى لو تستعيد طفلها؟!

      حتى القطة تأكل طفلها المريض طمعا في أن تستعيده معافى، هكذا
      حلّلوا موقفها علماء النفس الدارسين للحيوان.

      ولم أفهم المعنى من جملتك
      حك لي بحك لك؟!

      تحيتي.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • محمد مزكتلي
        عضو الملتقى
        • 04-11-2010
        • 1618

        #18
        السيدة ناريمان الشريف الفاضلة:

        يسرني الإجابة على أسئلتك مع الاعتذار للسيدة سميرة سلمان.
        لا اسمي نفسي ناقداً بل قارئاً.
        يتفاعل مع قصة هزت وجدانه واستفزت قلمه.

        هل من الضروري أن يعقب كل قصة - قصيرة من هذا النوع - مترجم حتى يفهمها القارئ ؟
        أليس من الأجدى أن يفهم القارئ النص من غير ما أحد يفسّر له ؟
        أليس من الأجدى أن يفهم النص كل القراء ذات الفهم الذي قصده الكاتب
        وهل القصة الجيدة هي تلك التي تحتمل أكثر من تفسير ؟

        غموض القصة مطعناً فيها
        تدفع القارئ للعُزوفِ عنها، لأنه لا يفهمها.
        الكاتب صاحب الرسالة لا يكتب لأجل الكتابة.
        ويستهدف الشريحة الأحق بالتوجيه والنصح والإرشاد.
        وهم غالباً من العوام.
        وعليه أن يستخدم لغة واضحة ومعاني جلية
        ويحرص على أن يُفهَم النص بمنطوقِة.
        ليس من الضروري أن يفهم الجميع نفس الفهم، فهذا مستحيل.
        لكن من الضروري أن يصلوا جميعاً إلى الهدف الذي عيَّنَهُ الكاتب.
        وهذا يتعلق بموهبة الكاتب وخبرته واستطاعته على مفردات اللغة.

        القصة السيئة هي التي تحتمل أكثر من تفسير.
        وهذا على خلاف ما يعتقد الكثير.
        ويظن البعض أن تعدُّد التفسير يدلُّ على مهارة الكاتب وقدرته

        الرمزية في القصة القصيرة لا تكون إلا في حدود ضَيقة.
        كاستهداف شريحة معينة من المجتمع، أو حالة إنسانية خاصة
        على أن لا تطغى الرمزية عليها وتحولها إلى خاطرة ضَبابية.
        لا يفهمها إلا صاحبها.

        أرجو أن الرد جاء شافياً.

        مساء الخير.
        أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
        لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

        تعليق

        • سميرة سلمان
          عصفورة لاتجيد الزقزقة
          • 13-07-2012
          • 1326

          #19
          السلام عليكم أساتذتي الأفاضل
          طيب الله أوقاتكم وأسعدكم كما اسعدني وافرحني بكم جميعا وارجو المعذرة
          النت ضعيف جدا جمعت الردود بهذا الوقت المتأخر من الليل برد واحد
          الأستاذ محمد مزكتلي
          كم من الشكر لا يفي فيض الإضاءة والتوضيح، اصبت..
          قدمت شرحا بلغة فائقة الروعة زادك علما وفطنة تقديري وكل الشكر
          الأستاذ فوزي بيترو
          سعيدة جدا برأيك.. وأحببت قرائتك كثيرا..
          مع الاقتباس من الكتب المقدسة وهو ليس ترويجا، الكثير منا لم يقرأ منها حرفا..
          عظيم حظ النص بهذا الحضور والمقطع من إنجيل لوقا
          تحياتي والشكر الجزيل
          الأستاذ محمد شهيد
          حاشاك من التقصير أديبنا المقتدر ربما قرائتك كانت سريعة ولم تدرك المعنى من أول وهلة
          شكرا جما للترشيح.. دمت المميز الرائع
          الأستاذة فاطمة الزهراء
          استحسان استاذة مقتدرة يسرني كثيرا امتناني وكل الشكر
          الأستاذ سعد الأوراسي
          استاذي الأخ العزيز.. المواضيع المتقاطرة أسفل" ماهو لك.." دليل على ضعف بداياتي..
          كم تعلمت واستفدت منكم ولازلت تلميذتكم استمع لكم وأخذ وأحترم رأيكم أنتم ذو علم ومعرفة
          دمت أستاذي الأخ العزيز
          الأستاذة عائدة محمد نادر واضحة وصريحة ولا تجاملين حقيقي فرحت برأيك
          مودتي الخالصة مع الشكر الكبير

          الأستاذة ريما ريماوي شاكرة وممتنة كثيرا لك أنت مبدعة في حروفك الكثير من الجمال..
          خالصة مودتي والتقدير
          الأستاذة نريمان الشريف شكرا لحضورك الراقي وطرح الأسئلة المهمة..
          أجاب الفاضل محمد مزكتلي اجابات رائعة شافية تفي ولها كل الأهتمام والشكر

          وبالله عليكم بلا استاذة وبلا اعتذار أنا تلميذة صاغية ومهتمة بكل رأي وحرف يسرني النقد كما يفرحني الإطراء
          خالص الشكر والتقدير والتحيات أساتذتي المحترمين
          التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 21-02-2018, 22:35.

          تعليق

          • سعد الأوراسي
            عضو الملتقى
            • 17-08-2014
            • 1753

            #20
            أهلا بك سميرة ..


            كنت أعلم أن ردك سيكون على النحو الذي توقعته مما أعرفه عنك ..



            صحيح أن الواقع ليس كله ما يقع فعلا ، لكن هو ما يمكن أن يتخيله الكاتب أيضا ، كما يجب على الكاتب رسالي المهمة أن يتخيل في طرحه ممهور الدليل ، ولا بأس أن أذكر ما ختم به الأستاذ محمد شهيد رده " ليتنا نستطيع تحقيق كل الأحلام "
            الأحلام التي لا تفسر بمعيار محكي الدلالة ،هي من صنف الأوهام ، ولن تلد أهدافها شفيعا ، غير الهذيان والهلوسة ، التي تزيد الآلام والأحزان ، ويبقى القلم يبكي في الانتاج والقراءة ، احولت أعيننا وسرقت الدموع منا خيط الضوء ، مات كل شيء فينا أقلها نحافظ على البصرلنميز انتظام المسار من اعوجاجه لمّا بقي إن كان هنالك جيل ..
            تلك الأقلام الباكية ، خاصة المزودة بحبراللطم والنواح ، تستوعب عاطفيا وروحيا هي من ساهمت في كساد الأدب والجيل وألزمتهما الرفوف والصفوف ، فتسربت الويلات من أكثر من قناة ..

            تلميذتي العزيزة إلى متى ونحن نحلم بتحقيق المعجزات ، واسترجاع المسلوب بمنطوق الحجر والشجر، نعم هنالك أحلام مشروعة لكن على القلم أن يحقق في رسالة حلمه بديلا يحرك ويستصرخ ويستنهض في تفسير تحقيقه ..
            أتمنى لك التوفيق ، فقط اسمعي وخذي ما يُقَوِمُ حاضرك ، لرسم مستقبلك المفيد .
            كوني والعراق بألف خير
            التعديل الأخير تم بواسطة سعد الأوراسي; الساعة 22-02-2018, 07:54.

            تعليق

            • سميرة سلمان
              عصفورة لاتجيد الزقزقة
              • 13-07-2012
              • 1326

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
              أهلا بك سميرة ..


              كنت أعلم أن ردك سيكون على النحو الذي توقعته مما أعرفه عنك ..



              صحيح أن الواقع ليس كله ما يقع فعلا ، لكن هو ما يمكن أن يتخيله الكاتب أيضا ، كما يجب على الكاتب رسالي المهمة أن يتخيل في طرحه ممهور الدليل ، ولا بأس أن أذكر ما ختم به الأستاذ محمد شهيد رده " ليتنا نستطيع تحقيق كل الأحلام "
              الأحلام التي لا تفسر بمعيار محكي الدلالة ،هي من صنف الأوهام ، ولن تلد أهدافها شفيعا ، غير الهذيان والهلوسة ، التي تزيد الآلام والأحزان ، ويبقى القلم يبكي في الانتاج والقراءة ، احولت أعيننا وسرقت الدموع منا خيط الضوء ، مات كل شيء فينا أقلها نحافظ على البصرلنميز انتظام المسار من اعوجاجه لمّا بقي إن كان هنالك جيل ..
              تلك الأقلام الباكية ، خاصة المزودة بحبراللطم والنواح ، تستوعب عاطفيا وروحيا هي من ساهمت في كساد الأدب والجيل وألزمتهما الرفوف والصفوف ، فتسربت الويلات من أكثر من قناة ..

              تلميذتي العزيزة إلى متى ونحن نحلم بتحقيق المعجزات ، واسترجاع المسلوب بمنطوق الحجر والشجر، نعم هنالك أحلام مشروعة لكن على القلم أن يحقق في رسالة حلمه بديلا يحرك ويستصرخ ويستنهض في تفسير تحقيقه ..
              أتمنى لك التوفيق ، فقط اسمعي وخذي ما يُقَوِمُ حاضرك ، لرسم مستقبلك المفيد .
              كوني والعراق بألف خير
              سماء بغداد الان تمطر مطرا ربيعا دافئا لأرواحكم الطيبة نسأل الله فرحا وخيرا بغزارته
              أستاذي الأخ الطيب سعد الأرواسي طاب مساؤك
              قرأت الرد مرات ومرات حتى الدمع.. اسمع واحفظ واطبق ولا انسى
              والله ما من مرة بدأت الكتابة إلا وفي ذهني ترن" ابتعدي عن الأغتراب" وابتعدت وأتجهت نحو الطبيعة وما يسمى الهايكو..
              وما زلت جهد الامكان وضعف المقدرة وسلطة.. أحاول، ليس كل الأحلام مستحيلة وتتطلب معجزة
              من لا يصبو للمستحيل غالب أحلامه عادية...

              لكن الظلم حين يتدخل يكون الحلم وهما.. وتكون سلطة القدر ومطبات الحياة أخف وطئا..
              لن أكف عن المحاولة عسى يوما ما لي من الأفضل والأجمل شيئا
              حتى ذاك الوقت وكل وقت
              دمت أستاذي الأخ الطيب والجزائر بكل خير وفرح
              لكم جمعيا مودتي الخالصة والتحيات

              تعليق

              • نورالدين لعوطار
                أديب وكاتب
                • 06-04-2016
                • 712

                #22
                أهلا وسهلا

                ماهو هو لك

                العنوان من أغرب العناوين التي قرأتها
                فإن كانت المفارقة هي جوهر النص القصير جدّا فالعنوان يسير في منحيين مختلفين أحدهما، أنه يظهر ماهو لك أي ماتستحقه، وفي نفس الوقت تنقلب ال "ما" إلى أداة نفي فتقول لك، هذا ليس لك.
                ربما لن أتناول ظاهر النص الذي حاول الكثيرون الإمساك به، بل سأفتح باب الرّمزية هنا، فإن كانت السيّارة متجهة نحو المدرسة فهي بذلك تشير إلى العلم والمعرفة، وإن كان المقعد الفارغ أو الشاغر تعبيرا عن الغياب، سواء من جهة الفقد أوالعقم أو حتى العزوبة فالغياب هو الحاضر ومعه مقابل يدفع، فتكون الخسارة خسارتين، وإن كانت الطفولة هي المعنية، فالأمر متعلق بالمستقبل المعرفي والعلمي، أو صناعة المعرفة المستقبلية.
                نذهب إلى صرخة النهاية، فهي من جهة قد يطلقها الذي تجرأ على الجلوس على المقعد أو يطلقها سائق الباص كاحتجاج على الجالس. وفي الحالتين كلتيهما تعبير عن موافقة الجوّ العام للباص على هذه الحالة، حالة المقعد الشاغر من جهة والدفع. قد تكون الصرخة ناجمة عن قوة خفية تبعثر راحة من يجلس على المقعد فيصرخ، فتكون علامة على أمل في المستقبل أو ضمير في الماضي كان فيه الطفل حاضرا "قدسية المكان"، أو أمل في المستقبل تنشده الأم بالتحاق طفلها المستقبلي بالحافلة في حالة العقم.
                التركيب:
                المرأة في النص تعبير عن أمومة ماضية أو أمومة متوهمة أو مرجوة، هي أمّة لها حضورها في الماضي، وغياب في الحاضر وأمل في المستقبل.
                أمّة كانت ولودة في الماضي بأعلامها، وتعيش فقدان مجدها، أو أمّة عاقر حضوريا تعيش وهم الأمنيات، أمّة تدفع الكثير دون أن تجني إلاّ الغياب، تدفع من خيراتها ومواردها تدفع أثمان باهضة مقابل هذا الغياب عن حركية العالم، حيث تعيش الجهل والتفكك، تدفن أمجادها كلّ يوم، وتنهار خصوبة أبنائها معرفيا، أمّة تخسر مرّتين، تخسر مواردها و تخسر أبناءها.
                إن كان السائق من أطلق الصرخة فله رمزية سياسية أن أتركوهم يدفعون لنا ونتركهم في وهمهم وتعلقهم بالهباء، وإن كان الركاب من يطلقون الصرخات فلأنهم كلما اقتحموا مجالا معرفيا وجدوا أثرا لهذه الأمة الغائبة، فيتملّكهم إما خوف من عودتها أو صرخة تعجب كيف انهزموا، أو صرخة استهزاء أننا عرفنا كيف نبتزكم مرتين.
                ماهو لك في حالة النفي، يحمل أملا في المستقبل، أي أن ذلك المقعد سيأتي فارسه يوما فلا تتوهموا ريادتكم، وإن كان بتعبير "نصيبك هو هذا" فهو إيمان بالعجز الذي يجعل القارئ يفر من عجزه ويبحث عن سبل الخلاص.

                شكرا على هذا النص الجميل المفتوح.

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                  أهلا وسهلا

                  ماهو هو لك

                  العنوان من أغرب العناوين التي قرأتها
                  فإن كانت المفارقة هي جوهر النص القصير جدّا فالعنوان يسير في منحيين مختلفين أحدهما، أنه يظهر ماهو لك أي ماتستحقه، وفي نفس الوقت تنقلب ال "ما" إلى أداة نفي فتقول لك، هذا ليس لك.
                  ربما لن أتناول ظاهر النص الذي حاول الكثيرون الإمساك به، بل سأفتح باب الرّمزية هنا، فإن كانت السيّارة متجهة نحو المدرسة فهي بذلك تشير إلى العلم والمعرفة، وإن كان المقعد الفارغ أو الشاغر تعبيرا عن الغياب، سواء من جهة الفقد أوالعقم أو حتى العزوبة فالغياب هو الحاضر ومعه مقابل يدفع، فتكون الخسارة خسارتين، وإن كانت الطفولة هي المعنية، فالأمر متعلق بالمستقبل المعرفي والعلمي، أو صناعة المعرفة المستقبلية.
                  نذهب إلى صرخة النهاية، فهي من جهة قد يطلقها الذي تجرأ على الجلوس على المقعد أو يطلقها سائق الباص كاحتجاج على الجالس. وفي الحالتين كلتيهما تعبير عن موافقة الجوّ العام للباص على هذه الحالة، حالة المقعد الشاغر من جهة والدفع. قد تكون الصرخة ناجمة عن قوة خفية تبعثر راحة من يجلس على المقعد فيصرخ، فتكون علامة على أمل في المستقبل أو ضمير في الماضي كان فيه الطفل حاضرا "قدسية المكان"، أو أمل في المستقبل تنشده الأم بالتحاق طفلها المستقبلي بالحافلة في حالة العقم.
                  التركيب:
                  المرأة في النص تعبير عن أمومة ماضية أو أمومة متوهمة أو مرجوة، هي أمّة لها حضورها في الماضي، وغياب في الحاضر وأمل في المستقبل.
                  أمّة كانت ولودة في الماضي بأعلامها، وتعيش فقدان مجدها، أو أمّة عاقر حضوريا تعيش وهم الأمنيات، أمّة تدفع الكثير دون أن تجني إلاّ الغياب، تدفع من خيراتها ومواردها تدفع أثمان باهضة مقابل هذا الغياب عن حركية العالم، حيث تعيش الجهل والتفكك، تدفن أمجادها كلّ يوم، وتنهار خصوبة أبنائها معرفيا، أمّة تخسر مرّتين، تخسر مواردها و تخسر أبناءها.
                  إن كان السائق من أطلق الصرخة فله رمزية سياسية أن أتركوهم يدفعون لنا ونتركهم في وهمهم وتعلقهم بالهباء، وإن كان الركاب من يطلقون الصرخات فلأنهم كلما اقتحموا مجالا معرفيا وجدوا أثرا لهذه الأمة الغائبة، فيتملّكهم إما خوف من عودتها أو صرخة تعجب كيف انهزموا، أو صرخة استهزاء أننا عرفنا كيف نبتزكم مرتين.
                  ماهو لك في حالة النفي، يحمل أملا في المستقبل، أي أن ذلك المقعد سيأتي فارسه يوما فلا تتوهموا ريادتكم، وإن كان بتعبير "نصيبك هو هذا" فهو إيمان بالعجز الذي يجعل القارئ يفر من عجزه ويبحث عن سبل الخلاص.

                  شكرا على هذا النص الجميل المفتوح.
                  تحليل اكثر من رائع، استمتعت.
                  شكرا على سعة أفقك.
                  تقديري.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #24
                    ملاحظات سريعة.

                    المشاركة الأصلية بواسطة سميرة سلمان مشاهدة المشاركة
                    الباص الذي يجوبُ الزِقاق ذاهبا وعائدا بتَلاميذ المدرسة.
                    توقفَ عندَ بابِ المرأة الوحيدة بإشارةٍ منها، حجزت ودفعت الأُجرة مقدَّماً لطفلٍ لا وجودَ له،
                    اليوم كلَّما حاولَ أحدٌ الجلوس في المقعد الفارغ نَهَضَ صارخا.
                    اسمحي لي أختي الكريمة سميرة سلمان أن أدلي بدلوي مع الدلاء عساه يطلع بشيء.
                    القصة عموما سليمة من حيث لغتها الجميلة الرقراقة وهذا يحسب للكاتبة وتهنأُ عليه مع اعتراضي على كلمة "الباص" والحافلة أحسن وأرحب، أما من حيث المضمون فالحديث قد يطول.

                    ثم أما بعد، لي مقولة مشهورة كنت اتخذتها توقيعا لي في بعض المنتديات الأدبية في العنكبية وهي:"للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوم خيالك ولكن قوِّمْه" ويبدو أن الخيال قد طغى على الكاتبة فانساقت وراءه وأغراها بالانسياق التعاليق المبالغ فيها حتما.

                    1- القصة تحكي مأساة امرأة مختلة عقليا تعاني من لوثة عقلية مؤكدة لا ندري سببها اللهم إلا أنها لم تصبر على فقد ابنها، إن صح التوقع، إذ كيف يعقل أن تدفع أجرة لطفل لا وجود له؟ فلو أنها تصدقت بتلك الأجرة لكان خيرا لها وللطفل الهالك؛ كما أن الزعم بـ"أن القدر ظلمها" فهذا كفر صريح، عند المسلمين طبعا، إذ لا إرادة للقدر في نفسه ولا قدرة له على أحد وإنما مقدِّر الأقدار هو الله تعالى وحده، فهل يظلم الله الناس؟ هذه مسألة عقدية خطيرة وكبيرة كان من الأجدر بمن مر من هنا أن لَّا يفوتها؛

                    2- لم أجد في النص لا "الحذاء الأبيض" ولا "الضفرتين" ولست أدري من أين جيء بهذه الأشياء اللهم إلا من خيال القارئ الجامح وخاطره الكائد، وللخاطر كيد أكيد:
                    كيدُ الخاطرِ:
                    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مزكتلي
                    (...) الباص الذي يجوبُ الزقاق ويصدحُ بأصوات البنات والصبيان.
                    يصلُ مسامعَ امرأةٍ ظَلَمَها القَدَر، ويمزقُ قلبَها.
                    ولا بدَّ من شمسٍ تطلع، تهَبُها الحياة.
                    وأيُّ شيءٍ غيرَ الأمل، الأملُ في يومٍ تجدُ في بيتها حذاءً أبيَضاً [أبيضَ] صغير[صغيرًا]، وضَفيرتان[ضفيرتين]
                    "اهـ بأخطائه والتصحيح؛

                    3- الجملة الأخيرة:"
                    اليوم كلَّما حاولَ أحدٌ الجلوس في المقعد الفارغ نَهَضَ صارخا" من خيال أفلام الرعب وليس فيها من الواقع شيئا وأنا مع الأستاذ سعد الأوراسي في ضرورة حذفها ألبتة حتى لا يظن فيها أنها من فعل السحرة كما قالت الأستاذة ناريمان الشريف:{قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}(سورة الأعراف:#116

                    4- المبالغة في الإطراء قد تغري الكاتب فيرى في نصه ما لا وجود له تماما كما في مرآة القنابر (miroir aux alouettes) الخادعة مع أننا نسمع ونقرأ ونقر أن المعنى في بطن الشاعر/الكاتب.

                    5- الكاتبة الشابة سميرة سلمان تحتاج منا إلى كل تشجيع ودعم لكن ليس على حسابها والنصيحة الصادقة أفضل دعم وأحسن تشجيع.

                    تحياتي الأخوية إليك سميرة واستمري في الكتابة الجادة بالاعتناء بلغتك وهي لغة جميلة سلسة رقراقة لا يملكها كثير من الكُتَّاب حتى من (من التبعيضية) الذين علقوا على قصتك.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • أميمة محمد
                      مشرف
                      • 27-05-2015
                      • 4960

                      #25
                      القصة ليست حقيقية، من قصص الخيال، المجازي عن الواقع، يعلم القارئ أن الكرسي لا ينطق ولا يصرخ
                      وإنه ليس أمام مشهد مسرحي أو ساحر إلا سحر خيال وكلمات
                      القصة في طياتها حلم يبتكر معجزة تمنيا، أن يكون للمرأة كرسي في الحافلة لطفل لم تلده على الأغلب أو أنجبته وغاب فيذوذ عن صاحبه
                      في الخلف، رأيت حلم المرأة أن تقف أمام الحافلة وتدفع لصاحبها ثمن كرسي
                      الصرخة من الكرسي مجاز.. لم الصرخة؟! كناية عن الألم الكامن في صدر الأم التي حلمت بكرسي يجلس فيه طفلها
                      ما من كرسي يدافع عن أحد، ولا حتى عن امرأة خائبة الرجاء
                      يبقى العنوان غريبا كما أشار الأديب نورالدين لعوطار في قراءته
                      ليعبر عن حالة عصبية مشحونة بالتوتر للمرأة التي تود كرسياً لا يجلس فيه أحد سواه
                      الخيال طاغ والنهاية شاعرية غريبة أضافت للقصة حيوية وقفلة أحببت تناغمها مع الصرخة التي لم يصرح بها النص على لسان امرأة مكلومة أو محرومة من الأمومة
                      كأنني رأيت المرأة صفقت لك أستاذة سميرة سلمان.. وقالت لكِ: أحسنت كتبت عني.. كنت أود له كرسيا ولم يسعني أن أسمع صراخه ولا أن أطلق حتى صرخة.
                      وكثير ممن شاهدتهن يكتمن ألمهن غير الظاهر للعيان.
                      تقديري ونص رائع وأتمنى لك التوفيق.

                      تعليق

                      • سميرة سلمان
                        عصفورة لاتجيد الزقزقة
                        • 13-07-2012
                        • 1326

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                        أهلا وسهلا

                        ماهو هو لك

                        العنوان من أغرب العناوين التي قرأتها
                        فإن كانت المفارقة هي جوهر النص القصير جدّا فالعنوان يسير في منحيين مختلفين أحدهما، أنه يظهر ماهو لك أي ماتستحقه، وفي نفس الوقت تنقلب ال "ما" إلى أداة نفي فتقول لك، هذا ليس لك.
                        ربما لن أتناول ظاهر النص الذي حاول الكثيرون الإمساك به، بل سأفتح باب الرّمزية هنا، فإن كانت السيّارة متجهة نحو المدرسة فهي بذلك تشير إلى العلم والمعرفة، وإن كان المقعد الفارغ أو الشاغر تعبيرا عن الغياب، سواء من جهة الفقد أوالعقم أو حتى العزوبة فالغياب هو الحاضر ومعه مقابل يدفع، فتكون الخسارة خسارتين، وإن كانت الطفولة هي المعنية، فالأمر متعلق بالمستقبل المعرفي والعلمي، أو صناعة المعرفة المستقبلية.
                        نذهب إلى صرخة النهاية، فهي من جهة قد يطلقها الذي تجرأ على الجلوس على المقعد أو يطلقها سائق الباص كاحتجاج على الجالس. وفي الحالتين كلتيهما تعبير عن موافقة الجوّ العام للباص على هذه الحالة، حالة المقعد الشاغر من جهة والدفع. قد تكون الصرخة ناجمة عن قوة خفية تبعثر راحة من يجلس على المقعد فيصرخ، فتكون علامة على أمل في المستقبل أو ضمير في الماضي كان فيه الطفل حاضرا "قدسية المكان"، أو أمل في المستقبل تنشده الأم بالتحاق طفلها المستقبلي بالحافلة في حالة العقم.
                        التركيب:
                        المرأة في النص تعبير عن أمومة ماضية أو أمومة متوهمة أو مرجوة، هي أمّة لها حضورها في الماضي، وغياب في الحاضر وأمل في المستقبل.
                        أمّة كانت ولودة في الماضي بأعلامها، وتعيش فقدان مجدها، أو أمّة عاقر حضوريا تعيش وهم الأمنيات، أمّة تدفع الكثير دون أن تجني إلاّ الغياب، تدفع من خيراتها ومواردها تدفع أثمان باهضة مقابل هذا الغياب عن حركية العالم، حيث تعيش الجهل والتفكك، تدفن أمجادها كلّ يوم، وتنهار خصوبة أبنائها معرفيا، أمّة تخسر مرّتين، تخسر مواردها و تخسر أبناءها.
                        إن كان السائق من أطلق الصرخة فله رمزية سياسية أن أتركوهم يدفعون لنا ونتركهم في وهمهم وتعلقهم بالهباء، وإن كان الركاب من يطلقون الصرخات فلأنهم كلما اقتحموا مجالا معرفيا وجدوا أثرا لهذه الأمة الغائبة، فيتملّكهم إما خوف من عودتها أو صرخة تعجب كيف انهزموا، أو صرخة استهزاء أننا عرفنا كيف نبتزكم مرتين.
                        ماهو لك في حالة النفي، يحمل أملا في المستقبل، أي أن ذلك المقعد سيأتي فارسه يوما فلا تتوهموا ريادتكم، وإن كان بتعبير "نصيبك هو هذا" فهو إيمان بالعجز الذي يجعل القارئ يفر من عجزه ويبحث عن سبل الخلاص.

                        شكرا على هذا النص الجميل المفتوح.
                        صباحك الخير الأستاذ الفاضل نور الدين لعوطار
                        كم الشكر لا يفي هذا الحضور الباذخ
                        ما تفضل به واسع علمكم أكثر رائع
                        مع جزيل الشكر وافر الامتنان والتقدير

                        تعليق

                        • سميرة سلمان
                          عصفورة لاتجيد الزقزقة
                          • 13-07-2012
                          • 1326

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                          اسمحي لي أختي الكريمة سميرة سلمان أن أدلي بدلوي مع الدلاء عساه يطلع بشيء.
                          القصة عموما سليمة من حيث لغتها الجميلة الرقراقة وهذا يحسب للكاتبة وتهنأُ عليه مع اعتراضي على كلمة "الباص" والحافلة أحسن وأرحب، أما من حيث المضمون فالحديث قد يطول.

                          ثم أما بعد، لي مقولة مشهورة كنت اتخذتها توقيعا لي في بعض المنتديات الأدبية في العنكبية وهي:"للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوم خيالك ولكن قوِّمْه" ويبدو أن الخيال قد طغى على الكاتبة فانساقت وراءه وأغراها بالانسياق التعاليق المبالغ فيها حتما.

                          1- القصة تحكي مأساة امرأة مختلة عقليا تعاني من لوثة عقلية مؤكدة لا ندري سببها اللهم إلا أنها لم تصبر على فقد ابنها، إن صح التوقع، إذ كيف يعقل أن تدفع أجرة لطفل لا وجود له؟ فلو أنها تصدقت بتلك الأجرة لكان خيرا لها وللطفل الهالك؛ كما أن الزعم بـ"أن القدر ظلمها" فهذا كفر صريح، عند المسلمين طبعا، إذ لا إرادة للقدر في نفسه ولا قدرة له على أحد وإنما مقدِّر الأقدار هو الله تعالى وحده، فهل يظلم الله الناس؟ هذه مسألة عقدية خطيرة وكبيرة كان من الأجدر بمن مر من هنا أن لَّا يفوتها؛

                          2- لم أجد في النص لا "الحذاء الأبيض" ولا "الضفرتين" ولست أدري من أين جيء بهذه الأشياء اللهم إلا من خيال القارئ الجامح وخاطره الكائد، وللخاطر كيد أكيد:
                          كيدُ الخاطرِ:
                          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مزكتلي
                          (...) الباص الذي يجوبُ الزقاق ويصدحُ بأصوات البنات والصبيان.
                          يصلُ مسامعَ امرأةٍ ظَلَمَها القَدَر، ويمزقُ قلبَها.
                          ولا بدَّ من شمسٍ تطلع، تهَبُها الحياة.
                          وأيُّ شيءٍ غيرَ الأمل، الأملُ في يومٍ تجدُ في بيتها حذاءً أبيَضاً [أبيضَ] صغير[صغيرًا]، وضَفيرتان[ضفيرتين]
                          "اهـ بأخطائه والتصحيح؛

                          3- الجملة الأخيرة:"
                          اليوم كلَّما حاولَ أحدٌ الجلوس في المقعد الفارغ نَهَضَ صارخا" من خيال أفلام الرعب وليس فيها من الواقع شيئا وأنا مع الأستاذ سعد الأوراسي في ضرورة حذفها ألبتة حتى لا يظن فيها أنها من فعل السحرة كما قالت الأستاذة ناريمان الشريف:{قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}(سورة الأعراف:#116

                          4- المبالغة في الإطراء قد تغري الكاتب فيرى في نصه ما لا وجود له تماما كما في مرآة القنابر (miroir aux alouettes) الخادعة مع أننا نسمع ونقرأ ونقر أن المعنى في بطن الشاعر/الكاتب.

                          5- الكاتبة الشابة سميرة سلمان تحتاج منا إلى كل تشجيع ودعم لكن ليس على حسابها والنصيحة الصادقة أفضل دعم وأحسن تشجيع.

                          تحياتي الأخوية إليك سميرة واستمري في الكتابة الجادة بالاعتناء بلغتك وهي لغة جميلة سلسة رقراقة لا يملكها كثير من الكُتَّاب حتى من (من التبعيضية) الذين علقوا على قصتك.

                          السلام عليكم شيخنا الأستاذ الفاضل حسين ليشوري
                          بئر سخية القطرة منكم فيض، نتمنى حضورك ورأيك له كل الاهتمام والاحترام
                          يكفيني من السعادة ما ترى في اللغة، هذا وحده يعني لي الكثير الكثير..
                          كما في ردي للاستاذ الأخ سعد الاوراسي أحاول وعسى... إذ على المتمكن المقتدر الإرضاء غاية.. كيف بي وما بجعبتي الضعيف من الادواة!
                          لك من التحيات الأخوية بالمثل شيخنا واديبنا السامق
                          امتناني ووافر والشكر والتقدير

                          تعليق

                          • سميرة سلمان
                            عصفورة لاتجيد الزقزقة
                            • 13-07-2012
                            • 1326

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                            القصة ليست حقيقية، من قصص الخيال، المجازي عن الواقع، يعلم القارئ أن الكرسي لا ينطق ولا يصرخ
                            وإنه ليس أمام مشهد مسرحي أو ساحر إلا سحر خيال وكلمات
                            القصة في طياتها حلم يبتكر معجزة تمنيا، أن يكون للمرأة كرسي في الحافلة لطفل لم تلده على الأغلب أو أنجبته وغاب فيذوذ عن صاحبه
                            في الخلف، رأيت حلم المرأة أن تقف أمام الحافلة وتدفع لصاحبها ثمن كرسي
                            الصرخة من الكرسي مجاز.. لم الصرخة؟! كناية عن الألم الكامن في صدر الأم التي حلمت بكرسي يجلس فيه طفلها
                            ما من كرسي يدافع عن أحد، ولا حتى عن امرأة خائبة الرجاء
                            يبقى العنوان غريبا كما أشار الأديب نورالدين لعوطار في قراءته
                            ليعبر عن حالة عصبية مشحونة بالتوتر للمرأة التي تود كرسياً لا يجلس فيه أحد سواه
                            الخيال طاغ والنهاية شاعرية غريبة أضافت للقصة حيوية وقفلة أحببت تناغمها مع الصرخة التي لم يصرح بها النص على لسان امرأة مكلومة أو محرومة من الأمومة
                            كأنني رأيت المرأة صفقت لك أستاذة سميرة سلمان.. وقالت لكِ: أحسنت كتبت عني.. كنت أود له كرسيا ولم يسعني أن أسمع صراخه ولا أن أطلق حتى صرخة.
                            وكثير ممن شاهدتهن يكتمن ألمهن غير الظاهر للعيان.
                            تقديري ونص رائع وأتمنى لك التوفيق.
                            اهلا ومرحبا الأخت الأستاذة الغالية أميمة
                            تعلمين كم يسعدني حضورك وتعقيبك دائما مبعث بهجة
                            شكرا للقراءة ولما رأيته في النص.. البطلة تصفق لكم جمعيا على ما أدليتم من فيض..
                            وليس جديد عليّ من متابعتكم واهتمامكم ومحبتي لكم استمراري
                            لروحك النقية كل الود
                            محبتي وعبق الشكر والتحيات
                            التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 25-02-2018, 10:53.

                            تعليق

                            يعمل...
                            X