
السياسة واجب شرعي يترتب عليه واجبات كثيره .. لكن من الخطأ الجسيم اختزال الدين في هذا الواجب .. بل والأكثر خطأ جعل هذا الواجب هو محور التدين .. بل وتفسير أجزاء الدين كله من خلال التوظيف السياسي كما هو الحال عند الشيعة الإمامية مثلا الذين يعتبرون الإمامة والخلافة أس العقيدة وأساسها .. ولاايمان لمن لايؤمن بها .. ويحاولون توظيف عقيدة الإمامة والخلافة توظيفا سياسيا ويفسرون القرآن والسنة والتاريخ وفقا لتلك العقائد والأفكار المسبقة ... مع أن الدين له مقاصد أساسية أوسع كثيرا جدا منأن يختزل في واجب من واجباته .. فالدين له مقاصد ثلاثة اساسية .. معرفة الله والطريق إلى الله ( عبادة وأخلاق ) ، والايمان باليوم الآخر .. ومعايشة كل تلك المقاصد في كل صغيرة وكبيرة .. ثم تأتي السياسة أو لاتأتي حسب الظروف المحيطة .. ولذلك معظم الأنبياء والرسل لم يحكموا ولكنهم أقاموا الدين بعناصره الثلاثة .. ولكن عندما يتمكن المسلمون من إقامة مجتمعهم الإيماني كثمرة من ثمرات الدعوة .. فلا بد أن تأتي السياسة كضرورة شرعية وحياتيه .. فالنبي صلى الله عليه وسلم أقام مجتمع الدعوة أولا .. ثم تطورت السياسة في المجتمع الناشىء وفقا لمتطلبات المجتمع في مراحله المختلفة .. ولم ينشىء تنظيما سياسيا ولا جماعة عسكريا ابتداء .. بل جاءت السياسة كضرورة لتنظيم وحكم المجتمع ومن ثم الدفاع عنـــــــــــــه كما قلت .... فاختزال الدين والعقيدة في السياسة وجعلها محور الدين وإنشاء كيانات موازية وجماعات عسكرية مسلحة يختلف جوهريا عن كون السياسة واجبا شرعيا . قد تظهر أسبابه وتتوافر شروطه وتنتفي موانعه فيجب عندئذ القيام به وقد لا تتوافر فيسقط الواجب ويبقى إقامة الدين في النفوس من خلال الدعوة إلى الله هو الأصل الباقي الذي لايعذر أحد بتركه أو التقصير فيه .
تعليق