قبل الذهاب إلى إشكالية العقل كما ناقشها كل الجابري وطه لابدّ أن نعرج حول مفهوم العقل عموما
الجوهرية و الوظيفة
عند اليونان تكاد تكون جوهرية العقل مسلمة فهو جوهر مفارق، قد يكون مفارقا فعليا أي غير ملامس للكون أي وجوده خارج المادة أو يكون محايثا فيكون هو الروح الفاعلة في المادّة بمعنى ما يجعلها متحركة رغم ثباته وجوهريته، الرأي الأول يتبناه أناكساغوراس، والثاني يتبناه هرقليطيس.
الوجه المفارق تبنّته الفلسفة السقراطية بأقطابها الثلاث سقراط و أفلاطون وأريسطو.
فالعقل في المعاجم الغربية مرّة يقصد به ملكة الكائن العاقل التي يعقل بها، ومرة أخرى يقصد بها السبب، أي العلاقة بين الأشياء المتعقّلة. وفي كلتا الحالتين فالعقل عند الغربيين مرتبط باستكشاف الأسباب والعلاقات بين الأشياء. فكورنو يقول: عقل الإنسان" الذاتي" يدرك عقل الأشياء "الموضوعي"
العقل عند ديكارت هو المبادئ الرياضية، ونفس الفكرة توجد عند أفلاطون إذ يعتبر عالم المثل فيه القيم الرياضية للأشياء و ليس الأشياء المادية كما نراها هنا.
وكانط يقول إن العقل البشري هو المشرّع للطبيعة، في محاولة منه لكسر الفارقية جمع المابدئ الرياضية بالمبادئ الفزيائية للوصول إلى اليقين والتطابق، فالحقيقة هي تطابق الرياضيات والفزياء أي وجود التجربة والتحقق، فالعقل عنده فيه قوالب كالزمان والمكان والعليّة والمقولات فبها يحصل تعقل الأشياء أي تسمح بقيام التجربة.
هيجل يرى أن عالم الفكرة هو الجوهر ويرى أن كانط جعل الحقيقة الظاهرية وحدها هي التي يدركها العقل فهو جمد العقل والفكرة لكن الفكرة تتجلى عبر التاريخ فالعقل يتمظهر تاريخيا، يسير نحو غاية، فعنده لا يوجد شيء في الوجود لا يقبل التفسير، فكلما هو عقلي فهو واقعي وكلما هو واقعي فهو عقلي.
رغم أن هذه المقاربات للعقل تعرضت لهزة النسبية والكوانتية التي أسست مفاهيم جديدة وضربت أسس المنطق خاصة ،مماجعل ظهور منطق مختلف من موضع إلى آخر ضرورة معرفية، أي منطق يحكم موضوعا ما دون غيره كما العلاقات الاجتماعية التي تؤطر قبيلة دون غيرها، كنظرية العقل المكوّن من خلال ثقافة " أي الذي تكونه ثقافة معينة " والعقل المكوّن الذي يكوّن ثقافة جماعة ما، عند لالاند. من هذا المنطلق بالذات بدأ الجابري لتأسيس أسس العقل العربي المعرفية والأخلاقية والسياسية.
العقل العربي عند الجابري
العقلانية اليونانية والأوربية عند الجابري لها ثابتان أصليان هما
ـ أن العلاقة بين الطبيعة والعقل مباشرة، أي مبحث الوجود.
ـ الإيمان بقدرة العقل على تفسير الطبيعة مبحث المعرفة.
أمّا عند العرب فالعقل هو مرتبط بالسلوك والأخلاق.
العقل عند الغربيين معرفي يتجه نحو الأخلاق لتعرفها.
والعقل العربي أخلاقي يتجه نحو المعرفة لتخليقها.
فأساس الأخلاق الغربية هي المعرفة
وأساس المعرفة العربية هي الأخلاق
فالعقل العربي لا يتجه نحو الطبيعة لتعرف الأسباب بل ليعرف الحسن والقبيح، وهذا ما تدل عليه مصطلحات كثيرة في تعريف العقل عند العرب، حجر، نهى، الحجا، العقال، الفؤاد.
وخلص الجابري أن العقل العربي من خلال اللغة إلى أنه وجداني بدل العقل الموضوعي عند الغربيين.
العقل العربي معياري، أي دائما يبحث للشيء عن موضع في منظومة القيم، عكس الغربي الذي هو موضوعي الذي تنظر إلى الشيء لتعرفه و اكتشافه.
النظرة المعيارية اختزالية تنظر إلى الشيء في قيمته، أي المعني الذي تضفيه عليه الثقافة.
أما العقل الموضوعي فهو تحليلي وتركيبي، تحليل الشيء إلى أجزاء وإعادة تركيبه لمعرفة جوهره.
يتبع
ملاحظة، هنا أنقل قول الرجلين بدون تدخل
الجوهرية و الوظيفة
عند اليونان تكاد تكون جوهرية العقل مسلمة فهو جوهر مفارق، قد يكون مفارقا فعليا أي غير ملامس للكون أي وجوده خارج المادة أو يكون محايثا فيكون هو الروح الفاعلة في المادّة بمعنى ما يجعلها متحركة رغم ثباته وجوهريته، الرأي الأول يتبناه أناكساغوراس، والثاني يتبناه هرقليطيس.
الوجه المفارق تبنّته الفلسفة السقراطية بأقطابها الثلاث سقراط و أفلاطون وأريسطو.
فالعقل في المعاجم الغربية مرّة يقصد به ملكة الكائن العاقل التي يعقل بها، ومرة أخرى يقصد بها السبب، أي العلاقة بين الأشياء المتعقّلة. وفي كلتا الحالتين فالعقل عند الغربيين مرتبط باستكشاف الأسباب والعلاقات بين الأشياء. فكورنو يقول: عقل الإنسان" الذاتي" يدرك عقل الأشياء "الموضوعي"
العقل عند ديكارت هو المبادئ الرياضية، ونفس الفكرة توجد عند أفلاطون إذ يعتبر عالم المثل فيه القيم الرياضية للأشياء و ليس الأشياء المادية كما نراها هنا.
وكانط يقول إن العقل البشري هو المشرّع للطبيعة، في محاولة منه لكسر الفارقية جمع المابدئ الرياضية بالمبادئ الفزيائية للوصول إلى اليقين والتطابق، فالحقيقة هي تطابق الرياضيات والفزياء أي وجود التجربة والتحقق، فالعقل عنده فيه قوالب كالزمان والمكان والعليّة والمقولات فبها يحصل تعقل الأشياء أي تسمح بقيام التجربة.
هيجل يرى أن عالم الفكرة هو الجوهر ويرى أن كانط جعل الحقيقة الظاهرية وحدها هي التي يدركها العقل فهو جمد العقل والفكرة لكن الفكرة تتجلى عبر التاريخ فالعقل يتمظهر تاريخيا، يسير نحو غاية، فعنده لا يوجد شيء في الوجود لا يقبل التفسير، فكلما هو عقلي فهو واقعي وكلما هو واقعي فهو عقلي.
رغم أن هذه المقاربات للعقل تعرضت لهزة النسبية والكوانتية التي أسست مفاهيم جديدة وضربت أسس المنطق خاصة ،مماجعل ظهور منطق مختلف من موضع إلى آخر ضرورة معرفية، أي منطق يحكم موضوعا ما دون غيره كما العلاقات الاجتماعية التي تؤطر قبيلة دون غيرها، كنظرية العقل المكوّن من خلال ثقافة " أي الذي تكونه ثقافة معينة " والعقل المكوّن الذي يكوّن ثقافة جماعة ما، عند لالاند. من هذا المنطلق بالذات بدأ الجابري لتأسيس أسس العقل العربي المعرفية والأخلاقية والسياسية.
العقل العربي عند الجابري
العقلانية اليونانية والأوربية عند الجابري لها ثابتان أصليان هما
ـ أن العلاقة بين الطبيعة والعقل مباشرة، أي مبحث الوجود.
ـ الإيمان بقدرة العقل على تفسير الطبيعة مبحث المعرفة.
أمّا عند العرب فالعقل هو مرتبط بالسلوك والأخلاق.
العقل عند الغربيين معرفي يتجه نحو الأخلاق لتعرفها.
والعقل العربي أخلاقي يتجه نحو المعرفة لتخليقها.
فأساس الأخلاق الغربية هي المعرفة
وأساس المعرفة العربية هي الأخلاق
فالعقل العربي لا يتجه نحو الطبيعة لتعرف الأسباب بل ليعرف الحسن والقبيح، وهذا ما تدل عليه مصطلحات كثيرة في تعريف العقل عند العرب، حجر، نهى، الحجا، العقال، الفؤاد.
وخلص الجابري أن العقل العربي من خلال اللغة إلى أنه وجداني بدل العقل الموضوعي عند الغربيين.
العقل العربي معياري، أي دائما يبحث للشيء عن موضع في منظومة القيم، عكس الغربي الذي هو موضوعي الذي تنظر إلى الشيء لتعرفه و اكتشافه.
النظرة المعيارية اختزالية تنظر إلى الشيء في قيمته، أي المعني الذي تضفيه عليه الثقافة.
أما العقل الموضوعي فهو تحليلي وتركيبي، تحليل الشيء إلى أجزاء وإعادة تركيبه لمعرفة جوهره.
يتبع
ملاحظة، هنا أنقل قول الرجلين بدون تدخل
تعليق