جنازة سليمى السرايري.....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
    عندما يفتك بنا الوجع ونصبح قيد الاستعداد لاجراء عملية جراحية،
    تحدث تهيئة نفسيّة وتتجري بنا خيالاتنا لنمرح بين مروج خضراء وجبال شاهقة،
    مستعدين للموت نفسه، ويجب أن تكون الأم فيه حاضرة لتشييعنا،
    حتى لو كانت قد سبقتنا في الرحيل.

    نصّ عميق مفعم بالإحساس المرهف، كصاحبته.

    تقديري ومودتي.

    الغالية صاحبة القلم الجميل
    ريمــــــــــا ريمــــــاوي

    مرات يجعلنا الوجع رهينة للخيال حدّ الموت وتصوير موكب الوداع الأخير
    أرسمه احيانا لونا وتارة اخرى حرفا
    وبين هذا وذاك، تولد ألف حكاية ويستمر انين الوجع يرافقنا في حياتنا اليوميّة
    والحقيقة ينتابني شعور غريب، لو رحلتُ يوما، كيف ستتقبل أمّي ذلك
    كيف ستتقبّل الساحة الثقافية في بلدي ذلك
    هل
    هل
    وهل.......
    .............................. جنون أليس كذلك يا ريما ؟
    هو جنون القلم
    ولحظة تأمّل للحظة قادمة...........


    -

    شكرا لأنّك هنا
    محبتي واحترامي عزيزتي

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #17
      *
      *
      *
      الموت المجازي والخيال الجارف
      حتّى لكأنّ الخيال يصبح حقيقة

      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
        غاليتي سليمى
        كتبت لك مداخلة ارتجالية مطوّلة تختزل انطباعي عن نصك الإبداعي الرائع
        ولكنها عند الإرسال تبخّرت لضعف في النت..وبطء في التحميل
        على كلّ ..
        لقد جسّدت إحباطات كل شاعر أو كاتب
        لا تحظى مؤلفاته باهتمام يتناسب مع مجهوده الذي قدّم فيه عصارة فكره ورفرفات روحه..وأشجانه
        هدهدت قسوة الموت من خلال تأملاتك الفلسفية التي مسّدت غموضه وهيبته..
        أحببت النص جدا..
        بوركت أناملك الذهبية فنانتنا وشاعرتنا وكاتبتنا الموهوبة سليمى..
        محبتي وتحياتي.

        العزيزة التي أحبّها كثيرا هنا ؟؟؟

        صديقتي إيمان الدرع
        أيتها الغائبة التي أتمنى عودتها لنستفيد من خبرتها الواسعة في مجال السدر القصصي
        -
        -

        شرف لي أن ينال نصّي عنايتك...
        الإحباط يشعرني احيانا بالموت فأصنع نعشا وجنازة كما الحال في هذه السردية .
        فاتخيّل أنّي تركت كل تلك المخطوطات حبيسة في البيت وضحيّة وزارة الثقافة والمندوبيات وتلك اللوبيات التي ملأت دور الثقافة والمراكز والمؤسسات الثقافية التي المفروض تقف مع المبدع وتدعمه بتوزيع كتبه الورقيّة التي تعب ماديا ومعنويا حتى يصدرها لهذا العالم ويترك بصمة خلفه تدلّ على انّه مر ّ من هنا ذات حياة...........
        هذا جانب فقط وآآآىه لو فتحت جوانب اخرى فسيصبح الخيال اعمق بكثير...

        عزيزتي إيمان،
        لا أريد الآن ان أشعر بالقهر من كل هذا
        سأكتفي أن أهمس لك، أن مرورك أسعدني ومسح قليلا من الحزن ولو بعد فترة طويلة جدا جدا.

        دمت بكل خير وفرح
        ويا ليت يصلك ندائي بعودتك هنا
        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • رياض القيسي
          محظور
          • 03-05-2020
          • 1472

          #19
          استاذه سليمى
          نص رائع... سلمت يداك

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة رياض القيسي مشاهدة المشاركة
            استاذه سليمى
            نص رائع... سلمت يداك
            كلّ الشكر والإمتنان أستاذ رياض القيسي
            من لطفك
            -
            تحياتي وتقديري
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • عوض بديوي
              أديب وناقد
              • 16-03-2014
              • 1083

              #21
              سـلام من الله و ود ،
              الله الله الله ...!!!
              هل حاولت و نجحت أميرتنا أ. السليمى في رسم أسطورة بعث خاصة بها ؟
              أقول : ربما حاولت و نجحت ؛
              هذا ما ما قد أتوقف عنده في عودتي القادمة و تقنيات السرد الموظفة هنا بــــ...!!
              و ذلك بحوله تعالى

              نص فيه الدهشة و الفارق ،
              و أتى على الجمال لا ريب ...
              مرور أولي ...
              أنعم بكم و أكرم ...!!
              مودتي و محبتي

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #22
                دكتورنا العزيز الأديب عوض بديوي
                أهلا وسهلا بعودتك الغالية

                وشكرا من القلب على هذا المرور الذي أسعدني كثيرا
                في انتظار عودتك لأسمع رأيك وتوجيهاتك
                -
                -
                تحياتي وتقديري
                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #23



                  كُتّاب تركوا بصمتهم هنا في "قصّتي" وأسعدوني بتناولهم هذه السردية
                  يا ليت يعودون
                  الأديبة الكبيرة عائدة محمد نادر
                  - الأديبة القاصة أيمان الدرع
                  - المتميّزة ريما ريماوي -
                  الجميلة الإذاعية ناريمان الشريف
                  - نور الدين العطار
                  - بسباس عبد الرزاق -

                  حقا نفتقد جدّيتكم في تناول حروفنا
                  كم اتمنى عودتكم وتفاعلكم الجميل المفيد من جديد.

                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • جهاد بدران
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 04-04-2014
                    • 624

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                    ذات وجع.....

                    ذات وجع.....

                    لمحتُ عرسي هناك، والوجوه شبه نائمة لم تنتبه لرحيلي المفاجئ..
                    كان وجه أمّي يتيه عبر المحتفلين بي وأنا أرقص مع الملائكة رقصة وداعي الأخير بذلك الفستان الأبيض الضيّق الذي يغطّي رأسي وجسدي المتجمّد...
                    يا لهذا الحفل....!! هكذا همستُ...
                    كم يحمل من فرح وزغاريد ، غير أن الوجوه لم تكن باسمة كعادتها..وهذا ما حيّرني..
                    لمحتُ قصائدي تطير من النافذة تسابق الريح نحو الاتّساع بينما أدوات زينتي ترصد عيني الذابلتين تلك التي كانتا تلمعان ذات عشق مجنون ظننته سرمديا.. وصدّقت جميع الرجال لأني كنتُ احب والدي كثيرا واعتقدت ان كلّ الرجال مثل أبي...
                    هي فراغات جوفاء تطلّ من بقايا قصة حب فاشلة لا تحمل سوى تنهيدة حارقة من حبيب لم يتصوّر رحيلي الغريب.....
                    الأصدقاء....والدتي...اخوتي.... المكتبات التي كنت أتردد عليها، الملتقيات الأدبية ومهرجانت الشعر ومعارض الفنون التشكيلية التي كنت أواكبها بحضوري الملفت ، كيف ستستوعب رحيلي ؟
                    أكاد أسمع الجميع يتحسّر عليّ وما تركته خلفي من ذكريات وبصمات وألوان....
                    البعض يقول : رحلتْ دون ان تحقق أحلامها الكثيرة..
                    البعض الآخر يقول : ومخطوطاتها الأدبية من سيهتم بها؟؟
                    لوحاتها التشكيلية التي تملأ البيت والمرسم وفوضى أدوات الرسم من سينسقها وماذا سيفعلون بها؟؟
                    كنت أسمع كل ما يُقال همسا وجهرا ولكن أصبح كل ذلك لا يهمني كثيرا، فكنتُ أتساءل بصوت لا يصعد :
                    هل ستكبر بعدي أشجار الزيتون؟؟
                    هل سترقص دُمى باربي التي جمعتها طيلة سنوات؟؟؟؟؟
                    وفساتيني الملوّنة ذات تشكيلات باريسية؟؟ ما مصيرها؟؟
                    يزداد الفراغ اتّساعا ونواقيس ملك الموت تقرع رأسي الصغير....
                    بينما يتسارع ذلك الشريط يضمّ الوجوه التي مررُت بها ، جاءت لتشارك عرس تأبيني وتلتهم الشكولاطة التي تركتها في علبة فاخرة على المكتب مع مجموعة كبيرة من المخطوطات مازالتْ تنتظر النشر في صعوبة توزيع الكتاب واللوبيات التي ملأت وزارة الثقافة والمندوبيات الثقافيّة والمراكز ودور الثقافة وغيرها.....
                    الآن لا أتذكر سوى كفوف الياسمين التي كانت يوما لغتي المفضّلة لكلّ الذين .....أحببتهم..
                    جذبتني أصابع حريريّة وقالت لي : تعالي....حان الوقت.....................
                    هذا دربك مخضّب بالياسمين...............
                    وهذه أشجار اللوز تملأ مكانك الجديد
                    لا تلتفتي، اتّسعتْ مسافات الشرّ خلفك ...
                    تابعتُ موكب دفني هناك.. إلى مكان شديد البياض صعودا إلى الجبل ...والعصافير الرمادية الجميلة تطير خلفي وقصائد كثيرة جدا تتمايل على جنبي النعش تغنّي بأصوات ملائكة صغار يلعبون بهالات الكواكب ويملؤون المكان ضوءا
                    بينما جميع الأفلام الصوتية تركض لاهثة بزهورها وبطاقاتها الملونة التي جمعتها ذات عطاء فنيّ عالي الجودة...
                    هناك.... أشجار في الغابات المجاورة، تبكي بصمت....

                    ___________________________________ سليمى السرايري





                    جنازة سليمى

                    لوحة موجعة جداا، خاصة عندما ينتابنا شعور الرحيل عن دنيا قضينا فيها أعمالاً نفخر بها ونعتز..
                    وعندما نستحضر لحظات الوداع من الأهل والأحباب، ونودّع الأماكن التي كانت تربطنا بها صلة وثيقة، تتراكم معها الأحزان، وهي تثير بنا كل ماضي، وكل ذكرى تورق فينا علاقتنا بهم..
                    إن قضية استحضار الموت وجنازة الشخص لنفسه، لا تحدث إلا لأنه يمرّ بعاصفة قوية ثارت معها كل الأحزان، ولأن هذا الشخص قد وصل لعملية الاستحضار هذه بسبب تيارات موجعة تسببت بآلام كثيرة أوجعته من المحيط الذي يعيشه، فلا يمكن لإنسان أن يستحضر الموت إلا بعد أن عاف الحياة وملّ ضجيجها وشعر بافتقاد من حوله باهتمامهم به..
                    هذا النص كان عبارة عن أكوام من المشاعر مختلطة، ما بين القهر والحزن، وما بين فرحتها وهي تسرح بخيالها، بما سيحدث لقصائدها وأماكن حروفها وهي تلاحقها، وبما سيكون مشاعر من حولها، وما هي مشاعرها وهي تراقب خطوات من حولها من البشر والشجر والقصائد وغيرهم..
                    في مثل هذا الأفق الواسع من الخيال، نجد الناس أصنافاً في اتساع المدى والنسج لضفائر الخيال، وكلّ إنسان حسب موضعه في نظرته للحياة..
                    فمنهم من ينظر للموت، على أنه اقتراب لملاقاة الله، فيفرح للقاء الله ويستبشر خيرا، فيجد السعادة للوصول لجنته ولرؤيته سبحانه وتعالى، ويفرح لملاقاته، لأنه وجد من الدنيا وما فيها، كأنه غريب أو عابر سبيل، لم يسعد فيها إلا سعادة اللقاء والفرح بالله..
                    ومنهم من وجد الموت خائفاً جزعاً من ملاقاة ربه خوف العقاب وخوف درجته من النار، فكان الخوف من الجليل أعظم الخوف، فكان ينظر لحجم المعاصي والذنوب التي اقترفها وهل سيغفر الله له، أو هل سيموت وهو غير مستعد من الأعمال الصالحة التي يمكن أن تودي به لسبعين خريفاً في نار جهنم، فيحاسب نفسه ويتخيل موته وهو يساق لنار جهنم. ثم هناك من عمّروا الدنيا بكل ملذاتهم وخرّبوا آخرتهم باقتراف المعاصي والذنوب، فيكرهون الانتقال من العمران للخراب..
                    وهكذا هي الدنيا والموت، والفرق بينهما شاسع جداً، وكل إنسان ينظر لهما من زاوية عمله وما قدّم لنفسه وغيره من أعمال، ليفرح أو يحزن..
                    لذلك نرى مشاعر مختلطة يفسرها كل إنسان حسب هواه وحسب رؤيته للحياة ومن يحيطون به..

                    الراقية الرائعة الأديبة المبدعة
                    أ.سليمى السرايري
                    شكراً لقلمك الكبير ولنصك الذي سمح لنا من وحيه أن نستوطن الكلمات بما اتسع من التعابير وهو يتذوق طعم الكلمات، وما أدت بنا للتدبر والتفكر في بساتين هذه الحياة مقارنة مع معاجم الرحيل والموت..
                    رعاك الله وحماك من السوء والشر، وأطال الله بعمرك لما فيه رضاه
                    .
                    .
                    .
                    .
                    جهاد بدران
                    فلسطينية

                    تعليق

                    • سليمى السرايري
                      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                      • 08-01-2010
                      • 13572

                      #25
                      -
                      -
                      العزيزة الأديبة الناقدة جهاد بدران

                      أوّلا عذرا منك ومن القرّاء على هذا النص الحزين (الجنازة) وهو كما كلّ المواضيع التي يمكن للكاتب أن يتحدّث عنها سوى سردا أم شعرا أو نثرا...
                      وأنت تعرفين أن الشاعر الفسطيني الكبير تعامل مع موضوعة الموت وأهم الملامح الجمالية التي وسّمت قصيدة "الجدارية" التي أرادها الشاعر رثاء استباقيا للذات..
                      والإنسان كثيرا ما يتساءل عن خبر موته ووقعه على الآخرين خاصة الأعزّاء منهم.. ويتساءل عن مشاريع لم ينهها بعد خاصة لو كان هذا الشخص شاعرا وله مخطوطات سهر عليها ومازالت في ركن أمامه لم تر النور في دواوين ورقيّة.. وإن كان رسّاما تنتظر لوحاته عروضا كبيرة ..وإن كان سنيمائيــا تنتظر أفلامه دعم وزارة الثقافة... وإن كــان مطربا تنتظر أغانيــه البروز والشهرة ...وإن كان طالبا ينتظر تحقيق هدفه وأحلامه... إلى آخره...

                      فأعود إلى الشاعرالفلسطين كمثل في تعليقي وردّي عليك
                      "كتب محمود قصيدته «تلك صورتها وهو انتحار العاشق». وقد أعطاها بعدا إنسانيا، تحولت من خلاله إلى معشوقة يرسم لها العاشق آلاف الصور ولا يملك في النهاية إلا أن ينتحر من أجلها...
                      أمّا قصيدته الشهيرة"بيروت" جاءت هذه القصيدة رثاء ملحميا ونشيدا جنائزيا لبيروت بعد اجتياحها من طرف الجيش الإسرائيلي عام 1982م. "
                      لذلك ، فالنصوص الجنائزية لها أسلوبها الذي أحيانا يكون أسلوبا رومانسيا يصف الطبيعة (أشجار-عصافير- طرقات- سماء- جبال) وهنا كذلك أستحضر قصائد ابو القاسم الشابي وقد تناول قصائد الموت قبل حدوثه..
                      -
                      فعلا عزيزتي جهاد،
                      الإنسان يمرّ بصعوبات أو حوادث في حياته فلا يملك إلاّ ان يكتب في لحظة ما مواضيعا هو نفسه لم يكن يتصوّر أن يكتبها..
                      ولا أخفي عنك وأنا اكتب ، وجدتني أبكي وكأنّي متُّ فعلا لكن الغريب أنّي رأيتنـــي أبتسم وأنا في طريقـــي إلى ذلك الجبل
                      حيث جهزوا لي مكانا جميلا يطلّ على الطبيعة...
                      -
                      أشكرك جدّا على شجاعتك في التعليق على هذه السردية وقد ذكرتني بالأدباء الذين كتبوا هنا وغادروا الملتقى
                      "الذين ذكرتُ أسماءهم" ...
                      -
                      امتناني وأطال الله في عمرك
                      وأرجو من قرّاء الملتقى والمشرفين أن لا يخشوا قراءة قصّتي هذه فالموت بالأجل... (فهو مجرّد تصوّر مشهدي)
                      -
                      محبتي




                      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                      تعليق

                      • عوض بديوي
                        أديب وناقد
                        • 16-03-2014
                        • 1083

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                        ذات وجع.....أحببتها ( فيض هم ) و الأمر لكم


                        لمحتُ عرسي هناك، والوجوه شبه نائمة لم تنتبه لرحيلي المفاجئ..
                        لمحتُ وجه أمّي يتيه عبر المحتفلين بي وأنا أرقص مع الملائكة رقصة وداعي الأخير بذلك الفستان الأبيض الضيّق الذي يغطّي رأسي وجسدي المتجمّد...
                        ا ( الرقص الملائكي يناديني لما هو أرحب ، و دمع الفراق صار شهدا يغريني لما هو أعمق ... و طفقت في موسيقى الكون أطرب ...)
                        يا لهذا الحفل كم يحمل من فرح وزغاريد كانت قصائدي تطير من النافذة تسابق الريح نحو الاتّساع بينما أدوات زينتي ترصد عيني الذابلتين تلك التي كانت تلمع ذات عشق مجنون.....
                        لا شيء في الفراغ سوى تنهيدة حارقة
                        من حبيب لم يتصوّر رحيلي الغريب.....
                        الأصدقاء....والدتي...اخوتي.... المكتبات التي كنت أتردد عليها ،، الملتقيات الأدبية ومهرجانت الشعر والفنون التي كنت أواكبها بحضوري الملفت
                        كيف ستستوعب رحيلي ؟
                        أكاد أسمع الجميع يتحسّر عليّ وما تركته خلفي من ذكريات وبصمات وألوان....

                        أتساءل بصوت لا يصعد : هل ستكبر بعدي أشجار الزيتون؟؟
                        هل سترقص دُمى باربي التي جمعتها طيلة سنوات؟؟؟؟؟
                        وفساتيني الملوّنة ذات تشكيلات باريسية؟؟ ما مصيرها؟؟

                        يزداد الفراغ اتّساعا ونواقيس ملك الموت تقرع رأسي الصغير....
                        بينما يتسارع ذلك الشريط يضمّ الوجوه التي مررُت بها
                        ، جاءت لتشارك عرس تأبيني وتلتهم الشكولاطة التي تركتها في علبة فاخرة على المكتب مع مجموعة كبيرة من المخطوطات مازالتْ تنتظر النشر في صعوبة توزيع الكتاب واللوبيات التي ملأت وزارة الثقافة والمندوبيات الثقافيّة والمراكز ودور الثقافة وغيرها.....
                        الآن لا أتذكر سوى كفوف الياسمين التي كانت يوما لغتي المفضّلة لكلّ الذين .....أحببتهم..

                        جذبتني أصابع حريريّة وقالت لي : تعالي....حان الوقت.....................
                        هذا دربك ملوّن بالياسمين...............
                        وهذه أشجار اللوز تملأ مكانك الجديد
                        لا تلتفتي، اتّسعتْ مسافات الشرّ خلفك ...

                        تابعتُ موكب دفني هناك.. في مكان شديد البياض صعودا إلى الجبل ...والعصافير الرمادية الجميلة تطير خلفي وقصائد كثيرة جدا تتمايل على جنبي النعش وجميع الأفلام الصوتية تركض لاهثة بزهورها وبطاقاتها الملونة التي جمعتها ذات عطاء فنيّ عالي الجودة...
                        بينما أشجار في الغابات المجاورة، تبكي بصمت....

                        _______________________________________________ سليمى السرايري

                        سـلام من الله و ود ،

                        الله الله الله ...!!!

                        هل حاولت و نجحت أميرتنا أ. السليمى في رسم أسطورة بعث خاصة بها ؟
                        أقول : ربما حاولت و نجحت ؛ نص إتكأ على غير تناص و تقنية في بناء السردية ... و لعل الفعل
                        لمح
                        كان موفقا في تحقيق الرسالة والالتفات لبنائها ، كون اللمح يؤدي معنى الالتقاط السريع في الأفق و المدى و الرؤيا الخاصة للمبدع ..الخ
                        قرأنا عند أبي العلاء المعري في رسالة الغفران ، ودانتي في الكوميديا الإلهية مثل هذه الرؤيا - مع فارق الغرضين عندهما - فالناصة هنا تعمل على تأسيس أسطورة خاصة بها من خلال حديثها ميتة في جنازة - أطال الله بقاءها و أحسن ختامها و ختامنا أجمعين ...آمين ...
                        مطلع النص : (لمحتُ جنازتي هناك، والوجوه شبه نائمة لم تنتبه لرحيلي المفاجئ..
                        لمحتُ وجه أمّي يتيه عبر المحتفلين بي وأنا أرقص مع الملائكة رقصة وداعي الأخير بذلك الفستان الأبيض الضيّق الذي يغطّي رأسي وجسدي المتجمّد...) ينسجم تماما مع القفلة ( في مقبرة شديدة البياض صعودا إلى الجبل ...والعصافير الرمادية الجميلة تطير خلفي وقصائد كثيرة جدا تتمايل على جنبي النعش وجميع الأفلام الصوتية تركض لاهثة بزهورها وبطاقاتها الملونة التي جمعتها ذات عطاء فنيّ عالي الجودة...)
                        الفعل جذبتني و ما تلاه من ديالوج جاء على لسان الرواي دونما تدخل ، حقق الطمأنينة لها بتفاؤل طيب خاص :
                        ( جذبتني أصابع حريريّة وقالت لي : تعالي....حان الوقت.....................
                        هذا دربك ملوّن بالياسمين...............
                        وهذه أشجار اللوز تملأ مكانك الجديد
                        لا تلتفتي، اتّسعتْ مسافات الشرّ خلفك ... )
                        في الإقبال على المرحلة الثانية من حياة الإنسان ، لا بل فيه تسلية النفس المطمئنة ؛ بحيث نرحل و يبقى الأثر ...و هي تنقذ نفسها من دائرة الشر التي ستتسع - من خلال زاوية رؤيتها ... و هنا نقرأ الأسطورة الخاصة بالناصة مثال ( قصة رجل ميت ) و غيرها الكثير في الأدب العربي و الأجنبي ...
                        توافر للنص مجموعة من أدوات القص الجميل من مجموعات أحداث و حبكة و حوار و الفوكس في ( لمحت جنازتي ) المد الكلغرامي في الــ ا وكأني بالناصة تشرك القارىء بنصها و تقول له أكتب ما شئت هنا - و قد شاركت النص بالجملة الملونة بالأخضر لتوضيح زاوية رؤيتي ، واستجابة للدعوة الذكية من الناصة في هذا التكنيك البنائي ، والأمر لها في قبول مشاركتي أو حذفها- و الشخوص - مع أن النص في مجمله جاء على لسان الأنا و هو مناسب لمثل هذا النوع من القص - و لعل اختيار الزمكان ؛ في الماضي و الحاضر و المستقبل في بعديه الظاهري و الباطني / الماورائي يكشف لنا خبايا النفس من وجع و تفاؤل على حد سواء ...
                        يحسب للناصة اختيار السهل الممتنع من اللغة فهي لا تكون إلا لمبدع أصيل ... وإن كانت هذه تجربتك الأولى في فن القص فأنصح بالمزيد - و لست أجامل - فقد قرأنا ومضات شاعرية شعرية بلورية مثال :
                        هذا دربك ملوّن بالياسمين...............
                        وهذه أشجار اللوز تملأ مكانك الجديد

                        ثم إن تقنية الفونولوجية كانت حاضرة و بقوة ، و رقّصت النص وأطربتنا و بكل جمال لا ريب ... ثم إنني لاحظت تجريب أيكولوجي لنصوص ما بعد الحداثة في التوجه للطبيعية كالزيتون و العصافير و غيرها ...
                        تقبلي مروري المتواضع ، عزيزتنا و مبدعتنا أ. السليمى ؛
                        فثمة ما يقال حوال هذا النص...

                        نص فيه الدهشة و الفارق ،

                        و أتى على الجمال لا ريب ...

                        أنعم بكم و أكرم ...!!

                        مودتي و محبتي
                        ـــــــــــــــــــــــــــــــ

                        تعليق

                        • عوض بديوي
                          أديب وناقد
                          • 16-03-2014
                          • 1083

                          #27

                          للنص و فارسـته ورواد الملتقى :





                          تعليق

                          • سليمى السرايري
                            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                            • 08-01-2010
                            • 13572

                            #28
                            أستاذي الدكتور عوض بديوي


                            هذه قراءة كبيرة لا يستحقها نصّي المتواضع والحزين
                            لم أكن أدرك أن هذه "الجنازة الخيالية" ستجعل قلمك الكبير يكتب ويقوم بهذا التفكيك الخارق والتحليل العميق لرمزيته وأوجاعه وآلامه وحتى لتلك الرومانسية الموجودة بقوة رغم مشهد الموت والعيون الدامعة والطبيعة الحزينة والمخطوطات التي بقيت دهرا تنتظر في زاوية البيت...

                            يا الله أستاذي عوض لقد غيّرتَ وجهة السرد وفتحت أبواباً لتأويلات جديدة أفادتني لمواصلة الكتابة وسبق اني تأثرتُ بجدارية محمود درويش سوى مسرحية أو منه بالذات في زيارته الأخيرة لتونس رغم انه لم تكن لديّ دراية كبيرة بعالم الشعر او لعليّ كنت أتعثر في حروفي الأولى وأحبو على أرضية الورقة...

                            امتناني لعنايتك والوقت الذي خصصته لي وهذا كرم كبير جدا تشكرون عليه سيّدي.
                            -
                            فائق التقدير والاحترام لشخصكم النبيل
                            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                            تعليق

                            • جمال عمران
                              رئيس ملتقى العامي
                              • 30-06-2010
                              • 5363

                              #29
                              مرحبا الاستاذة سليمى... سرد شيق وعميق المعنى،، وصور بدت كواقعة حقيقية.... متعكم الله بالصحة وأمد فى عمركم.. مودتي
                              *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                              تعليق

                              • سليمى السرايري
                                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                                • 08-01-2010
                                • 13572

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                                مرحبا الاستاذة سليمى... سرد شيق وعميق المعنى،، وصور بدت كواقعة حقيقية.... متعكم الله بالصحة وأمد فى عمركم.. مودتي
                                شكرا استاذ جمال عمران على طلّتكم على هذه السردية
                                أدام لكم الصحة وطول العمر

                                امتناني
                                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                                تعليق

                                يعمل...
                                X