الانزياح الدلالي في الشعر الحديث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    الانزياح الدلالي في الشعر الحديث

    الانزياح الدلالي في الشعر الحديث


    الأسلوبية التعبيرية والدلالة في النقد الحديث ترتكز على أنماط من التحولات الأسلوبية في الشعر ومنها الانزياح بأشكاله. نظام الربط في الجملة الشعرية والتكرار .. وبناء على ما ذكر يمكن تناول بعض من هذه الانزياحات كمدخل أول لهذا الموضوع المتشعب مع ضرب الأمثلة المبسطة.

    الانزياح الدلالي :

    إذا كان الانزياح أو الانحراف عن المعيار من أهم الظواهر التي تميز اللغة الشعرية عن السردية مع منحها شرف الشعر وخصوصيته. فإن هذا النوع من الانزياح يتسم ببعض الثيمات المصاحبة له كالابتكار والجدة والنضارة والإثارة. ومن الأمثلة على الانزياح الدلالي ما يسمى بانزياح النعوت عن منعوتاتها المتعارف عليها وكمثال عل ذلك من قصيدة للشاعر بدر شاكر السياب " أنشودة المطر "

    عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
    أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر

    فجعل بدر العينان غابتا نخيل رغم قسوة شجر النخيل لكن جاءتا في هذا السياق على نحو مغاير تماماً خاصة مع إضافة دلالة السحر وهي اللحظة القريبة من طلوع الفجر وانبثاق الشعاع الأول للشمس مما أضاف ليونة وطرافة على المعنى . كذلك الشرفتان هذا الجسم الرخامي القاسي حي ظهرتا على غير ما هما عليه بإطلاق صفة ابتعاد ضوء القمر عنهما قليلاً قليلاً في هاتين الصورتين استطاع الشاعر السياب أن يخلق انزياحاً دلالياً غاية في الروعة.

    يتبع ...
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثلجي; الساعة 06-05-2010, 05:49.
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    #2
    [align=right]
    الاستعارة التنافرية

    وهي صورة بلاغية تقوم على الجمع بين متنافرين لا علاقة جامعة بينهما لخلق منظومة شعرية ذات دلالة ومغزى . وكمثال بسيط من النثر وهو الكلام الذي يحقق الملاءمة الإسنادية للموصوفات كأن تسند الألوان أو الصفات الى موصوفاتها على سبيل المثال: البحر أزرق .. العشب أخضر .. الطين بني .. وهكذا .

    لكن في الشعر يختلف الأمر ليتحقق التنافر المطلوب وهو ابتداع شعري تخيلي بحت وكمثال على ذلك قصيدة " لم هذا الخوف "محمد ثلجي

    يومياً
    يختلطون جلوداً كالسمك المكبوبِ
    على شبك الموتِ
    فأسرح مع لون العشب البنيِّ
    ونافذة فارغة في الخلفِ
    الآنَ سأهرب للزحمةِ
    آهٍ ... ما أبطأ هذا العمرَ
    وما أقصرْ

    فالتعبير العشب البنيُّ أحدث تنافراً مع تقدير النوع واللون والتنافر الحاصل بينهما هو ما ضمن خلق بعد جديد للمعنى المراد منه . فالعشب بدلالة الجسد كما أخبر عنه "يختلطون جلوداً" ودلالة العشب للكثرة وليست للنوع وهذه المفارقة هي من صنعت من هذه الجملة، الشعرية المطلوبة.
    [/align]
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ

    تعليق

    • مصطفى الصالح
      لمسة شفق
      • 08-12-2009
      • 6443

      #3
      بارك الله بكم استاذنا الكريم

      نحن بحاجة الى مثل هذه المعلومات المفيدة

      كل المحبة والتقدير
      [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

      ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
      لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

      رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

      حديث الشمس
      مصطفى الصالح[/align]

      تعليق

      • محمد ثلجي
        أديب وكاتب
        • 01-04-2008
        • 1607

        #4
        [align=right]
        الإسناد النحوي

        الجملة نوعان: الاسمية والفعلية : باتساق وانسجام فيما بينهما تتشكل الجملة النثرية العادية أو ( الإيصالية ) أما على مستوى الشعر فالاختلاف كلي على سبيل المثال حين نقول : "شقت السفينة عرض البحر" جمله عادية إيصالية بحيث أوصلت المعنى على أكمل وجه بالمقابل لو قلنا : شقت عيونك قلب البحر .. اختلف المعنى كلياً وأصبح لدينا جملة شعرية متسقة منسجمة مع الابتداع الشعري. وكمثال على الإسناد النحوي قصيدة "مستوحشاً مثل رقيم " للشاعر شكري بوترعة :

        وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..
        أرى في المنام
        يدي تزرع الريح في قرى المحبطين ..
        أصيح : هنا مات قريني بضربة زهر ..
        هنا اشتبك العاشق مع الحدائق وسقط في الأسر ...

        إن القضية الأساسية في لغة شكري هي نقده للواقع بالهروب نحو اجتراء الحلم والأفعال التي استعملت في هذا الجزء جلها ماضية كأنه يشير لماضٍ بقصد فعل المقارنة والمفارقة ومفردة الموت التي جاءت في نهاية المقطع عبارة مؤلمة بتضمين الضربة ونهاية مفروضة لهذا الحلم بحيث نقل الدلالة المفضية عن حلم المحبطين من يبحثون عن العيش الكريم في أحلامهم للواقع المرير الذي يصطدم بالموت المحتوم. فكأنه أعاد تشكيل الدلالة الإنسانية وإسنادها لواقع مرير لا يقبل وجود هؤلاء مما جعل من الأحلام الطريق الوحيد للتعبير عن احلامهم وطموحاتهم.
        [/align]
        ***
        إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
        يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
        كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
        أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
        وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
        قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
        يساوى قتيلاً بقابرهِ

        تعليق

        • محمد ثلجي
          أديب وكاتب
          • 01-04-2008
          • 1607

          #5
          الانزياح الإضافي :

          هي المفاجئة التي ينتجها حصول اللامنتظر من خلال المنتظر أي أن يتوقع المتلقي مضافاً إليه يتلاءم والمضاف. كأن تتوقع بعد كلمة طعنة الرمح أو السيف لكن أن يضاف لها كلمة طعنة الريح أو الخوف هكذا يصبح لدينا انزياح اضافي شعري بحت: وكمثال مبسط على ذلك قصيدة جميلة بعنوان " أغنية الرحيل " للشاعر مجد أبو شاويش يقول فيها :

          يَبتَلِعُنَا الفَرَاغُ ،
          تُوصَدُ نَوافِذُ العُمْرِ ،
          وَتَتَهَاوَى شَظَايَا أيّامِنَا فُتَاتَاً
          إِثْرَ طَعَنَاتِ الرِّيحْ

          يبتلعنا الفراغ هذا الابتكار الذي صنعه الشاعر كان غاية في الروعة والجمال بحيث زاوج بين الابتلاع والفراغ وحرك على نحو ما المجال التقريري ساعياً إلى دائرة الشعر رغم كونهما لا يتفقان "إضافة" في بينهما فالابتلاع شيء والفراغ شيء آخر. في النهاية جعل من هذا التزاوج قيمة شعرية وفنية مميزة.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثلجي; الساعة 19-02-2010, 13:46.
          ***
          إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
          يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
          كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
          أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
          وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
          قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
          يساوى قتيلاً بقابرهِ

          تعليق

          • محمد ثلجي
            أديب وكاتب
            • 01-04-2008
            • 1607

            #6
            [align=right]
            الانزياح التركيبي

            وهو مخالفة التراتبية المألوفة في النظام الجملي. من خلال بعض الانزياحات المسموح بها في الاطار اللغوي كالتقديم والتاأخير في بعض بنى النص كتقديم الخبر على مبتدئه. أو الفاعل على الفعل أو النتيجة على السبب. كذلك الحذف الفني الذي يستغني عن بعض البنى والمفردات سعياً وراء التلميح لا التصريح، الذي هو أبلغ أثراً وأعمق دلالة. كذلك حذف بعض الكلمات والاستغناء عنها ببعض النقاط كدلالة مسكوتة عنها. وهذا في العادة ما يشمل النصوص ذات البعد السياسي والغزل الحسي. ومن الأمثلة على تلك الانزياحات التركيبية قصيدة " حتى تراه " للشاعرة آمال الساعي.

            وهل تجدي السخرية ملهاة
            تضج سمعك
            أنا الوحل وهذا الحوض لي
            وماءك يستغيث ... الفراغ
            فجوة تصحو في ليلك.... مرآة


            يلاحظ تقديم المفعول به "وماءك "على الفعل "يستغيث" وأصل الجملة هي " يستغيث الفراغ ماءك" لكن الشاعرة آثرت قلب النظام الجملي لتثير بذلك شهوة القارئ وتضيف للمعنى والفكرة بعض الغموض والنسغ الشعري للسياق.
            [/align]
            ***
            إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
            يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
            كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
            أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
            وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
            قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
            يساوى قتيلاً بقابرهِ

            تعليق

            • محمد ثلجي
              أديب وكاتب
              • 01-04-2008
              • 1607

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
              بارك الله بكم استاذنا الكريم

              نحن بحاجة الى مثل هذه المعلومات المفيدة

              كل المحبة والتقدير
              أخي الحبيب مصطفى الصالح هكذا أنت تبحث دائماً عن الفائدة
              وهذا هو الأديب والشاعر دائم التجدد والتعطش للمعرفة أينما وممن كانت.
              تحياتي وتقديري
              ***
              إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
              يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
              كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
              أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
              وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
              قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
              يساوى قتيلاً بقابرهِ

              تعليق

              • محمد المهدي السقال
                مستشار أدبي
                • 07-03-2008
                • 340

                #8
                بصدر رحب

                أخانا محمد ثلجي
                تحية ودية
                أسأل عما إذا كان العرض منتهيا لقراءته ؟

                " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                تعليق

                • محمد ثلجي
                  أديب وكاتب
                  • 01-04-2008
                  • 1607

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
                  أخانا محمد ثلجي
                  تحية ودية
                  أسأل عما إذا كان العرض منتهيا لقراءته ؟
                  أهلا بك أستاذي القدير محمد مهدي السقال ومساء الخير

                  ما زلنا في بداية العرض وما تلك سوى فاتحة أقدمها للأخوة الشعراء والأدباء في ملتقى المبدعين العرب، موضوحاً فيها بعض جوانب النقد وأسسه في عملية فرز النصوص وتقديمها بشكل يتلاءم وحجم العمل.. إضافة للهوامش وبعض المراجع التي استنبطت منها هذه الدراسة المتواضعة.

                  تحياتي وتقديري لوجودك الجميل
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثلجي; الساعة 19-02-2010, 13:46.
                  ***
                  إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                  يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                  كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                  أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                  وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                  قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                  يساوى قتيلاً بقابرهِ

                  تعليق

                  • محمد المهدي السقال
                    مستشار أدبي
                    • 07-03-2008
                    • 340

                    #10
                    بصدر رحب

                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ثلجي مشاهدة المشاركة
                    أهلا بك أستاذي القدير محمد مهدي السقال ومساء الخير

                    ما زلنا في بداية العرض وما تلك سوى فاتحة أقدمها للأخوة الشعراء والأدباء في ملتقى المبعدين العرب، موضوحاً فيها بعض جوانب النقد وأسسه في عملية فرز النصوص وتقديمها بشكل يتلاءم وحجم العمل.. إضافة للهوامش وبعض المراجع التي استنبطت منها هذه الدراسة المتواضعة.

                    تحياتي وتقديري لوجودك الجميل
                    شاكر لك اهتمامك بالرد
                    أخي محمد ثلجي
                    أتابع عرضك القيم .
                    محبتي الصادقة

                    " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                    تعليق

                    • محمد ثلجي
                      أديب وكاتب
                      • 01-04-2008
                      • 1607

                      #11
                      [align=right]
                      شعرية عنوانات القصائد والدواوين

                      لا شك أن العنوان أصبح ذا أهمية كبيرة في الشعر الحديث، إن لم يكن جزءًا من بنية القصيدة والعمل المكتوب. ولو بحثنا في أردان التاريخ ونبشنا صناديقه لوجدنا كثيراً منها كان على نحو مميز ملفت للإنتباه.

                      في الشعر الحديث اختلف الأمر وأخذ بعداً آخر. فبعض العنواوين كان رمزاً بعيداً عن جو النص ومضمونه وبعضها معبراً عن القصيدة بأسرها. كما عمل الشاعر الفطن على صياغة عناوينه باتجاهات عدة كأن يصوغ منها صفات متنافرة، نحو: "طريق الحرير" آمال الساعي ، "قرن كنعان" مصطفى الصالح، " قصب الملح " محمد ثلجي. "ملامح خيبة"حيان حسن. أو أن يصوغها بأشباه الجمل، نحو: "بيت في الغيم "محمد بوحوش. "من أوراق عابر سبيل"ربيع عقب الباب.

                      أيضاً هناك ثمة نوع من العناوين لتشكيل الإثارة والإغراء لما تحمله من عناصر ببعد وتوقيعات إما سياسية أو دينية أو جسدية.
                      [/align]
                      ***
                      إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                      يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                      كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                      أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                      وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                      قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                      يساوى قتيلاً بقابرهِ

                      تعليق

                      • محمد ثلجي
                        أديب وكاتب
                        • 01-04-2008
                        • 1607

                        #12
                        [align=right]
                        [align=right]
                        توظيف أدوات الربط " وجوداً وعدماً "

                        هذه التقنية الأسلوبية ظهرت بشكل جليّ في الشعر العربي الحديث. حتى باتت تشكيل أسلوبي فني، يمكن أن يفيد منه النص، ويحقق له مستوى جمالياً فريداً.

                        قديماً صنف هذا النوع من الأسلوب تحت مسمى ( الوصل والفصل ) بمعنى أن الوصل هو عطف جملة على أخرى. وعكسه الفصل، وهذا مألوف ومتبع في الجملة النثرية الإيصالية. اما على مستوى الشعر يصبح الامر مختلفا، إذ يكتفي الشاعر بربط جزئيات السطر الشعري بتجاوز دواليه. مع احتمالية ترك العطف بفعل أنه أبلغ من ذكره.

                        ومن الأمثلة على تصدر أداة العطف كل السطر الشعري في المقطع الواحد قصيدة للشاعر احمد جنيدو بعنوان" تفاسير كان "

                        إنني وجعٌ، لا يحيدُ، فهل يدركون.؟
                        دعيني بصمتي، ففي لغة العشق ألف قتيل ْ.
                        وألف دليل ٍ، وألف سبيلْ؟ ولا يعبرون.
                        على صفحة الحب أرسم وجها ً،
                        وأبدأ خطـّيْ الصغير

                        ففي لغة العشق ألف قتيل / وألف سبيل/ وألف دليل/ ولا يعبرون. هذا التكرار خطر جداً في أغلب الأحيان فكون التكرار وخاصة أحرف العطف يؤثر في كون المعنى منطلقاً مع كل جملة شعرية، إلا أنه قد لا يبعث على الملل ومبدأ عطف الجملة على سابقتها كدلالة رجعية للمعنى المترابط المتراص مع بعضه.

                        التقنية الثانية هو خلو المقطع من أدوات الربط وهذا أبلغ من الأول ويكون الاستغناء عنه بتوالي أفعال الأمر أو الماضية. ومثال على ذلك قصيدة للشاعرة سليمى السرايري " جوليت "

                        أخذته جنيّة الرياح الأربعة
                        أسكنته قصرها العاجيّ
                        ألبسته آخر ما نسج الموج...

                        أخذته / أسكنته /ألبسته .. كلها أفعال ماضية استغني معها عن أحرف العطف تقديراً من الشاعرة ورغبة منها لتوسيع نطاق المعنى وتركه بلا ركيزة معطوفة ليظل محلقاً على نحوٍ مستقل.
                        [/align]
                        [/align]
                        ***
                        إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                        يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                        كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                        أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                        وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                        قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                        يساوى قتيلاً بقابرهِ

                        تعليق

                        • محمد ثلجي
                          أديب وكاتب
                          • 01-04-2008
                          • 1607

                          #13
                          يمكن للجميع المشاركة والحوار على ما أنتج لغاية اللحظة لتفعيل الموضوع بالإجابة عن التساؤلات والملاحظات قدر الممكن زيادة في التوضيح والتعليل .
                          ***
                          إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                          يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                          كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                          أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                          وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                          قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                          يساوى قتيلاً بقابرهِ

                          تعليق

                          • رعد يكن
                            شاعر
                            • 23-02-2009
                            • 2724

                            #14
                            العزيز ( محمد ثلجي )

                            تحية وشكر لك على الإفادة ..

                            (( متابع بشغف ))

                            مودتي

                            رعد يكن
                            أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

                            تعليق

                            • سعاد عثمان علي
                              نائب ملتقى التاريخ
                              أديبة
                              • 11-06-2009
                              • 3756

                              #15
                              الأستاذ الكبير محمد الثلجي
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              استاذي..أنت كريم أخلاق وكريم عطاء
                              مليون شكر على ماقدمته لنا عن النقد والشعر والأدب
                              -لقد كان تقديمك في كبسولات علمية غنية وسهل هضمها
                              وقسمتها تقسيمات متسلسلة متتابعة؛غاية في األإبداع التعليمي
                              ...وهاانذا أتابعك...وانهل من علمك العطر
                              وأشكرك على الجهد الكبير فأن ا أعرف مشاق التلخيص والشرح
                              بارك الله فيك مع أطيب أمنياتي
                              سعادة
                              ثلاث يعز الصبر عند حلولها
                              ويذهل عنها عقل كل لبيب
                              خروج إضطرارمن بلاد يحبها
                              وفرقة اخوان وفقد حبيب

                              زهيربن أبي سلمى​

                              تعليق

                              يعمل...
                              X