يا أنتَ، وحدَكَ قائمٌ،
الريحُ تعصفُ، والطريقُ طويلةٌ،
الموجُ من كلِّ اتجاهٍ،
والشراعُ تمزّقتْ أوصالـُهُ.
كم أحرقـْتـْكَ صواعقُ الأحبابِ،
واشتعلت ْدروبـُكَ بالعتابِ،
وحاصرتـْكَ الأسـئـلـةْ!!
لكـن َّ قلبـَكَ جمرةٌ،
عينيكَ ساهرتانِ،
روحـَكَ مُفعم ٌ بالحبِّ،
أنتَ
- كما خـُلـِقـْـتَ، وسوف تبقى -
شعلةٌ،
للسائرينَ بكـلِّ دربٍ.
سنديانٌ،
تستظلُّ به القلوب ُالمُـثـْقــَلـةْ!!
يا أنتَ وحدكَ
لا يراك العابرونَ،
لأن وَهْجَكَ
ضاءَ فاختطف العيونَ،
وضاق عنه الأُفـْقُ،
ذابت فيه كل ُّالأمثلةْ!
يا أنتَ وحدكَ،
سالكٌ طُرُقَ الحياةِ
تردُّ عن قدميكَ
أوشابَ الدروب الموحلة ْ
ترتاد من قمم الجبالِ
ذرى النسورِ
ومن بحار الوجد أعمقها،
ولا يعنيكَ ما يلقاكَ
من عنتٍ،
وأبوابٍ على صُمِّ الجنادلِ مقفلةْ!
يا أنتَ
وحدكَ دائماً،
حتى وَحَوْلـَك َكلُّ من مرّوا بروضكَ،
واحترفتَ الموتَ
في حيواتهم،
ومنحتهم من سرِّ وهجكَ أجملـَهْ!
تعليق