بِالحِبْرِ السِّرّي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #16
    الأستاذة جهاد بدران، تحية المسلمين ألقيها على حضرتك، و تحيتهم السلام عليك ورحمة الله و بركاته. أولاً دعيني أتقدم لك بأحر التهاني بمناسبة منصبك الجديد، رئاسة قسم الديوان، الذي طالما تمنيته لك لأنك أهله و أكثر. أعانك الله على تحمل العبء.

    ثانياً، أود أن أشكرك على ما تقدمت به من قراءة متأنية تردفها استقراءات متشعبة لما يمكن أن يتفق معك عليه ثلة من المتابعين للأحداث، ومن ثم يسهل التلاقي عند الاسقاطات السوسيوانتبرولوجية لفلسلفة واقعنا المسلم و العربي المعاصر. و كما سبقت مني الإشارة إلى كون هذه الأفكار ماهي سوى إرهاصات فكرية وليدة المشاهدة للواقع، أستأذنك لتسميتها لو شئت، بمنهاجية induction، أي من الواقع نعاينه ثم ندرسه لنصعد إلى النظرية و ليس العكس (deduction)، حين تكون لدى المفكر و الأديب فكرة أو مرجعية مسبقية (ايديولوجيا) يحاول جاهدا أن يطوع لهواها الواقع حتى وإن لم يتسع لحملها و لم تنطبق عليه بالخصوص. و هذا مانحاول تفاديه قدر الإمكان، وهو ما يطابقه من التأويل دراستك المستفيضة لواقع المجتمعات التي ترعرعنا فيها و كنا ولا نزال جزءا مهما في سيرورتها و ربما في وجودها ككيان قائم بذاته. و عليه، فكل مجتمع لا ينطبق عليه تسمية مجتمع (ذكرت في القرآن كريم بلفظ “أمم” شملت التسمية الناس و الدواب “أمم أمثالكم”) إذا خلا من عناصر مكونة له تدب فيها الحياة و تعمل عناصره وتنشط لتحقيق الوجود و كذا التعايش والاستمرارية حتى يقاوم خطر التشرذم و التشتت والاندثار.

    أين يتجلى دور الفرد (الإنسان) داخل المجتمع؟ و إلى أي حد يمكن اعتبار الفرد بمثابة الحلقة الأهم في ترابط و تماسك سلسلة المجتمع؟ و كيف يمكن للمجتمعات أن تقارن بعضها بعض انطلاقا من إشكالية التعامل مع الإنسان داخل كل مجتمع على حدة؟ كلها أسئلة طرحت نفسها على الفلاسفة والمفكرين والأدباء و المثقفين و غيرهم من صناع الفكر و مربي الأجيال عبر العصور. و انبثقت من الارهاق الفكري بشأنها نظريات الاجتماع و السوسيولوجيا و الفلسفة منها الوضعية و الماركسية و الوجودية و الفينومينولًجيا و غيرها من الأطروحات المتباينة و المتناقضة و المتشددة و المتذبذبة، كانت ولاتزال تسعى إلى فهم دور و مكانة الإنسان (ذلك المجهول، والعبارة للطبيب المفكر ألكسيس كاريل)، ذلك الكائن الذي خلق الله و عمره في الأرض ليحقق الازدهار و التميكن بالعمران و الحضارة و الزراعة والصناعة والعلوم و الفنون؛ و كذلك هو نفس الإنسان الذي على يديه تحققت الإبادات و كانت الصراعات رمزا لماهيته.

    لاغرو أن التفكير في مثلها إشكاليات كان ولا يزال عملية ذهنية تتطلب الجهد و النقاش لكن مانقترحه بكل بساطة هو النظر فيها انطلاقا من الواقع الذي نعيشه. و هذا ما وجدته في مداخلات أخي حاتم و في مداخلتك النيرة، أستاذة جهاد.

    حفظك الله ونفعنا بعلمك.

    مودتي

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 28-11-2020, 18:43.

    تعليق

    • رياض القيسي
      محظور
      • 03-05-2020
      • 1472

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد مشاهدة المشاركة
      الاخ رياض
      بالعكس تماما خالفتك الراي لأنني فهمت كلامك جيدا فلعلك لم تقصد ولكن هذا ما قرأت.
      فارغ كالطبـل الكبير
      لا يصدر منه الا الضجيج
      ألم تلاحظ تركيبة الجملة التي ورد فيها ، لا النافية، كل من يقرأ يفهم أن لا قيمة للطبل الكبير الا ما يصدره من ضجيج.
      والضجيج يا صاحبي يوافقه التوتر يقال الضَّجِيجُ: الضَّوْضَاءُ، الْجَلَبَةُ.
      هذا ما حاولت أن تقنعنا به، او على الاقل هذا ما فهمته، فاعذر فهمي الثقيل.
      شكرا لايمانك بأن الاختلاف قيمة ثابتة..يقول المثل عندنا، اسمع الكلام الحار ولا تستمع الى الكلام المعسول..
      وكما قلت آنفا أحترم رأيك وهو لا يلزمني في شيء لأن الطبول لا تصدر الضجيج الا عندما يكون صاحبه لا يتقن الايقاع الحسن. ربما ما زال يتعلم.
      مجرد مزحة..تقبل تحيتي
      استاذ حاتم..
      لاحظ الاختلاف كم مفيد
      ولاحظ ايضا انا قلت بعضهم
      للدلالة على ان مقصدي رسالة
      لــ البعض..لم أحاول ان اقنعكم
      بشيء.. لاني لم اقل الديك الفارغ
      او الجمل الفارغ.. صورة أمامي
      يوميا لشخوص تهرج وتهرج وتهرج
      وترى تهريجه ضجيج لا ينفع احدا
      وانا كذلك غير ملزم بأي رأي اخر
      لكنـــي احترم الجميع
      تقبل مودتي واحترامي

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد مشاهدة المشاركة
        اقتبس من رد الاستاذة البهية جهاد بدران: لغة الفكر والتجلي تسمو نحو أفق واسع، تأخذنا لهندسة قواعد الوجود عمليا داخل مجتمع ما، فالفرد دون مجتمع يكون له حيّز قليل، والمجتمع دون أفراد صالحين، لا يرتقي نحو المكانة التي تساهم في تطوره نحو دروب الصلاح..
        لعلها الخلاصة للعلاقة الحميمية بين الفرد والمجتمع التي تحدد قيمة العمل والمساهمة في بناء الصرح الحضاري للشعوب..قال الأديب..حدد لي قيمة الفرد داخل مجتمعه، احدد لك قيمة المجتمع. اي أن القيمة الفردية تحدد القيمة الجماعية، ولكن القولة سلطت الضوء على الفعل السياسي والقوانين التطبيقية للحكم.
        الفرد ذات بشرية مجتمعية لها خصائص منها النقص ومنها الكمال، ونقصد بالنقص، أصحاب الحاجات الخصوصية، الذين تكون لديهم مشاكل صحية سواء عند الولادة أو بعد حوادث، هؤلاء يعتبرون مسؤولية المجتمع، عليه ان يرعاهم ويفكر في شؤونهم.
        أما ما نقصده بالفرد الكامل فهو الشخص السليم القادر على تأمين احتياجاته عند العمل. وهذا الاخير يتوجب على المجتمع أن يفكر فيه بتوفير العمل المناسب.
        وهكذا عندما يؤمن المجتمع بقيمة أفراده ويفكر في مستقبلهم تتحدد قيمة المجتمع في عيون من ينظر اليه.
        ويبقى الراي لصاحب النص أن يطلعنا على مراده ان شاء فهو قولة فلسفية تتطلب بحثا عميقا وتنصهر فيه عدة ميادين واختصاصات.
        هذه هي الفلسفة ، كل، بالشدة فوق اللام، تصب فيها جميع الاختصاصات.
        شكرا لطيب حديثك استاذتنا ومساهمتك القيمة التي فتحت لنا عدة آفاق.
        شكرا سيدتي
        صديقي حاتم، السلام عليك ورحمة الله و أسعد الله أوقاتك بكل طيب.

        تسألني عن قصدي من المقولة التي وردت في النص موضوع نقاشنا الجميل هذا. و إن في تعليقك ذاته توجد الإجابة الكافية الشافية و هي ما أقتبسه من مداخلتك بقولك:

        الفرد ذات بشرية مجتمعية لها خصائص منها النقص ومنها الكمال، ونقصد بالنقص، أصحاب الحاجات الخصوصية، الذين تكون لديهم مشاكل صحية سواء عند الولادة أو بعد حوادث، هؤلاء يعتبرون مسؤولية المجتمع، عليه ان يرعاهم ويفكر في شؤونهم
        .
        انتهى.

        دعني أفشي لك بسر: اطلع على المداخلات بعض المقربين من الذين أعتز بمعرفتهم و الذي كان حاضرا بذاته حين كنا في حصة مشي مسائي كالعادة نتناقش حول بعض القضايا المجتمعاتية و نحن نمشي لاستنشاق الهواء العليل. فاستغرب من مداخلتك التي اقتبست منها كلامك و طار من مكانه قائلا: و كأن الأستاذ حاتم كان ثالث ثلاثة يمشي معنا في تلك الليلة! لأن المقولة أعلاه تمخضت عن نقاشنا في تلك الحصة المشائية حيث كنا في حديث عن موضوع العناية بذوي الحاجيات الخاصة و مدى اهتمام بعض الأنظمة في بعض المجتمعات التي كنا نتدارس أنماطها من وضع قوانين صارمة و مساطر مفصلة و طرق مخصصة في الشغل و البيت و الطرقات و الإدارات و غيرها لتشملهم مسيرة التقدم فيكونوا عضواً غير مهمش داخل المنظومة المجتمعاتية التي ينتمون إليها. و من ثم جاءت خلاصة النقاش بمثابة عصارة التفكير في المشكلة و سقتها على شكل اقتراح فكري كما قدمته بين يدي القاريء لمواصلة التدارس.

        فهذا جوابي على سؤالك.

        و قد كنت دقيقا أكثر مني في وضع الأصبع على محل الداء و جاء ردك للداء شافياً.

        دمت في سلامة البدن و العقل و الدين.

        مودتي

        م.ش.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 29-11-2020, 15:38.

        تعليق

        • بوجمعة الهذيلي
          عضو الملتقى
          • 18-11-2020
          • 32

          #19
          حِكم و جمال
          فزدنا منها أيها الحكيم

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة بوجمعة الهذيلي مشاهدة المشاركة
            حِكم و جمال
            فزدنا منها أيها الحكيم
            و لك من الكرم نصيب، شكرا لك على جميل المرور و كريم الحضور.

            مودتي

            م.ش.

            تعليق

            • حاتم سعيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 02-10-2013
              • 1180

              #21
              صديقي وأستاذي العزيز محمد شهيد
              وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

              تسألني عن قصدي من المقولة التي وردت في النص موضوع نقاشنا الجميل هذا. و إن في تعليقك ذاته توجد الإجابة الكافية الشافية و هي ما أقتبسه من مداخلتك بقولك:
              الفرد ذات بشرية مجتمعية لها خصائص منها النقص ومنها الكمال، ونقصد بالنقص، أصحاب الحاجات الخصوصية، الذين تكون لديهم مشاكل صحية سواء عند الولادة أو بعد حوادث، هؤلاء يعتبرون مسؤولية المجتمع، عليه ان يرعاهم ويفكر في شؤونهم.
              انتهى.

              قرأت ما كتبته..حاتم كان ثالث ثلاثة يمشي معنا في تلك الليلة! لأن المقولة أعلاه تمخضت عن نقاشنا في تلك الحصة المشائية حيث كنا في حديث عن موضوع العناية بذوي الحاجيات الخاصة و مدى اهتمام بعض الأنظمة في بعض المجتمعات التي كنا نتدارس أنماطها من وضع قوانين صارمة و مساطر مفصلة و طرق مخصصة في الشغل و البيت و الطرقات و الإدارات و غيرها لتشملهم مسيرة التقدم فيكونوا عضواً غير مهمش داخل المنظومة المجتمعاتية التي ينتمون إليها. و من ثم جاءت خلاصة النقاش بمثابة عصارة التفكير في المشكلة و سقتها على شكل اقتراح فكري كما قدمته بين يدي القاريء لمواصلة التدارس.
              وأقول..ان الاجساد تبتعد والأفكار تطير وتقترب. فكم من فكرة عمرها آلاف السنين خلدت أصحابها ولازلنا نستشهد بها في كل عمل.
              كم أسعدني أن أكون ثالث المجموعة وينال نصي الحضوة والانتشار ويساهم من حيث لا أدري في ايجاد حل لمجتمعات العالم..فكلنا اخوة..
              والناس صنفان :إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق
              هكذا علمنا الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه.
              ثم وجدتك تقول..
              و قد كنت دقيقا أكثر مني في وضع الأصبع على محل الداء و جاء ردك للداء شافياً.
              فالحمد لله أن أجرى الخير على فمي وعبرت كلماتي أو شرحت ما كنت تريد قوله..
              كنت يا صديقي صاحب الفكرة وأشهد على ذلك وكل ما قمت به هو الشرح والتوسع في أبعاد قولك بمساهمة من الاخوة المتدخلين وبالمناسبة أوجه لهم التحية.
              الحقيقة أيضا أن لدى كل البشر نقص وهو ما يتعارض شيئا ما مع الفئتين التين حددتهما.
              لا يوجد كمال كما يمكن ان نعتقد حتي في الأشخاص السليمين بدنيا والامثلة كثيرة.
              الغني والفقير والتاجر والعامل والرياضي والاعلامي والسياسي والمفكر والكاتب ورجل الدين والرجل والمراة والطفل.
              تقول لي كيف..اجيبك..
              الاعمال المشبوهة والاجرام والتحيل والتسلط والابتزاز لا تعرف تفرقة بين هذه الجموع.
              كل صنف منها قد يصبح خطرا على المجموعة اذا لم يجد طريقة يسد بها النقص الذي لديه.
              وأكبر نقص نعرفه في المجتمع هو الأخلاق ومنها العفاف والتعفف والمؤاثرة والقناعة والتربية السليمة..
              وهذا أمر يحتاج منك اضافة لقولتك..
              ربما نقول..تتحدد قيمة الفرد داخل المجتمع بما يكتسبه من أخلاق وتربية..كما تتحدد قيمة المجتمعات بتشريعاتها التي تكمل نقص الأفراد.
              شكرا أخي محمد وسلامي لثالثنا ورابعنا وخامسنا ممن يفكر في تقويم كل اعوجاج داخل المجتمع.
              تحياتي

              من أقوال الامام علي عليه السلام

              (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
              حملت طيباً)

              محمد نجيب بلحاج حسين
              أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
              نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #22
                ليكن ردّي الثاني هكذا :
                -
                بالله يا صديقي محمد ماذا سأقول أمام هذا الكم العميق من الردود؟؟
                فلحاتم كل الكرم لما تفضل به
                ولجهاد كل السلام لما جاءت به
                فأين أنا من هذه الأقلام الشاسعة التي تشبه ايقاعات الطبول التي تقشعرّ لها الأجسام
                حين يكون العرض شاهقا كما شاهدته مؤخرا على خشبة المسرح...؟

                حقيقة كان السحر في عرض فرجوي للطبول الكبيرة والصغيرة على ايقاعات وضربة رجل واحد
                بينما الضربات الأخرى البطيئة والتي ترتفع شيئا فشيئا بفنيات عالية لتختلط بالأولى فتتمازج وتتراقص فيصبح الصوت عبارة عن صوت بديع وعجيب لا ينتمي إلى عالمنا مما جعل المتفرجين يصرخون نشوة واعجابا ودهشة
                ...

                هكذا هي الطبول وهكذا هي الضربات التي نعتقد انها جوفاء...!!
                وها أنا هنا أتمايل على ايقاعات طبول لا تقلّ رهبة وجمالا وأنا أقصد الردود الكبيرة والعميقة
                على
                هذه الشذرات ، ومنها ردودك طبعا...

                فرحماك سيّدي المفكّر محمد شهيد ....!!
                لا تغرّني بعُلبِ الشكولاطة التي وعدتني بها،
                ولا تغرّني ببطاقات معايدة ترسلها لي من مدينة الضباب...

                فقط اتركي أقول لك:

                جميـــل أنت كمــا هذا المســـاء...
                -
                -
                -
                س.س

                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #23
                  صديقي حاتم، أهلا و مرحبا بك

                  اطلعت على مضمون ماجاء في مداخلتك الأخيرة. أسجل ملاحظتك بخصوص الاقتراح الذي ورد فيها على الشكل الآتي:


                  وهذا أمر يحتاج منك اضافة لقولتك..
                  ربما نقول..تتحدد قيمة الفرد داخل المجتمع بما يكتسبه من أخلاق وتربية..كما تتحدد قيمة المجتمعات بتشريعاتها التي تكمل نقص الأفراد.

                  انتهى الاقتباس.

                  أتفق مع فكرتك و سوف أحاول جاهداً أخذها بفائق الاهتمام في خضم نقاشنا الفكري حول قضية الفرد و و مفهوم قيمة الفرد داخل المجتمع.

                  بالفعل، الاقتراح الذي تقدمتَ به سيخرجنا من النطاق العام للمقولة الأصلية ليفتح لنا شهية الحديث عن مفهوم “الأخلاق” كمعطى كإشكالية فلسفية قديمة قدم الإنسان، و كقيمة دينية اتفقت عليها كل الشرائع الإلهية و كما تم التعبير عنها بصيغة “مكارم الأخلاق”. إذن، لا نعرف أمة خلت و لا دينا صحيحا ولا فلسفة قديمة ولا حديثة لم تجعل من الأخلاق قيمة سامية يرقى بها المجتمع و الفرد على حد سواء. و لعلك تتذكر معي كلمات أمير الشعراء : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فربط بقاء (وصلاح) الأمم/المجتمعات بمدى تشبثها بقيم أخلاقية رفيعة. لا اختلاف من حيث المبدأ. يبقى الإشكال مطروحا في “كيف” يتم تعريف الأخلاق من مجتمع و من أمة و من بيئة لأخرى. و أين يمكن للمفكر و الأديب و المربي أن يجدوا نقطة تلتقي عندها كل المجتمعات فيتخذوها مرجعية إنسانية موحدة في مسيرتهم نحو التألق. و نحن كمجتمع مسلم لدينا قيم أخلاقية لن أقول بأنها صالحة لكل زمان و مكان، لكن أذهب إلى أبعد من ذاك و أقول بأسلوب التحدي للأمم : إنها أخلاق لا يصلح مجتمع إلا بها! و لكن لا أثر لهذه الأخلاق في كثير من مجتمعات العالم (مسلمه و غير مسلمه) إلا من رحم الله. و منه أهمية الفكرة المقترحة للتدارس و التشاور.

                  للحديث بقية بإذن الله.

                  مودتي

                  م.ش.


                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 01-12-2020, 17:58.

                  تعليق

                  • محمد شهيد
                    أديب وكاتب
                    • 24-01-2015
                    • 4295

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                    ليكن ردّي الثاني هكذا :
                    -
                    بالله يا صديقي محمد ماذا سأقول أمام هذا الكم العميق من الردود؟؟
                    فلحاتم كل الكرم لما تفضل به
                    ولجهاد كل السلام لما جاءت به
                    فأين أنا من هذه الأقلام الشاسعة التي تشبه ايقاعات الطبول التي تقشعرّ لها الأجسام
                    حين يكون العرض شاهقا كما شاهدته مؤخرا على خشبة المسرح...؟

                    حقيقة كان السحر في عرض فرجوي للطبول الكبيرة والصغيرة على ايقاعات وضربة رجل واحد
                    بينما الضربات الأخرى البطيئة والتي ترتفع شيئا فشيئا بفنيات عالية لتختلط بالأولى فتتمازج وتتراقص فيصبح الصوت عبارة عن صوت بديع وعجيب لا ينتمي إلى عالمنا مما جعل المتفرجين يصرخون نشوة واعجابا ودهشة
                    ...

                    هكذا هي الطبول وهكذا هي الضربات التي نعتقد انها جوفاء...!!
                    وها أنا هنا أتمايل على ايقاعات طبول لا تقلّ رهبة وجمالا وأنا أقصد الردود الكبيرة والعميقة
                    على
                    هذه الشذرات ، ومنها ردودك طبعا...

                    فرحماك سيّدي المفكّر محمد شهيد ....!!
                    لا تغرّني بعُلبِ الشكولاطة التي وعدتني بها،
                    ولا تغرّني ببطاقات معايدة ترسلها لي من مدينة الضباب...

                    فقط اتركي أقول لك:

                    جميـــل أنت كمــا هذا المســـاء...
                    -
                    -
                    -
                    س.س

                    صديقتي سليمى الشاعرة الأمازيغية،
                    و كأنني بك تنتشين على إيقاعات الطبول أمام مشهد لعرض “الزيارة” الصوفي حين تؤديه في تناغم على الركح فرقة الموسيقي التونسي سليم اللجمي (صححي لي لو أخطأت الاسم).

                    أو تنقلين إلينا رقصة الطبول لفرقة شعبية من فرق جزيرة جربة و هي تؤدي وصلات من تراث بلدك الجميل.

                    أما عن الشكولاطة، فلك عليّ أن أرسلها إليك من هنا عبر البريد الجوي تحمل بطاقة من توقيعي فتصلك هناك تنتشين بها قطعة تلو القطعة فيحصل السّكْرُ بالسّكّر و يكتمل المشهد و تحلو الفرجة.

                    وأبهى ما في الحكاية ردودك الأجمل.

                    دمت بالقرب (مع مراعاة التباعد)، ليس بالمفهوم الكوروني المستحدث، لكن عملاً بمبدأ العارفين : القرب حجاب. و قد قالت العرب قديما: من جاور الماء عطش.

                    أو كما أعتقد أنه قد وصلني من بقايا التراث العامر.

                    ودي و الورد.

                    م.ش.
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 02-12-2020, 16:47.

                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #25
                      - لماذا أراك مدمن سكر؟
                      - لكثرة همومي!
                      - بل أنت مهموم لأنك تسكر.

                      م.ش.

                      تعليق

                      • الهويمل أبو فهد
                        مستشار أدبي
                        • 22-07-2011
                        • 1475

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                        - لماذا أراك مدمن سكر؟
                        - لكثرة همومي!
                        - بل أنت مهموم لأنك تسكر.

                        م.ش.
                        تبرير خطأ وتشخيص غير صائب
                        الصواب على رأي بشار:
                        إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى
                        ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه

                        تعليق

                        • محمد شهيد
                          أديب وكاتب
                          • 24-01-2015
                          • 4295

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                          تبرير خطأ وتشخيص غير صائب
                          الصواب على رأي بشار:
                          إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى
                          ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه
                          رأيت في “القذى” دقة التعبير يجمع بين درجتي المجاز في المعنيين : كدر العيش و الذل الذي يلحق المهموم في سكوته من جهة الدرجة الأولى للمجاز، و كدر الشراب في قوله “وأي الناس تصفو مشاربه” من جهة الدرجة الثانية للمجاز.

                          هذا عن شراب بشار، لو اتفقنا؛ فماذا عن سكرنا هذا، لو لم نتفق؟

                          وعلى حد قول الششتري: “سكرنا ينفعنا”

                          دائما تنثر الفوائد، كما عهدتك أستاذي أبا فهد.

                          دمت في صحة الجسم و العقل.
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 25-02-2021, 17:08.

                          تعليق

                          • الهويمل أبو فهد
                            مستشار أدبي
                            • 22-07-2011
                            • 1475

                            #28
                            عزيزي محمد شهيد
                            بشار هذا يقول، بعد صفو مشاربه، على القذى:
                            حوراء إن نظرت إليك
                            سقتك بالعينين خمرا
                            بشار أعمى!

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #29
                              دقة في التعبير و رقة في المشاعر. لم أطلع على شعر بشار من قبل. فتحت لي شهية التعرف عليه أكثر.

                              بودلير يقول كما قال بشار : اشرب لكي لا تشعر بثقل الكدر على عاتقك. خمرا أو شعرا أو فضيلة، لا يهم بأي الشراب تسكر. المهم أن تسكر!

                              تعليق

                              • محمد شهيد
                                أديب وكاتب
                                • 24-01-2015
                                • 4295

                                #30
                                - و إذا تَوَسّمَ العُقلاءُ في (رَيطة) الوفاء، فإنّه ليس لحُمقِهِمُ دَواء.

                                م.ش.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X