الأستاذة جهاد بدران، تحية المسلمين ألقيها على حضرتك، و تحيتهم السلام عليك ورحمة الله و بركاته. أولاً دعيني أتقدم لك بأحر التهاني بمناسبة منصبك الجديد، رئاسة قسم الديوان، الذي طالما تمنيته لك لأنك أهله و أكثر. أعانك الله على تحمل العبء.
ثانياً، أود أن أشكرك على ما تقدمت به من قراءة متأنية تردفها استقراءات متشعبة لما يمكن أن يتفق معك عليه ثلة من المتابعين للأحداث، ومن ثم يسهل التلاقي عند الاسقاطات السوسيوانتبرولوجية لفلسلفة واقعنا المسلم و العربي المعاصر. و كما سبقت مني الإشارة إلى كون هذه الأفكار ماهي سوى إرهاصات فكرية وليدة المشاهدة للواقع، أستأذنك لتسميتها لو شئت، بمنهاجية induction، أي من الواقع نعاينه ثم ندرسه لنصعد إلى النظرية و ليس العكس (deduction)، حين تكون لدى المفكر و الأديب فكرة أو مرجعية مسبقية (ايديولوجيا) يحاول جاهدا أن يطوع لهواها الواقع حتى وإن لم يتسع لحملها و لم تنطبق عليه بالخصوص. و هذا مانحاول تفاديه قدر الإمكان، وهو ما يطابقه من التأويل دراستك المستفيضة لواقع المجتمعات التي ترعرعنا فيها و كنا ولا نزال جزءا مهما في سيرورتها و ربما في وجودها ككيان قائم بذاته. و عليه، فكل مجتمع لا ينطبق عليه تسمية مجتمع (ذكرت في القرآن كريم بلفظ “أمم” شملت التسمية الناس و الدواب “أمم أمثالكم”) إذا خلا من عناصر مكونة له تدب فيها الحياة و تعمل عناصره وتنشط لتحقيق الوجود و كذا التعايش والاستمرارية حتى يقاوم خطر التشرذم و التشتت والاندثار.
أين يتجلى دور الفرد (الإنسان) داخل المجتمع؟ و إلى أي حد يمكن اعتبار الفرد بمثابة الحلقة الأهم في ترابط و تماسك سلسلة المجتمع؟ و كيف يمكن للمجتمعات أن تقارن بعضها بعض انطلاقا من إشكالية التعامل مع الإنسان داخل كل مجتمع على حدة؟ كلها أسئلة طرحت نفسها على الفلاسفة والمفكرين والأدباء و المثقفين و غيرهم من صناع الفكر و مربي الأجيال عبر العصور. و انبثقت من الارهاق الفكري بشأنها نظريات الاجتماع و السوسيولوجيا و الفلسفة منها الوضعية و الماركسية و الوجودية و الفينومينولًجيا و غيرها من الأطروحات المتباينة و المتناقضة و المتشددة و المتذبذبة، كانت ولاتزال تسعى إلى فهم دور و مكانة الإنسان (ذلك المجهول، والعبارة للطبيب المفكر ألكسيس كاريل)، ذلك الكائن الذي خلق الله و عمره في الأرض ليحقق الازدهار و التميكن بالعمران و الحضارة و الزراعة والصناعة والعلوم و الفنون؛ و كذلك هو نفس الإنسان الذي على يديه تحققت الإبادات و كانت الصراعات رمزا لماهيته.
لاغرو أن التفكير في مثلها إشكاليات كان ولا يزال عملية ذهنية تتطلب الجهد و النقاش لكن مانقترحه بكل بساطة هو النظر فيها انطلاقا من الواقع الذي نعيشه. و هذا ما وجدته في مداخلات أخي حاتم و في مداخلتك النيرة، أستاذة جهاد.
حفظك الله ونفعنا بعلمك.
مودتي
م.ش.
ثانياً، أود أن أشكرك على ما تقدمت به من قراءة متأنية تردفها استقراءات متشعبة لما يمكن أن يتفق معك عليه ثلة من المتابعين للأحداث، ومن ثم يسهل التلاقي عند الاسقاطات السوسيوانتبرولوجية لفلسلفة واقعنا المسلم و العربي المعاصر. و كما سبقت مني الإشارة إلى كون هذه الأفكار ماهي سوى إرهاصات فكرية وليدة المشاهدة للواقع، أستأذنك لتسميتها لو شئت، بمنهاجية induction، أي من الواقع نعاينه ثم ندرسه لنصعد إلى النظرية و ليس العكس (deduction)، حين تكون لدى المفكر و الأديب فكرة أو مرجعية مسبقية (ايديولوجيا) يحاول جاهدا أن يطوع لهواها الواقع حتى وإن لم يتسع لحملها و لم تنطبق عليه بالخصوص. و هذا مانحاول تفاديه قدر الإمكان، وهو ما يطابقه من التأويل دراستك المستفيضة لواقع المجتمعات التي ترعرعنا فيها و كنا ولا نزال جزءا مهما في سيرورتها و ربما في وجودها ككيان قائم بذاته. و عليه، فكل مجتمع لا ينطبق عليه تسمية مجتمع (ذكرت في القرآن كريم بلفظ “أمم” شملت التسمية الناس و الدواب “أمم أمثالكم”) إذا خلا من عناصر مكونة له تدب فيها الحياة و تعمل عناصره وتنشط لتحقيق الوجود و كذا التعايش والاستمرارية حتى يقاوم خطر التشرذم و التشتت والاندثار.
أين يتجلى دور الفرد (الإنسان) داخل المجتمع؟ و إلى أي حد يمكن اعتبار الفرد بمثابة الحلقة الأهم في ترابط و تماسك سلسلة المجتمع؟ و كيف يمكن للمجتمعات أن تقارن بعضها بعض انطلاقا من إشكالية التعامل مع الإنسان داخل كل مجتمع على حدة؟ كلها أسئلة طرحت نفسها على الفلاسفة والمفكرين والأدباء و المثقفين و غيرهم من صناع الفكر و مربي الأجيال عبر العصور. و انبثقت من الارهاق الفكري بشأنها نظريات الاجتماع و السوسيولوجيا و الفلسفة منها الوضعية و الماركسية و الوجودية و الفينومينولًجيا و غيرها من الأطروحات المتباينة و المتناقضة و المتشددة و المتذبذبة، كانت ولاتزال تسعى إلى فهم دور و مكانة الإنسان (ذلك المجهول، والعبارة للطبيب المفكر ألكسيس كاريل)، ذلك الكائن الذي خلق الله و عمره في الأرض ليحقق الازدهار و التميكن بالعمران و الحضارة و الزراعة والصناعة والعلوم و الفنون؛ و كذلك هو نفس الإنسان الذي على يديه تحققت الإبادات و كانت الصراعات رمزا لماهيته.
لاغرو أن التفكير في مثلها إشكاليات كان ولا يزال عملية ذهنية تتطلب الجهد و النقاش لكن مانقترحه بكل بساطة هو النظر فيها انطلاقا من الواقع الذي نعيشه. و هذا ما وجدته في مداخلات أخي حاتم و في مداخلتك النيرة، أستاذة جهاد.
حفظك الله ونفعنا بعلمك.
مودتي
م.ش.
تعليق