اقرأ..لو حكينا نبتدي منين الحكاية..أجمل البدايات

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاتم سعيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 02-10-2013
    • 1180

    اقرأ..لو حكينا نبتدي منين الحكاية..أجمل البدايات

    اقرأ ..لو حكينا، نبتدي منين الحكاية؟



    أضع بين ايديكم اليوم: مساهمة أولية لكافة الأساتذة في الموضوع المطروح بقسم القراءة والمطالعة، تجدون فيها مختلف التدخلات والمساهمات والردود وهو ما يشكل حلقة حوار تمكن الزائر من مطالعة جملة الاراء. وقد تغري آخرين بالاثراء..كما تمكن الباحثين من الاطلاع على العديد من التجارب وهو ما قد يساهم في تحفيز الناشئة على اعتبار المطالعة من أهم مرتكزات تكوين شخصية الفرد داخل المجتمع...الخ
    الموضوع:

    اقرأ..لو حكينا، نبتدي منين الحكاية؟
    سادتي الكرام واخوتي الأعزاء
    خير ما نبدأ به "الحمد لله رب العالمين"
    الحمد لله الذي يجمعنا اليوم في هذا الملتقى لتتلاقح الأفكار ونتشاور ونقدّم الآثار ونكشف بعض الأخبار والأسرار ونقدم الابداع العربي بحروفه اللامعة.
    مرحبا بكم جميعا في قسم القراءة والمطالعة وفي محاور أخرى يمكن اقتراحها.


    حدثنا عن قصّتك مع "اقرأ"

    حاتم سعيد :
    هو كاتب وباحث من تونس، عشق الرفوف منذ الصغر، فكان لها أكبر الفضل في حياته. متعة القراءة والمطالعة في حياة الفرد والمجموعة أعتبرها باختصار: رياضة فكريّة تنمّي العقل والروح والجسد.
    فهل من مساند ومشارك يحدثنا عن قصته مع عالم الحرف:"اقرأ"؟


    -رياض القيسي :
    اعلامي ومدرب دولي للتنمية":القراءة والمطالعةهي غذاء فكري وتثقيف للشخصية وعدم المطالعة تجعل من شخصية الانسان فقيرة ، بل لن يجد له مكانا في أي مجتمع او مجلس.لكن المهم تثقيف الشخصية في مختلف المجالات لتسع معرفته..

    - قسم القراءة والمطالعة:
    صدقت أخي، أضيف أن أول خطاب بني عليه الاسلام قد ورد يصيغة الأمر "اقرأ"، فهو قيمة للانسان ليعلم ما بامكانه أن يفعل، والقراءة والمطالعة أداة من جملة الأدوات لولوج طريق المعرفة وتحقيق الذات، شكرا على مداخلتكم وتحياتي العميقة أستاذ القيسي.

    -منيرة الفهري"مدير عام ورئيس ملتقى الترجمة":
    موضوع شيق و سأحكي لكم فيما بعد عن تجربتي في القراءة والمطالعة..
    تحياتي لك و تمنياتي لك بالتوفيق بإذن الله تعالى.


    -قسم القراءة والمطالعة:
    مرحبا بك سيدتي المربية، إنّه لخبر رائع أن تحدثينا عن تجربتك في القراءة والمطالعة،
    وكما يقال أول الغيث قطرة ليزدان هذا الموضوع بكتاباتكم وتجاربكم.


    -المختار محمّد الدرعي"مستشار أدبي ونائب رئيس ملتقى الترجمة:
    قرأت موضوعك و استمتعت بما جاء فيه وسأحدثكم عن تجربتي في القراءة. كنت لا أترك شيئا إلا قرأته منذ الصغر.. حتى ورقة أجدها في الطريق أزيح عنها الغبار و اقرؤها... و بدأت هكذا حتى كونت مكتبة قرأت كل كتبها و مازلت حتى الآن أحاول إعادة قراءة بعض المنشورات منها.شكرا لهذا الموضوع المثري.

    - قسم القراءة والمطالعة:
    كل الشكر لك اخي وصديقي واستاذي العزيز المختار..ذكرنا قبل قليل أن اول الغيث قطرة..وها أنها ستمطر بحول الله..حدّثتنا عن ذلك الزمن الذي كانت فيه الورقة، الوسيلة الوحيدة للمطالعة للاستمتاع حتى وان أهملها صاحبها وألقاها على قارعة الطريق..نعم كنا نجد فيها ما نقرأ ونخاف أن تدوسها الاقدام لأنها كما نعتقد من كلام الله..مثل فتاة الخبز..نجمعه لأنه نعمة الله ونقبله قبل ان نضعه في مكان آمن.أين نحن من ذلك الصبى؟ شكرا لمرورك الرائع.

    -حاتم سعيد :
    اسمحوا لي أن أقتطف من كتابي "رصاصة واحدة لا تكفي" تجربتي مع عالم المطالعة: أذكر أن أخي الأكبر رحمه الله - كان معلّما بالمدرسة الابتدائية بالقرية- هو من شجعني على المطالعة وتلخيص القصص في المكتبة العموميّة التي ضمّت في ذلك الوقت كتب الصّغار والكبار وأطلق عليّ "الفيلسوف" لقب اعتقدت حينها أنه بسبب أسئلتي الكثيرة وعدم قبولي للإجابات بسهولة.
    في تلك المكتبة تعرّفت على السيّد عبد المجيد وهو رجل صارم كثيرا ما يطرد التلاميذ بسبب الضجيج الذي يحدثونه في القاعة، يضرب الأرض بقدمه وبإشارة واحدة من عينيه يطلب من "المشوّش" المغادرة ليعود الهدوء للمكان.
    كنّا ندعوه "الكمبة" ويعود السبب في ذلك إلى سترته الخضراء ذات الجيوب الكثيرة التي لا تفارقه صيفا أو شتاء فهي تشبه إلى حدّ بعيد ما يلبسه الجنديّ المقاتل.
    توطّدت العلاقة بيننا بمرور الوقت فأصبح يطلعني على جديد العناوين ويمدّني بالقصص التاريخية التي تستهويني أكثر من غيرها ويسمح لي باستعارة أكثر من كتاب.
    كما كان في عطلة آخر الأسبوع ينظم مسابقات أدبية بين رواد المكتبة محورها تلخيص قصّة، وهكذا كانت البداية، فليت الزمان يعود يوما...


    -ناريمان الشريف"مشرف قسم أدب الفنون":
    موضوع رائع وشهي للرد والكتابة والتفاعل، إذا كان من سبقوني بالتعليق ووعدوا بكتابة تجربتهم في القراءة، وبصراحة أعجبني ما قاله أخي الأستاذ المختار الدرعي، أنا أيضاً اسمحوا لي أن أحدثكم عن تجربتي في القراءة والمطالعة،بعد أربعين عاماً من التعليم في سلك التربية والتعليم، سأكون هنا قريباً...

    - قسم القراءة والمطالعة :
    هذا بيتكم وكتابكم سيدتي وكلنا أعين مفتوحة وآذان صاغية لتجربتك مع القراءة والمطالعة ورحلة الذكريات..تقبلي فائق تقديرنا وواسع انتظاراتنا.

    -سلمى الجابر"مشرف في ملتقى القصّة":
    موضوع قيم و مفيد جدا و يشد كل من يقرؤه، أنا أيضا سأكون من رواد هذا القسم الجميل الهادئ، فكأنه المكتبة التي حكيتَ عليها في فقرة رصاصة واحدة لا تكفي و نوكل مهمة ناظر المكتبة للأستاذة منيرة الفهري فهي كما يقول البعض صارمة و جادة كثيرا..ما رأيك ؟

    - قسم القراءة والمطالعة :
    العزيزة الرائعة سلمى الجابر، مرحبا بك صديقة للقسم ضمن جيل المربية منيرة الفهري.

    -سليمى السرايري"رئيس قسم ملتقى أدب الفنون ومدير عام":
    .
    الطرح أعجبني، فكرة شيّقة حقيقة:
    بدأتُ المطالعة في مدرسة ريفية بالجنوب التونسي (مدرسة تحيط بها الجبال والغابات) اذ درست هناك سنتين فقط من التعليم الابتدائي 'الثالثة والرابعة '
    ومن مكتبة الفصل بدأتْ رحلتي...
    كبرتُ قليلا وانتقلنا إلى العاصمة وفي السنة الأولى ثانوي، وجدتُني أميل إلى الشعر ومن فرط حبّي للكتب ارتكبتُ جريمة صغيرة -إن جاز التعبير- اختلست وقتها في سن مبكّرة كتابين الأول للشاعر "صادق شرف" والثاني للشاعر الرائع "حافظ محفوظ" والاختلاس لم يخرج من البيت اذ أني أخذت الكتابين من مكتبة شقيقي الأعزب، وطبعا خوفا منه لم أتكلّم.
    وفي هذه السنوات وفي احدى الأماسي الكبرى التي أدرتها كان ضيفي الشاعر "حافظ محفوط" قصصت عليه هذه الطرفة فضحك كثيرا حتى اني مازلتُ أذكر العنوان "قصائد النمل".
    الرحلة طويلة في هذا العالم الساحر "المطالعة والقراءة" وأكيد سأعود هنا عدّة مرات للكتابة عن تجاربي، والاطّلاع على ما يتفضل به أدباء الملتقى.


    - قسم القراءة والمطالعة :
    صديقتنا الرائعة والخلوقة، كم جميل أن نجدك تشاركيننا هذا الموضوع المطروح وهذا البوح الطفولي..كأنما هزك لا شعوريا وبسط أمامك شاطئ الذكريات..فتلقفتك موجاته وذكّرتك بأحداث رغم أنها "أفكار طفولة" أردت أن تفصحي عنها وهو ما يجعل المرء مرتاحا كأنه ينظر الى الافق الجميل وعندما يبوح..يرى ذلك القمر المنير يداعب البحر الهائج فيتحول زبده الى طهارة وعفة لمن أراد ان يمشي حافي القدمين. ومن منا لم تخامره فكرة الاحتفاظ بكنز مخطوط (كتاب أحببنا أن يكون في أحضاننا).

    -جهاد بدران"رئيس ملتقى الديوان":
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق
    وآله وصحبه أجمعين..
    هذا القسم من القراءة والمطالعة، هو مفتاح القلوب لاستخراج مكامن النفس وخباياها واسترجاع درر الذاكرة على صفحات البوح الرقيق، بما يداعب مشاعرنا وأحاسيسنا التي تراكمت فيها قصص الحياة وأحداثها التي تتقلب وفق مجريات الأحداث..
    فكان من هذا القسم أن أثار الشوق لمراجعة الزمن الماضي، وأخذ يقلب فينا ذكريات مفرحة وذاكرة موجعة تؤكد عوامل الزمن فيها وهي تنحت الواقع والماضي بإزميل صلب لا يرحم الصغير قبل الكبير، فكان من واقع ممتلئ الوقائع أن يصقل شخصية كل من لزمه الوجع ليتحوّل لحمل مسؤولية الحياة في أول العمر..وهذا ما دفع الذات أن تبحث عن عوامل النضج من خلال ذلك النور الذي فجّ الظلام وسبغ الأرض بنور العلم يوم أن التقت محاور المعادلة "إقرأ" وارتبطت جذورها بالإيمان والطاعة لله، فكانت مصابيح موقدة لكل من اتبعها وسار نحو اتساع الفكر والتدبر بمعانيها، ليكون الناتج تفتح شرايين الذهن بنور الله سبحانه..
    لذلك من خلال الكلمة الأولى " إقرأ" التي أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتعيد ترتيب الأرض وغسلها من الكفر والضلال، فهذه الكلمة رمز لكل مسلم ليعرف منزلة القراءة في تغيير الإنسان من الكفر للإيمان، ليكون فيها نجاته من الظلم والفساد والعنف، وكلما بحرنا في توسعة القراءة كلما ازداد التنور الفكري ليتحول لمنظومة نور تدب على الأرض، فيكون كما ذكرت في مذكرتي أن " الكتاب غذاء الفكر والروح، والقلم جندي مطيع، ويزداد الخشوع والتقرب من الله، فالجهل يهدم أمماً والعلم يرفعها لأعلى المنازل في الدنيا والآخرة، وبالعلم يرتقي الإنسان بأعماله وأخلاقه..
    وقصتي مع القراءة والمطالعة لا تنتهي فيها الأحداث، لامتلائها بقصص مثيرة، ربما أعود لاستخراجها للنور يوماً ما..
    جزاكم الله كل الخير.


    - قسم القراءة والمطالعة :
    مداخلة رائعة ولا شك، جمعت بين عناصر الايمان واللغة والإحسان والبيان..يعجز اللسان أن يعبر عن ما بالوجدان من شكر لك سيدتنا الكريمة وسعادة بهذه الاطلالة الاولى وكلنا انتظار لبقيّة الزيارات حتّى نقرأ تجربتك مع عالم القراءة والمطالعة.دمت متألقة ومبدعة.

    -ناريمان الشريف"مشرف قسم أدب الفنون":
    (عادت لتقصّ علينا تجربتها وذكرياتها مع القراءة)

    في الخامسة عشرة من العمر كنت جميلة ، في ذلك الوقت، كنت في بلد القهر والظلم .. بلد تمجد العادات والتقاليد .. بلد ليس للأنثى الحق أن تقول رأيها، وبذات الوقت .. كنت في بيت أعطاني والدي الحرية فيما يتعلق بالوطن فقط ، لذلك كنت من أوائل المتظاهرين في مظاهرات السبعينات ضد المحتل خاصة عندما قام مستوطن حاقد بالدَّوْس بقدميه على القرآن الكريم أمام العيون ..
    فهاجت مشاعر الناس وخرجوا بمظاهرة كبيرة سارت من وسط البلد حتى وصلت إلى منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف ودخل مجموعة من المتظاهرين وكنت أول الداخلين .. وقمنا بتمزيق مقتنيات المستوطنين الصهاينة .. ثم أردنا الخروج .. فإذ بأبواب الحرم مغلقة بعد فترة قصيرة داهمنا جنود الاحتلال بوابل من الرصاص .. فأصبت في قدمي .. وظللت أنزف فترة طويلة حيث منعونا من الخروج، وبعد مداولات على أبواب الحرم بين الجنود وكبار البلد سمحوا لنا بالمغادرة .. فغادرت معهم وبي عرجة برجلي والدم يملأ الحذاء .. ولما وصلت إلى البيت فاجأتني عمتي تصيح بي قائلة : للبيت رب يحميه .. من تظنين نفسك أنت أنثى .. وجميلة ونحن نخاف عليك ووبختني وعنفتني لأنني شاركت .. فما كان من والدي إلّا أن شدّ على يدي ونصرني وحياني على ما فعلت وحملني إلى المستشفى للعلاج بعدها كتبت خاطرة صغيرة أسميتها ( صرخة أنثى )
    نشرتها هنا في الملتقى وهذا رابطها لمن يحب أن يقرأ :

    http://almolltaqa.com/vb/showthread....9-%C3%E4%CB%EC

    بعد ذلك نشرت هذا الموضوع في صحيفة الفجر التي كان يشرف عليها الشاعر الفلسطيني الكبير ( علي الخليلي ) فردّ علي معقباً كلمات جميلة تشجعني على الكتابة ويدعوني فيها للقراءة فبدأت أقرأ .. وبقايا الرصاصة ما زالت في رجلي.
    أطلت عليكم .. سامحوني


    - قسم القراءة والمطالعة :
    لاحظت أستاذتنا الكريمة أن العديد من التجارب تكون بدايتها الفعليّة بتشجيع (ما) من الأهل والأقارب أو من شخصيّات مرموقة نالت السبق في الميدان وهذا لعمري جانب مهمّ فكأنّه الدفعة التي ينتظرها القارئ والمطالع ليخوض رحلة القلم.
    أقتبس من مقالك: "
    ولما وصلت إلى البيت فاجأتني عمتي تصيح بي قائلة : للبيت رب يحميه .. من تظنين نفسك أنت أنثى .. وجميلة ونحن نخاف عليك ووبختني وعنفتني لأنني شاركت .. فما كان من والدي إلّا أن شدّ على يدي ونصرني وحياني على ما فعلت وحملني إلى المستشفى للعلاج بعدها كتبت خاطرة صغيرة أسميتها ( صرخة أنثى ) ".
    يبدو من هذا الاقتباس أن الانسان كثيرا ما يعيش صراعا بين شدّ إلى الخلف وتوق للسير إلى الأمام (أقصد رأي العمة وموقف الوالد) وهو ما يعبّر عنه بعد ذلك بالاختيار.وكانت "الصرخة" وهي البداية.
    بقي أنّ قسم القراءة والمطالعة يحيي فيك ومن خلالك نضال الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة ويكبر استبسالكم في الذود عن المقدسات ومواجهة المحتل البغيض مع دعائنا أن ينصر الله الاسلام وأهله في كل مكان.


    - رياض القيسي:
    (عاد إلينا ليتحدث عن تجربته مع "اقرأ" فقال:
    -
    "في بداية مرحلة دراستي الاعدادية استهوتني المطالعة للروايات. في وقتها كانت بالقرب مني مكتبة عامة. ثرية وزاخرة بشتى الأصدارات..
    بداية أول راوية مازلت أذكرها رواية روكامبول لكاتبها ميشال زيفاكو، رواية تتحدث عن جوانب سياسية واجتماعية واقتصادية في العصور الوسطى في باريس. لندن. دبلن. مدريد.سان بطرسبورج.من خلال هذه الرواية بدأت أقرأ تاريخ هذه البلدان وغيرها وقرأت رواية الف ليلة وليلة بعدها لم أستطيع ترك المطالعة فأشتركت مع مكاتب عراقية لديها تعامل مع اصدارات في مصر ولبنان وسوريا..
    قرأت قصصا كثيرة لنجيب محفوظ وأشتركت شهريا مع اصدارات لمجلات الشبكة. الصياد. كل العرب.. وطبيبك، وغيرها الكثير..
    كانت متعة راقية جدا في سنوات الاعدادية والثانوية والجامعة. ذلك الزمن الجميل ."


    - قسم القراءة والمطالعة:
    كانت تجربة ثريّة ولا ريب أستاذنا الرائع رياض القيسي، اسمح لنا أن نقتبس من اجابتك النص التالي:"
    بعدها لم أستطيع ترك المطالعة فأشتركت مع مكاتب عراقية لديها تعامل مع اصدارات في
    مصر ولبنان وسوريا.."، رأيت في هذه الفقرة، عديد المعاني وانفتاحا على عدة مواضيع معاصرة، قيل منذ زمن "الدين أفيون الشعوب" والحقيقة أنّ القراءة والمطالعة هي أفيون الشعوب، لأن الدين كثيرا ما يأخذه الانسان بالوراثة، أما الكتاب فهو مصدر كل المعلومات.
    أيضا نشير إلى عدد من شباب اليوم الذي يقبل على "الأفيون" ليموت بينما كان أجدر أن يقبل على الاطلاع والمعرفة لتفتح أمامه الآفاق.
    نجدّد شكرنا لكم أيها الاخوة الكرام.

    -منيرة الفهري..
    وعادت كما وعدت استاذتنا لتقدم لنا تجربتها وبداياتها مع عالم القراءة والكتابة فقالت :
    _

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    إخوتي الكرام متابعي هذا القسم الحبيب إلى قلبي ,
    المطالعة و ما أدراك ما المطالعة؟
    هل أحدثكم عن تجربتي و شغفي الكبير بالقراءة؟
    و أنا في المدرسة الإبتدائية, كنت أسعد كثيرا بالكتب التي أنالها جائزة آخر السنة,
    و أقضي العطلة الصيفية و أنا أقرأ و أعيد القراءة و سبحان الله لا أمل من قراءة القصة الواحدة عديد المرات. كنت أخرج خلسة من أمّي التي كانت تمنعنا من الخروج من البيت إلا للمدرسة أو لشراء حاجياتنا من الدكان القريب, أسرعُ الخطى و أطرق باب زميلتي في المدرسة و أترجاها أن تعطيني جائزتها التي تتمثل في كتب جميلة مثل التي حصلتُ عليها. و نتبادل الكتب . و حصل مرة, و نحن نلعب أبناء عمي و أنا, في مخزنهم القديم, أن وجدنا كتبا قديمة جدا صفراء عليها غبار كثير , ففرحت بها و استأذنتُ ابنة عمي أن آخذ منها كتابا, ضحكت ملء شدقيها و قالت, خذيها كلها..
    و كم كانت سعادتي كبيرة بتلك الكتب و أنا ابنة التاسعة تقريبا ,, لم أنتظر حتى يخرج عمي فيعدلوا عن رأيهم , حملت الكتب في حجري و دخلت بها "سقيفتنا" و أنا ألهث و خبأتها في ركن بعيد حتى لا يراها أحد فيأخذها مني...
    و أمضيت صيفا كاملا و أنا أقرأ ما أفهمه و ما لا أفهمه.
    و كان أبي رحمه الله لا يعرف اللغة العربية, كانت دراسته لظروف ما, فرنسية
    مازلت أذكر كيف كان يفخر بي و هو يراني لا أخطئُ في الإملاء الفرنسية التي كانت تمريننا اليومي أنا و إياه, رحمه الله و برد ثراه.
    فكان والدي يشتري من مكتبة البلدة قصة باللغة العربية خاصة قصص التاريخ , كان مغرما بالتاريخ ,و يلوح بها عند دخوله من الباب مناديا , مُنِيغَة( كان
    أبي يدللني بهذا الإسم) سنقرأ هذه القصة اليوم و لك مثلها غدا لو أتممناها,,,
    و تتواصل رحلتي مع القراءة و بدأتُ أفكر في الكتابة و أنا في الحادية عشر من عمري و بدأت أختلي بنفسي في ركن من الغرفة الكبيرة و آخذ ورقة و قلما و أكتب أي شيء...ثم تطورت رغبتي في الكتابة فكنت أشتري كراسا و أدون فيه ما يخطر على بالي, ماذا فعلتُ في المدرسة, كيف كانت حصة العلوم الطبيعية , و حصة القراءة و ...ماذا قالت لي صديقتي في الساحة...و....
    في السنة السادسة ابتدائي حصلتُ على كتاب "حليمة" للكاتب التونسي محمد العروسي المطوي, جائزة آخر السنة من بين كتب أخرى أعجبني سُمكها ,,,سعدت كثيرا و قرأت و قرأت ...حتى أنني قرأت جلّ روايات جرجي زيدان شجرة الدر, صلاح الدين الأيوبي, فتاة القيروان, العباسة بنت الرشيد و كمم أعجبتني رواياته,,,
    و لم أتخط السنة ثانية ثانوي حتى قرأت جل كتب مصطفى لطفي المنفلوطي و ترجماته ,"النظرات" و" العبرات" ماجدولين, الفضيلة
    و أبو القاسم الشابي, هل ستسعفني كلماتي هنا أن أعبر عن حبي لهذا الشاعر و اقتنيت ديوانه بمصروفي الخاص و أنا لم أتجاوز الخامسة عشر من عمري , فكنت أحفظ بعض قصائده عن ظهر قلب و ألقيها في المهرجانات المدرسية حتى أني حصلت على الجائزة الوطنية في مهرجان قربة و أنا في السادسة ثانوي على إلقاء لقصيدة الشابي في ظل وادي الموت , الذي ترجمته هنا في ملتقى الأدباء و المبدعين العرب للفرنسية و الانجليزية, وفاء لهذه الذكرى العزيزة على قلبي,
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?126757
    و ها أنا منكبة على ترجمة ديوان الشابي بإذن الله , لو مازال في العمر بقية.

    ثم بدأت تستهويني كتب نجيب محفوظ, فأحاول بكل الطرق أن أقرأها من مكتبة المعهد أو أستعيرها من صديق فقرأت في سن مبكرة , بين القصرين , السكرية , قصر الشوق و غيرها من الكتب التي لا أستحضر عناوينها الآن,,,
    و أحسان عبد القدوس كنت أعشق رواياته, حتى أنه لا يهدأ لي بال حتى أتمم قراءة الرواية حتى على حساب دراستي ( الحمد لله أن هذا لم يؤثر سلبا على دراستي)
    أذكر و أنا في القسم النهائي باكالوريا و المراجعة على قدم و ساق و أنا كنتُ أطالع روايات إحسان عبد القدوس, فيقول لي القيم العام, يا ابنتي اقرئي هذا بعد المراجعة و استعدي للباكالوريا مثل صديقاتك , لكنني كنت شغوفة جدا و كنت أعيش الرواية فلا أترك الكتاب إلا في آخر صفحة.
    أما توفيق الحكيم الذي كانت مسرحياته مبرمجة في الأقسام النهائية فكان لي معه عشرة طويلة و مازلت أحتفظ بكتاب مسرحيات الحكيم الذي كان جائزة السنة السادسة ثانوي.. و في تلك الفترة ايضا اهتممت بكتب على الدوعاجي و المسعدي ( السد الذي درسناه في الباكالوريا) و كانت لي جولات و صولات مع غيلان بطل السد...
    ماذا أحدثكم عن شغفي بالقراءة؟ لن استطيع أن أوفيَ نفسي حقها في ذلك...
    ثم جاءت فترة قراءة روايات عبير
    les harlequins
    فكنت أستعيرها و أقتنيها
    بأية طريقة , قرأت حتى الروايات البوليسة
    Séries noires
    ثم بدأت أتعرف على الكتاب الفرنسيين فقرأت لهم و أغرمتُ بهم بصفة عجيبة
    فقرأت البؤساء لفيكتور هيقو و الغريب لألكسندر ديما و أنا في الثالثة ثانوي و كان لنا أستاذ فرنسية رشاد الحمزاوي ذكره الله بالخير كان يحب شغفي بالقراءة فكان يمدّني بكتب من مكتبته جزاه الله كل خير و كانوا يسمونني بربرا لأنني أقرأ كثيرا الكتب الفرنسية و صادف أن ألقيت قصيدة بربارا في حفل مدرسي لجاك بريفار
    فأعجب أساتذتي و أصدقائي بالإلقاء و من هنا كان الاسم بربرا
    و لأني أحب هذه القصيدة جدااا سأكتبها هنا بعد إذنكم

    Barbara
    Jacques Prévert

    Rappelle-toi Barbara
    Il pleuvait sans cesse sur Brest ce jour-là
    Et tu marchais souriante
    أ‰panouie ravie ruisselante
    Sous la pluie
    Rappelle-toi Barbara
    Il pleuvait sans cesse sur Brest
    Et je t'ai croisée rue de Siam
    Tu souriais
    Et moi je souriais de même
    Rappelle-toi Barbara
    Toi que je ne connaissais pas
    Toi qui ne me connaissais pas
    Rappelle-toi
    Rappelle-toi quand même ce jour-là
    N'oublie pas
    Un homme sous un porche s'abritait
    Et il a crié ton nom
    Barbara
    Et tu as couru vers lui sous la pluie
    Ruisselante ravie épanouie
    Et tu t'es jetée dans ses bras
    Rappelle-toi cela Barbara
    Et ne m'en veux pas si je te tutoie
    Je dis tu à tous ceux que j'aime
    Même si je ne les ai vus qu'une seule fois
    Je dis tu à tous ceux qui s'aiment
    Même si je ne les connais pas
    Rappelle-toi Barbara
    N'oublie pas
    Cette pluie sage et heureuse
    Sur ton visage heureux
    Sur cette ville heureuse
    Cette pluie sur la mer
    Sur l'arsenal
    Sur le bateau d'Ouessant
    Oh Barbara
    Quelle connerie la guerre
    Qu'es-tu devenue maintenant
    Sous cette pluie de fer
    De feu d'acier de sang
    Et celui qui te serrait dans ses bras
    Amoureusement
    Est-il mort disparu ou bien encore vivant
    Oh Barbara
    Il pleut sans cesse sur Brest
    Comme il pleuvait avant
    Mais ce n'est plus pareil et tout est abimé
    C'est une pluie de deuil terrible et désolée
    Ce n'est même plus l'orage
    De fer d'acier de sang
    Tout simplement des nuages
    Qui crèvent comme des chiens
    Des chiens qui disparaissent
    Au fil de l'eau sur Brest
    Et vont pourrir au loin
    Au loin très loin de Brest
    Dont il ne reste rien.

    Jacques Prévert
    ,


    قرأتُ لجل الكتاب الفرنسيين و لا أقدر أن أعد كل كتاب قرأته لكنني كنت كما يقال dévoratrice de livres آكلة كتب إن صح التعبير ...
    و تواصلَ شغفي و نهمي للقراءة حتى بعد أن تقدم بيَ السن فلا تخلو غرفتي من نوعين من الكتب, كتاب أقرأه في الصباح و آخر في المساء..
    و كان لي عيب و الحمد لله أن لا أحد من أصدقائي تضجّر من هذا العيب, كنت كلما زرت صديقة أو أحد أقربائي أنجذب و بشدة لمكتبته و أقلب الكتب و الروايات دون أن أستشير صاحبة الدار و عندما تقبل مقدمة القهوة تجدُني منكبة على الكتب و منهمكة في قراءة عناوينها و الصفحات الأخيرة منها.
    أذكر أن أولادي يتندرون بحبي للكتاب فيقولون لبعضهم , عندما تُمسك الكتاب أحِبّهُ أوّلا ثم ضَعه في يديك هنيهة و ستشعر به, ههههه, و هذا بالفعل ما كنت أقوله لهم.
    و حتى و أنا في هذا السن أطالع و أقرأ و لا و لن تغنيني الأنترنت على الكتاب الورقي مهما حصل.
    أذكر أيضا أنني استعرتُ كتبا كثيرة للكاتب الفرنسي
    Guy des cars
    من أخي و ابن بلدتي الذي تربّينا معًا و درّسنا معا الشاعر الكبير محمد نجيب بلحاج حسين, و نسيت حتى أن أرجعهم له , و قد ذكّرته بذلك من مدة فقال لي, هم هدية من أخيك ...لا ترجعيهم لي , أنا أيضا قرأتهم كلهم ماذا أفعل بهم.
    كانت زوجة أخي عندما تعود من لندن تقول, الحمد لله منيرة الوحيدة التي لا تُتعبني في هديتها , أعرف أنها تحب كتابا
    Best seller
    و من أحدث الكتب الفرنسية .
    Da Vinci code
    للكاتب الأمريكي
    Dan Brown
    أهدانيه أخي نعمان بالفرنسية و الانجليزية فقرأتهما باللغتين في أول شهور نشره
    ثم بعد ذلك شاهدت الفلم لنفس الكتاب لكن لم يكن في عظمة الكتاب الورقي صدقوني...
    و حتى ابنة أخي إيناس حماها الله و رعاها هي أيضا "ملتهمة كتب" و كانوا يقولون لها أنت مثل عمتك في كل شيء حتى في "أكل الكتب", و أذكر أنها في كل عودة لها إلى تونس كانت تعطيني كل الكتب التي قرأتها و تقول هذه هديتي لعمتي و أعرف أنها ستفرح بها. و فعلا كنت أفرح بها و أقرؤها ثم أضعها مرتّبة في مكتبتي.
    ماذا أحكي أكثر مما حكيت ...لا أتصور أنني قلت كل شيء...لأنني لا أتصور أن هناك مُفرَدات تستطيع أن تُدوّن شغفي بالقراءة و المطالعة..لكن هذا بعض من حبي الكبير لما نسمّيه كتبا و روايات و أنا أسميه ألكسير الحياة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى .
    تحياتي للجميع.


    الأستاذ والمفكر محمد شهيد :
    -
    بعد غيبة مؤقتة ..أتيت لتحية الأستاذ حاتم و لكل الحاضرات و الحاضرين معه بأجمل تحية : السلام عليكم ورحمة الله و عساكم بكل خير و عافية.

    القراءة في زمن الكوفيد، على الأقل من منطلق تجربتي الشخصية، كالحب في زمن الكوليرا: أولها عزلة و أوسطها شغف و آخرها معاناة، ثم عودة إلى العزلة. و في كل شوط من أشواط الصراع الذاتي مع غول المطالعة، أتقمص شخصية تختلف بحسب اختلاف الزمان و المكان : تراني اليوم أرتدي لباس بلدي التقليدي لأختبر مدى مصداقية سانت اكسوبيري حين روى فيالأمير الصغيرتجربة الزي و تأثيره على الفكر كما حدث في حالة الفلك التركي مع علماء الغرب.
    و تجدني تارة أتقمص دور شخصيةغبي” دوستيوفيسكي و أنا أعايش الناس أو شخصيةجاهل” المعري فأتجاهلُ كما تجاهلَ حين أعتزِلُهم كما اعتَزَلهم. بينما تمر علي أيام أكون فيها دونكيشوط أُعدّ العدة لأخرج أحارب طواحين الهواء فأعود إلى معشوقتي منهمكا و في يمنايَ سيف من قش و في يُسرايَ رزمة من خواء.
    و حين أستجمع قواي في الكرّة المقبلة غير مبالٍ بتاريخي المنكوب، أشد الرحال نحو المجهول من غريب الدنيا أسير على خطى الطبيب
    گوليفر حين قذفت به مخيلة دجوناتات سوايف إلى عوالم ما وراء البحار: هنا أنا عملاق بين الأقزام، و هناك أنا قزم عند العمالقة؛ هذا بلد يحكمه “الياهو” و تلك إمارة تسبح في الهواء و أخرى لا حل ولا عقد إلا بمباركة النساء.
    و كما هي مغامرات السندباد البحري، هنا جزيرة ألتقي فيها بأحمق يظهر من فرط حمقه أنه أعلم من سحبان وائل، و هناك قلعة التقي فيها بعالم يبدو من شدة تواضعه أعيى من باقل... ثم بعد أعوام من التيه بين أروقة المكتبات وبعد رحلة شغف بين ثنايا القراطيس أمحو الطروس و أعيد كتابة تاريخي الحضاري من جديد، أخرج خاوي الوفاض و كأنني خارج إلى العمار بعد “مائة عام من العزلة” داخل مغامرة علي بابا التي، و الحقيقة هاته، لا تفتح بطن كنوزها بمجرد التلفظ بكلمة السرّ الشهيرة: افتح يا سم سم! هيهات هيهات! من سيزيف مثقل بالأعباء، إلى هيركلوس يركض خلف أشغاله الشاقة الاثنا عشر، ولم أفقه أنّني صرت شخصيّة بيجمليون في تجربته مع الوهم.
    فعلمتُ حينئذ أن الجاهل الغافل يتنعّم و أن العاقل العالم يشقى. و كفعلة “رهين المحبسين” فعلت: اعتزلت القراءة...إلى الأبد.
    مودتي لكم مع تجديد التحية.
    م.ش.


    -قسم القراءة والمطالعة:
    سرد ولا أثرى لتجربة جوال بين مختلف الأنماط الأدبية، فارس أعياه المشي وراء الحرف، مع كل قصة تجربة وحكاية، هذا هو الانسان، بعد أن يأخذ من هذا وذاك ينحت شخصيّته الفردية التي لن تشبه إلا شخصه.
    ورد في خاتمة المداخلة "
    اعتزلت القراءة...إلى الأبد."
    وأحببنا أن نشير إلى معاني الاعتزال لنفهم القصد من اعتزلت القراءة
    الاعتزال: مصدر اعتزل من عزلت الشي‏ء بمعنى نحّيته.
    واعتزل القوم:
    فارقهم وتنحّى عنهم؛
    ولذلك سمّيت طائفة من العدليّة بالمعتزلة.
    والإسم: العزلة بمعنى الاعتزال. وورد- أيضاً- بمعنى ترك فضول الصحبة و الاجتماع بمجلس السوء .
    الاعتزال في الاصطلاح
    ولا يوجد اصطلاح خاص لدى الفقهاء للاعتزال، بل يطلقونه بنفس المعاني اللغوية.
    و الأكثر استعماله بمعنى اعتزال الزوج عن الزوجة في حالات معينة.
    من بين الألفاظ ذات الصلة:
    â†گ الخلوة
    وهي من خلا المكان والشي‏ء إذا لم يكن فيه أحدٌ، ولا شي‏ء فيه وهو خالٍ، ومنه خلا الرجل بنفسه إذا وقع في مكان خال لا يزاحم فيه.
    وقد تجتمع العزلة مع الخلوة ، لكن قد يتحقق الاعتزال بدونها، كما لو اضيف إلى جماعة ، فيقال: اعتزل جماعة السوء، وهنا لا يجب تحقق الخلوة.
    â†گ الرهبنة
    وهي الاعتزال عن الناس‏ إلى دير أو كهف أو مغارة طلباً للعبادة .
    وممّا تقدّم في التمييز بين الخلوة والاعتزال ظهر أنّ النسبة بين الرهبنة والاعتزال هي العموم المطلق أيضاً.
    â†گ التفرد
    تفرّد بالشي‏ء: انفرد به، فرد الرجل: اعتزل الناس وخلا للعبادة.
    والنسبة بينه وبين الاعتزال صارت واضحة .
    â†گ الانتباذ
    انتبذ فلان: اعتزل ناحية .
    ويقال: انتبذ عن القوم إذا تنحّى.
    وظاهره الترادف مع الاعتزال، وإن غلب استعمال الانتباذ في الاعتزال مع بُعد مكاني.
    والقراءة:
    القراءة عملية معرفية تستند على تفكيك رموز تسمى حروفا لتكوين معنى، والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك. وهي جزء من اللغة التي هي وسيلة للتواصل أو الفهم. وتتكون اللغة من حروف وأرقام ورموز معروفة ومتداولة للتواصل بين الناس.
    تعتبر القراءة أحد أهم وأبرز المهارات التي يتعلمها الفرد بشكل مقصود ومخطط له مسبقا في مراحل تعليمه الأولى، وتعتبر هذه العملية أساسا يبنى عليه كافة الأسس العلمية والنظرية والعملية والتطبيقية التي يتعلمها المرء ويكتسبها لاحقا سواء في حياته الأكاديمية أو العملية، وتجلى ذلك بشكل واضح في أولى الآيات التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي، والتي أمرته بتعلم القراءة وذلك بقوله تعالى: "قرأ باسم ربك الذي خلق"، ونظرا لأهمية وفائدة هذا الجانب في الحياة البشرية سنقوم في الحديث بشكل مفصل عن مفهوم وتعريف ومعنى مصطلح القراءة لغوية، وسنقوم بصياغة هذا المفهوم وتعريف ومعنى اصطلاحا وتسليط الضوء على المعنى الكامل له، وعلى مراحل عملية القراءة وعملياتها الأولية والثانوية.
    يدل مفهوم وتعريف ومعنى القراءة اصطلاحا على ذلك النشاط أو العملية المهاراتية المعرفية التي تقوم بشكل أساسي على تحليل وتفكيك الأحرف والرموز الخاصة بالكلمات وعبارات وقراءتها بصورة مفهومة وواضحة على شكل جمل مفيدة، ويعبر هذا المفهوم وتعريف ومعنى عن العملية المعرفية الإدراكية التي يتم من خلالها النطق بالحروف الهجائية التي تقع عليها العين ويقوم الدماغ البشري باستيعابها، ويشترط أن يكون الشخص القارىء على معرفة ودراية مسبقة بالحروف الأبجدية، مما سبق نجد أن القراءة بمثابة حلقة وصل وربط بين تعرف ما هو مكتوب وموثق على الورق وتعرف ما هو ملفوظ ومنطوق سواء بشكل سري أو علني.

    فهل يمكن لمن تعلّم القراءة أن يعتزلها؟

    --------------------------------
    مرحبا بكم وبتجاربكم

    التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 25-11-2020, 14:49.

    من أقوال الامام علي عليه السلام

    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
    حملت طيباً)

    محمد نجيب بلحاج حسين
    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    تجربتي مع القراءة ..
    في الخامسة عشرة من العمر كنت جميلة
    في ذلك الوقت
    كنت في بلد القهر والظلم .. بلد تمجد العادات والتقاليد .. بلد ليس للأنثى الحق أن تقول رأيها
    وبذات الوقت .. كنت في بيت أعطاني والدي الحرية فيما يتعلق بالوطن فقط
    لذلك كنت من أوائل المتظاهرين في مظاهرات السبعينات ضد المحتل خاصة عندما قام مستوطن حاقد بالدَّوْس بقدميه على القرآن الكريم أمام العيون ..
    فهاجت مشاعر الناس وخرجوا بمظاهرة كبيرة سارت من وسط البلد حتى وصلت إلى منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف
    ودخل مجموعة من المتظاهرين وكنت أول الداخلين .. وقمنا بتمزيق مقتنيات المستوطنين الصهاينة .. ثم أردنا الخروج .. فإذ بأبواب الحرم مغلقة
    بعد فترة قصيرة داهمنا جنود الاحتلال بوابل من الرصاص .. فأصبت في قدمي .. وظللت أنزف فترة طويلة حيث منعونا من الخروج
    وبعد مداولات على أبواب الحرم بين الجنود وكبار البلد سمحوا لنا بالمغادرة .. فغادرت معهم وبي عرجة برجلي والدم يملأ الحذاء .. ولما وصلت إلى البيت فاجأتني عمتي تصيح بي قائلة : للبيت رب يحميه .. من تظنين نفسك أنت أنثى .. وجميلة ونحن نخاف عليك
    ووبختني وعنفتني لأنني شاركت .. فما كان من والدي إلّا أن شدّ على يدي ونصرني وحياني على ما فعلت وحملني إلى المستشفى للعلاج
    بعدها كتبت خاطرة صغيرة أسميتها ( صرخة أنثى )
    نشرتها هنا في الملتقى وهذا رابطها لمن يحب أن يقرأ

    صرخة أنثى .. رفض ما يسمونه ربُ الأسرة , ثم رفضت الأم من بعده أن تقول الصغيرة : أين حريتي ؟! قال , ثم قالت : أنت أنثى ! وقالوا : أتركي الحال لمن فيه , فللبيت ربٌ يحميه لم تكترث لما قالوا , وأصرّت على المضي في المسير هنيهات وانهال الجميع بسياطهم على موطن الكلمات التي تقول وأضافوا : أنتِ لستِ كما نريد ! ضمـّتْ على


    بعد ذلك نشرت هذا الموضوع في صحيفة الفجر التي كان يشرف عليها الشاعر الفلسطيني الكبير ( علي الخليلي )
    فردّ علي معقباً كلمات جميلة تشجعني على الكتابة ويدعوني فيها للقراءة
    فبدأت أقرأ .. وبقايا الرصاصة ما زالت في رجلي
    أطلت عليكم .. سامحوني
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • رياض القيسي
      محظور
      • 03-05-2020
      • 1472

      #3
      الاستاذ حاتم سعيد المحترم
      في بداية.. مرحلة
      دراستي الأعدادية
      أستهوتني المطالعة
      للروايات. في وقتها
      كانت بالقرب مني
      مكتبة عامة. ثرية وزاخرة
      بشتى الأصدارات..
      بداية أول راوية
      مازلت أذكرها
      رواية روكامبول
      لكاتبها ميشال زيفاكو
      رواية تتحدث عن جوانب
      سياسية واجتماعية واقتصادية
      في العصور الوسطى
      في باريس. لندن. دبلن. مدريد
      سان بطرسبورج.من خلال
      هذه الرواية بدأت
      أقرأ تاريخ هذه البلدان وغيرها
      وقرأت رواية الف ليلة وليلة
      بعدها لم أستطيع ترك المطالعة
      فأشتركت.. مع مكاتب عراقية
      لديها تعامل مع اصدارات في
      مصر ولبنان وسوريا..
      قرأت قصص كثيرة لنجيب محفوظ
      وأشتركت شهريا مع اصدارات لمجلات
      الشبكة. الصياد. كل العرب.. وطبيبك
      وغيرها الكثير.. كانت متعة راقية جدا
      سنوات.. الاعدادية والثانوية والجامعة
      ذلك الزمن الجميل

      تقبلوا تحياتي
      التعديل الأخير تم بواسطة رياض القيسي; الساعة 12-11-2020, 16:44.

      تعليق

      • حاتم سعيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 02-10-2013
        • 1180

        #4
        سلاما واحتراما
        كانت البداية مع تجربة لادراج نص في قسم جديد وقد نجحت بعد تدخل الاخوة المشرفين فجزيل الشكر لمساهمتهم.
        قمت بتنزيل جميع المشاركات وساضيف كل جديد لتتمكنوا من متابعة الموضوع ..فأرجو اعادة المطالعة من القمة.
        اسعدني كثيرا تفاعلكم وبوحكم..
        لمن اراد أن ينقدنا بامكانه أن يراسلنا
        تشرفت ببهاء حضوركم

        من أقوال الامام علي عليه السلام

        (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
        حملت طيباً)

        محمد نجيب بلحاج حسين
        أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
        نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

        تعليق

        • حاتم سعيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 02-10-2013
          • 1180

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
          تجربتي مع القراءة ..
          في الخامسة عشرة من العمر كنت جميلة
          في ذلك الوقت
          كنت في بلد القهر والظلم .. بلد تمجد العادات والتقاليد .. بلد ليس للأنثى الحق أن تقول رأيها
          وبذات الوقت .. كنت في بيت أعطاني والدي الحرية فيما يتعلق بالوطن فقط
          لذلك كنت من أوائل المتظاهرين في مظاهرات السبعينات ضد المحتل خاصة عندما قام مستوطن حاقد بالدَّوْس بقدميه على القرآن الكريم أمام العيون ..
          فهاجت مشاعر الناس وخرجوا بمظاهرة كبيرة سارت من وسط البلد حتى وصلت إلى منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف
          ودخل مجموعة من المتظاهرين وكنت أول الداخلين .. وقمنا بتمزيق مقتنيات المستوطنين الصهاينة .. ثم أردنا الخروج .. فإذ بأبواب الحرم مغلقة
          بعد فترة قصيرة داهمنا جنود الاحتلال بوابل من الرصاص .. فأصبت في قدمي .. وظللت أنزف فترة طويلة حيث منعونا من الخروج
          وبعد مداولات على أبواب الحرم بين الجنود وكبار البلد سمحوا لنا بالمغادرة .. فغادرت معهم وبي عرجة برجلي والدم يملأ الحذاء .. ولما وصلت إلى البيت فاجأتني عمتي تصيح بي قائلة : للبيت رب يحميه .. من تظنين نفسك أنت أنثى .. وجميلة ونحن نخاف عليك
          ووبختني وعنفتني لأنني شاركت .. فما كان من والدي إلّا أن شدّ على يدي ونصرني وحياني على ما فعلت وحملني إلى المستشفى للعلاج
          بعدها كتبت خاطرة صغيرة أسميتها ( صرخة أنثى )
          نشرتها هنا في الملتقى وهذا رابطها لمن يحب أن يقرأ

          صرخة أنثى .. رفض ما يسمونه ربُ الأسرة , ثم رفضت الأم من بعده أن تقول الصغيرة : أين حريتي ؟! قال , ثم قالت : أنت أنثى ! وقالوا : أتركي الحال لمن فيه , فللبيت ربٌ يحميه لم تكترث لما قالوا , وأصرّت على المضي في المسير هنيهات وانهال الجميع بسياطهم على موطن الكلمات التي تقول وأضافوا : أنتِ لستِ كما نريد ! ضمـّتْ على


          بعد ذلك نشرت هذا الموضوع في صحيفة الفجر التي كان يشرف عليها الشاعر الفلسطيني الكبير ( علي الخليلي )
          فردّ علي معقباً كلمات جميلة تشجعني على الكتابة ويدعوني فيها للقراءة
          فبدأت أقرأ .. وبقايا الرصاصة ما زالت في رجلي
          أطلت عليكم .. سامحوني
          سلام سلام
          كنت في هذا المكان وقرأت:
          لا وألف لا ! أريد أن أكون , ما أريد أن أكون .
          إن عيون تلك الطفلة الشامخة , التي كانت قد رسمت بالأمس
          طريقها بجملة - أين حريتي -
          عادت اليوم لترسم الطريق الأوسع للخلاص من القهر
          ومن ترديدهم جملة - أنت لست كما نريد -
          - هذه هي أستاذتنا العزيزة ناريمان قالتها بالصوت العالي: سأختار من أكون.
          أنظري ردود القسم في الأعلى بعد الاضافة.
          تحياتي

          من أقوال الامام علي عليه السلام

          (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
          حملت طيباً)

          محمد نجيب بلحاج حسين
          أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
          نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

          تعليق

          • حاتم سعيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 02-10-2013
            • 1180

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رياض القيسي مشاهدة المشاركة
            الاستاذ حاتم سعيد المحترم
            في بداية.. مرحلة
            دراستي الأعدادية
            أستهوتني المطالعة
            للروايات. في وقتها
            كانت بالقرب مني
            مكتبة عامة. ثرية وزاخرة
            بشتى الأصدارات..
            بداية أول راوية
            مازلت أذكرها
            رواية روكامبول
            لكاتبها ميشال زيفاكو
            رواية تتحدث عن جوانب
            سياسية واجتماعية واقتصادية
            في العصور الوسطى
            في باريس. لندن. دبلن. مدريد
            سان بطرسبورج.من خلال
            هذه الرواية بدأت
            أقرأ تاريخ هذه البلدان وغيرها
            وقرأت رواية الف ليلة وليلة
            بعدها لم أستطيع ترك المطالعة
            فأشتركت.. مع مكاتب عراقية
            لديها تعامل مع اصدارات في
            مصر ولبنان وسوريا..
            قرأت قصص كثيرة لنجيب محفوظ
            وأشتركت شهريا مع اصدارات لمجلات
            الشبكة. الصياد. كل العرب.. وطبيبك
            وغيرها الكثير.. كانت متعة راقية جدا
            سنوات.. الاعدادية والثانوية والجامعة
            ذلك الزمن الجميل

            تقبلوا تحياتي
            وعليك السلام والتحية والاكرام
            أستاذي العزيز رياض القيسي، تشرفت بقراءة تجربتكم الثريّة، سنعتمد المشاركة في أعلى القسم.
            تحياتي

            من أقوال الامام علي عليه السلام

            (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
            حملت طيباً)

            محمد نجيب بلحاج حسين
            أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
            نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

            تعليق

            • منيره الفهري
              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
              • 21-12-2010
              • 9870

              #7
              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
              إخوتي الكرام متابعي هذا القسم الحبيب إلى قلبي ,
              المطالعة و ما أدراك ما المطالعة؟
              هل أحدثكم عن تجربتي و شغفي الكبير بالقراءة؟
              و أنا في المدرسة الإبتدائية, كنت أسعد كثيرا بالكتب التي أنالها جائزة آخر السنة,
              و أقضي العطلة الصيفية و أنا أقرأ و أعيد القراءة و سبحان الله لا أمل من قراءة القصة الواحدة عديد المرات. كنت أخرج خلسة من أمّي التي كانت تمنعنا من الخروج من البيت إلا للمدرسة أو لشراء حاجياتنا من الدكان القريب, أسرعُ الخطى و أطرق باب زميلتي في المدرسة و أترجاها أن تعطيني جائزتها التي تتمثل في كتب جميلة مثل التي حصلتُ عليها. و نتبادل الكتب . و حصل مرة, و نحن نلعب أبناء عمي و أنا, في مخزنهم القديم, أن وجدنا كتبا قديمة جدا صفراء عليها غبار كثير , ففرحت بها و استأذنتُ ابنة عمي أن آخذ منها كتابا, ضحكت ملء شدقيها و قالت, خذيها كلها..
              و كم كانت سعادتي كبيرة بتلك الكتب و أنا ابنة التاسعة تقريبا ,, لم أنتظر حتى يخرج عمي فيعدلوا عن رأيهم , حملت الكتب في حجري و دخلت بها "سقيفتنا" و أنا ألهث و خبأتها في ركن بعيد حتى لا يراها أحد فيأخذها مني...
              و أمضيت صيفا كاملا و أنا أقرأ ما أفهمه و ما لا أفهمه.
              و كان أبي رحمه الله لا يعرف اللغة العربية, كانت دراسته لظروف ما, فرنسية
              مازلت أذكر كيف كان يفخر بي و هو يراني لا أخطئُ في الإملاء الفرنسية التي كانت تمريننا اليومي أنا و إياه, رحمه الله و برد ثراه.
              فكان والدي يشتري من مكتبة البلدة قصة باللغة العربية خاصة قصص التاريخ , كان مغرما بالتاريخ ,و يلوح بها عند دخوله من الباب مناديا , مُنِيغَة( كان
              أبي يدللني بهذا الإسم) سنقرأ هذه القصة اليوم و لك مثلها غدا لو أتممناها,,,
              و تتواصل رحلتي مع القراءة و بدأتُ أفكر في الكتابة و أنا في الحادية عشر من عمري و بدأت أختلي بنفسي في ركن من الغرفة الكبيرة و آخذ ورقة و قلما و أكتب أي شيء...ثم تطورت رغبتي في الكتابة فكنت أشتري كراسا و أدون فيه ما يخطر على بالي, ماذا فعلتُ في المدرسة, كيف كانت حصة العلوم الطبيعية , و حصة القراءة و ...ماذا قالت لي صديقتي في الساحة...و....
              في السنة السادسة ابتدائي حصلتُ على كتاب "حليمة" للكاتب التونسي محمد العروسي المطوي, جائزة آخر السنة من بين كتب أخرى أعجبني سُمكها ,,,سعدت كثيرا و قرأت و قرأت ...حتى أنني قرأت جلّ روايات جرجي زيدان شجرة الدر, صلاح الدين الأيوبي, فتاة القيروان, العباسة بنت الرشيد و كمم أعجبتني رواياته,,,
              و لم أتخط السنة ثانية ثانوي حتى قرأت جل كتب مصطفى لطفي المنفلوطي و ترجماته ,"النظرات" و" العبرات" ماجدولين, الفضيلة
              و أبو القاسم الشابي, هل ستسعفني كلماتي هنا أن أعبر عن حبي لهذا الشاعر و اقتنيت ديوانه بمصروفي الخاص و أنا لم أتجاوز الخامسة عشر من عمري , فكنت أحفظ بعض قصائده عن ظهر قلب و ألقيها في المهرجانات المدرسية حتى أني حصلت على الجائزة الوطنية في مهرجان قربة و أنا في السادسة ثانوي على إلقاء لقصيدة الشابي في ظل وادي الموت , الذي ترجمته هنا في ملتقى الأدباء و المبدعين العرب للفرنسية و الانجليزية, وفاء لهذه الذكرى العزيزة على قلبي,
              http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?126757
              و ها أنا منكبة على ترجمة ديوان الشابي بإذن الله , لو مازال في العمر بقية.

              ثم بدأت تستهويني كتب نجيب محفوظ, فأحاول بكل الطرق أن أقرأها من مكتبة المعهد أو أستعيرها من صديق فقرأت في سن مبكرة , بين القصرين , السكرية , قصر الشوق و غيرها من الكتب التي لا أستحضر عناوينها الآن,,,
              و أحسان عبد القدوس كنت أعشق رواياته, حتى أنه لا يهدأ لي بال حتى أتمم قراءة الرواية حتى على حساب دراستي ( الحمد لله أن هذا لم يؤثر سلبا على دراستي)
              أذكر و أنا في القسم النهائي باكالوريا و المراجعة على قدم و ساق و أنا كنتُ أطالع روايات إحسان عبد القدوس, فيقول لي القيم العام, يا ابنتي اقرئي هذا بعد المراجعة و استعدي للباكالوريا مثل صديقاتك , لكنني كنت شغوفة جدا و كنت أعيش الرواية فلا أترك الكتاب إلا في آخر صفحة.
              أما توفيق الحكيم الذي كانت مسرحياته مبرمجة في الأقسام النهائية فكان لي معه عشرة طويلة و مازلت أحتفظ بكتاب مسرحيات الحكيم الذي كان جائزة السنة السادسة ثانوي.. و في تلك الفترة ايضا اهتممت بكتب على الدوعاجي و المسعدي ( السد الذي درسناه في الباكالوريا) و كانت لي جولات و صولات مع غيلان بطل السد...
              ماذا أحدثكم عن شغفي بالقراءة؟ لن استطيع أن أوفيَ نفسي حقها في ذلك...
              ثم جاءت فترة قراءة روايات عبير
              les harlequins
              فكنت أستعيرها و أقتنيها
              بأية طريقة , قرأت حتى الروايات البوليسة
              Séries noires
              ثم بدأت أتعرف على الكتاب الفرنسيين فقرأت لهم و أغرمتُ بهم بصفة عجيبة
              فقرأت البؤساء لفيكتور هيقو و الغريب لألكسندر ديما و أنا في الثالثة ثانوي و كان لنا أستاذ فرنسية رشاد الحمزاوي ذكره الله بالخير كان يحب شغفي بالقراءة فكان يمدّني بكتب من مكتبته جزاه الله كل خير و كانوا يسمونني بربرا لأنني أقرأ كثيرا الكتب الفرنسية و صادف أن ألقيت قصيدة بربارا في حفل مدرسي لجاك بريفار
              فأعجب أساتذتي و أصدقائي بالإلقاء و من هنا كان الاسم بربرا
              و لأني أحب هذه القصيدة جدااا سأكتبها هنا بعد إذنكم

              Barbara
              Jacques Prévert

              Rappelle-toi Barbara
              Il pleuvait sans cesse sur Brest ce jour-là
              Et tu marchais souriante
              أ‰panouie ravie ruisselante
              Sous la pluie
              Rappelle-toi Barbara
              Il pleuvait sans cesse sur Brest
              Et je t'ai croisée rue de Siam
              Tu souriais
              Et moi je souriais de même
              Rappelle-toi Barbara
              Toi que je ne connaissais pas
              Toi qui ne me connaissais pas
              Rappelle-toi
              Rappelle-toi quand même ce jour-là
              N'oublie pas
              Un homme sous un porche s'abritait
              Et il a crié ton nom
              Barbara
              Et tu as couru vers lui sous la pluie
              Ruisselante ravie épanouie
              Et tu t'es jetée dans ses bras
              Rappelle-toi cela Barbara
              Et ne m'en veux pas si je te tutoie
              Je dis tu à tous ceux que j'aime
              Même si je ne les ai vus qu'une seule fois
              Je dis tu à tous ceux qui s'aiment
              Même si je ne les connais pas
              Rappelle-toi Barbara
              N'oublie pas
              Cette pluie sage et heureuse
              Sur ton visage heureux
              Sur cette ville heureuse
              Cette pluie sur la mer
              Sur l'arsenal
              Sur le bateau d'Ouessant
              Oh Barbara
              Quelle connerie la guerre
              Qu'es-tu devenue maintenant
              Sous cette pluie de fer
              De feu d'acier de sang
              Et celui qui te serrait dans ses bras
              Amoureusement
              Est-il mort disparu ou bien encore vivant
              Oh Barbara
              Il pleut sans cesse sur Brest
              Comme il pleuvait avant
              Mais ce n'est plus pareil et tout est abimé
              C'est une pluie de deuil terrible et désolée
              Ce n'est même plus l'orage
              De fer d'acier de sang
              Tout simplement des nuages
              Qui crèvent comme des chiens
              Des chiens qui disparaissent
              Au fil de l'eau sur Brest
              Et vont pourrir au loin
              Au loin très loin de Brest
              Dont il ne reste rien.

              Jacques Prévert,

              قرأتُ لجل الكتاب الفرنسيين و لا أقدر أن أعد كل كتاب قرأته
              لكنني كنت كما يقال
              dévoratrice de livres
              آكلة كتب إن صح التعبير ...
              و تواصلَ شغفي و نهمي للقراءة حتى بعد أن تقدم بيَ السن فلا تخلو غرفتي من نوعين من الكتب, كتاب أقرأه في الصباح و آخر في المساء..
              و كان لي عيب و الحمد لله أن لا أحد من أصدقائي تضجّر من هذا العيب, كنت كلما زرت صديقة أو أحد أقربائي أنجذب و بشدة لمكتبته و أقلب الكتب و الروايات دون أن أستشير صاحبة الدار و عندما تقبل مقدمة القهوة تجدُني منكبة على الكتب و منهمكة في قراءة عناوينها و الصفحات الأخيرة منها.
              أذكر أن أولادي يتندرون بحبي للكتاب فيقولون لبعضهم , عندما تُمسك الكتاب أحِبّهُ أوّلا ثم ضَعه في يديك هنيهة و ستشعر به, ههههه, و هذا بالفعل ما كنت أقوله لهم.
              و حتى و أنا في هذا السن أطالع و أقرأ و لا و لن تغنيني الأنترنت على الكتاب الورقي مهما حصل.
              أذكر أيضا أنني استعرتُ كتبا كثيرة للكاتب الفرنسي
              Guy des cars
              من أخي و ابن بلدتي الذي تربّينا معًا و درّسنا معا الشاعر الكبير محمد نجيب بلحاج حسين, و نسيت حتى أن أرجعهم له , و قد ذكّرته بذلك من مدة فقال لي, هم هدية من أخيك ...لا ترجعيهم لي , أنا أيضا قرأتهم كلهم ماذا أفعل بهم.
              كانت زوجة أخي عندما تعود من لندن تقول, الحمد لله منيرة الوحيدة التي لا تُتعبني في هديتها , أعرف أنها تحب كتابا
              Best seller
              و من أحدث الكتب الفرنسية .
              Da Vinci code
              للكاتب الأمريكي
              Dan Brown

              أهدانيه أخي نعمان بالفرنسية و الانجليزية فقرأتهما باللغتين في أول شهور نشره
              ثم بعد ذلك شاهدت الفلم لنفس الكتاب لكن لم يكن في عظمة الكتاب الورقي صدقوني...
              و حتى ابنة أخي إيناس حماها الله و رعاها هي أيضا "ملتهمة كتب" و كانوا يقولون لها أنت مثل عمتك في كل شيء حتى في "أكل الكتب", و أذكر أنها في كل عودة لها إلى تونس كانت تعطيني كل الكتب التي قرأتها و تقول هذه هديتي لعمتي و أعرف أنها ستفرح بها. و فعلا كنت أفرح بها و أقرؤها ثم أضعها مرتّبة في مكتبتي.
              ماذا أحكي أكثر مما حكيت ...لا أتصور أنني قلت كل شيء...لأنني لا أتصور أن هناك مُفرَدات تستطيع أن تُدوّن شغفي بالقراءة و المطالعة..لكن هذا بعض من حبي الكبير لما نسمّيه كتبا و روايات و أنا أسميه ألكسير الحياة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى .
              تحياتي للجميع.

              تعليق

              • حاتم سعيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 02-10-2013
                • 1180

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                إخوتي الكرام متابعي هذا القسم الحبيب إلى قلبي ,
                المطالعة و ما أدراك ما المطالعة؟
                هل أحدثكم عن تجربتي و شغفي الكبير بالقراءة؟
                و أنا في المدرسة الإبتدائية, كنت أسعد كثيرا بالكتب التي أنالها جائزة آخر السنة,
                و أقضي العطلة الصيفية و أنا أقرأ و أعيد القراءة و سبحان الله لا أمل من قراءة القصة الواحدة عديد المرات. كنت أخرج خلسة من أمّي التي كانت تمنعنا من الخروج من البيت إلا للمدرسة أو لشراء حاجياتنا من الدكان القريب, أسرعُ الخطى و أطرق باب زميلتي في المدرسة و أترجاها أن تعطيني جائزتها التي تتمثل في كتب جميلة مثل التي حصلتُ عليها. و نتبادل الكتب . و حصل مرة, و نحن نلعب أبناء عمي و أنا, في مخزنهم القديم, أن وجدنا كتبا قديمة جدا صفراء عليها غبار كثير , ففرحت بها و استأذنتُ ابنة عمي أن آخذ منها كتابا, ضحكت ملء شدقيها و قالت, خذيها كلها..
                و كم كانت سعادتي كبيرة بتلك الكتب و أنا ابنة التاسعة تقريبا ,, لم أنتظر حتى يخرج عمي فيعدلوا عن رأيهم , حملت الكتب في حجري و دخلت بها "سقيفتنا" و أنا ألهث و خبأتها في ركن بعيد حتى لا يراها أحد فيأخذها مني...
                و أمضيت صيفا كاملا و أنا أقرأ ما أفهمه و ما لا أفهمه.
                و كان أبي رحمه الله لا يعرف اللغة العربية, كانت دراسته لظروف ما, فرنسية
                مازلت أذكر كيف كان يفخر بي و هو يراني لا أخطئُ في الإملاء الفرنسية التي كانت تمريننا اليومي أنا و إياه, رحمه الله و برد ثراه.
                فكان والدي يشتري من مكتبة البلدة قصة باللغة العربية خاصة قصص التاريخ , كان مغرما بالتاريخ ,و يلوح بها عند دخوله من الباب مناديا , مُنِيغَة( كان
                أبي يدللني بهذا الإسم) سنقرأ هذه القصة اليوم و لك مثلها غدا لو أتممناها,,,
                و تتواصل رحلتي مع القراءة و بدأتُ أفكر في الكتابة و أنا في الحادية عشر من عمري و بدأت أختلي بنفسي في ركن من الغرفة الكبيرة و آخذ ورقة و قلما و أكتب أي شيء...ثم تطورت رغبتي في الكتابة فكنت أشتري كراسا و أدون فيه ما يخطر على بالي, ماذا فعلتُ في المدرسة, كيف كانت حصة العلوم الطبيعية , و حصة القراءة و ...ماذا قالت لي صديقتي في الساحة...و....
                في السنة السادسة ابتدائي حصلتُ على كتاب "حليمة" للكاتب التونسي محمد العروسي المطوي, جائزة آخر السنة من بين كتب أخرى أعجبني سُمكها ,,,سعدت كثيرا و قرأت و قرأت ...حتى أنني قرأت جلّ روايات جرجي زيدان شجرة الدر, صلاح الدين الأيوبي, فتاة القيروان, العباسة بنت الرشيد و كمم أعجبتني رواياته,,,
                و لم أتخط السنة ثانية ثانوي حتى قرأت جل كتب مصطفى لطفي المنفلوطي و ترجماته ,"النظرات" و" العبرات" ماجدولين, الفضيلة
                و أبو القاسم الشابي, هل ستسعفني كلماتي هنا أن أعبر عن حبي لهذا الشاعر و اقتنيت ديوانه بمصروفي الخاص و أنا لم أتجاوز الخامسة عشر من عمري , فكنت أحفظ بعض قصائده عن ظهر قلب و ألقيها في المهرجانات المدرسية حتى أني حصلت على الجائزة الوطنية في مهرجان قربة و أنا في السادسة ثانوي على إلقاء لقصيدة الشابي في ظل وادي الموت , الذي ترجمته هنا في ملتقى الأدباء و المبدعين العرب للفرنسية و الانجليزية, وفاء لهذه الذكرى العزيزة على قلبي,
                http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?126757
                و ها أنا منكبة على ترجمة ديوان الشابي بإذن الله , لو مازال في العمر بقية.

                ثم بدأت تستهويني كتب نجيب محفوظ, فأحاول بكل الطرق أن أقرأها من مكتبة المعهد أو أستعيرها من صديق فقرأت في سن مبكرة , بين القصرين , السكرية , قصر الشوق و غيرها من الكتب التي لا أستحضر عناوينها الآن,,,
                و أحسان عبد القدوس كنت أعشق رواياته, حتى أنه لا يهدأ لي بال حتى أتمم قراءة الرواية حتى على حساب دراستي ( الحمد لله أن هذا لم يؤثر سلبا على دراستي)
                أذكر و أنا في القسم النهائي باكالوريا و المراجعة على قدم و ساق و أنا كنتُ أطالع روايات إحسان عبد القدوس, فيقول لي القيم العام, يا ابنتي اقرئي هذا بعد المراجعة و استعدي للباكالوريا مثل صديقاتك , لكنني كنت شغوفة جدا و كنت أعيش الرواية فلا أترك الكتاب إلا في آخر صفحة.
                أما توفيق الحكيم الذي كانت مسرحياته مبرمجة في الأقسام النهائية فكان لي معه عشرة طويلة و مازلت أحتفظ بكتاب مسرحيات الحكيم الذي كان جائزة السنة السادسة ثانوي.. و في تلك الفترة ايضا اهتممت بكتب على الدوعاجي و المسعدي ( السد الذي درسناه في الباكالوريا) و كانت لي جولات و صولات مع غيلان بطل السد...
                ماذا أحدثكم عن شغفي بالقراءة؟ لن استطيع أن أوفيَ نفسي حقها في ذلك...
                ثم جاءت فترة قراءة روايات عبير
                les harlequins
                فكنت أستعيرها و أقتنيها
                بأية طريقة , قرأت حتى الروايات البوليسة
                Séries noires
                ثم بدأت أتعرف على الكتاب الفرنسيين فقرأت لهم و أغرمتُ بهم بصفة عجيبة
                فقرأت البؤساء لفيكتور هيقو و الغريب لألكسندر ديما و أنا في الثالثة ثانوي و كان لنا أستاذ فرنسية رشاد الحمزاوي ذكره الله بالخير كان يحب شغفي بالقراءة فكان يمدّني بكتب من مكتبته جزاه الله كل خير و كانوا يسمونني بربرا لأنني أقرأ كثيرا الكتب الفرنسية و صادف أن ألقيت قصيدة بربارا في حفل مدرسي لجاك بريفار
                فأعجب أساتذتي و أصدقائي بالإلقاء و من هنا كان الاسم بربرا
                و لأني أحب هذه القصيدة جدااا سأكتبها هنا بعد إذنكم

                Barbara
                Jacques Prévert

                Rappelle-toi Barbara
                Il pleuvait sans cesse sur Brest ce jour-là
                Et tu marchais souriante
                أ‰panouie ravie ruisselante
                Sous la pluie
                Rappelle-toi Barbara
                Il pleuvait sans cesse sur Brest
                Et je t'ai croisée rue de Siam
                Tu souriais
                Et moi je souriais de même
                Rappelle-toi Barbara
                Toi que je ne connaissais pas
                Toi qui ne me connaissais pas
                Rappelle-toi
                Rappelle-toi quand même ce jour-là
                N'oublie pas
                Un homme sous un porche s'abritait
                Et il a crié ton nom
                Barbara
                Et tu as couru vers lui sous la pluie
                Ruisselante ravie épanouie
                Et tu t'es jetée dans ses bras
                Rappelle-toi cela Barbara
                Et ne m'en veux pas si je te tutoie
                Je dis tu à tous ceux que j'aime
                Même si je ne les ai vus qu'une seule fois
                Je dis tu à tous ceux qui s'aiment
                Même si je ne les connais pas
                Rappelle-toi Barbara
                N'oublie pas
                Cette pluie sage et heureuse
                Sur ton visage heureux
                Sur cette ville heureuse
                Cette pluie sur la mer
                Sur l'arsenal
                Sur le bateau d'Ouessant
                Oh Barbara
                Quelle connerie la guerre
                Qu'es-tu devenue maintenant
                Sous cette pluie de fer
                De feu d'acier de sang
                Et celui qui te serrait dans ses bras
                Amoureusement
                Est-il mort disparu ou bien encore vivant
                Oh Barbara
                Il pleut sans cesse sur Brest
                Comme il pleuvait avant
                Mais ce n'est plus pareil et tout est abimé
                C'est une pluie de deuil terrible et désolée
                Ce n'est même plus l'orage
                De fer d'acier de sang
                Tout simplement des nuages
                Qui crèvent comme des chiens
                Des chiens qui disparaissent
                Au fil de l'eau sur Brest
                Et vont pourrir au loin
                Au loin très loin de Brest
                Dont il ne reste rien.

                Jacques Prévert,

                قرأتُ لجل الكتاب الفرنسيين و لا أقدر أن أعد كل كتاب قرأته
                لكنني كنت كما يقال
                dévoratrice de livres
                آكلة كتب إن صح التعبير ...
                و تواصلَ شغفي و نهمي للقراءة حتى بعد أن تقدم بيَ السن فلا تخلو غرفتي من نوعين من الكتب, كتاب أقرأه في الصباح و آخر في المساء..
                و كان لي عيب و الحمد لله أن لا أحد من أصدقائي تضجّر من هذا العيب, كنت كلما زرت صديقة أو أحد أقربائي أنجذب و بشدة لمكتبته و أقلب الكتب و الروايات دون أن أستشير صاحبة الدار و عندما تقبل مقدمة القهوة تجدُني منكبة على الكتب و منهمكة في قراءة عناوينها و الصفحات الأخيرة منها.
                أذكر أن أولادي يتندرون بحبي للكتاب فيقولون لبعضهم , عندما تُمسك الكتاب أحِبّهُ أوّلا ثم ضَعه في يديك هنيهة و ستشعر به, ههههه, و هذا بالفعل ما كنت أقوله لهم.
                و حتى و أنا في هذا السن أطالع و أقرأ و لا و لن تغنيني الأنترنت على الكتاب الورقي مهما حصل.
                أذكر أيضا أنني استعرتُ كتبا كثيرة للكاتب الفرنسي
                Guy des cars
                من أخي و ابن بلدتي الذي تربّينا معًا و درّسنا معَا الشاعر الكبير محمد نجيب بلحاج حسين, و نسيت حتى أن أرجعهم له , و قد ذكّرته بذلك من مدة فقال لي, هم هدية من أخيك ...لا ترجعيهم لي , أنا أيضا قرأتهم كلهم ماذا أفعل بهم.
                كانت زوجة أخي عندما تعود من لندن تقول, الحمد لله منيرة الوحيدة التي لا تُتعبني في هديتها , أعرف أنها تحب كتابا
                Best seller
                و من أحدث الكتب الفرنسية .
                Da Vinci code
                للكاتب الأمريكي
                Dan Brown

                أهدانيه أخي نعمان بالفرنسية و الانجليزية فقرأتهما باللغتين في أول شهور نشره
                ثم بعد ذلك شاهدت الفلم لنفس الكتاب لكن لم يكن في عظمة الكتاب الورقي صدقوني...
                و حتى ابنة أخي إيناس حماها الله و رعاها هي أيضا "ملتهمة كتب" و كانوا يقولون لها أنت مثل عمتك في كل شيء حتى في "أكل الكتب", و أذكر أنها في كل عودة لها إلى تونس كانت تعطيني كل الكتب التي قرأتها و تقول هذه هديتي لعمتي و أعرف أنها ستفرح بها. و فعلا كنت أفرح بها و أقرؤها ثم أضعها مرتّبة في مكتبتي.
                ماذا أحكي أكثر مما حكيت ...لا أتصور أنني قلت كل شيء...
                لأنني لا أتصور أن هناك مُفرَدات تستطيع أن تُدوّن شغفي بالقراءة و المطالعة..لكن هذا بعض من حبي الكبير لما نسمّيه كتبا و روايات و أنا أسميه ألكسير الحياة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى .
                تحياتي للجميع.

                العزيزة الرائعة والغالية منيرة الفهري
                تقبلي احترامي المتجدد أيتها الأخت المربية
                سعدت بكل هذه الذكريات التي سنحملها إلى الأعلى وسيقوم القسم بافتح نافذة حوارية حول ما وجدناه فيها من رسائل للناشئة

                من أقوال الامام علي عليه السلام

                (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                حملت طيباً)

                محمد نجيب بلحاج حسين
                أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                تعليق

                • رياض القيسي
                  محظور
                  • 03-05-2020
                  • 1472

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد مشاهدة المشاركة
                  وعليك السلام والتحية والاكرام
                  أستاذي العزيز رياض القيسي، تشرفت بقراءة تجربتكم الثريّة، سنعتمد المشاركة في أعلى القسم.
                  تحياتي
                  جزيل الشكر والأمتنان
                  أستاذنا حاتم سعيد

                  تعليق

                  • ناريمان الشريف
                    مشرف قسم أدب الفنون
                    • 11-12-2008
                    • 3454

                    #10
                    عن جد أستاذتي منيرة أنت آكلة للكتب يا (منيغه )
                    قرأت بالتفصيل .. وإني لأستغرب كيف ابنة التاسعة تهوى الكتب التي اصفرت أوراقها وتشعر بالسعادة وهي تحظى بها كلها
                    أنت رائعة من يومك
                    يسعده القارئة الصغيرة
                    حبيبتي
                    sigpic

                    الشـــهد في عنــب الخليــــل


                    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                    تعليق

                    • جمال عمران
                      رئيس ملتقى العامي
                      • 30-06-2010
                      • 5363

                      #11
                      مرحبا استاذ حاتم.... قد لا أكون فهمت موضوعكم جيداً... أتابع ولى عودة باذن الله لمشاركات... و... مشاغبات. .. مودتي
                      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                      تعليق

                      • رياض القيسي
                        محظور
                        • 03-05-2020
                        • 1472

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد مشاهدة المشاركة
                        اقرأ ..لو حكينا، نبتدي منين الحكاية؟

                        أضع بين ايديكم اليوم: مساهمة أولية لكافة الأساتذة في الموضوع المطروح بقسم القراءة والمطالعة، تجدون فيها مختلف التدخلات والمساهمات والردود وهو ما يشكل حلقة حوار تمكن الزائر من مطالعة جملة الاراء. وقد تغري آخرين بالاثراء..كما تمكن الباحثين من الاطلاع على العديد من التجارب وهو ما قد يساهم في تحفيز الناشئة على اعتبار المطالعة من أهم مرتكزات تكوين شخصية الفرد داخل المجتمع...الخ
                        الموضوع:
                        اقرأ..لو حكينا، نبتدي منين الحكاية؟
                        سادتي الكرام واخوتي الأعزاء
                        خير ما نبدأ به "الحمد لله رب العالمين"
                        الحمد لله الذي يجمعنا اليوم في هذا الملتقى لتتلاقح الأفكار ونتشاور ونقدّم الآثار ونكشف بعض الأخبار والأسرار ونقدم الابداع العربي بحروفه اللامعة.
                        مرحبا بكم جميعا في قسم القراءة والمطالعة وفي محاور أخرى يمكن اقتراحها.

                        حاتم سعيد: هو كاتب وباحث من تونس، عشق الرفوف منذ الصغر، فكان لها أكبر الفضل في حياته. متعة القراءة والمطالعة في حياة الفرد والمجموعة أعتبرها باختصار: رياضة فكريّة تنمّي العقل والروح والجسد.
                        فهل من مساند ومشارك يحدثنا عن قصته مع عالم الحرف:"اقرأ"؟

                        -رياض القيسي"اعلامي ومدرب دولي للتنمية":القراءة والمطالعةهي غذاء فكري وتثقيف للشخصية وعدم المطالعة تجعل من شخصية الانسان فقيرة ، بل لن يجد له مكانا في أي مجتمع او مجلس.لكن المهم تثقيف الشخصية في مختلف المجالات لتسع معرفته..

                        - قسم القراءة والمطالعة: صدقت أخي، أضيف أن أول خطاب بني عليه الاسلام قد ورد يصيغة الأمر "اقرأ"، فهو قيمة للانسان ليعلم ما بامكانه أن يفعل، والقراءة والمطالعة أداة من جملة الأدوات لولوج طريق المعرفة وتحقيق الذات، شكرا على مداخلتكم وتحياتي العميقة أستاذ القيسي.

                        -منيرة الفهري"مدير عام ورئيس ملتقى الترجمة": موضوع شيق و سأحكي لكم فيما بعد عن تجربتي في القراءة والمطالعة..تحياتي لك و تمنياتي لك بالتوفيق بإذن الله تعالى.

                        -قسم القراءة والمطالعة: مرحبا بك سيدتي المربية، إنّه لخبر رائع أن تحدثينا عن تجربتك في القراءة والمطالعة، وكما يقال أول الغيث قطرة ليزدان هذا الموضوع بكتاباتكم وتجاربكم.

                        -المختار محمّد الدرعي"مستشار أدبي ونائب رئيس ملتقى الترجمة: قرأت موضوعك و استمتعت بما جاء فيه وسأحدثكم عن تجربتي في القراءة. كنت لا أترك شيئا إلا قرأته منذ الصغر.. حتى ورقة أجدها في الطريق أزيح عنها الغبار و اقرؤها... و بدأت هكذا حتى كونت مكتبة قرأت كل كتبها و مازلت حتى الآن أحاول إعادة قراءة بعض المنشورات منها.شكرا لهذا الموضوع المثري.

                        - قسم القراءة والمطالعة: كل الشكر لك اخي وصديقي واستاذي العزيز المختار..ذكرنا قبل قليل أن اول الغيث قطرة..وها أنها ستمطر بحول الله..حدّثتنا عن ذلك الزمن الذي كانت فيه الورقة، الوسيلة الوحيدة للمطالعة للاستمتاع حتى وان أهملها صاحبها وألقاها على قارعة الطريق..نعم كنا نجد فيها ما نقرأ ونخاف أن تدوسها الاقدام لأنها كما نعتقد من كلام الله..مثل فتاة الخبز..نجمعه لأنه نعمة الله ونقبله قبل ان نضعه في مكان آمن.أين نحن من ذلك الصبى؟ شكرا لمرورك الرائع.

                        -حاتم سعيد: اسمحوا لي أن أقتطف من كتابي "رصاصة واحدة لا تكفي" تجربتي مع عالم المطالعة: أذكر أن أخي الأكبر رحمه الله - كان معلّما بالمدرسة الابتدائية بالقرية- هو من شجعني على المطالعة وتلخيص القصص في المكتبة العموميّة التي ضمّت في ذلك الوقت كتب الصّغار والكبار وأطلق عليّ "الفيلسوف" لقب اعتقدت حينها أنه بسبب أسئلتي الكثيرة وعدم قبولي للإجابات بسهولة.
                        في تلك المكتبة تعرّفت على السيّد عبد المجيد وهو رجل صارم كثيرا ما يطرد التلاميذ بسبب الضجيج الذي يحدثونه في القاعة، يضرب الأرض بقدمه وبإشارة واحدة من عينيه يطلب من "المشوّش" المغادرة ليعود الهدوء للمكان.
                        كنّا ندعوه "الكمبة" ويعود السبب في ذلك إلى سترته الخضراء ذات الجيوب الكثيرة التي لا تفارقه صيفا أو شتاء فهي تشبه إلى حدّ بعيد ما يلبسه الجنديّ المقاتل.
                        توطّدت العلاقة بيننا بمرور الوقت فأصبح يطلعني على جديد العناوين ويمدّني بالقصص التاريخية التي تستهويني أكثر من غيرها ويسمح لي باستعارة أكثر من كتاب.
                        كما كان في عطلة آخر الأسبوع ينظم مسابقات أدبية بين رواد المكتبة محورها تلخيص قصّة، وهكذا كانت البداية، فليت الزمان يعود يوما...

                        -ناريمان الشريف"مشرف قسم أدب الفنون":موضوع رائع وشهي للرد والكتابة والتفاعل، إذا كان من سبقوني بالتعليق ووعدوا بكتابة تجربتهم في القراءة، وبصراحة أعجبني ما قاله أخي الأستاذ المختار الدرعي، أنا أيضاً اسمحوا لي أن أحدثكم عن تجربتي في القراءة والمطالعة،بعد أربعين عاماً من التعليم في سلك التربية والتعليم، سأكون هنا قريباً...

                        - قسم القراءة والمطالعة : هذا بيتكم وكتابكم سيدتي وكلنا أعين مفتوحة وآذان صاغية لتجربتك مع القراءة والمطالعة ورحلة الذكريات..تقبلي فائق تقديرنا وواسع انتظاراتنا.

                        -سلمى الجابر"مشرف في ملتقى القصّة":موضوع قيم و مفيد جدا و يشد كل من يقرؤه، أنا أيضا سأكون من رواد هذا القسم الجميل الهادئ، فكأنه المكتبة التي حكيتَ عليها في فقرة رصاصة واحدة لا تكفي و نوكل مهمة ناظر المكتبة للأستاذة منيرة الفهري فهي كما يقول البعض صارمة و جادة كثيرا..ما رأيك ؟
                        - قسم القراءة والمطالعة : العزيزة الرائعة سلمى الجابر، مرحبا بك صديقة للقسم ضمن جيل المربية منيرة الفهري.

                        -سليمى السرايري"رئيس قسم ملتقى الفنون": الطرح أعجبني، فكرة شيّقة حقيقة:
                        بدأتُ المطالعة في مدرسة ريفية بالجنوب التونسي (مدرسة تحيط بها الجبال والغابات) اذ درست هناك سنتين فقط من التعليم الابتدائي 'الثالثة والرابعة '
                        ومن مكتبة الفصل بدأتْ رحلتي...
                        كبرتُ قليلا وانتقلنا إلى العاصمة وفي السنة الأولى ثانوي، وجدتُني أميل إلى الشعر ومن فرط حبّي للكتب ارتكبتُ جريمة صغيرة -إن جاز التعبير- اختلست وقتها في سن مبكّرة كتابين الأول للشاعر "صادق شرف" والثاني للشاعر الرائع "حافظ محفوظ" والاختلاس لم يخرج من البيت اذ أني أخذت الكتابين من مكتبة شقيقي الأعزب، وطبعا خوفا منه لم أتكلّم.
                        وفي هذه السنوات وفي احدى الأماسي الكبرى التي أدرتها كان ضيفي الشاعر "حافظ محفوط" قصصت عليه هذه الطرفة فضحك كثيرا حتى اني مازلتُ أذكر العنوان "قصائد النمل".
                        الرحلة طويلة في هذا العالم الساحر "المطالعة والقراءة" وأكيد سأعود هنا عدّة مرات للكتابة عن تجاربي، والاطّلاع على ما يتفضل به أدباء الملتقى.

                        - قسم القراءة والمطالعة :صديقتنا الرائعة والخلوقة، كم جميل أن نجدك تشاركيننا هذا الموضوع المطروح وهذا البوح الطفولي..كأنما هزك لا شعوريا وبسط أمامك شاطئ الذكريات..فتلقفتك موجاته وذكّرتك بأحداث رغم أنها "أفكار طفولة" أردت أن تفصحي عنها وهو ما يجعل المرء مرتاحا كأنه ينظر الى الافق الجميل وعندما يبوح..يرى ذلك القمر المنير يداعب البحر الهائج فيتحول زبده الى طهارة وعفة لمن أراد ان يمشي حافي القدمين. ومن منا لم تخامره فكرة الاحتفاظ بكنز مخطوط (كتاب أحببنا أن يكون في أحضاننا).

                        -جهاد بدران"رئيس ملتقى الديوان": الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق
                        وآله وصحبه أجمعين..
                        هذا القسم من القراءة والمطالعة، هو مفتاح القلوب لاستخراج مكامن النفس وخباياها واسترجاع درر الذاكرة على صفحات البوح الرقيق، بما يداعب مشاعرنا وأحاسيسنا التي تراكمت فيها قصص الحياة وأحداثها التي تتقلب وفق مجريات الأحداث..
                        فكان من هذا القسم أن أثار الشوق لمراجعة الزمن الماضي، وأخذ يقلب فينا ذكريات مفرحة وذاكرة موجعة تؤكد عوامل الزمن فيها وهي تنحت الواقع والماضي بإزميل صلب لا يرحم الصغير قبل الكبير، فكان من واقع ممتلئ الوقائع أن يصقل شخصية كل من لزمه الوجع ليتحوّل لحمل مسؤولية الحياة في أول العمر..وهذا ما دفع الذات أن تبحث عن عوامل النضج من خلال ذلك النور الذي فجّ الظلام وسبغ الأرض بنور العلم يوم أن التقت محاور المعادلة "إقرأ" وارتبطت جذورها بالإيمان والطاعة لله، فكانت مصابيح موقدة لكل من اتبعها وسار نحو اتساع الفكر والتدبر بمعانيها، ليكون الناتج تفتح شرايين الذهن بنور الله سبحانه..
                        لذلك من خلال الكلمة الأولى " إقرأ" التي أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتعيد ترتيب الأرض وغسلها من الكفر والضلال، فهذه الكلمة رمز لكل مسلم ليعرف منزلة القراءة في تغيير الإنسان من الكفر للإيمان، ليكون فيها نجاته من الظلم والفساد والعنف، وكلما بحرنا في توسعة القراءة كلما ازداد التنور الفكري ليتحول لمنظومة نور تدب على الأرض، فيكون كما ذكرت في مذكرتي أن " الكتاب غذاء الفكر والروح، والقلم جندي مطيع، ويزداد الخشوع والتقرب من الله، فالجهل يهدم أمماً والعلم يرفعها لأعلى المنازل في الدنيا والآخرة، وبالعلم يرتقي الإنسان بأعماله وأخلاقه..
                        وقصتي مع القراءة والمطالعة لا تنتهي فيها الأحداث، لامتلائها بقصص مثيرة، ربما أعود لاستخراجها للنور يوماً ما..
                        جزاكم الله كل الخير.

                        - قسم القراءة والمطالعة : مداخلة رائعة ولا شك، جمعت بين عناصر الايمان واللغة والإحسان والبيان..يعجز اللسان أن يعبر عن ما بالوجدان من شكر لك سيدتنا الكريمة وسعادة بهذه الاطلالة الاولى وكلنا انتظار لبقيّة الزيارات حتّى نقرأ تجربتك مع عالم القراءة والمطالعة.دمت متألقة ومبدعة.

                        -ناريمان الشريف"مشرف قسم أدب الفنون": (عادت لتقصّ علينا تجربتها وذكرياتها مع القراءة)

                        في الخامسة عشرة من العمر كنت جميلة ، في ذلك الوقت، كنت في بلد القهر والظلم .. بلد تمجد العادات والتقاليد .. بلد ليس للأنثى الحق أن تقول رأيها، وبذات الوقت .. كنت في بيت أعطاني والدي الحرية فيما يتعلق بالوطن فقط ، لذلك كنت من أوائل المتظاهرين في مظاهرات السبعينات ضد المحتل خاصة عندما قام مستوطن حاقد بالدَّوْس بقدميه على القرآن الكريم أمام العيون ..
                        فهاجت مشاعر الناس وخرجوا بمظاهرة كبيرة سارت من وسط البلد حتى وصلت إلى منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف ودخل مجموعة من المتظاهرين وكنت أول الداخلين .. وقمنا بتمزيق مقتنيات المستوطنين الصهاينة .. ثم أردنا الخروج .. فإذ بأبواب الحرم مغلقة بعد فترة قصيرة داهمنا جنود الاحتلال بوابل من الرصاص .. فأصبت في قدمي .. وظللت أنزف فترة طويلة حيث منعونا من الخروج، وبعد مداولات على أبواب الحرم بين الجنود وكبار البلد سمحوا لنا بالمغادرة .. فغادرت معهم وبي عرجة برجلي والدم يملأ الحذاء .. ولما وصلت إلى البيت فاجأتني عمتي تصيح بي قائلة : للبيت رب يحميه .. من تظنين نفسك أنت أنثى .. وجميلة ونحن نخاف عليك ووبختني وعنفتني لأنني شاركت .. فما كان من والدي إلّا أن شدّ على يدي ونصرني وحياني على ما فعلت وحملني إلى المستشفى للعلاج بعدها كتبت خاطرة صغيرة أسميتها ( صرخة أنثى )
                        نشرتها هنا في الملتقى وهذا رابطها لمن يحب أن يقرأ :
                        http://almolltaqa.com/vb/showthread....9-%C3%E4%CB%EC

                        بعد ذلك نشرت هذا الموضوع في صحيفة الفجر التي كان يشرف عليها الشاعر الفلسطيني الكبير ( علي الخليلي ) فردّ علي معقباً كلمات جميلة تشجعني على الكتابة ويدعوني فيها للقراءة فبدأت أقرأ .. وبقايا الرصاصة ما زالت في رجلي.
                        أطلت عليكم .. سامحوني


                        - قسم القراءة والمطالعة : لاحظت أستاذتنا الكريمة أن العديد من التجارب تكون بدايتها الفعليّة بتشجيع (ما) من الأهل والأقارب أو من شخصيّات مرموقة نالت السبق في الميدان وهذا لعمري جانب مهمّ فكأنّه الدفعة التي ينتظرها القارئ والمطالع ليخوض رحلة القلم.
                        أقتبس من مقالك: "
                        ولما وصلت إلى البيت فاجأتني عمتي تصيح بي قائلة : للبيت رب يحميه .. من تظنين نفسك أنت أنثى .. وجميلة ونحن نخاف عليك ووبختني وعنفتني لأنني شاركت .. فما كان من والدي إلّا أن شدّ على يدي ونصرني وحياني على ما فعلت وحملني إلى المستشفى للعلاج بعدها كتبت خاطرة صغيرة أسميتها ( صرخة أنثى ) ".
                        يبدو من هذا الاقتباس أن الانسان كثيرا ما يعيش صراعا بين شدّ إلى الخلف وتوق للسير إلى الأمام (أقصد رأي العمة وموقف الوالد) وهو ما يعبّر عنه بعد ذلك بالاختيار.وكانت "الصرخة" وهي البداية.
                        بقي أنّ قسم القراءة والمطالعة يحيي فيك ومن خلالك نضال الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة ويكبر استبسالكم في الذود عن المقدسات ومواجهة المحتل البغيض مع دعائنا أن ينصر الله الاسلام وأهله في كل مكان.

                        - رياض القيسي: (عاد إلينا ليتحدث عن تجربته مع "اقرأ" فقال: "في بداية مرحلة دراستي الاعدادية استهوتني المطالعة للروايات. في وقتها كانت بالقرب مني مكتبة عامة. ثرية وزاخرة بشتى الأصدارات..
                        بداية أول راوية مازلت أذكرها رواية روكامبول لكاتبها ميشال زيفاكو، رواية تتحدث عن جوانب سياسية واجتماعية واقتصادية في العصور الوسطى في باريس. لندن. دبلن. مدريد.سان بطرسبورج.من خلال هذه الرواية بدأت أقرأ تاريخ هذه البلدان وغيرها وقرأت رواية الف ليلة وليلة بعدها لم أستطيع ترك المطالعة فأشتركت مع مكاتب عراقية لديها تعامل مع اصدارات في مصر ولبنان وسوريا..
                        قرأت قصصا كثيرة لنجيب محفوظ وأشتركت شهريا مع اصدارات لمجلات الشبكة. الصياد. كل العرب.. وطبيبك، وغيرها الكثير..
                        كانت متعة راقية جدا في سنوات الاعدادية والثانوية والجامعة. ذلك الزمن الجميل ."



                        - قسم القراءة والمطالعة: كانت تجربة ثريّة ولا ريب أستاذنا الرائع رياض القيسي، اسمح لنا أن نقتبس من اجابتك النص التالي:"

                        بعدها لم أستطيع ترك المطالعة فأشتركت مع مكاتب عراقية لديها تعامل مع اصدارات في مصر ولبنان وسوريا.."، رأيت في هذه الفقرة، عديد المعاني وانفتاحا على عدة مواضيع معاصرة، قيل منذ زمن "الدين أفيون الشعوب" والحقيقة أنّ القراءة والمطالعة هي أفيون الشعوب، لأن الدين كثيرا ما يأخذه الانسان بالوراثة، أما الكتاب فهو مصدر كل المعلومات.
                        أيضا نشير إلى عدد من شباب اليوم الذي يقبل على "الأفيون" ليموت بينما كان أجدر أن يقبل على الاطلاع والمعرفة لتفتح أمامه الآفاق.
                        نجدّد شكرنا لكم أيها الاخوة الكرام.
                        مرحبا بكم وبتجاربكم

                        استاذنا الرائع القدير
                        اتحت لنا فرصة أيام جميلة
                        طويت مع الزمن, كنا في زمن
                        لا انترنت ولافضائيات ولا حواسيب
                        لهذا كانت متعة المطالعة
                        أنك تعيش مع الرواية او النص
                        كان في وقتها أفلام السينما
                        والمسلسلات والروايات
                        تجدها في أصدارات وكتب
                        اغلبها من مصر لبنان العراق
                        سوريا..
                        تعلم... العراقيين مولعين جدا
                        في القراءة ـ المطالعة ..
                        سوف نتابع معكم أخي الكريم
                        مودتي للجميع


                        تعليق

                        • حاتم سعيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 02-10-2013
                          • 1180

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                          مرحبا استاذ حاتم.... قد لا أكون فهمت موضوعكم جيداً... أتابع ولى عودة باذن الله لمشاركات... و... مشاغبات. .. مودتي
                          مرحبا أستاذ جمال
                          بعد التحية اسمح لي أن أشرح الموضوع فهو يتعلق بالقراءة والمطالعة وفيه:
                          جانب مخصوص: يتعلّق بالتجربة الذاتية لمن أراد أن يشارك
                          وبعد شامل: يتعلّق بأهمية القراءة والمطالعة في تكوين شخصية الأفراد داخل المجتمع ونحت شخصيّة المبدع.
                          كل المشاركات يقع جمعها في كراس القسم بالأعلى ومن خلال الردود يمكن فتح آفاق أخرى لاثراء الموضوع فنحن لا نشترط تدخلا واحدا.
                          هذا الكراس عبارة عن أرشيف جامع يمكّننا جميعا من متابعة كل التدخلات بتواصل وسلاسة فلا حاجة أن يقلب الصفحات ويبحث كثيرا، وبذلك يستطيع أي باحث أكاديمي أن يجد مادة للبحث تثري بحثه.
                          جملة المواضيع التي سيقع طرحها، سنحاول تثمينها، ومن خلالها يمكن اصدار نشرية في زمن ما. (وربّما ) نعمم الفكرة على كل الفروع.
                          كما أننا نفكّر في انشاء مكتبة الملتقى حيث نجد مختلف القصص والروايات والأشعار وكل المواضيع التي نشرت (بموافقة أصحابها). فهذا هو قسم القراءة والمطالعة حسب اجتهادنا وكما نراه.
                          بقي أن الاصدار سيكون بصيغة pdf ولا نعلم أين يمكن أن نضعه.

                          من أقوال الامام علي عليه السلام

                          (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                          حملت طيباً)

                          محمد نجيب بلحاج حسين
                          أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                          نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                          تعليق

                          • حاتم سعيد
                            رئيس ملتقى فرعي
                            • 02-10-2013
                            • 1180

                            #14
                            كيف حالكم؟
                            يقال..أصعب الامور هي البدايات.
                            لعل من لم يشارك معنا لم تكن تجربته مع المطالعة حميمية.
                            هل يمكن أن نجد من يصارحنا حول هذه المسألة؟

                            من أقوال الامام علي عليه السلام

                            (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                            حملت طيباً)

                            محمد نجيب بلحاج حسين
                            أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                            نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #15
                              أتيت لتحية الأستاذ حاتم و لكل الحاضرات و الحاضرين معه بأجمل تحية : السلام عليكم ورحمة الله و عساكم بكل خير و عافية.

                              القراءة في زمن الكوفيد، على الأقل من منطلق تجربتي الشخصية، كالحب في زمن الكوليرا: أولها عزلة و أوسطها شغف و آخرها معاناة، ثم عودة إلى العزلة. و في كل شوط من أشواط الصراع الذاتي مع غول المطالعة، أتقمص شخصية تختلف بحسب اختلاف الزمان و المكان : تراني اليوم أرتدي لباس بلدي التقليدي لأختبر مدى مصداقية سانت اكسوبيري حين روى في “الأمير الصغير” تجربة الزي و تأثيره على الفكر كما حدث في حالة الفلك التركي مع علماء الغرب. و تجدني تارة أتقمص دور شخصية “غبي” دوستيوفيسكي و أنا أعايش الناس أو شخصية “جاهل” المعري فأتجاهلُ كما تجاهلَ حين أعتزِلُهم كما اعتَزَلهم. بينما تمر علي أيام أكون فيها دونكيشوط أُعدّ العدة لأخرج أحارب طواحين الهواء فأعود إلى معشوقتي منهمكا و في يمنايَ سيف من قش و في يُسرايَ رزمة من خواء. و حين أستجمع قواي في الكرة المقبلة غير مبالٍ بتاريخي المنكوب، أشد الرحال نحو المجهول من غريب الدنيا أسير على خطى الطبيب گوليفر حين قذفت به مخيلة دجوناتات سوايف إلى عوالم ما وراء البحار: هنا أنا عملاق بين الأقزام، و هناك أنا قزم عند العمالقة؛ هذا بلد يحكمه “الياهو” و تلك إمارة تسبح في الهواء و أخرى لا حل ولا عقد إلا بمباركة النساء. و كما هي مغامرات السندباد البحري، هنا جزيرة ألتقي فيها بأحمق يظهر من فرط حمقه أنه أعلم من سحبان وائل، و هناك قلعة التقي فيها بعالم يبدو من شدة تواضعه أعيى من باقل... ثم بعد أعوام من التيه بين أروقة المكتبات و بعد رحلة شغف بين ثنايا القراطيس أمحو الطروس و أعيد كتابة تاريخي الحضاري من جديد، أخرج خاوي الوفاض و كأنني خارج إلى العمار بعد “مائة عام من العزلة” داخل مغامرة علي بابا التي، و الحقيقة هاته، لا تفتح بطن كنوزها بمجرد التلفظ بكلمة السر الشهيرة: افتح يا سم سم! هيهات هيهات! من سيزيف مثقل بالأعباء، إلى هيركلوس يركض خلف أشغاله الشاقة الاثنا عشر، و لم أفقه أنني صرت شخصية بيجمليون في تجربته مع الوهم.
                              فعلمتُ حينئذ أن الجاهل الغافل يتنعم و أن العاقل العالم يشقى. و كفعلة “رهين المحبسين” فعلت: اعتزلت القراءة...إلى الأبد.

                              مودتي لكم مع تجديد التحية.

                              م.ش.
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 20-11-2020, 14:39.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X