الهزيمــــــــــــــة... حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    رئيس الجمعية المصرية للترجمة
    • 04-07-2007
    • 408

    #31
    [align=justify]المبدعة الأديبة ابنة حلب الشهباء
    أشكر لك ردك القيم والذي تناولت فيه إسقاطة شمولية للنص ووصلت به إلى دائرة أكثر اتساعاً ... وهذا في حد ذاته بشير خير أن هذا النص استطاع أن يتناول أبعاد إنسانية أبعد مما رسمته ألفاظه ...
    في ردي على أخي الدكتور مازن سعيت أن أضع نفسي في موضع القارئ وأقرأ ما خلف العبارات فوجدتني أسطر العبارة التي استوقفتك :
    حارب كل شيء وأي شيء ... ولكن اعلم أنك ستهزم إن أسلمك من تحارب من جلهم لدنياهم وأشباحهم..
    فالانتصار مادياً كان أو معنوياً إنما هو إحساس وشعور ينتاب الفرد ويخضع لنسبية القياس لذا فإن أهم ما في النصر أن نستشعره ونعيشه وأن نرى انعكاساته على ما حولنا ... فإن انتهى بنا المطاف إلى قتال يقابل بغير ما نصبو إليه فلا شك أن معنى النصر يضيع جملة وتفصيلاً
    وأما قولك :
    الهزيمة لا يتذوق مرارتها إلا أشباه الرجال
    واستدلالك
    والدليل على ذلك هو عنوان الملحمة " الهزيمة " والسؤال هنا الذي يتبادر للذهن
    فاسمحي لي أن أختلف معك فيه مع احترامي لرأيك وقراءتك للنص .. ولكن رعاك الله إن "أشباه الرجال" ما كانوا ليستشعروا غصة هزيمة أو نصب اندحار ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ترفعهم إلى مكانة شعورية تجعل منه أبطالاً مأساويين .... فوحدهم فقط من يستشعرون مرارة الشيء هم من خبروا حلاوته وسعوا إلى النهل منها ... أما من أشرت إليهم فلا قيمة لهم ولا وزناً وهم في نصنا الحالي لم يزيدوا عن "قطيع" يجره جيش الملك المظفر ...
    شعور الهزيمة شعور مقيت مرير لا يشعره ويعانيه إلا كل ساع إلى النصر أو من ذاقه ... أما أولئك الذين أشرت إليهم فالأمر عندهم سيان ولا فارق لديهم بين نصر أو هزيمة فإن كانوا قد خسروا شرف الرجال أتظني أنه يعز عليهم أن ينهزموا أمام أي شيء ؟!!!

    وأما قولك
    فمن هو الذي يهزمه الأشباح , ويسقط من علو البرج !!!؟؟؟....
    أليس هم أشباه الرجال.......

    فأيتها الكريمة .... لعلك تتفقين معي أن مصرع الملك لم ينتج عن نزال مع شبح ... وأن هزيمة الملك ما كانت خارجية وإنما هزمه شعوره المثخن بكلمات الملكة وإحساسه بالمرارة نتيجة ما كابدته ... فهنا الهزيمة على المستوى الشعوري ...
    ولو لاحظت تصوير معاركه حسبما جاء بالنصر فهو لم يعرف هزيمة في كل حروبه خارج ذاته أو على أرض الواقع وهذا ينبئنا بما لا يدع مجالاً لشك أننا أمام رجل لم تقهره صعاب أو أحداث ولم يهزمه عدو أو يتفوق عليه خصم ...
    ولكن لكل بطل مأساوي نقطة ضعف تكون هي "لعنته" فكما أن نقطة ضعف أخيل "أخيلوس" كانت كعب قدمه فإن نقطة ضعف ملكنا ولعنته كانت "قلبه" الذي لم يتحمل إتهام من عشقها بأنه خذلها فساعتها إنهارت ذاته وتلاشت كل الانتصارات المادية التي حققها ليحل محلها شعور بهزيمة لا يمكن تحويلها إلى نصر ...
    أرجو أن يكون توضيحي هذا قد أسهم في تقريب ما سعيت إلى قوله من خلال النص
    وأهلا بك وبردودك وبتشريفك لهذه الصفحة
    دام إبداعك
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة حسام الدين مصطفى; الساعة 27-09-2008, 22:31.
    حسام الدين مصطفى
    مترجم - باحث- كاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
    أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
    www.hosameldin.org
    www.egytrans.org

    تعليق

    • حسام الدين مصطفى
      رئيس الجمعية المصرية للترجمة
      • 04-07-2007
      • 408

      #32
      [align=justify]الأخت الكريمة نورة آل عمران
      سعدت وهنئت بكل مسرة وحبور
      قصة جميلة بوجه عام، ولكن الخاتمة مأساوية، وكم أكره هذه النهايات المبالغ فيها، والبعيدة عن الواقع، أعتقد أن زمن مثل هذه القصص قد انتهى..

      ومن منا أيتها الكريمة لا يكره النهايات المحزنة ... ورغم ذلك فإن الهدف الأساسي من النصوص التي تتناول قصصاً مفجعة ليس استدرار الدمع بقدر ما هو الرغبة في استحضار العبرة وإثارة الفكر في قالب مغلف بالشجن .... فسيظل الحزن هو الاحساس الوحيد الذي يجمع الإنسانية...
      أما القول بأن زمن هذه القصص قد انتهى ... فربما تختلف وجهة نظري مع رأيك الكريم... فالحياة إما مأساة أو ملهاة وبينهما خط رمادي لا يمكن تصنيفه إلا بأنه مرحلة انتقالية بين الحدين... وهذا ليس تشاؤماً أو دعوة للاستسلام وإنما هو تجسيد لعبر لابد لنا أن نستقيها ويمكنها أن تفيدنا في أن نصوغ حياتنا ونخرج بها عن حدود المأساة والملهاة ...

      فنحن في عصرنا هذا لا نجد من يحمينا من العدو الحقيقي الذي أذل العرب والمسلمين في كل مكان.. الأمان مفقود في الحقيقة والواقع، وفي الخيال والحلم!!
      لو لي ببعض من كرمك وأعدت قراءة نصي لوجدته بصورة أو بأخرى في بعض أجزائه يرمز إلى واضح عبارتك ....
      فكلنا نسعى لكسر الطوق وبذل جهد لعلنا نحقق من خلاله إنتصاراً على خوفنا ولكن لابد لنا وأن نقف ولو لبرهة متسائلين هل انتصرنا حقاً؟
      والأمان موجود يمكن أن تهبه لمن حولك ... ولك هل تشعر أنت في قرارة نفسك بالأمان حتى وإن وفرته لشعوب وأمم؟؟

      ولك تحيتي وتقدري[/align]
      حسام الدين مصطفى
      مترجم - باحث- كاتب
      رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
      رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
      أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
      www.hosameldin.org
      www.egytrans.org

      تعليق

      • محمد خير الحلبي
        أديب وكاتب درامي
        • 25-09-2008
        • 815

        #33
        تعليق على نص الهزيمة لحسام الدين مصطفى

        الزر والعروة ولاقميص

        تعليق على نص الهزيمة


        1- فالتمرد يصرف الذهن الى خروج الرعية ، ولايطلق على الرعية اذا ما أخمد تمردهم مصطلح (أسرى)، وانما ما قفز الى ذهنك للتو، وهو صحيح.ثم ماذا لو نظرنا الى القول الآتي:( ... وكيف حمى رعاياه ووقاهم شر المغيرين والغزاة) أتمرد ذاك الحادث كان أم هو غزو؟ ثم مالذي يرشح هنا :( يضم لمملكته كل الإمارات حولها)، حول التركيب ، أظنك قد برمت، وانا اقصد التمرد جنوب البلاد،
        2- الجمل تحتاج الى القبض عليها بأدوات ربط تحكم انتظامها في السياق مثلا (كان الشوق طول الطريق) ينقصها ما أظنك لامسته،أو قولك(عن قلعة الأمان لي بنيتها)
        3- اقترانهما لاتحتاج الى همزة تحت الألف ،كما وردت(إقترانهما)
        4- لا أعتقد بسلامة التركيب الذي مر من أمامي هنا في قولك (عيناه تشق طريقهما)، ولك أن ترفع ستار ا وتكتشف. ولا هنا حينما قلت (وعيناه تحتضنها وتلفها) ولا هنا ايضا في قولك(وعيناها تحمل نظرة)، فضلا عن قولك (هذه الصخرة التي كان يجلسان عليها)،
        5- كذلك أوقفني وقال لي ماهذا:( فأشار إليها لترى ما صنعته يداها من نصر حمله كالعادة إليها)
        6- واما فيما يتعلق بالكتابة على القبر، فانه يقفز بذاكرتي نحو أليس في بلاد العجائب، وهو جميل
        7- لكن اللافت في النص أنه كان أقوى من كاتبه، فقد أعرض عنه وأتى بصور خلابة رفيعة الشأن ،أزعم أن أجملها كان على التوالي:
        8- ولملمت الجفون ستائر أهدابها فتنبهت
        9- فأوسدها راحة يديه وفرش يده الأخرى فوقها بُرداً
        10- حتى ذهب عقله يلملمها من كل حدب وصوب
        11- ولما دهست سنابك الكلمات قلبه
        12- تركه يسافر في بساتين الكلام ...
        13- ثم أرسل ذراعه يحيط بكتفيها كما سور قلعته يلفها .
        *** *** ***
        هكذا جاءني نصك ، إقبل شغبي ومحبتي
        وتحية من محمد خير الحلبي/ فجر الشام / مشارف عيد الفطر2008

        تعليق

        • حسام الدين مصطفى
          رئيس الجمعية المصرية للترجمة
          • 04-07-2007
          • 408

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة فلان الشنقيطي مشاهدة المشاركة
          جميلة هي الحكايه
          خاصة عندما يكون حبرها من نهر يافع

          سلمت وسلم قلمك الرائع
          أخي فلان ... متعت بالسعادة طول الزمان ..
          ولك شكري وعظيم الامتنان
          حسام الدين مصطفى
          مترجم - باحث- كاتب
          رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
          رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
          أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
          www.hosameldin.org
          www.egytrans.org

          تعليق

          • حسام الدين مصطفى
            رئيس الجمعية المصرية للترجمة
            • 04-07-2007
            • 408

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة فرح عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
            أشكر لك أديبنا المبدع الأستاذ حسام الدين مصطفى
            مرورك مرة أخرى على كلماتي
            وكلي فخر بأن نعيد الملحمة بشقيها
            فهل لإسمي أن ينال شرف الجلوس بجانب إسمك في مصاف الأدباء والمبدعين
            الزميلة الأديبة فرح عبدالرحمن
            عجيب أنك لم تقري بعد أنك من أهل الحرف والإبداع
            وأنه سيكون لك في الكتابة شأناً وتملأ شهرتك الأبصار والأسماع
            والفخر لي أن تشدو كلماتنا سويا على سيمفونية شجية الإيقاع
            حسام الدين مصطفى
            مترجم - باحث- كاتب
            رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
            رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
            أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
            www.hosameldin.org
            www.egytrans.org

            تعليق

            • حسام الدين مصطفى
              رئيس الجمعية المصرية للترجمة
              • 04-07-2007
              • 408

              #36
              [align=justify]
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
              الزر والعروة ولاقميص

              تعليق على نص الهزيمة


              1- فالتمرد يصرف الذهن الى خروج الرعية ، ولايطلق على الرعية اذا ما أخمد تمردهم مصطلح (أسرى)، وانما ما قفز الى ذهنك للتو، وهو صحيح.ثم ماذا لو نظرنا الى القول الآتي:( ... وكيف حمى رعاياه ووقاهم شر المغيرين والغزاة) أتمرد ذاك الحادث كان أم هو غزو؟ ثم مالذي يرشح هنا :( يضم لمملكته كل الإمارات حولها)، حول التركيب ، أظنك قد برمت، وانا اقصد التمرد جنوب البلاد،
              2- الجمل تحتاج الى القبض عليها بأدوات ربط تحكم انتظامها في السياق مثلا (كان الشوق طول الطريق) ينقصها ما أظنك لامسته،أو قولك(عن قلعة الأمان لي بنيتها)
              3- اقترانهما لاتحتاج الى همزة تحت الألف ،كما وردت(إقترانهما)
              4- لا أعتقد بسلامة التركيب الذي مر من أمامي هنا في قولك (عيناه تشق طريقهما)، ولك أن ترفع ستار ا وتكتشف. ولا هنا حينما قلت (وعيناه تحتضنها وتلفها) ولا هنا ايضا في قولك(وعيناها تحمل نظرة)، فضلا عن قولك (هذه الصخرة التي كان يجلسان عليها)،
              5- كذلك أوقفني وقال لي ماهذا:( فأشار إليها لترى ما صنعته يداها من نصر حمله كالعادة إليها)
              6- واما فيما يتعلق بالكتابة على القبر، فانه يقفز بذاكرتي نحو أليس في بلاد العجائب، وهو جميل
              7- لكن اللافت في النص أنه كان أقوى من كاتبه، فقد أعرض عنه وأتى بصور خلابة رفيعة الشأن ،أزعم أن أجملها كان على التوالي:
              8- ولملمت الجفون ستائر أهدابها فتنبهت
              9- فأوسدها راحة يديه وفرش يده الأخرى فوقها بُرداً
              10- حتى ذهب عقله يلملمها من كل حدب وصوب
              11- ولما دهست سنابك الكلمات قلبه
              12- تركه يسافر في بساتين الكلام ...
              13- ثم أرسل ذراعه يحيط بكتفيها كما سور قلعته يلفها .
              *** *** ***
              هكذا جاءني نصك ، إقبل شغبي ومحبتي
              وتحية من محمد خير الحلبي/ فجر الشام / مشارف عيد الفطر2008
              فرس وسرج ولا فارس
              رد على تعليق على نص الهزيمة

              البداية: الأخ الشاعر الباحث محمد خير الحلبي ... أهلاً بك ومرحباً ... ولك من المحبة والمودة مثلما أهديتني وأضعافاً مضاعفة .... ولك من شكري وعرفاني ما يليق بما صرفته من وقت في "حياكة" هذا الثوب لتكسو به نصي.. وتستر به ما "أبنت" من أمور حسبتها عورة... فلك كل الشكر والتقدير...
              *******************
              وقبل أن أشرع في نقض غزل ثوب الشغب ... أؤكد لك أن ردي ليس إلا "تطريزاً" لتعليقك وهو بعض مما حملته إلينا ... فإن أصاب قولي من نفسك خيراً فذلك من طيب محبتك وفضلاً من الله ومناً ... وإن نزل قولي منك منزلاً غير هذا فلنا عذرنا وحسبنا أننا على دربك سرنا...

              *******************
              (1) في أول خيط حديثك أحكمت المغزل فبدا وكأننا سننعم بوشاح من الخز ...ولكن يبدو أن الأمر شق عليك وعز .... فالتفت بين أناملك حول بعضها الألياف، وظهر في كلامك كثير من تناقض واختلاف... فمن هذا الذي قال بأن التمرد قاصر على الرعية... فلو راجعت معنى التمرد لغة لوجدت أن التمرد هو العتو والجور جوهراً وبرسم اللفظ يرسم صورة قوة أولئك الذين خرج لحربهم ومدى عتوهم وتجاوزهم لحدودهم ... والاستخدام الذي أتيت به هو استخدام المحدثين أما ما رسمته في نصي فهو لفظ عربي مبين إن رجعت إلى معناه لبلغك ماذا أريدَ به وما مبتغاه، ولعلمت وجه المقابلة في الرسم اللفظي بين المتمرد وهو وصف لعاتي الشياطين و ما ذكرناه عن شبح الوهم عند الملكة... لذا استخدمت توصيف "الأسرى" لبيان مدى سطوة الملك وقوته وإخضاعه لكل جبار عتي بينما يكون مصرعه بسبب ما أحدثه شبح وهمي....

              وأما عن ضم الإمارات فلعلها لم تصلك الإشارات والعلامات ولا استبنت مضمون الفكرة التي رسمتها الكلمات... وفيها تجد أن طموح الملك كان لا يحد وانتصاراته لا تعد وأن مملكته كانت الأعظم والأكبر وما دونها كان مجرد إمارات لا تذكر ... وما أثار عجب الوزير هو كيف تخلى الملك عن طموحاته التي كان لها تبع أسير ... أم تراك لم تستبن ما هو جلي واضح لكل بصير؟!!
              *************
              (2) وأما حديثك عن القبض وأني ذكرت جزءً وأعرضت عن بعض .... فيا رعاك الله لو أنك تتبعت النهج الشعوري للأحداث لو جدت أن التخلي عن حشو الكلام والإطناب و البعد عن الشرح والإسهاب هو أمر اقتضته ضرورة التركيز على تسارع الأحداث فتجد الكلمات تلهج في وصفها وتلهث كي تطالها...
              وأما عن ما صبوت إليه من ذكرك عبارة " عن قلعة الأمان لي بنيتها" فربما غاب عنك أن الكلم لا يؤخذ تجزئة وأن اللفظ لا ينطق تهجئة .... فالعبارة أصلها " لقد أسرفت في حكاياتك عن قلعة الأمان لي بنيتها" فنسجت خيطاً من دخان في تناولك ... ألا ترى التوصيف مركباً والقول مرتباً ... فهنا تخصيص الملكة لأمرين هما الحكايات التي سمعتها والقلعة التي سكنتها وفي كليهما أبرزت انتمائها ... وأسائلك كلمة بنيتها أمقصود بها توصيف لتجسيد الحكايات أم توضيح لتشييد القلعة وبنائها أحجار ولبنات ... لو وقفت أمام هذا التعبير وحده لوجدت في عقدته العفوية ما يكفي أن نكتب فيه فقرات.
              **********
              (3) وأما بشأن الهمزة في كلمة (اقترانهما) فأقر لك بالحق وأنها جاءت برسم خطأ ولكن كان أجدر بك أخي الكريم أن لا تنهى عن منزل وله تطأ ... فإن كنت أنا قد أخطأت والسهو أمر وارد وجئت بهمزة خطأ وزيادة فما قولك وأنت تتخلص من همزات هذه الكلمات فضلاً عن ما شاب طباعتها من خطأ والتصاق:

              اذا ما أخمد.... إذا
              وانما ما قفز.... إنما
              الى ذهنك....إلى
              وانا اقصد......... وأنا أقصد
              ولا هنا ايضا..... ولا هنا أيضا
              واما فيما يتعلق.... أما
              إقبل شغبي...... اقبل
              وإن كنت تعيب على خطأ طباعياً –أقر به- وتردني إلى تصويب الإملاء فإليك يا عزيزي أضعاف كرمك وزيادة ...
              ولايطلق.... ولا – يطلق
              مالذي........... ما الذي
              ماهذا.......... ما هذا
              فإنني وإذ أشكر لك تنبيهي إلى خطئي فإني أهديك طاقة من الأخطاء ... وإن كان عذري أني محض كاتب ولست بباحث أنتسب إلى الشعراء.
              **************
              (4) وقلت لا أعتقد بسلامة التركيب الذي مر من أمامي هنا في قولك (عيناه تشق طريقهما)، ولك أن ترفع ستار ا وتكتشف. ولا هنا حينما قلت (وعيناه تحتضنها وتلفها) ولا هنا ايضا في قولك(وعيناها تحمل نظرة)، فضلا عن قولك (هذه الصخرة التي كان يجلسان عليها)....
              رغم أنك لم تفصح لاعتقادك عن سبب ... ولا أوضحت لما العذل والعتب ... فدعني أفترض أنك نسجت غزلك على أنني استخدمتها مرة في صيغة الإفراد ومرة على أنها مثنى ... ولنبدأ بالأخيرة وأنظر وتأنى ... يقول عز من قائل والذي هو أرحم بأنفسنا منا .. (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) ابيضت عيناه ولم يقل جل وعلى ابيضتا عيناه ...
              وأنظر لقوله عز وجل ...( فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)..
              وأنظر لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار ...
              لعل ذلك يوضح لك سلامة التركيب اللفظي .... وأما عن الاستخدام النصي فقد عمدت إلى استخدام الصيغة المفردة لرسم صورة التوحد والتكامل رغم الانفصال الظاهري وفيهما تشبيه للعلاقة بين الملك والملكة فرغم كونهما منفصلين ماديين كما العينين إلا أن حاستهما واحدة وفعلهما واحد وأدائهما واحد ....
              وأما بقولك ... قولك (هذه الصخرة التي كان يجلسان عليها).... فلك فيه حق وذكرك له جاء في موضع صدق ... فهنا خطأ طباعي أيضاً إذ سقط ألف التثنية من الفعل "كان"...
              ************
              5- كذلك أوقفني وقال لي ماهذا فأشار إليها لترى ما صنعته يداها من نصر حمله كالعادة إليها)...

              طلبت إلي أن أوقفك ... فهلم انهض فلك ما أوردت في الطلب ..واقترب فقد ترى ما لا تخفه ستائر ولا حجب ... وهنا لا مجال لحديث أكثر من القول بأنه رآها صانعة انتصاراته ومنها كان يستمد قوته وينطلق ليعود لها بنصر ما كان يتحقق لولا وجودها معه ..........
              ***************
              6- واما فيما يتعلق بالكتابة على القبر، فانه يقفز بذاكرتي نحو أليس في بلاد العجائب، وهو جميل

              أما قولك عن أرض العجائب و"أليس"، فيبدو أنك شططت في مشاغبتك وأن الأمر عليك التبس، وغار من قلمك اللفظ أو احتبس،، ... فما وجه العلاقة بين المأساة وحكايات الأطفال والملهاة. أم تراك مغرق في كتابات "لويس كارول" فبت تسعي لخلعها كل كتابة وتحاول...

              ****************
              فيا ضيف صفحتي بادرتك بسلام مودة وإليك مني حديث ناصح لا غاضب مغتاظ ... رأيتك قد تعثرت بالأفكار ووقفت أمام أبواب الحرف والألفاظ،، وجئتني بحديث أطلقته هذراً ولم تدرِ أن للحرف أسنة وشواظ، فلا تعتب علي أن رددتك ببعض كلمات غلاظ، فالنقد يا عزيزي جوهره الشعور لا كلام يردده الحفاظ، وإن غاب عن المرء راجح عقل صار كالنائم وسط أيقاظ

              لعلك حسبت أن حرفي رخيصا بين صرف وقبض .. لكن كلمتي عندي شرف وعرض، فإن ابتغيت إسقاط الثريا فلابد أن تستقر بداية على أرض، فإن راعك من قولي أي معنى بغيض، فحسبي أنك لم تأتني بالنقيض، فقولك جملة لا حظ له من نثر أو قريض، واعلم هداك الله أن لكل مقام مقال، والجواب من جنس السؤال وذلك جوابي سطرته إليك على استعجال
              **********
              وددت لو خففت إليك مهللاً وأقمت لك عرساً من الأعراس، لولا حديثك عن صنعة الخياط واللباس، وبعدها ما نثرت من كليمات بعيدة عن منطق وقياس، وبات قولك كقول من يغالب النعاس، فسددت لقولي سهاماً بلا أقواس، وددت لو أنك نقدت نصي بميزان عدل وقسطاس، وأنا لست بين البشر ذا إمرة ولا أنا بإياس، وأنصاع لصدق ثري نقد لا قول مدقع الإفلاس
              لعلك الآن علمت أني أنحت حرفي على قدر قلمي وأمعن في القياس... والنص أكسوه من موشي لفظي وأرصعه بدرر المعاني و الماس... فلعلك عرفت الآن إن كان النص أكبر من كاتبه أم أن أفكار الكاتب هي النبراس...
              وأرجو أن تتقبل مني المداعبة كما قبلت منك المشاغبة [/align]
              حسام الدين مصطفى
              مترجم - باحث- كاتب
              رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
              رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
              أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
              www.hosameldin.org
              www.egytrans.org

              تعليق

              • بنت الشهباء
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 6341

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى مشاهدة المشاركة
                [align=justify]فإن انتهى بنا المطاف إلى قتال يقابل بغير ما نصبو إليه فلا شك أن معنى النصر يضيع جملة وتفصيلاً
                [/align]
                الأديب المبدع , والمحاور الفطن
                الأستاذ حسام الدين مصطفى
                عودة لي مرة ثانية للحوار مع من يجيد فن الدبلوماسية , وركوب الأمواج التي لا تعرف معنى الهزيمة والاستسلام لأن الحرب وفنها كما جاء في تعريفه لها هنا رقم المشاركة 14

                فن الحرب هو فن الحياة ... قد يظن البعض أن الحرب قتال بين فرق متناحرة، أوسيوف ورقاب متطايرة أو جثث صرعى و قذائف غادرة.... لكن الحرب ما كانت يوماً مجرد أداة لحصد الرؤوس واغتصاب حقوق الآخرين ...
                وإن أردت حديثاً عن فن الحرب... فإن الحرب حدث بالغ الأهمية في تاريخ أي أمة، وهي الخط الفاصل بين الحياة و الموت، وهي الدرب الذي يقود إلى النجاة أو يورد موارد الهلاك... لذا لابد من دراستها وتدبرها
                فلا خير في حرب ربحتها بخسة ولا نبل في نصر تكسوه النذالة .... ولا فخر في هزيمة تلحقها بمن استقر عندك ضعفه وعجزه....
                وكي تصل سامق هذا الشرف لابد أن تقوم من أجل هدف نبيل، كدفاع عن عرض، أو صون كرامة، أو الذود عن وطن، أو استعادة حق مغتصب.
                قد يظن البعض أن آلة الحرب هي آلة شيطانية و يسعون إلى ترديد هذا الشعار وهم في ذلك غير منصفين ... فالحرب الشريفة هي أنبل ما يمكن لإنسان أن يدفع حياته خلالها...

                *******

                وهنا أعود وأقف معك وأحترم تعريفك الذي جاء بخصوص أشباه الرجال الذين لم يستشعروا بغصة وألم الهزيمة لأنهم أصلا لا قيمة لهم ولا وزن .
                **********

                فاسمحي لي أن أختلف معك فيه مع احترامي لرأيك وقراءتك للنص .. ولكن رعاك الله إن "أشباه الرجال" ما كانوا ليستشعروا غصة هزيمة أو نصب اندحار ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ترفعهم إلى مكانة شعورية تجعل منه أبطالاً مأساويين .... فوحدهم فقط من يستشعرون مرارة الشيء هم من خبروا حلاوته وسعوا إلى النهل منها ... أما من أشرت إليهم فلا قيمة لهم ولا وزناً وهم في نصنا الحالي لم يزيدوا عن "قطيع" يجره جيش الملك المظفر ...
                *******

                حتى إن تعريفك لنقطة الضعف التي أخبرتنا بأن هزيمة الملك قتلته شعوريا قبل أن تقتله جسديا حينما اتهمته مليكته بأنها خذلها ولم يوفر لها سور الحماية .. مما دعاه بأن يشعر بالمرارة والألم ..
                كان تعريفا رائعا ولا أحسب إلا أن يقرّ به كل حرّ شريف لأنه لم يكن نقطة ضعف , بل مركز قوّة لن يجيد تحملّها إلا الأحرار الشرفاء .


                واسمح لي أن أنتقل معك مرة ثانية وبصراحة من حيث كان الخلاف فيما بيننا , حول معنى الهزيمة التي عنونت بها الخاطرة , وأذكر لك سببه ....
                لا أكتم عليك بأنني عدت إلى المدرسة النبوية التي أخرجت لنا من بطونها أسياد العالم , وسرت مع الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي حينما أسلم قبل الهجرة في مكة , ومن ثم رجع لقومه يدعوهم للإسلام , وأول ما بدأ بأهل بيته , ومن ثم بدأ يدعو قومه إلى الإسلام فأبوا وعصوا ولم يستجيبوا له ... فعاد إلى النبي الأميّ محمد - صلى الله عليه وصحبه وسلم ليشكو له مرارة الألم والهزيمة في قومه الذي كان يستشعرها في داخله
                عن أبي هريرة - رضىِ الله عنه- قال: « جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: إن دوسًا قد عصت وأبت، فادع اللّه عليهم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ، ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا. فقال: "اللهم اهد دوسًا، وائت بهم، اللهم اهد دوسًا ، وائت بهم »
                البخاري مع الفتح، في كتاب الجهاد

                والذي دعاني إلى قصة الطفيل بن عمرو الدوسي هو الموقف النبوي الذي يعلّمنا بأن لا نستسلم للفشل ولا للسقوط ... بل طلب من الصحابي الجليل أن يعود مرة ثانية إلى قومه بالرغم من أنهم خذلوه وأهانوه ...
                ولا أعتقد أنني خرجت عن حدود النص بهذه القصة التي علينا أن نستقي منها العبر والمواعظ .....
                وأتمنى أن يدوم الحوار فيما بين الأعضاء على أرض ملتقى الأدباء والمبدعين العرب بهدف أن نصل إلى رؤية واضحة تبيّن لنا ما يقصده الكاتب , وما تحمله لنا الخاطرة من احتمالات عدة ربما أراد بها الكاتب أن تجتمع عند نقطة أساسية
                قد تظهر لنا معالمها الواضحة من خلال النقاشات فيما بيننا ...
                وكل عام وأنت بألف خير

                أمينة أحمد خشفة

                تعليق

                يعمل...
                X