لماذا نترك للصمت أن يتملكنا
أحيانا نفرغ جيوب الكلام
ونبقي في كهفونا محصنين
لكن
ماذا يفعل القلب
إذا باغته وجهك
وكل ما لديه من دفاعات
تسقط تباعاً
أمام تلك النظرة
!
شؤون صغيرة تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون صغيرة..
وحين أكون مريضاً
وتحملي أزهارك الغالية
وتجعلي بي يديك يدي
يعود لي اللون والعافية
أبكي أبكي بغير إرادة
وأنتِ تردّي غطائي عليّ
وتجعلي رأسي فوق الوسادة
تمنَّيتُ كلَّ التمنّي
صديقتي لو أنّي
أظلّ مريضاً.. لتسألي عنّي
ويوم أجيء إليك
لكي أستعير كتاب
وأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
تراكِِ اكتشفت؟
تراكِ عرفت؟
بأني أتيت لغير الكتاب
.. وأمضى سريعا إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي.. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور.. وخلف السطور
لعلَّكِ يا صديقتي
تركت بإحدى الزوايا عبارة حب قصيرة
جنينة شوق صغيرة
لعلَّكِ بي الصحائف خبَّأتِ شيئا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليَّ
يعيد السلام إليّا
وحي نكون معا في الطريق
وتأخذي - من غير قصد - ذراعي
أحس أنا يا صديقتي ..
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
وأرفع كفي نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء
أبكي بغير انقطاعِ
لكي يستمر ضياعي
هذه الأغنية الجميلة
واحدة من أحب أغنيات القيصر لديَّ
كلماتها الحنونة للشاعر نزار قباني
ولحنها الودود للقيصر
وبالطبع صوته الذي يتجاوز الوصف
لكني أتوقف عند التناغم العالي
بين اللحن والكلمة والأداء
مشاهد متتالية تصورها الكلمات
حتى نكاد نرى الكلمة تتحرك
تحمل كثير مواقف وأحداث
أي سلام هذا الذي ينشره الحرف
ويعممه اللحن والصوت المتطلع
حين يقول
"لعلَّكِ بين الصحائف خبَّأتِ شيئا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليَّ"
وحقاً صدق
فالسلام ولو أنه حروف معدودة
لكن انظر كيف يعم الروح
تتنفسه ويملأ القلب
شعورغريب بالسكينة
وأي حريق يشتعل هنا
حين يقول:
"وتأخذي - من غير قصد - ذراعي
أحس أنا يا صديقتي ..
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق"
هو طعم الحريق قولاً وفعلاً
حريق يذوب معه القلب
ويعيد تشكيله من جديد
أتدري يا حب
حين استمع إليها
أسير معك بذات الطريق
وأرفع أكف الدعاء ألا ينتهي
درب يجمعنا معاً
وأبحث بين دفاتري عن سلام
يقنع الحرب الدائرة على وجه الحياة
أن تتفاوض في معاهدة سكون
أما يديك التي خبأتها بين يدي
فلا أعيدها والورد بين أناملك
أتركها فوق جبيني منارة
وأصحب ورد أناملك
ليفتح لي درب الحلم
حين يقتنص الأرق نبضي
أرأيت يا حب
من كلمة
ولحن
وصوت
يمكن أن تصنع عالماً
يمكن ان تنفخ في العدم
كل هذه الحياة
الصلاة
مفتاح للولوج إلى عالم آخر
عالم أرحب وأكثر اقتراباً من السماء
وحين تلامس جباهنا الأرض
كأن هذه اللمسة السحرية
تفتلعك من أرضك
تصل بك إلى السماء
وهناك بإمكانك أن تفتح أبواب الصمت
وتلقي بجعبة الأحزان أمام الله
بلا خجل أو ضيق
تعلم حينها أنك ستخرج من هذه الحضرة
غير ذاتك التي دلفت إليها منذ قليل
وأن من ينصت لشكواك وأحزانك
لا ينقطع عنك ولا يشغله شاغل
تتعلم حينها حكمة العمر
أن باب الله من يطرقه لا يعود منه خالي الوفاض
تعليق