[align=justify]
على هامش الحديث في نص ما، دار نقاش حاد بين الكاتب ومجموعة من الكتاب والكاتبات. ما لفت نظري في ذلك النقاش الحاد، خمسة أشياء:
1. قيمة النص الأدبية واحتواؤه على ألفاظ غير مناسبة؛
2. مديح بعض الأعضاء للنص وذم بعضهم الآخر له؛
3. حدة الردود وشخصنة النقاش؛
4. التمترس وراء الرمزية الغامضة لستر عيوب النص؛
5. انتهاء الموضوع بمحورته حول المديح والذم وبالتالي بإغلاقه.
والملفت للنظر أنه في كل مرة يقع فيها خلاف من هذا القبيل نسمع كلاما في حرية الكتابة، وفي ضرورة التمييز بين النص وصاحبه. و"حرية الكتابة" مفهوم مطاطي جدا أقترح أن نفرد له بابا مخصوصا به هو و"حرية القراءة" معه .. وأقصد بحرية القراءة احترام الكاتب حريات القراء والذوق العام عندما يكتب في منتدى أدبي عام.
أما مسألة "التمييز بين النص وكاتبه"، فهذه ضرورة في جميع الأحوال، ولا يجوز الخلط بين الاثنين إلا في النصوص التي يعتدى فيها على الثوابت عندها تكون الدعوة إلى التفريق بين النص وكاتبه بحجة الإبداع وموضوعية النقد سذاجة ما بعدها سذاجة.
إن ضرورة التمييز بين النص وكاتبه تزول وتفقد مشروعيتها كليا في ظل عقلية نقد أشبه بآيين البازارات الشرقية التي يخضع كل شيء فيها للمساومة الناتجة عن مديح البائع للمنتج المعروض للبيع بهدف الرفع من قيمته، وبحث المشتري الدؤوب فيه عن عيوب بهدف التقليل من قيمته .. ففي سياق الأدب والنقد يستحيل التمييز بين النص وكاتبه إذا كان كاتبه لا يحسن من القول إلا شكر مادحي نصه وذم ناقديه تصريحا وتلميحا .. في تلك الحالة يكون الكاتب، بنفسه، هو من جعل إمكانية التفريق بين نصه وبينه مستحيلة.
ليس القصد من هذه المشاركة استئناف الحديث في نقاش أغلق، بل دعوة إلى الأساتذة والأدباء والشعراء لمناقشة هذا الموضوع بعيدا من أي نص وأي كاتب. وألخص سؤالي:
كيف يمكن التمييز بين النص وكاتبه في ظل عقلية البازار الشرقية المبينة أعلاه؟
وشكرا لكم مسبقا على حِلمكم وصبركم وعدم حرفكم مسار النقاش ..
وهلا وغلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عَمِّ يْشِرّْ مِنْ بِخْشُه لْعَسَلْ يا تِينْ: عبارة سمعتها من بائع خضروات وفواكه في الشام وهو يجمّل للزبائن تينا كاد أن يفسد ويصبح دبسا ..
شرح اللغة: (عَمّ): بادئة لزمن الحاضر في لهجات الشام؛ (يْشِرّ): يقطر؛ (بخشه): ثقب التينة التي في أسفلها والتي منها يقطر ماء التينة .. فهذا بائع جعل سيلان الماء الفاسد من تحت التينة الميتة .. عسلا يُشترى ويُلحس!
[/align]
عَمِّ يْشِرّْ مِنْ بِخْشُه لْعَسَلْ يا تِينْ*
على هامش الحديث في نص ما، دار نقاش حاد بين الكاتب ومجموعة من الكتاب والكاتبات. ما لفت نظري في ذلك النقاش الحاد، خمسة أشياء:
1. قيمة النص الأدبية واحتواؤه على ألفاظ غير مناسبة؛
2. مديح بعض الأعضاء للنص وذم بعضهم الآخر له؛
3. حدة الردود وشخصنة النقاش؛
4. التمترس وراء الرمزية الغامضة لستر عيوب النص؛
5. انتهاء الموضوع بمحورته حول المديح والذم وبالتالي بإغلاقه.
والملفت للنظر أنه في كل مرة يقع فيها خلاف من هذا القبيل نسمع كلاما في حرية الكتابة، وفي ضرورة التمييز بين النص وصاحبه. و"حرية الكتابة" مفهوم مطاطي جدا أقترح أن نفرد له بابا مخصوصا به هو و"حرية القراءة" معه .. وأقصد بحرية القراءة احترام الكاتب حريات القراء والذوق العام عندما يكتب في منتدى أدبي عام.
أما مسألة "التمييز بين النص وكاتبه"، فهذه ضرورة في جميع الأحوال، ولا يجوز الخلط بين الاثنين إلا في النصوص التي يعتدى فيها على الثوابت عندها تكون الدعوة إلى التفريق بين النص وكاتبه بحجة الإبداع وموضوعية النقد سذاجة ما بعدها سذاجة.
إن ضرورة التمييز بين النص وكاتبه تزول وتفقد مشروعيتها كليا في ظل عقلية نقد أشبه بآيين البازارات الشرقية التي يخضع كل شيء فيها للمساومة الناتجة عن مديح البائع للمنتج المعروض للبيع بهدف الرفع من قيمته، وبحث المشتري الدؤوب فيه عن عيوب بهدف التقليل من قيمته .. ففي سياق الأدب والنقد يستحيل التمييز بين النص وكاتبه إذا كان كاتبه لا يحسن من القول إلا شكر مادحي نصه وذم ناقديه تصريحا وتلميحا .. في تلك الحالة يكون الكاتب، بنفسه، هو من جعل إمكانية التفريق بين نصه وبينه مستحيلة.
ليس القصد من هذه المشاركة استئناف الحديث في نقاش أغلق، بل دعوة إلى الأساتذة والأدباء والشعراء لمناقشة هذا الموضوع بعيدا من أي نص وأي كاتب. وألخص سؤالي:
كيف يمكن التمييز بين النص وكاتبه في ظل عقلية البازار الشرقية المبينة أعلاه؟
وشكرا لكم مسبقا على حِلمكم وصبركم وعدم حرفكم مسار النقاش ..
وهلا وغلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عَمِّ يْشِرّْ مِنْ بِخْشُه لْعَسَلْ يا تِينْ: عبارة سمعتها من بائع خضروات وفواكه في الشام وهو يجمّل للزبائن تينا كاد أن يفسد ويصبح دبسا ..
شرح اللغة: (عَمّ): بادئة لزمن الحاضر في لهجات الشام؛ (يْشِرّ): يقطر؛ (بخشه): ثقب التينة التي في أسفلها والتي منها يقطر ماء التينة .. فهذا بائع جعل سيلان الماء الفاسد من تحت التينة الميتة .. عسلا يُشترى ويُلحس!
[/align]
تعليق