الإسلام و بناء الإنسان العربى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • توحيد مصطفى عثمان
    أديب وكاتب
    • 21-08-2010
    • 112

    #46
    أستاذي الفاضل د.م. عبد الحميد مظهر
    وعليكم السلام ورحمة الله

    لقد غمرتني بكريم خلقك سيدي، وهذه لعمري أخلاق العالِم الحقّ؛ فلك كل تقديري وامتناني.

    إن أردنا أن ننطلق انطلاقةً بنَّاءةً نحو غاية هذا الموضوع، فعلينا الانطلاق من قاعدةٍ مؤسَّسة على أسس ثابتة ومتينة وواضحةٍ غير ملتبسة؛ وقاعدتنا في هذا الموضوع عنوانها: الإسلام.
    ما أراه، أن هذا المصطلح قد أصابه الالتباس في الفهم والتحديد تدريجياً منذ قرون بعيدة، ربما بدءاً من العصر الأموي، إذ أن إقحام الإسلام في الحكم جعل جلَّ اهتمام العلماء منصباً على ما سمِّي بالسياسة الشرعية وفقه المعاملات من أجل تثبيت أركان الدولة وبسط نفوذها، على حساب الاهتمام ببناء الإنسان الذي هو المقصود الأول.
    ولا يزال هذا اللبس قائماً حتى الساعة؛ إذ إن معظم الحركات الإسلامية همُّها الأول في دعوتها هو إقامة دولة إسلامية، وهذا ما لم يفعله الحبيب المصطفى في مسيرة دعوته؛ إذ كان همّه الأول بناء العقيدة السليمة القائمة على التوحيد في المرحلة المكِّية، ثم انتقل بعدها في المرحلة المدنيَّة إلى بناء الإنسان على العقيدة الإيمانيَّة، والتي هي المقصودة بعد عقيدة التوحيد.
    نحن نرى اليوم، وبعد هذه القرون العديدة من عمر الدعوة أن الخلط قائم بين مصطلح الإسلام ومصطلح الإيمان، رغم أن الفرق كبير بينهما؛ فإن سُئل أحدنا اليوم: أنت مسلمٌ أم مؤمن؟ فسيجيب بأنه مسلمٌ، أو على الأغلب سيقول أنا مسلمٌ مؤمن, وإن طلبنا منه الدليل فستكون إجابته ملتبسة، وعلى الأغلب سيخلط بين الإسلام والإيمان. وليجرِّب كل واحد منا الإجابة على هذا السؤال بينه وبين نفسه وسيرى النتيجة! ربما ينجح بعضنا إلى حدٍّ ما في الحديث عن الإسلام، لكنه غالباً سيفشل في الحديث عن الإيمان، وستكون إجابته وكأنه يتحدَّث عن أمرٍ ضبابيٍّ غير محدَّد المعالم!

    إنَّ الله جلَّ وعلا قد ميَّز وفرَّق بين المسلم والمؤمن، وهكذا فعل رسوله صلى الله عليه وسلَّم. وقد جاء التمييز في مواضع كثيرة جداً في القرآن الكريم والأحاديث النبويَّة، ولنأخذ مثالاً قوله تعالى في سورة التوبة:
    {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}.

    لذلك من الضرورة بمكان أن نعيد من جديد طرح هذين المصطلحين لتحديد مفهوميهما بدقة من أجل البناء عليهما بناءً سليماً؛ وهذا يتطلَّب أيضاً تحديد مفهوم الدِّين من أجل أن تكون المنظومة بمجملها واضحة ومحدَّدة.

    سأبدأ مستعيناً بالله بطرح فهمي لمفهوم الدين ومفهوم الإسلام، من أجل فتح باب الحوار والبحث، وتقديم كلّ منا رؤيته وفهمه بناءً على النصوص القرآنيَّة أولاً كونها المرجع الأول، والأحاديث النبوية الشريفة باعتبارها المرجع الثاني الشارح والمفصِّل للنصوص القرآنيَّة.

    الدِّين: هو التوجُّه بالخضوع، والعمل بمقتضاه؛ أي تحديد الجهة التي يجب الخضوع لها باعتبارها الجهة الأصل في الخلق والإنعام، وإفرادها بهذا الخضوع، ومن ثم العمل بما يقتضيه هذا الخضوع.
    وقد يَدين الإنسان للإنسان بسبب إحسانٍ أوإنعام؛ وهذا أمر فطريٌّ جُبل عليه الإنسان فـ "الإنسان أسير الإحسان"، ولذلك نرى المنعَم عليه يخصُّ المنعِم بسلوكٍ خاص يُرضي ذلك المحسن أو المنعم.
    حين نتحدَّث عن الدِّين في علاقتنا مع الله تبارك وتعالى فإن التوجُّه له بالخضوع هو استشعار عقلي (قلبي)، لكن العمل الذي يقتضيه هذا الاستشعار يجب أن يكون موافقاً لما يُرضي الخالق المنعم كي يكون مقبولاً منه؛ فما هو هذاالعمل؟ أي ما هو هذا الدين؟
    لقد حدَّد الله عزَّ وجلَّ الدِّين المقبول عنده بـــ الإسلام؛ جاء ذلك في قوله تعالى في سورة آلعمران، الآية: 19: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.
    إذاً، ينبغي أن يكون الإسلام - بناءً على التعريف والتحديد الذي تقدَّم للدِّين – متضمِّناً تحديد الجهة التي ينبغي إفرادها بالخضوع، ومتضمِّناً شكل العمل الذي يقتضيه هذا الخضوع؛ فهل الإسلام يعني ذلك؟
    الإجابة المفصَّلة جاءت في الحديث الشريف المعروف الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما:
    "بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".
    كما جاء في روايةٍ أخرى لمسلم عن ابن عمر أيضاً: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ، عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ". وفي رواية أخرى لمسلم جاء فيها " ... عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللهُ وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ، ...."

    فأركان الإسلام خمسة، هي:
    - شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمَّداً رسول الله.
    - إقام الصلاة.
    - إيتاء الزكاة.
    - الحجّ.
    - صوم رمضان.
    إنَّ تحليلاً سريعاً لهذه الأركان يُظهر لنا تطابقاً تاماً مع التحديد الذي قدَّمناه لمفهوم الدين.
    الركن الأول، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمَّداً رسول الله:
    كنت قد عرَّفت الشهادة في موضوعي"بين الشاهد والشهيد" بأنها تقوم على ثلاثة أركان: الحضور، والعلم، والبيان.
    والحضور هنا قائم في كل إنسانٍ حيّ عاقل، أما العلم فقد طالبنا به المولى عزَّ وجلَّ بقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، أي فاعلم أنه لا إله خالق إلا الله، ولا إله رازق إلا الله، ولا إله قادر إلا الله، إلى جميع الأسماء والصفات الإلهية؛ وهذا العلم يتطلب الإقرار، أي بيان العلم الذي هو "الوحدانيَّة"؛ وهذا يقتضي التوجُّه إلى الله وحده بالخضوع، والعمل بما يناسب هذا العلم والخضوع ويُرضي الله، فكيف نعلم ما يُرضيه سبحانه وتعالى؟ لا شكَّ أن ذلك عن طريق رسوله محمَّد عليه أفضل الصلاة والسلام (وفي ذلك تفصيلٌ لاحق) وهذا ما جاءت الأركان اللاحقة لتبيِّن شكله ومضمونه:
    الأركان الثلاثة اللاحقة وهي الصلاة والحجُّ والصيام: إنما هي أفعال ارتضاها لنا المولى تبارك وتعالى لنتعبَّده بها، ونلاحظ أنها أفعال محدَّدة بين الإنسان وخالقه، والهدف منها تقوية وتثبيت التوجُّه إلى الله وحده؛ أي أنها قائمة على التوحيد.
    أما الركن الأخير الذي هو الزكاة: فالهدف منه تقوية الرابطة بين المسلمين، المسلمون فقط.

    الخلاصة الأولى:

    إن الدِّين يعني التوجُّه بالخضوع إلى الله وحده، عن طريق الإسلام الذي هو علمٌ بوحدانيَّة الله وإقرارٌ بهذا العلم، والعمل بما يثبِّت هذا التوجُّه عن طريق الصلاة والصيام والحجّ، وتقوية الرابطة بين المسلمين عن طريق الزكاة، والتي غايتها تحسين وضعهم المادي الذي له أهداف أخرى سنبينها في مكانها.

    أرجو من الأساتذة الكرام مشكورين أن يتفضَّلوا بإبداء آرائهم حول ما جاء في هذه المشاركة، قبل الانتقال لما بعدها، والتي سأتطرَّق فيها لبيان النقاط التالية:
    - متى بدأت الدعوة للإسلام؟
    - هل الدِّين واحد، أم هنالك أديان متعدِّدة؟
    - من هم المسلمون بناءً على ما تقدَّم؟

    ثم أنتقل بعدها إن شاء الله للحديث عن مصطلح الإيمان، وبيان الفرق بينه وبين مصطلح الإسلام.


    التعديل الأخير تم بواسطة توحيد مصطفى عثمان; الساعة 02-08-2011, 21:56.
    وطني... محلُّ تكليفي، ومختبَر صلاحي

    تعليق

    • د. م. عبد الحميد مظهر
      ملّاح
      • 11-10-2008
      • 2318

      #47
      الأخ الفاضل الأستاذ توحيد مصطفى

      تحية رمضانية مباركة و كل عام و أنت بخير

      عودة للموضوع على أمل أن يشارك من له اهتمام حقيقى بعملية البناء الإيجابى للإنسان العربى. وبناء الإنسان له عدة عناصر متشابكة ومتفاعلة ومن أهمها ....

      00- الفهم السليم للمصطلحات و المفاهيم

      وهو الجزء الخاص بتعدد التصورات لمفاهيم أساسية و كيف يمكن التوصل لتصورات متقاربة ، وهذا يحتاج صبر و مثابرة و طول نفس حتى يمكن الاتفاق على معانى الكلمات و المصطلحات المستعملة

      00- العمل على تطبيق هذه المفاهيم

      ومن حيث التطبيق ، فهذا يحتاج إلى" تربية عملية " ، تربية طويلة افتقدناها فى البيت و المدرسة والشارع و السوق و الجامعة و الحزب ، و.... غيرها من ساحات التطبيق العملى السلوكى لما يُكتب من كلام وينشر من مقالات ، و ما يُسمع من مواعظ و خطب ، وما يتم تداوله كثيراً فى المنتديات بالنقل و التلخيص و القص و اللصق.

      و كل عنصر من هذه العناصر يحتاج عمل جماعى يشارك به كل من له خبرة بهذه العناصر ، و مجهود مضاعف لجذبهم للمساهمة ، بعد أن تحول الكثير من الجهد إلى صراع كلامى فردى متعدد المعانى ، وإلى ترديد عبارات ، و التعليق على مقالات ، و رص الآيات و الأحاديث للتدليل على صحة ما يُكتب و كأن هذا كل المطلوب.

      أما من حيث السلوك القولى و العملى فحدث ولا حرج...

      فكما ترى من تصفح العديد من المنتديات العربية لا تجد الكثير منشغل بهذه المسألة الاكثر أهمية من المجادلات النتية ....المجادلات التى تشير لتفشى الظاهرة الصوتية و غثاء السيل و حب الكلام وشهوة التكرار فى موضوعات يُعاد تدويرها مراراً ، و لا أعتقد أن ما يجرى من مجادلات سيغير كثيراً لا من الإنسان العربى ولا من الواقع العربى ، بل ربما يكتب من يكتب ، و يجادل من يجادل لقضاء و قت فراغ بعد عودته من عمله

      وعودة لما بدأت به حضرتك من وضع التصورات المختلفة لكلمات

      -- الدين
      -- الإسلام
      -- الإيمان

      فتعدد المعانى لهذه الكلمات فى أذهان البعض ، و عدم الاهتمام يالتفكير على تحققها فى الحياة ، ربما يمثل أهم العقبات فى محاولة بناء الإنسان العربى

      وهنا اكرر دعوة حضرتك لمساهمة من يهتم بالجزء التأسيسى للمفاهيم أن يرصد لنا التصورات المختلفة فى عقل الإنسان العربى الذى قابله لكلمات...

      -- الدين
      -- الإيمان
      -- الإسلام


      وتحياتى

      تعليق

      • توحيد مصطفى عثمان
        أديب وكاتب
        • 21-08-2010
        • 112

        #48

        الأستاذ القدير د.م. عبد الحميد مظهر

        كل عام وحضرتك بألف خير، وأدعو الله أن يمدَّنا بمدد من عنده يسدِّد به طاعتنا لتكون وفق شرعه القويم، وأن يتقبِّلها بقبول حسن.

        أتفق مع حضرتك تماماً في قولك:
        (وبناء الإنسان له عدة عناصر متشابكة ومتفاعلة ومن أهمها:
        - الفهم السليم للمصطلحات و المفاهيم.
        - العمل على تطبيق هذه المفاهيم.)

        ولاشكَّ أن العنصر الثاني (العمل) يُبنى على الأول، لأنه الأساس... والأساس يجب أن يكون من الثوابت التي لا اختلاف عليها، وإلا كان كل بناء مختلِف عن الآخر في جوهره. فإن تحقَّق العنصر الأول (الأساس المتين) كان العمل على رفع البناء فيه من السعة واليسر الكثير حين يجتمع الإخلاص مع العلم؛ ولا إشكال هنا إن اختلف شكل البناء طالما أنه يحقِّق الغرض والغاية منه. ولا أقصد باختلاف الشكل أنه يجوز لكل إنسان أن يبني بناءه بحسب هواه ومزاجه، بل أقصد بالشكل: المساحة واللون والمظهر.

        وعلم البناء يحتاج لثلاثة شروط:

        - معرفة الخطاب: والخطاب هنا هو مجموع المفاهيم الموافقة للنصوص القرآنيَّة والحديثيَّة؛ بتركيبتها وروحها معاً.
        - معرفة المخاطَب: الذي هو الإنسان على اختلاف مستوياته الفكريَّة والنفسيَّة.
        - معرفة أدوات الخطاب: وهي الأدوات المناسبة التي تصل بين الخطاب والمخاطَب، وهي التي قصدتها حين استشهدت بالآية الكريمة {وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.

        أما ما يتعلَّق بصعوبة التطبيق، فيجب ألا يغيب عن بالنا أبداً أن الأنبياء كانوا أفراداً في بداية دعوتهم، ورغم ذلك نجحوا في تبليغ رسالتهم؛ فالمطلوب هو التبليغ فقط وفق الشروط آنفة الذكر:
        {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ* فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 19-20].
        {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} [المائدة:99].
        {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَاحُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54].
        {... فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}[الرعد: 40].

        ويتضمَّن البلاغ أيضاً التذكير والتحذير والإنذار والزجر، وغيره؛ ولعلَّ هذه الأساليب من أدوات الخطاب التي تناسب المخاطَب بحسب حاله.
        ولا يسقط واجب التبليغ بدعوى عدم الاستجابة، بل هو واجبٌ على كل مؤمن:
        "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" [البخاري؛الجزء الرابع، رقم الحديث: 3461].
        " .... فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ لِمَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ"[البخاري؛ الجزء الأول، رقم الحديث: 7078].

        وأختم بتجديد الدعوة لكل المهتمين بتأسيس المفاهيم أن يتفضلوا بالمساهمة في وضع تصوراتهم وفهومهم لختم هذا الجزء، ومن ثم الانتقال بعدها لطرح التصورات عن آليات وسبل تطبيق هذه المفاهيم.

        مع خالص تقديري ومودتي.




        وطني... محلُّ تكليفي، ومختبَر صلاحي

        تعليق

        • د. م. عبد الحميد مظهر
          ملّاح
          • 11-10-2008
          • 2318

          #49
          عودة لهذا الموضوع....و سؤال..


          هل ما كتب هنا يعتبر من اليوتوبيات غير قابلة التطبيق؟
          التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 08-04-2013, 21:03.

          تعليق

          • د. م. عبد الحميد مظهر
            ملّاح
            • 11-10-2008
            • 2318

            #50
            الإسلام و بناء الإنسان العربى..... حلم من الأحلام

            الأحلام فى حياتنا كثيرة
            أليس للمثقفين والمفكرين أحلام ايضا ، أحلام تدورحول الفكر والثقافة و النهضة و الترقى و الإصلاح؟

            ولكن ماذا عن الأحلام فى ملتقانا هذا الثقافي والفكرى؟

            و هنا دعوة للحلم و الحوار حول الحلم ..حواراً فكرياً و ثقافياً.

            الحلم: الإسلام و بناء الإنسان العربى


            الحلم هنا خاص بالمشهد العربى-الإسلامى و الحلم العربى-الإسلامى

            الحلم بسيط....احلم بوجود شكل ما من اشكال الحياة السياسية- الإجتماعيةالتى تحقق العدالة والمساواة والحياةالكريمة لكل مواطن فهل يمكن أن يحدث تغيير و إصلاح لتحقيق هذا الحلم... هذا ما أحلم به.....


            ( يتبع)
            التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 13-04-2013, 17:57.

            تعليق

            • د. م. عبد الحميد مظهر
              ملّاح
              • 11-10-2008
              • 2318

              #51
              الحلم والمشروع


              احلم بمشروع للتغييروالإصلاح مبناه إسلامى و العلم أداته

              التوحيد هو اساس الإسلام ، وما يتبعه من عبادة وتزكية نفس و عدل ومساواة وعمارة الأرض

              التوحيد ...التوحيد الحقيقى هو الطريق الى العدل...تحقيقا لعدل بين عباد الله

              والتوحيد والعدل يقودا إلى المساواة.................المساواة بين عباد الله

              الدين الإسلامى الحقيقى يتعامل مع الإنسان كمنظومة متكاملة من نفس وروح وجسد وفكر وقلب ، تعيش فى مجتمع اودوله لتحقيق حاجات مشتركة مبنية على العدل والمساواة والتآخى والتكافل.

              والعبادة وتزكية النفس هما مصدران لانهائيان للنماء الإنسانى للفرد والجماعة...روحاً وقلباًوعقلاً و جسماً

              وعمارةالارض و تحقيق العدل والمساواة هى من واجبات المسلم المؤمن و الواعى لوظيفته على الأرض.

              والتغييروالإصلاح لا يتم دون أن نعيد للحياة العملية إيجابية الدين الإسلامى التى أهملت او نسيت ، و نعيد المعنى الى الفقه كأداة للفهم، ونعيد المعنى للعلم كأداة لحل المشاكل وعمارة الأرض وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)الذى قال:

              اللهم انى أعوذ بك من هؤلاء الأربع

              00- قلب لايخشع
              00- وعين لا تدمع
              00- و دعاءلا يرفع (او دعوة لا يستجاب له)
              00- و علم لا ينفع.

              ( يتبع)

              التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 13-04-2013, 18:01.

              تعليق

              • د. م. عبد الحميد مظهر
                ملّاح
                • 11-10-2008
                • 2318

                #52

                و العلم يدعونا لفهم أعمق للضرورات التى حددها الفقه الإسلامى...

                00- حفظ الدين
                00- حفظ النفس
                00- حفظ العقل
                00- حفظ النسل
                00- حفظ المال

                و لنبدأ بالضرورات دون الولوج إلى الحاجيات والتحسينيات فى الفقه الإسلامى ، وسترى أننا لو فهمنا هذه الضرورات ، فهماً عميقاً وممتداً ومتسعاً ، الضرورات التى وضعها فقهاء الإسلام سنجدها المدخل الحقيقى لكل ما يحقق الحياة الكريمة وسعادة الدنيا والفوز فى الآخرة.

                و هل كل الأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها إلا تابع لتحقيق هذه المصالح...مصالح الناس كما يحددها الفقه الإسلامى؟

                ألا ترى ان مشاكل العمل والمال و التوظيف والأسرة والتربية و الزواج والطلاق و تربية الأولاد ، والتقاضى ، والعلم والبحث العلمى والصحة والحرب والسلم ،و ...و...و غيرها يمكن ان تُحل فى المجتمع الإسلامى الذى يعمل أفراده على تحقيق هذه الضرورات؟

                وأليس توحيد الله إذن هو الدافع الاساسى للعمل لتحقيق هذه المصالح لكل البشر؟

                و ما على علماء الأمة ومفكريها إلا العمل على إبتكارالأشكال والمؤسسات والتنظيمات الملائمة لكل بلد ، ولكل زمان ومكان و الآليات لتحقيق هذه الضرورات على الأرض.

                وما على كل مفكر و مثقف ومهتم إلا ان يقلل الكلام والجدال و يعمل من أجل تحقيق وظيفته فى عمارة الأرض وتزكية وتنمية النفس البشرية (ونفس وما سواها..الآية...) والتفكير فى كيفية تحقيق الضرورات الخمس بإستعمال العلم والبحث العلمى.

                وأليست عمارة الأرض بالعلم هى المحك لتحقيق المعنى الحقيقى للتوحيد و تحقيق الضرورات الخمس.
                ( يتبع)
                التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 13-04-2013, 18:04.

                تعليق

                يعمل...
                X