حوارات الملتقى ديسمبر/كانون الأول: الأديب والناقد الفلسطيني نبيل عودة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #16
    أستاذنا اللكبير / نبيل عودة
    خذ وقتك .. فالحوار شهري .. واترك حتى الذين يوجهون لك انتقادات شخصية بحريتهم .. ولديك الفرصة كاملة لتوضيح موقفك أمام الجميع .. تحياتي لك
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • هادي زاهر
      أديب وكاتب
      • 30-08-2008
      • 824

      #17
      رد جديد

      أخي نبيل لم أتوقع ابداً ان يكون رد فعلك بهذه العصبية خاصة وانك قُدمت كمفكر كما تشير الشاشة
      انا سألت حول ما قاله المسؤول الصهيوني في صحيفة كل العرب من انهم فتشوا عن مسوق عن ما يسمى ب "الخدمة الوطنية "ولم يجدوا سوى الكاتب نبيل عوده، سؤال شرعي جداً يمكنك ان تصدر بيانا تكذب فيه ما جاء على لسان المسؤول الصهيوني ، أين التهجم الشخصي الذي أثار عصبيتك ودفعك الى اطلاق الاتهامات؟!! بالنسبة للتجنيد الالزامي انت الذي أتهمت، انت الذي أثرت بل أقحمت عدة مواضيع وكان عليك أن تجيب (على قدر السؤال ليس الا) وانت تعرف موقفي وتدرك باني سكرتير لجنة المبادرة التي تكافح التجنيد الالزامي في مجتمعي وان المخابرات تلاحقني واني طرت من عملي بسبب موقفي من مصنع النسيج "نيليت" ومن مصنع الكرتون "مخلي كرمل "
      واني عاطل عن العمل بسبب موقفي وما كان لي ان اذكر ذلك لولا اتهاماتك
      " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

      تعليق

      • د . محمد أيوب
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 101

        #18
        الأخ العزيز نبيل عودة
        أشكرك على طرحك الذي يفيض مرارة وألما يشعر بهما من ذاق مرارة الألم، لقد غرسوا في أذهاننا أن من تمسك بالبقاء في وطنه فلسطين متواطئ مع الاحتلال، ولكن هزيمة 1967م كشفت لنا الحقيقة وأزالت الغشاوة عن عيوننا فوجدنا فيكم أخوة لنا، مسلمين كنتم أم مسيحيين، فقد تعرفنا عليكم من خلال صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد والغد، عرفت أميل حبيبي وأميل توما والصديق عفيف صلاح سالم الذي سخر قلمه للدفاع عني عندما اعتقلت سنة 1979م وكتب مقالا بعنوان: " أطلقوا سراح القلم الفلسطيني" لتبدأ بعد ذلك حملة في الداخل والخارج أذهلت المحقق الإسرائيلي إلى درجة جعلته يسألني من جديد : من أكون ولماذا يثيرون هذه الضجة في الداخل والخارج من أجلي؟ لم أكن أعلم ما يحدث في الخارج، كانت علامات الدهشة التي بدت على وجهي هي الرد الصامت على سؤاله، لقد وجدنا أنفسنا نشارك في مهرجانات العمل التطوعي في الناصرة والتي جعلها توفيق زياد عادة سنوية في أيامه فاقتدت به وببلدية الناصرة بلديات الضفة الغربية.
        أتفق معك أن حماس أخطأت عندما دخلت الانتخابات تحت مظلة أوسلو التي كانت ترفض الاعتراف بها فإذا هي تجد نفسها وقد انزلقت إليها بإرادتها، مع أن شيئا لم يتغير في الفترة بين 1996م حين رفضت المعارضة المشاركة في الانتخابات وبين عام 2006 حين شاركت المعارضة فيها دون حدوث أي تقدم ملموس على أرض الواقع، لسنا راضون عن أوسلو ولكن عدم الرضا لا يبيح لنا أن نحتكم إلى السلاح لحسم خلافاتنا.
        أما بالنسبة للثقافة فحدث ولا حرج، لا أحد يهتم بالثقافة لأن الثقافة تأتي في ذيل سلم الاهتمامات في أية سلطة عربية، أود أن يجد أي مسئول في غزة وفي الضفة الغربية في نفسه الجرأة على أن يقدم إحصائية للكتب التي طبعت في غزة والضفة والكتب التي تم استيرادها خلال العامين الماضيين ومقارنة ذلك بما يحصل عليه الفرد اليهودي في إسرائيل من كتب، في غزة يهربون كل شيء عبر الأنفاق إلا الكتب، وإن طبعت بعض الكتب فإنها تمثل اتجاها فكريا واحدا فقط، هناك حالة من القحط الفكري والثقافي مبرمجة ومخطط لها ظنا من البعض أن جهل المواطن يخدم مصلحة الجهة المسيطرة وهذا هو الخطأ بعينه ، لقد بدأت الأمية تتفشى عندنا وبدأ التعليم ينهار بسبب الصراعات الحزبية الغبية ، جامعاتنا شبه متوقفة عن العطاء في غزة بسبب تعليق الدراسة ومحاولات السيطرة عليها من حين إلى حين.
        أما بالنسبة للماركسية فإننا نرفض موقفها من الدين ومن القومية، ولعل كون ماركس وإنجلز يهوديان مضطهدان دينيا في الغرب المسيحي قد دفعهما إلى اتخاذ موقف معارض من الدين، وربما كان لينين قد أدرك الجوهر الحقيقي للإسلام والروح الثورية الكامنة فيه حين دعا مسلمي الشرق إلى الثورة ضد الطغيان، أما بالنسبة للقومية فقد أثبت انهيار الاتحاد السوفييتي أن جذوة القومية لا تنطفئ ، وان الشعور القومي يلازم الإنسان والأمة في مسيرة الحياة الطويلة.

        تعليق

        • نبيل عودة
          كاتب وناقد واعلامي
          • 03-12-2008
          • 543

          #19
          [align=right]الزملاء الأعزاء
          ساعود مساء اليوم لمتابعة الحوار الشيق والهام معكم ..
          أعتذر عن ضغط المشاغل الذي غير برامجي .. رغم اني عاطل عن العمل مثل الزميل هادي زاهر .. وليبقى زاهر دوما.. وكل دخلي يا زاهر لا يتعدى 300 - 400 دولار شهريا من المحاضرات التي ادعى اليها .. وكما تعلم الدخل الأدنى في اسرائيل هو بحدود 1000 دولار شهريا. و"تسويقي" للخدمة المدنية سبب فصلي من عملي في موقع انترنت محلي وفي عدم تمكني من الحصول على عمل في الصحافة المهترئة ، رغم قدراتي المعروفة لجميع الصحف والقراء .. وكان أكثر الاقتراحات مذلة من صحيفة تريد ان أحررها باسم صاحبها ( أي اسمي بالخفاء ) مقابل 400 دولار شهريا .. بينما ولديه الذين لا يعرفون شرق الاعلام من غربه يتلقون 1500 دولار شهريا كل واحد ...فرفضت .
          أولا كلمة تسويق لا مكان لها .. انا لست مسوقا وهناك لعلمك على الأقل 4 - 5 جمعيات عربية تسوق الخدمة المدنية وتربح مئات الا ف الشواقل .. لا أعرف ما صرح فلان أو غيره .. وهناك أكثر من 100 نشيط عربي في هذا المجال بينهم رؤساء سلطات محلية ، يعملون من تحت الطاولة حتلاى لا يتعرضون للتحريض . . وانا لست منهم ، وليس هذا دوري ، ولكن الاشارة لي ربما كانت بسبب أسمي ومكانتي ، وهو استغلال غير خلقي ... وغير مصرح به لأحد . مواقفي هي مقالاتي ..نقدي الجوهري كان على اسلوب تعامل القيادات العربية وأحزابنا مع القضايا التي تطرح ,, ولعلمك هو موقف الرفض مع سبق الإصرار حتى لو كان فيه مصلحة لجماهيرنا .. ومن تصرفهم يبدو انهم يريدون الحفاظ على وضعنا المختل اجتماعيا ومدنيا ، ليستفيدوا سياسيا وماليا من التجارة السياسية .. تجارة الانتخابات والمناصب.. اذا رفضوا أن يتطوع شبابنا بمجتمعه ، فبأي حق يذهبون للكنيست الصهيونية ، ويقسمون اليمين القانونية للحفاظ على قوانين وامن دولة اسرائيل ، أي قوانين التمييز أيضا وقوانين اضطهادنا؟ بأي حق يخدمون دعاية ان اسرائيل دمقراطية وتعطي العرب فيها حقوقا متساوية والنوذج الأمثل هي الكنيست ؟
          على اساس حسابات أحزابنا ممنوع ان نخرج للعمل أيضا في المصانع اليهودية .. أو أن نستعمل وسائل تنقل يهودية أو نأكل ساندويشات ومنتجات المصانع اليهودية ؟؟ الى أين سنصل بعقليتنا المغلقة سياسيا بالأساس ؟؟
          الخدمة المدنية هي خدمة شباب عرب بعد المدرسة الثانوية بمؤسسات أهلية لشعبهم .. داخل السلطات المحلية في المدارس في المستشفيات في بيوت العجزة وكل ما يتعلق بمساعدة الطلاب في دراستهم وامانهم على االطرق .. والعمل في المكتبات .. أي عمل تطوعي وليس الزامي ، مقابل أجور قليلة ، ومقابل دعم في المستقبل في الدراسة الجامعية في شراء بيت او فتح مصلحة تجارية أو الزواج ..
          الخدمة المدنية لا علاقة لها اطلاقا بالخدمة القومية ( العسكرية ) وقد اتصلوا هم معي بسبب مقالاتي التي بدأت منذ العام 2003 في نقد سياسة أحزابنا العربية الرفضية بدون تفكير وبدون معرفة للمقترحات وهذا كان قبل ان يكون أي مشروع قد طرح على الساحة العربية ، وكان مقالي نقدا ضد التهويش العربي والرفض المسبق ، وقد فهمت ان الاقتراح قدم للجنة المتابعة العربية العليا لتقرر أنواع الخدمات المطلوبة للمجتمع العربي وتشرف على توزيع المتطوعين ، وليس سرا أن قيادات في السلطات المحلية تحمست جدا ومنهم أبرز الشخصيات ( ولن أذكر اسماءها ) ، ولكن بدء التحرض الغبي هو الذي سبب تراجعهم وهذا نقدي الاساسي . تعالوا نقرر ما هو لصالح مجتمعنا المدني من خدمات.. ما لا يلائم نرفضه .. والمقترح خدمة تطوعية وليس الزامية ،وأحد أسباب طرح الموضوع كان التماسا قدمته فتاة عربية للمحكمة العليا تطالب بمساواتها مع اليهوديات بالخدمة المدنية داخل المدرس ولتحصل على كل المخصصات بالمساواة معهن . فأقرت المحكمة هذا الحق ، مما دفع مكتب رئيس الحكومة لطرح الموضوع .. واقامة لجنة حول المعفيين لأسباب مختلفة من الخدمة العسكرية وهم لعلمك العرب أولا واليهود المتدينين المتعصبين ( الحراديم ) ثانيا ..ولايجاد بديل للخدمة العسكرية .فطرحت فكرة الخدمة المدنية ، ولكن وزارة المالية رفضت بندا يقول ان على الدولة توفير الخدمة لكل من يطلبها ، لأن المسألة مكلفة جدا .. ولا تريد الا عدد ضئيل من المتطوعين ..
          والذي تبين ان عدد المتطوعين العرب فاق التوقعات ..وهذه السنة سيصل الى الف متطوع .. بينما مهرجان الرفض لم يجند الا 300 شخص معظمهم من خارج جيل التطوع .. واستطلاع الرأي الذي أجراه بروفسور سموحه ودكتور خالد علي من قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة حيفا أظهر ان أكثر من 70% من العرب ، الأهالي والشباب مع الخدمة المدنية في مجتمعهم . وليس خارج مجتمهم ّ!!
          انا لست في تسويق أي شيء .. انا عبرت عن رأيي ضد سياسة الرفض قبل دراسة الموضوع ، واذا تبين انه مفيد لمجتمعنا ، يمكن التنسيق مع اللجنة لاستغلاله وطنيا في بلداتنا وبين أهلنا وفي مستشفياتنا .. وتعرفت على عدد من المتطوعين في مستشفيات الناصرة وفي مدارس في الناصرة .. هل خدمة الطلاب ومساعدتهم في دروسهم ، مساعدة المدرسة في مجالا عمل حيوية مطبوعات وادارة ومكتبات وغيره أضحى خدمة للإحتلال كما يقول المعارضون؟


          هذه نبذة والموضوع طويل .. وأعرف كل تفاصيله .. الرجاء لا تدخله في هذا الحوار.. اطرح رؤيتك في مقال وساتعامل مع مقالك بكل احترام وبدون عصبية.. وفي أي موقع او منتدي تريده
          .[/align]

          تعليق

          • نبيل عودة
            كاتب وناقد واعلامي
            • 03-12-2008
            • 543

            #20
            في الاجابة على السؤال الأول فاتني أن أسجل الأجواء الشعبية النضالية التي سادت ابناء شعبنا بعد النكبة .. والتي تعرف بمعارك الهويات ، وقد أضفت على مقدمة الإجابة على السؤال الأول ما يلي :

            لا شيء غير عادي في طفولتي ، ولكن منذ بدأ وعيي يتشكل وانا أعيش حكاية شعبي الفلسطيني الذي تشرد .. وقصص التشريد والنضال البطولي للشيوعيين العرب لوقف شحن ابناء شعبهم وقذفهم وراء الحدود .. ومعارك الهويات التي خاضها الحزب الشيوعي ومحامية حنا نقارة الذي أطلق علية الناس لقب "محامي الشعب" ، وكانوا ينشدون له الأهازيج الوطنية فرحا بتحصيله للهويات عبر المحاكم الأمر الذي كان يعني البقاء في الوطن وعدم اعتبار الفلسطيني "متسللا" يجب قذفه وراء الحدود ، وتحديا أيضا للحكم العسكري الذي فرض على العرب الفلسطينيين الباقين في وطنهم .
            ومن تلك الأهازيج :
            طارت طيارةمن فوق اللية الله ينصركو يا شيوعية
            حنا نقارة جاب الهوية غصبا عن رقبة بن غريونا - 2


            وحسب مذكرات الشاعر والمناضل حنا ابراهيم ( كتابه: ذكريات شاب لم يتغرب ) ، كانت تمنح هويات حمراء لمن يعتبروا " ضيوف " بالتعبير الاسرائيلي ، أي المرشحين للطرد من الوطن . أما غير الضيوف فكانوا يحصلون على هوية زرقاء. ويذكر حنا ابراهيم أغان التحدي التي كانت تنشد في حلقات الدبكة ، ومنها:

            يا أبو خضر -2 يللا ودينا الزرقات والحمرا ع صرامينا
            هذا وطنا وع ترابه ربينا ومن كل الحكومة ما ني مهموما


            يقطع نصيب ال قطع نصيبي لو انه حاكم في تل أبيب
            توفيق الطوبي واميل حبيبي والحزب الشيوعي بهزو الكونا

            ويتلقف الشبان الكرة ويعلو نشيد المحوربه :
            لو هبطت سابع سما عن حقنا ما ننزل
            لو هبطت سابع سما عن أرضنا ما نرحل


            1- بن غوريون هو اول رئيس لكومة اسرائيل
            2 - أبو خضر أسم شرطي يهودي اشتهر ببطشه ووحشيته
            3- قائدان شيوعيان .. أميل حبيبي هو الكاتب الفلسطيني الذي اشتهر بروايته "المتشائل" .


            ولنا عودة ...

            تعليق

            • مصطفى بونيف
              قلم رصاص
              • 27-11-2007
              • 3982

              #21
              الأستاذ نبيل عودة تحية إحترام لشخصكم ...ولمسيرتكم ولفكركم ..ولجنسيتكم الفلسطينية .
              قد يعاتبني البعض عن قلة تفاعلي مع بعض الأسماء الكبيرة ، سواء في مواضيعهم أو في حواراتهم بالملتقى ...لكنني أتابع الحوارات وأستفيد منها كهذا الحوار مع شخصية نبيل عودة ...
              أتذكر عندما كنت في سن التاسعة أو العاشرة شاهدت على شاشات التلفزيون الجزائري أيامها الزعيم الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات وهو يخطب في البرلمان الجزائري قائلا " نعلن قيام دولة فلسطين العربية ..." واهتزت القاعة بالتصفيق والتكبير ، وشاهدت كيف بكى الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد ، وقال معقبا : " يا أخ أبو عمار نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " ...واعتلى الشاعر محمود درويش المنصة ليقرأ روائعه " رحمة الله عليه" ...
              ولا يزال صوت وصورة الشهيد أبو جهاد الذي تم اغتياله من طرف الموساد في تونس ..وكيف أن الجزائر توترت علاقتها بتونس وأميركا وأتهمتهما بالتواطؤ لقتل هذا الرجل الكبير جدا .
              كان الشهيد ياسر عرفات كثير الزيارة للجزائر ، بل وكان يزروها ويستشير الجزائر في كل كبيرة وصغيرة ....ولم ينقطع عنها حتى في سنوات حربها الأهلية التي اندلعت في منتصف التسعينيات ....
              لكن الجزائر خرجت فجأة من المشهد الفلسطيني !!! خرجت حافية القدمين !!!
              وكأنها لم تكن يوما تحتضن المناضلين والمجاهدين من منظمة التحرير ، بل وكانت تحتضن حتى المجاهدين الذين كانوا يختطفون الطائرات وتزودهم بالماء والوقود ...والدعم بكافة أشكاله .
              لماذا هذا البرود الشديد من طرف السلطة الفلسطينية في التعامل مع الجزائر اليوم ، وخاصة بعد "أوسلو " ....هل كان هناك بنود خفية بضرورة أن تقاطع السلطة الفلسطينية الجزائر وليبيا لأنها ترفضان التطبيع مع الصهاينة ..
              إن الطائرات التي تقل المسؤولين الفلسطينين تمر فوق سماء الجزائر متجهة إلى المغرب !!!
              ألم تدفع الجزائر ثمن وقفتها مع فلسطين غاليا ؟؟؟؟
              وهنا لا بأس أن أشير إلى أن شعوري بتجاوز الفلسطينين الجزائر هو أحد أهم الأسباب التي جعلتني أبتعد عن الكتابة في القضية الفلسطينية .
              شكرا لكم على سعة الصدر ...وآسف على الإطالة !
              [

              للتواصل :
              [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
              أكتب للذين سوف يولدون

              تعليق

              • نبيل عودة
                كاتب وناقد واعلامي
                • 03-12-2008
                • 543

                #22
                [align=right]الأخ مصطفى بونيف
                اهلا بالجزائر شعا مناضلا أعطى للشعوب العربية آمالا عظيمة في نضاله البطولي من أجل التحرر .. وأهلا بالجزائر التي عادت لعائلة الشعوب العربية .. وقلوبنا مع الجزائر من أجل مستقبل زاهر ، ونهاية سريعة للنزاع الداخلي الذي أودى بحاة عشرات الوف الأبرياء ..وان توضع نهاية لما يهدد استقرار الجزائر وأمن شعب الجزائر ..
                لست ممثلا للسلطة الفلسطينية ، ولا أعرف اذا خرجت الجزائر حقا من المشهد الفلسطيني ، لأن الجزائر جزء لا يتجزأ من المشهد العربي كله ، بايجابياته وسلبياته.
                فقط فاقد للكرامة ينكر دور الجزائر في دعم الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية.
                ان أسم الجزائر وتاريخها النضالي يلهم كل الثوريين الشرفاء في العالم .. ولا أظن ان هناك شعب يناضل للتحرر ، الا ويستلهم بطولة أبناء الثورة الجزائرية.

                الاستاذ محمد شعبان الموجي ينتظر مداخلات من العرب الفلسطينيين مواطني اسرائيل حول تعبير عرب 48 .. وسينتظر طويلا كما يبدو.. ويؤسفني ان الجرأة في طرح الرؤية تغيب في هذه الحالة. واذا كان كلامي يستفز الأخوة الزملاء من ابناء وطني فليكن .. لعلهم يدلون بدلوهم..
                أستطيع ان أقول ما يلي :
                هذا التعبير مستعمل من أوساط واسعة عندنا بدون أن يدخلوا في تفسيرات مختلفة للمصطلح . ولا يقصدون من استعماله أي موقف خاص .. انما اصطلاح درج في وسائل اعلامية معينة ، فدرج على الألسن. انا أيضا في حديث غير رسمي لا أتردد في استعماله ، اما في نص رسمي ، موقف ، مقال ، تعليق ، مداخلة ، فألجأ الى ما اراه الاصطلاح الذي استطيع ان امارس به نشاطي عبر كل المؤسسات القائمة ، وكتعريف لا غبار عليه وطنيا أيضا .
                مثلا هناك الاف الطلاب العرب من ( عرب 48 ) يدرسون في الجامعات الأردنية . الجامعات أطلقت عليهم في البداية تعبير "عرب 48" .. ولكن حين حان موعد تخرج الفوج الأول وقع الأردنيين باشكالية الشهادات.. ماذا يسجلون..؟
                هناك الجنسية والدولة .. فسجلوا مضطرين : الجنسية اسرائيلي ورقم جواز السفر - والدولة اسرائيل .
                اليوم بالذات صرح الرئيس السوري بشار الأسد بأن المرحلة القادمة مفاوضات مباشرة بين سوريا اسرائيل . لم يقل ما يستعمله الاعلام السوري (عرب 48 ) او الكيان الصهيوني .
                انا لا أصر على تعبير معين .. ولا تهمني التعابير .. انما عندما نطرح الموضوع من وجهة نظر تتعلق بواقعنا ، الذي لم نختره ، بل فرض علينا .. وبسببه تحولنا من أكثرية في وطننا الى أقلية ، ومن أصحاب الأرض الى أصحاب مساحة أقل من 2%- 3% .. وتشرد شعبنا في العالم العربي ، ويعاني من ظلم ذوي القربي أضعاف ما نعانيه اليوم من ظلم اسرائيل .. ونجيء لنطرح مفهوم لتعريف صحيح ، يساعدنا في نضالنا المحلي ضد الاضطهاد القومي والتمييز العنصري بغياب أي دعم عربي ,, واذا جاء الدعم فهو فئوي ويساعد على تمزيق تواصلنا السياسي والاجتماعي.. ولفائدة عناصر تدعي القومية .. ولا توظف من الأموال ما يخدم صمودنا وتطورنا السياسي والثقافي .. انما ما يخدم جيوبها .. ويجيء بعض "الأبطال " ليفرضوا علينا مواقف تتناقض مع واقعنا المعقد .. اريد أن أراهم يسجلون في هوياتهم وجوازات سفرهم التعابير التي حولوها الى علم يرفرفون به ويتعالى صراخهم .. وان لا يقسموا اليمين القانونية لدولة اسرائيل وأمنها وعلمها الديني ونشيدها القومي العنصري في الكنيست .. وان يطلبوا منا ما يلتزموا به تماما .. نحن لسنا حطبا لمواقدهم ... ولكن، مع الأسف .. في ساعة الامتحان يطأطئون رؤوسهم .. ويختفون عن المشهد . ولي الكثبر ما أقوله هنا وأفضل ان لا أقوله .
                نتابع ..[/align].

                تعليق

                • mmogy
                  كاتب
                  • 16-05-2007
                  • 11282

                  #23
                  [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
                  الأستاذ والمفكر الكبير / نبيل عودة
                  مفهوم طبعا السبب في عدم تجاوب الأخوة في فلسطين 48 مع ما دعوت إليه من مناشدة أصحاب التيارات المناوئة لرؤية الأستاذ / نبيل عودة الذي يتهمه البعض بالصهيونية .. غير أنني ما زال يراودني الأمل في الإستماع إلى وجهات النظر الأخرى لأننا بالفعل نريد أن نفهم .

                  لقد سبق أن تحدثت مع الأستاذ القدير / فاروق مواسي والأستاذة / أمنة أبو حسين .. وقد أبدى كل منهما وجهة نظر مشابهة لوجه نظرك وإن كنت لا أحب أن أجزم بذلك حتى نستمع منهما بشكل مباشر .


                  لكن على العموم لدينا أسئلة كثيرة .. ننتهز هذه الفرصة لنطرحها على حضرتك .

                  لقد فهمت من كلامك أن الحديث على حقوق المواطنة الإسرائيلية .. هو حديث عن الجانب القانوني الذي يتيح للفلسطينين داخل الخط الأخضر .. البقاء على أرضهم .. والحصول على كآفة حقوقهم المعيشية التي لاغنى عنها لاستمرار الحياة .. ولكن ألا يستدعي هذا الولاء القانوني للكيان الصهيوني .. ولاء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بالضرورة .. يدعم دولة اسرائيل المغتصبة .. ويقوي شوكتها ، ويجمل صورتها أمام العالم الخارجي .. وأمام غير المضطرين للتطبيع معها ويحفزهم علي التعاون معها رغم عدم توافر نفس الظرف التاريخي الشائك لعرب 48 .. ثم أنت تعلم بالتأكيد أن المواطنة حقوق وواجبات وليست حقوق فقط .. وبالتالي فإن على الفلسطيني كمواطن اسرائيلي أن يناصر دولته اعلاميا .. ويحارب في صفوف الجيش الإسرائيلي في حال نشوب حرب مثلا بينها وبين العرب .

                  وهذا يطرح سؤالا آخر .. هل يستطيع المواطن الفلسطيني الحاصل على الجنسية الإسرائيلية أن يساهم أو يتعاون أو يتعاطف ولو بالكلمة .. مع فصائل المقاومة المسلحة التي تطلق الصواريخ على اسرائيل أو مع حزب الله مثلا ؟؟ أو يناصر الحركات الرافضة للتطبيع من غير المضطرين لذلك ؟؟


                  أكتفى الآن بهذا السؤال .. فلدي عشرات الأسئلة ولكن يكفى هذا الآن حتى لاأثقل عليك .[/ALIGN]
                  [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

                  تحياتي
                  إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                  يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                  عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                  وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                  وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                  تعليق

                  • نبيل عودة
                    كاتب وناقد واعلامي
                    • 03-12-2008
                    • 543

                    #24
                    الأستاذ محمد شعبان الموجي
                    اسئلة هامة تحتاج الى مكاشفة وطرح بدون تجميل.
                    أولا مواطنتنا لا علاقة لها بالولاء القانوني للحركة الصهيونية... انما بالولاء لدولة ، تدعي قوانينها المساواة لجميع المواطنين دون ان تلزم العربي ان يكون يهوديا أو صهيونيا .. وهناك اعتراف رسمي باللغة العربية كلغة رسمية ثانية في الدولة.
                    حقا توجد مساحة كبيرة بين الاعتراف رسميا والتنفيذ الرسمي. ونحن لا نوفر طريقة نضالية برلمانية أو شعبية أو قانونية ضد التمييز .. وبصراحة المحكمة العليا تنصفنا على الأغلب ، حتى في قضايا ضد الدولة .
                    مثلا هناك قضية اشتهرت في اسرائيل باسم عادل قعدان ضد مستوطنة كتسير . عادل اراد شراء أرض وبناء بيت داخل المستوطنة . ورفض طلبه بحجج ان كتسير هي مستوطنة لمجموعة مثماثلة من المواطنين ، والارض بتصرف دائرة أراض اسرائيل أو الكيرن كاييمت (لا أذكر) ولا تبيع للعرب .. ورفض طلبه .
                    توجه للمحكمة العليا بقضية اهتمت بها الصحافة لكونها أول قضية من نوعها لكسر احتكار الأرض لليهود فقط .وكسر سياسة طويلة من التنكر لحق العرب بمخصصات من أرض وطنهم ( ارضهم أصلا) لتطوير مسطحات بلداتهم ومناطق سكن جديدة ومناطق صناعية وما شابه .. واليك أهم فقرة بقرار المحكمة ، أعلى جسم قضائي في اسرائيل ، وقراراتها تعتبر بمثابة قانون .. أنصفت عادل قعدان وجاء في القرار: " ان المساواة بين كل ابناء البشر في اسرائيل ، مهما كان دينهم مختلفا او انتسابهم القومي مختلف ، ينبع من قيم دولة اسرائيل " . وبذلك استطاع قعدان ان يحصل على قطعة أرض بنفس الشروط لليهود . بالطبع هذا يجب ان لا يفسر بأن العنصرية انتهت .. وبأن قرارات المحكمة او القانون تنفذ بحذافيرها ، بالطبع هناك فجوات نلاحقها ، هناك تمييز في بعض القوانين لا يجري تجاهلها من السلطة وجهازها العنصري ، ونواصل صراعنا ضدها .. وليس سرا ان المساحة الدمقراطية ، رغم كل نواقصها للعرب في اسرائيل تتيح لهم مساحة كبيرة من النشاط السياسي والمواقف السياسية المستقلة تماما بما في ذلك دعم ابناء شعبنا في غزة والضفة الغربية ، بالأدوية والطعام والمساعدات الأولية الضرورية المختلفة ، ونخوض نضالا تضامنيا من اضرابات وتظاهرات تضامن ونشاط اعلامي وثقافي ضد البطش الاحتلالي .. وما يساعدنا قانونيا هويتنا الاسرائيلية ، بل ونجند معنا عناصر يهودية دمقراطية ومثقفين يهود وقوى تعارض استمرار الاحتلال من رؤيتها انه يعرض اسرائيل نفسها لخطر تنامي الفاشية اليهودية ، وهذا يشكل خطرا على المجتمع اليهودي نفسه وتجنيد قوى يهودية يعطينا مساحة سياسية أكثر اتساعا ودعما نضاليا هاما .. وتضامننا أكثر فاعلية من كل الثرثرة العربية من استنكار وشجب وتضامن ودعم بالشعارات والأناشيد والمؤتمرات التي تقدم ولا تؤخر في قضيتنا الوطنية.ونحن نصر رغم الهوية الاسرائيلية ( الصيغة القانونية ) على هويتنا العربية والفلسطينية.
                    بالطبع للمواطنة التزامات .. أهمها عدم تعريض أمن الدولة للخطر .. ولا أظن انه يوجد عاقل يستطيع ان يقول ان هذا قانون مرفوض .. الذي يريد ان يتشاطر علينا ، الساحة مفتوحة أمامه.. ليكن بطلا وسنصفق له ولكن لن نشاركه.
                    كما قلت نحن نعيش في واقع بالغ التركيب ، ونضطر أحيانا للسير بين نقط المياه.
                    من ضمن المسائل الجديدة المطروحة والتي تثير نقاشا حادا في الشارع الفلسطيني داخل اسرائيل موضوع الخدمة المدنية .. ومن الأفضل ان لا ندخل الآن في هذا النقاش ، وأعدكم بأن أكتب مقالا توضيحيا ..لطرح الموضوع للنقاش ... ويؤسفني ان أقول ان معظم المتحاورين عندنا حول الموضوع لم يقرأوا غير عنوانه فقط ..واتخذوا مواقف دون معرفة تفاصيل المشروع .. وهذا انتقادي الأساسي والحاد ، وليس موقفي من المشروع ، رغم انه لي موقف سياسي واجتماعي اتخذته بعد دراسة التفاصيل الكاملة وفحص اتجاهات التطبيق.
                    ومع ذلك نجد ان حملة الأقلام ،والقادة السياسيين ، وقادة سلطات محلية عربية ، المفروض انهم الأكثر وعيا وموضوعية ومسؤولية ، يدخلون في الرفض بدون معرفة واطلاع على ما هو مطروح ، وما هي فائدته او مضرته لمجتمعنا. وقد أطلقت على هذه السياسة اسم " سياسة الرفض مع سبق الاصرار" .. وهي تلحق الضرر بنا ، وبدون علاقة مع ما هو مطروح وفائدته او مضرته . ويبدو اني سأنشر مقالات أخرى عالجت فيها تفاصيل مختلفة من نهجنا وتفكيرنا بدون لف أو دوران لاعطاء صورة ناقصة في الوعي العربي حول قضايا العرب في اسرائيل وواقعهم المركب والمر بنفس الوقت .. وهو ما يجعلني أتعرض لنقد حاد وحملة شعواء ، سياسية وثقافية ..، ولكني لم أمارس السياسية والثقافة الا لأكون واضحا وصريحا ومستقيما .. واذا تبين لي اني ارتكبت خطأ ما في موقف لي ، لا أتردد في طرح تصحيح واعتذار.
                    التضامن مع فصائل المقاومة المسلحة ؟
                    هذا موقف سياسي . نحن نتضامن مع صمود أهلنا وندعمه . نحن ضد البطش الاحتلالي الذي يتعرض له شعبنا، وموقفنا بجذوره موقف سياسي .. نصيغة ان لكل شعب محتل الحق الكامل في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل التي يراها مناسبة .
                    عندما اغتال الاحتلال الشيخ احمد ياسين تظاهرنا في الناصرة وغيرها احتجاجا وتضامنا مع شعبنا في غزة . بالطبع اختيار التعبير هو خيار سياسي. لي موقف من انقلاب حماس ، ليس مكانه هنا .. ولكن لا يمكن ان أكون مع الاحتلال ضد حماس.نفس الأمر في الحملة التي قام بها شارون ضد السلطة الفلسطينية وياسر عرفات .. كان موقفنا واضحا وفعالا على الساحة السياسية والبرلمانية والاعلامية .. هذه هي حدودنا .. واذا كان البعض، من بيننا ،يظن انه قادر على تجاوز هذه الحدود ، فهو يرتكب حماقة ضد أبناء شعبه داخل اسرائيل اولا .. ويوجه طعنة لكل النضال الفلسطيني الوطني ونحن نمثل جانبا داعما وفعالا في تجنيد قوى سياسية يهودية أيضا الى جانبه.هذه هو دورنا في المواجهة .. طرحته بكل وضوح .. وبدون ان أجعل المرغوب يسيطر على المتاح .
                    حول التطبيع سأنشر مقالا ضمن هذا الحوار ، يوضح مسألة التطبيع ، وهو موضوع لفت انتباهي منذ بضع سنوات وما زالت الأفكار التي طرحتها صحيحة ، ولم أقرأ أي طرح آخر ،في العالم العربي ، يفسر الرفض للتطبيع بعقلانية ووضع الاصبع على الخطر الأساسي في التطبيع ...

                    تعليق

                    • نبيل عودة
                      كاتب وناقد واعلامي
                      • 03-12-2008
                      • 543

                      #25
                      [align=center]عن التطبيع الثقافي ومضامينه غير الثقافية[/align]

                      [align=center]اشكالية لقاء وتفاعل الثقافات بين مجتمعات في عداء سياسي وقومي[/align]

                      [align=justify]• ثقافة الدولة المتفوقة اقتصاديا وعسكريا تتصرف كثقافة متفوقة ومستعلية وقادرة على السيطرة ، وهذا في صميم رفض الثقافة العربية التطبيع مع الثقافة الاسرائيلية * ابن خلدون : " لغة الأمة الغالبة – غالبة ، ولغة الأمة المغلوبة - مغلوبة [/align]"

                      [align=center]بقلم : نبيل عودة[/align]

                      [align=right]طرح ويطرح بتواصل ، موضوع الحضارات والثقافات وقضايا التطبيع الثقافي بين الشعوب ، وتحديدا بين العرب واليهود ، بين الثقافة العربية والثقافة الاسرائيلية .
                      هذه النقاشات وصلت أحيانا لمستوى من الحدة تجاوزت حدود الحوار الى مستوى القاء الاتهامات بين المتحاورين ، ولا ارى في ذلك أمرا غريبا ، فالنقاش يتجاوز المفهوم الفكري المجرد الى قضايا أكثر عمقا وخطورة بالنسبة للمجتمعات العربية وآفاقها المستقبلية .
                      ضمن الرؤى السائدة ، كانت رؤية ان اللقاء بين الحضارات او الثقافات ، هو لقاء ممكن ، بينما اللقاء بين المصالح السياسية هو الصعب والمعقد . وحدثت لقاءات سياسية واتفاقات سياسية ، لبعضها كان أثرا سلبيا على الموقف السياسي العربي ـ مثل اللقاء والأتفاق الاسرائيلي المصري ، الذي أخرج مصر من المواجهة وحولها الى وسيط ، أحيانا لا قيمة ولا وزن لوساطتها ولمواقفها السياسية ... بل وأكثر من ذلك ،لم يعد لمصر دورا عربيا في أخطر قضية عربية . وقد يكون تحييد مصر سبب مباشر وحاسم في اعاقة بناء استراتيجيات العالم العربي الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية ، حول قضايا عربية بالغة الأهمية والتأثير على تطور العالم العربي .. ودولية تمتد الى قلب العالم العربي ، وقد تكون مأساة العراق وواقع لبنان وما يحيط به من مخاطر ، واستمرار المأساة الفلسطينية ، وظهور الاسلام الجهادي ، هو نتيجة غياب فعل سياسي عربي مؤثر وقادر على التعامل مع الواقع الدولي والعربي .
                      اللقاءات والاتفاقات السياسية لم تنجح في التأثير ، كما يظهر حتى اليوم ...على أخطر قوة عربية في المواجهة – الثقافة العربية .
                      الثقافة وقفت بمعارضة كل الاتفاقات ، ومثقفو النظام لم يفلحوا في تحقيق تحول ثقافي الى جانب سياسة التطبيع السياسية للنظام المصري ، وفيما بعد الاردني وأنظمة أخرى مارست التطبيع السياسي بالخفاء او بالعراء .
                      البعض رأى ان خوف العالم العربي / الشعوب العربية ، والأصح القول ممثلي الثقافة العربية ... من التطبيع الثقافي مع اسرائيل ، هو خوف مبالغ فيه ، ولا قاعدة منطقية له ، وأن الثقافة العربية تملك أدوات متينة ، وتشكل قاعدة مثالية للتفاهم وحل الاشكالات الباقية والصعبة ، خاصة وأن الثقافة العربية ذات جذور عميقة في الأرض ووراءها تاريخ عظيم وواسع وممتد من الانجازات التي لا يمكن هزيمتها بالمواجهة مع ثقافات اخرى ، وبالأساس مع الثقافة الاسرائيلية التي لا تزال ناشئة وبلا جذور عميقة . واستنتج البعض ان التطبيع الثقافي يجب ان يخيف الاسرائيليين الذين يضغطون ويتحمسون للتطبيع ، ويرون فيه قاعدة من القواعد الأساسية وألأكثر أهمية للتطبيع الشامل في الشرق الاوسط ، ولجعل التطبيع السياسي حقيقة قابلة للتعايش في الشرق العربي ، تتسابق اليها سائر الدول العربية ، وألأهم ان قبول اسرائيل ثقافيا سيعزز حقيقتها الشرق اوسطية .
                      هذا الموضوع اثار اهتمام أوساط واسعة من الأدباء وأصحاب الفكر والرأي ... ولكن الكثيرين مع الأسف تحدثوا من منطلق سياسي عام أو عاطفي أو ديني .. وما زال الموضوع يحتل حيزا من الكتابات والحوار في العالم العربي ... ومراجعة لما ينشر تشير الى ان اكثرية المواقف انطلقت من قناعات سياسية ودينية وعاطفية ، وتفتقد للرؤية المتكاملة الموضوعية ، ولأي منطق فكري يمكن اعتماده كقاعدة للتعامل مع طروحات التطبيع التي تروجها بعض الاوساط السياسية والثقافية المرتبطة بانظمة عربية متحمسة للتطبيع .
                      رؤيتي ان الموقف من التطبيع في اطار الاتفاقات المذلة ، والظروف السائدة في الشرق الاوسط ، لا يترك مجالا آخر غير الرفض . . خوفا من ان تتحول ثقافة الأقوى اقتصاديا وعسكريا وعلميا الى الثقافة السائدة والمسيطرة والمقررة .
                      هذه وجهة نظر .. يمكن تطويرها أوالأضافة اليها ، او رفضها ومعارضتها . الموضوغ بالغ الأهمية والتركيب ، ومليء بالتداخلات المتناقضة والمتماثلة ، مما برز حتى اليوم في كتابات الرافضين للتطبيع . وما استغربه هو غياب اصحاب الشأن من سائر ذوي الاختصاصات الأكاديمية والفكرية من الخوض في هذا النقاش ،من منطلقات رؤية علمية للمخاطر أو الايجابيات ، اذا وجدت ايجابيات ...
                      الثقافة ليست وقفا على الابداع الروحي فقط .. الثقافة تشمل كل الابداع المادي للمجتمع ، وقد يكون خطر التطبيع اعظم شأنا على الجانب المادي في الثقافة – أي الانتاج الأقتصادي والتطور العلمي والاجتماعي للمجتمعات العربية ... بتحويل العالم العربي الى سوق للانتاج الاسرائيلي المادي ، واضيف اني أرى ملامح سلبية في الاقتصاد والتطور الاجتماعي والعلمي في العالم العربي كلة وفي مصر على وجه الخصوص ، بدأت تفرض نفسها ، ربما نتيجة للتطبيع السياسي بين مصر واسرائيل ، او بتأثير لا يجوز الاستخفاف به للتطبيع ، واضيف ان تأثير هذا التطور السلبي سيطول ، أو طال بنسب معينة ، الفكر والابداع الثقافي المادي والروحي .
                      ان موضوع الحضارة بحد ذاته هو مادة واسعة للغاية ، وهناك تضارب في مفاهيمنا الحديثة عن الحضارة ، ولكني اطرح وجهة نظري بتعميم ، وانا على قناعة ان الحضارة في جذورها هي " المدنية " وتشمل كما اوضحت وأكرر مجموعة الانجازات المادية والروحية ، وهناك دمج دائم بين مفهوم الحضارة والثقافة . ومع ذلك نجد أن المعنى السائد في المجتمعات الدمقراطية الغربية عن الحضارة هو كونها انجازات المجتمع المادية والتكنلوجية ولا يشملون الثقافة بتعريفهم ، ويستعملون اصطلاح الثقافة للدلالة على القيم الروحية فقط – أي الابداع الادبي والفني والأخلاق والدين .. لذلك من المهم ان نفهم ان صيغة صراع الحضارات تعني في المفاهيم الغربية الصراع بين التقدم الاجتماعي ، العلمي ، الاقتصادي والتكنلوجي العاصف ، وبين مجتمعات متخلفة بمراحل تاريخية مخيفة عن ركب التطور ، وتعيش على هامش نظام العولمة – على هامش الحضارة ، وبدل المساهمة الحضارية ، تنشأ ثقافة روحية تبريرية متمسكة بالماضوية كطريق آخر في مواجهة المجتمعات الغربية المتطورة – هي ثقافة العجز ، تقود الى العدائية والخوف وكل الظواهر المقلقة التي نشهدها في العالم العربي اساسا ودول اخرى تسودها نفس الثقافة .، وتنعكس عالميا في صور بشعة من الدموية المنفلتة .
                      البروفسور ادوارد سعيد ، في كتابه العظيم " الثقافة والامبريالية "ربط بين التطور المادي والتكنلوجي للنظام الرأسمالي – الامبريالي وبين تطور الثقافة .. ورؤيته الهامة كانت ان الثقافة كلها هجينة ، وبمقدار هجينتها يكون ثراؤها . أي من الصعب الحديث عن ثقافة مجردة مستقلة نشأت خارج الحضارات .اذا كان هذا صحيحا تجاه الثقافة ، فهو أكثر صحة تجاه الحضارة .. التي هي نتاج اؤلئك الذين اوجدوا الثقافة لتشكل مرآتهم الحضارية، لذا ليس بالصدفة ، كما يستنتج ... ان تطور الرواية ( الثقافة ) الانجليزية والفرنسية بهذا الشكل الواسع ارتبط مع نشؤ الامبراطوريتين القديمتين ، انكلترا وفرنسا ، بينما في امريكا بدأ التطور الروائي ( الثقافي ) مع بداية تطور الامبريالية الامريكية في القرن العشرين ( ونفس الملامح يمكن ان نشاهدها في تطور الثقافة السوفياتية بعد ثورة اكتوبر ) .. هذا يعني امرا هاما ، بأن للثقافة دورها الاعلامي الشامل الداعم لدولها .. نفس الدور تلعبه ايضا الثقافة الاسرائيلية .. وفي جذر هذا الدور اظهار بدائية الاعداء وتخلفهم واظهار انسانية الاحتلال – الاستعمار ، والحضارة التي يبشرون بها الشعوب المستعمرة والمتخلفة ... بالطبع ليس بلا ثمن ، والنموذج الاسرائيلي قد يكون اقرب وابرز في اظهار " انسانيتة " !! وليس مستهجنا ان الخطاب السياسي الاسرائيلي له تغطية "حضارية " في الغرب .. والبكاء العر بي على التاريخ والأطلال غير مفهوم وممل !!
                      رفض العرب للتطبيع الثقافي مع اسرائيل يجب ان يكون في جذوره تشخيص صحيح لحالة الضعف والوهن السياسي والاقتصادي والمدني / الحضاري والثقافي الذي يميز الحالة العربية غير القابلة للتغيير في ظل انظمة قبلية وطائفية.
                      الظن ان الحضارة العربية ، الضاربة جذورها بالارض والتاريخ هي قوة للثقافة العربية ، هو مجرد وهم ، ليس فقط لحالة الغربة بين الانسان العربي وثقافته ، انما لاستفحال الجهل والبؤس الاقتصادي والعلمي والتكنلوجي والتخلف في التعليم . ان الفجوة الثقافية بين اسرائيل الصغيرة والعالم العربي آخذة بالاتساع .. يكفي ان اعطي نموذج صغير .. بعض الكتب في اسرائيل يباع منها اكثر من مائة وعشرين الف نسخة . هل يستطيع احد ان يشير الى كتاب عربي يوزع اكثر من ربع هذا الرقم ؟! واكرر ما سجلته سابقا في احد مقالاتي ، ميزانية ابحاث معهد واحد في اسرائيل ( معهد وايزمان ) تصل الى ملياري دولار سنويا .. ولا اتحدث عن معهد التخنيون والجامعات الأخرى .. بينما كل الجامعات العربية لا تتعدى ميزانياتها ، من المحيط الى الخليج .. ثمانمائة مليون دولار. قبل أشهر قليلة قرأت في الأهرام المصرية خبرا مزعجا .. بأن ميزانية فريق للبحث العلمي في جامعة القاهرة يصل الى 365 جنية مصري في العام الواحد ، اي جنيه واحد كل يوم ...فهل سنلحق بالركب الحضاري لاسرائيل حتى يستطيع العالم العربي ان يطبع ثقافته معها ، أو بمفهوم آخر .. حتى يستطيع مواجهة الاستعمار الثقافي الاسرائيلي .. ليس بالأدب فقط ، انما بانتاج الخيرات المادية والنهضة العلمية والفكرية ، وبناء مجتمع الرفاه ، حتى يستطيع ايجاد تغطية حضارية لخطابه السياسي في المحافل الدولية ؟!
                      قديما رأى العلامة العربي ابن خلدون ما هو صحيح حتى اليوم ، قال : " لغة الأمة الغالبة – غالبة ، ولغة الأمة المغلوبة - مغلوبة " . وأكثر من ذلك : اللغة العبرية اليوم أكثر طواعية من اللغة العربية ومليئة بالاصطلاحات المعاصرة التي اصبحت شائعة الاستعمال في العبرية ، بينما في لغتنا العربية نستصعب ايجاد البديل العربي للاصطلاح ، كما جاء في دراسة للدكتور سليمان جبران المحاضر في قسم اللغة العربية في جامعة تل – ابيب عن التجديد في اللغة العربية ، وان الترجمة من الانكليزية الى العبرية اسهل بكثير من الترجمة من الانكليزية الى العربية ، الى جانب ان تطور اللغة العبرية في المائة سنة الاخيرة تجاوز تطور اللغة العربية . وآمل ان استعرض هذه الدراسة الهامة في مقال آخر .. لما تتسم به الدراسة من أهمية حول التجديد والتقييد في اللغة العربية المعاصرة. ولكنتي اضيف اني كمواطن في اسرائيل ومدير انتاج في الصناعات المعدنية ،اجد سهولة اكبر في استعمال اللغة العبرية في كل ما يتعلق بالعلوم والتقنية واصطلاحات العمل .. وحتى العمال البسطاء يجدون سهولة في فهم اصطلاحات العمل العبرية ، ولو حاولت تعريبها ، وقد حاولت فعلا ذلك ، لما فهموا ما اريد منهم . واريد ان اذكر امرا هاما ومعبرا .. حاولت قراءة كتاب "الاستشراق " لادوارد سعيد بالعربية ، وترجمه كما أذكر البروفسور كمال ابوديب .. فعجزت عن فهم لغة المترجم ، ولحسن حظي وجدت ترجمة عبرية رائعة للكتاب ، واضحة ودقيقة . نفس المشكلة واجهتني مع " الثقافة والامبريالية " لنفس المترجم .. فهل يتوقع أحد ان يجد قراء عرب لهذه اللغة غير الميسرة ؟! هل يتوقع احد ان يؤثر الفكر المتنور لادوارد سعيد على المجتمعات العربية بلغة من الصعب ان يفهمها حتى المثقفين العرب ؟؟
                      وأضيف ان المثقفين العرب في اسرائيل قرأوا ادوارد سعيد اما باللغة الانكليزية او العبرية ، واعرف عددا منهم فشلوا في قراءة الاستشراق بترجمته العربية ، ويهمني ان اعرف ردود فعل قراء الكتاب بالعربية .
                      كيف نطبع مع من سبقونا في تطوير لغتهم ايضا ؟
                      ما أخافه ان يفرض التطبيع نفسه قبل نجاح العرب في خلق توازن مدني / حضاري . ولن استهجن ، في هذا الواقع المتردي والعاجز ان تواجه الحضارة العربية ما هو اسوأ من كارثة فلسطين ثقافيا وحضاريا
                      [/align].
                      [align=right]نبيل عودة – كاتب واعلامي فلسطيني – الناصرة
                      nabiloudeh@gmail.com
                      [/align]

                      تعليق

                      • يسري راغب
                        أديب وكاتب
                        • 22-07-2008
                        • 6247

                        #26


                        استاذ نبيل عوده الموقر
                        احترامي وتقديري استاذنا القدير
                        وليسمح لي ان ادخل في موضوع التسميه لأهلنا وشعبنا في فلسطين المحتله 48 - وهناك في التسميه مراحل
                        اولها مابين 1948 - 1956 وكانت لا تزال الاحلام الشعبيه لاهلنا هناك تعيش أمل عودة الجيوش العربيه إليها يوما من الايام ولم تعبر عن ذاتها إلا بين الأزقة والمزارع وهم يعيشون حياتهم وحالة الانتظار للجيوش العربيه وفي تلك المرحله كانوا يعاملوا معاملة قاسيه وتحت اطار من الاحكام العسكريه المتشدده ويقول عزمي بشاره انهم كانوا يفتقدون القياده التي تؤطر هذه المشاعره وتأخذ بيدها إلى حركة واعية منظمة فلم يكن أمامها سوى الحزب الشيوعي الاسرائيلي وبين قياداته فلسطينيون أبرزهم إميل حبيبي - كانت الجهه الوحيده التي تدافع عن الوجود الفلسطيني وأمنه هناك حتى العام 1956م

                        المرحله الثانيه مابعد العام 1956م وحتى نكسة يونيه عام 1967تموزفيها كانوا أهلنا هناك مثل كل الشعوب العربيه تعشق مسمى عرب 48 كما كانوا - معظمهم - يعشقون جمال عبد الناصر - او هكذا صور عزمي بشاره تلك المرحله التي انتهت بنهاية الحلم القومي العربي الناصري عام 1967م
                        لكن التسميه كونهم عرب 48 ظلت لاصقه بهم رغم وجود تغيرات في المواقف
                        والمرحله الثالثه والتي ساد خلالها مسمى عرب 48 على أهلنا في فلسطين المحتله كان هناك جاذبان يشدهم إلى إخوانهم في الضفة الغربيه وقطاع غزه من جهه وإلى السعي لبحث حقوق المواطنه في اسرائيل الصهيونيه وبين هذا وذاك كان التعبير الاكثر قوة لشعراء المقاومه والذي اعتمد اصلا في ذيوعه وانتشاره على محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد من اهلنا هناك وكان هذا مدخل الى الاندماج الى مسمى الفلسطنة - فلسطينيون كانوا ولا زالوا -
                        هكذا جاءت المرحله الثالثه مع انتفاضة الحجاره عام 1987م ليتحول الكل في فلسطين المحتلة 48 الى مسمى الفلسطنة - فلسطينيوا 48 - وبداوا يرفضون اي تسمية اخرى وخلال تلك المرحله ظهرت الاحزاب العربيه السياسية وأولها كان الحزب العربي برئاسة عبد الوهاب الدراوشه وكان في الأساس يدخل ضمن قوائم الماباي الاسرائيلي ثم تزايدت الأحزاب العربيه هناك وتزايد عدد الاعضاء الفلسطينيين في الكنيست وبلغوا الثلاثة عشر عضو في انتخابات 96

                        وكانت دائما لهم مكانتهم مع ياسر عرفات - وفي سنوات حياته كرئيس للسلطه الفلسطيني كان أحمد الطيبي مستشاره المقرب دائما
                        هل الآن بعد وفاة ياسر عرفات لا زالت التسمية المفضلة هي
                        فلسطينيوا 48
                        هنا وحدك ايها القدير تضيف الينا ونحن لك باحترام وتقدير نستمع ونصغي

                        تعليق

                        • نبيل عودة
                          كاتب وناقد واعلامي
                          • 03-12-2008
                          • 543

                          #27
                          الأخ العزيز الكاتب يسرى راغب شراب
                          حتى سنوات الستينات لم يكن يجرؤ اي مواطن عل استعمال تسمية فلسطين الا الشيوعيين وأذكر ان رفيق من الناصرة تحدى بطش الحكم العسكري وسمى ابنته فلسطين ورفض مكتب وزارة الداخلية ان يسجل الاسم ولكنه أصر وسجله .كان الشيوعيون الوحيدون الذين يستعملون تعبير انا فلسطيني .. ويرفعون شعارات بحق الشعب الفلسطيني في العودة الى وطنه واقامة دولته المستقلة حسب قرارات التقسيم . والمضحك ان الكثيرين الذي صاروا يقلون بيضهم بفلسطينيتهم كانوا جبناء في ساعات البطش والملاحقة للحكم العسكري ، وفصل عشرات المعلمين الوطنيين لأنهم لم يلتزموا ببرناج التجهيل السلطوي في وقته ، وبعض الشعراء "الوطنيين جدا جدا" اليوم ، صاروا "كاثوليك أكثر من البابا" ، تهريج فومي لا مشاعر ، ورغم ان فترة الاهاب الشرطة والحكم العسكري ولت ، وكسرناها بنضالنا وتضحياتنا ، الا ان اؤلئك الشعراء او النقاد أو الادباء الوطنيين جدا جدا اليوم ، واصلوا التصرف وكأن الحكم العسكري ما زال قائما فوق رؤوسهم ، واليوم " تابوا "... ( وهل تتوب " .... " ) وبعد ان ضمنوا معاش التقاعد واستقرار وضعهم الاقتصادي بلا خوف وبلا المشاركة في نضالنا وتضحياتنا ، يريدون أن يكسبوا عالم الوطنية .. ولكنهم سيظلون أصفارا كما كانوا .. وبالطبع هم أكثر مستعملي تعابير عرب الداخل وعرب ال 48 ,, ولو كانت ، أختي العزيزة .. البطولة في الصياغة ، لأنتصرنا في كل معاركنا ولما عرفنا الهزائم.
                          لا شك ان فترة جمال عبد الناصر أثرت التيارات القومية ، ولكن خلاف عبد الناصر والشيوعيين أضر بشعبنا ونضاله هنا في داخل اسرائيل.
                          تزعم الشيوعيين ظل سائدا حتى نهاية السبعينات .. وما زال الحزب الشيوعي يعتبر حتى اليوم الجسم السياسي الأبرز بين العرب في اسرائيل .. ولكن مع وجود منافسة قوية قومية واسلامية.. ومع ذلك هو حزب له تارخه النضالي وتجربته الطويلة . مع الاسف هذا الجسم يعاني من الشيخوخة وعدم التجدد الفكري والتنظيمي وأظن انه يعيش على حساب تاريخه ...
                          ما يقوله عزمي شارة ليس دقيقا ، عزمي نشأ وتثقف داخل الحزب ، وكان الحزب محط أنظار كل المثقفين العرب البارزين في اسرائيل .. وعزمي هو نتاج حزبي ، ولكنه يدع ان المرحلة القومية لم تبدأ الا به ، وربما تاريخ نضالنا لم يبدأ الا به .. غرورة يضر ولا يخدم قضايا العرب في اسرائيل . النضال ليس شخصاني يعتمد على اسم معين وعبقري وحيد عصره.انما حركة جماهير منظمة . ومنذ اختفت القيادات الطليعية الشيوعية وسقط الحزب الشيوعي في اشكالياته الفكرية ومصاعب التطور ،وتفسخ صفوفه ، وواقع النضال الجماهيري في انحسار وتراجع . ولدينا اشكاليات ليست سهلة تواجه الأحزاب العربية كلها ..
                          من الخطأ القول ان شعبنا لا يريد غير تسمية عرب 48 .. لماذا لسنا عرب 1956 ؟ أو 1973 ؟ أو 2000 ..؟ أرجوا ان تراجعي ما طرحته في مداخلاتي حول نفس الموضوع ..
                          المشكلة ليست في التسمية ، استعمال التعبير لا يجعلة صيغة سليمة سياسية أو قانونية أو جغرافية تعبر عن واقع لم نختره ..
                          طلابنا في الجامعات الاردنية يحصلون على شهادات مسجل غيها الجنسية اسرائيلية ورقم جواز السفر ومصدره ولا توجد حتى اشارة الى ان الطالب فلسطيني ..؟
                          الزعماء العرب ومنهم بشار الأسد في تصريحه الأخير " قال انه لا بد من مفاوضات مباشرة بين سوريا واسرائيل " لم يقل الكيان الصهيوني او النظام الحاكم في عرب 48 !!
                          وعزمي بشارة البطل في استعمال عرب 48 هل أقسم في وقته في الكنيست لعرب 48 ام لدولة اسرائيل وعلمها وقانونها وأمنها ؟وبدون أي اشارة لحقوق شعبه الفلسطيني . لا ألومه .. هذا واقعنا .. ولكني لا أحب سياسة الوجهين .. لسان للعالم العربي وللشارع ، ولسان للواقع الرسمي ..
                          اختصارا لهذه الاشكاليات الطرح السليم هو اني "عربي فلسطيني مواطن في اسرائيل ". التجاهل أشبه بتصرف النعامة حين تخبئ رأسها بالرمال ؟ هل يتغير ما رفضت ان تراه ؟
                          التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 23-12-2008, 21:59.

                          تعليق

                          • يسري راغب
                            أديب وكاتب
                            • 22-07-2008
                            • 6247

                            #28


                            اختصارا لهذه الاشكاليات الطرح السليم هو اني "عربي فلسطيني مواطن في اسرائيل ". التجاهل أشبه بتصرف النعامة حين تخبئ رأسها بالرمال ؟ هل يتغير ما رفضت ان تراه ؟
                            استاذنا القدير
                            انا قصدت بالمرحليه ان اهلنا هناك لم يكونوا بعيدين عن المحيط العربي
                            وحين جاء الجذب الوطني صفوا معه وبكل قوه
                            وهم في كل الاحوال خاصة بعد العام 1967م كانت معركتهم الثانيه بعد الهويه والانتماء هي المواطنه
                            وهذا يذكرني بحقوق المواطنه التي يطالب بها احيانا اصحاب الديانات الاخرى في بعض الاقطار العربيه

                            المساله هنا لها محوران
                            الهويه والانتماء
                            والمواطنه
                            مع كل التحيه والتقدير

                            --------------------------------------------------------------------------------

                            تعليق

                            • نبيل عودة
                              كاتب وناقد واعلامي
                              • 03-12-2008
                              • 543

                              #29
                              استاذ يسري
                              يبدو اني وقعت بالتباس حول الاسم .. أصلحة استاذنا الكبير محمد الموجي له الشكر ولك المعذرة .
                              نحن لم نكن بعيدين عن المحيط العربي .. العكس هو الصحيح . رغم الحصار الثقافي في العقدين الأولين الرهيبين لنا من تاريخ اسرائيل .. نجحنا بفضل القيادات السياسية المثقفة ثقافة واسعة وتحمل ادراكا كبيرا لأهمية الدمج بين الثقافي والسياسي ، خاصة في حالتنا .. بكسر الحصار الثقافي ، عبر انشاء صحافة حزبية تعطي للثقافة مساحة هامة ، اصدار مجلة ثقافية شهرية ، أصبحت من أفضل المجلات الثقافية العربية على الاطلاق ( مجلة الجديد ) التي كانت نافذة على الثقافة العربية ، والفكر العربي والابداع الانساني كله.وكذلك تنظيم مهرجانات ثقافية شعرية كانت القصيدة فيها أهم من الخطاب السياسي ، وأعطت للشعر منبرا سياسيا في المظاهرات والمهرجانات وحرر المجلة بين 1967 - 1970 الشاعر محمود درويش .. وتشكل اعداد هذه المجلة مرجعا ثقافيا وفكريا هاما وكانت المدرسة التي تخرج منها أبرز الأدباء والمثقفين العرب الفلسطينيين من اسرائيل .. واذا نجحنا بكسر عزلنا عن محيطنا وانتمائنا العربي ، فالفضل الكبير والاساسي لمجلة الجديد .. مع الاسف اختفت اليوم .. وهذا تعبير عن الشيخوخة الفكرية التي أصابت الحزب الشيوعي بعد غياب جيل الطليعة .. مع الاسف الشديد . وكان يمكن أن يكون الحال غير ذلك ...ولكن وصول قيادات بلا امتداد ثقافي ، وضحالة فكرية / وتحول العمل السياسي الى شخصاني .. انعكست آثاره المدمرة على التنظيم ..ويبدو ان ما فشلت السلطة الاضطهادية في انجازه بالبطش والارهاب ، نقدمه لها اليوم بلا معاناة ، عبر مشهد مؤلم من التفسخ السياسي والطائفي والتهافت الثقافي والفكري .. وغياب الحوار العقلاني بين الأجسام السياسية او بين من يجلسون على رأس الأحزاب ..
                              مستوى صحافتنا الذي كان يتجاوز أفضل الصحف العربية بات هزيلا وضحلا .. كثرت وقلت قيمتها .. ثقافتنا التي كانت معيارا ثقافيا للعالم العربي .. أضحت بمعظمها خرابيش لا تقرأ .. بالطبع هناك ادباء حافظوا على قلمهم ورؤيتهم وصفاء ابداعهم ، ولكنهم قلة لا تتجاوز أصابع اليدين ..
                              اعذرنتي استاذي على استرسالي . احاول ان اقدم صورة من كل الاتجاهات بايجابياتها وسلبياته . بالطبع هناك الرؤية الشخصية ولا انفيها .. ولكني أعبر اليوم عن تيار واسع من أصحاب الفكر والثقافة .. للأسف بعضهم اختار الصمت ، او الانكفاء على ابداعه الادبي فقط .. وكثثرا ما اجد نفسي مقاتلا وحيدا ..
                              وكثيرا ما قلت لنفسي اترك الحبل على غاربه ..القلم لم يعد يساعد ، وما تحتاجه ثقافتنا وسياستنا هو مبضح جراح ليزيل التدرنات السرطانية قبل ان تستفحل..

                              حول الهوية والانتماء .. سأنشر ضمن الحوار مقالا اشرح فيه وجهة نظري من الموضوع ..

                              تعليق

                              • نبيل عودة
                                كاتب وناقد واعلامي
                                • 03-12-2008
                                • 543

                                #30
                                الهوية القومية أو سياسة الهويات
                                الواقع الاسرائيلي نموذجا


                                بقلم : نبيل عودة


                                ظاهرة الانشغال بالهوية القومية ، وتطوير خطاب سياسي حول الهوية القومية، يمكن رصده في الفكر السياسي ، منذ 300 سنة على الأقل ، وهي بارزة بحدة في الأدبيات السياسية المعاصرة التي تختص في حل النزاعات الاثنية والقومية والدينية، وقد أصبح هذا الموضوع يثير اهتمام الباحثين بفعل اتساع دائرة التطورات كبيرة الأثر على الساحة الدولية ، التي طرحت قضايا الأقليات وما ارتكب ويرتكب بحقها من تمييز وجرائم وانتهاكات لأبسط الحقوق الانسانية ، الأمر الذي جعل قضايا الأقليات وهوياتها تطرح بحساسية خاصة ، على الساحة السياسية والحقوقية الدولية ، وكثيرا ما قادت قضايا أضطهاد الأقليات وارتكاب الجرائم ضدها الى فعل دولي وصل أحيانا الى استعمال أقصى درجات العنف لوقفه ( يوغوسلافيا مثلا ) او الى فرض عقوبات مختلفة ، أو ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية لوقف ممارسة العنف ضد الأقليات ( السودان مثلا ) ، ويمكن القول ان الرأي العام الدولي ، ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة بهيئاتها المختصة ، باتت تلعب أدوارا متعاظمة في تشديد الرقابة على احترام حقوق الأقليات وخاصة حقهم في الحفاظ على تميز هويتهم القومية والثقافية والدينية .
                                ويمكن القول ان موضوع الهويات القومية تحول الى ما يمكن تعريفة في الفكر السياسي ب "سياسة الهويات القومية " ،وهو موضوع سياسي وحقوقي يطرح الحلول للنزاعات القومية ‘على اساس مبدأ رفض السيطرة القومية المطلقة من طرف قومي على طرف قومي آخر ( أو ديني ) ويطرح مبدأ المصالحة ، أو "الاعتذار والمسامحة" ( مثل ظاهرة اعتذار العديد من دول شرق اوروبا ، بعد سقوط أنظمتها الشيوعية ، للشعب اليهودي عن تعاونهم مع مشروع الابادة النازي أو عدم مساعدتهم لانقاذ مواطنين يهود) . وبالطبع لا يمكن حصر الموضوع بأشكال محددة ، بل نجد اساليب متعددة في الوصول الى حلول بين الجماعات ، المتنازعة ، ومن هنا جاءت ألأهمية التي بدأ يكتسبها خطاب الهويات السياسي ، خاصة في العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة.
                                وأهم ما يطرحه خطاب الهوية القومية ، هو موضوع " الأنا " مقابل " الآخر " ، وربما من هنا يكتسب ظواهر العنف الكلامي الذي يميزه ويقود أحيانا كثيرة الى العنف بمختلف أشكاله الاجتماعي والسياسي .
                                لم أجد في التاريخ السياسي ، ان موضوع الهوية القومية طرح بمثل ما يطرح في العقود الأخيرة من حدة واهتمام دولي . ويبدو ان وراء ذلك اسبابا وجيهة جدا بأساسها ان مفهوم الهوية لم تكن له في التاريخ الانساني ، مثل ما يتمتع به اليوم من مركزية حقوقية وانسانية ، تفرض نفسها على السياسة الدولية بقوة . ولا نبتعد عن الصواب اذا ربطنا ذلك بظاهرة العولمة التي حولت عالمنا الى قرية صغيرة في الكثير من الجوانب الانسانية أيضا. وقد وجدت الكثير من الدراسات الأكاديمية التي تتناول الموضوع من زوايا علمية متعددة ، ولكن نظريات الهويات وتميزها التي يطرحها الأكاديميون ، مع كل أهميتها بما تكشفه من حقائق ، لا تقود بالضرورة الى اعتمادها في الرؤية السياسية والتخطيط السياسي ، في المجتمعات التي تواجه نزاعات قومية ، رغم اعتراف النظام السياسي أحيانا بانه يجب اصلاح الوضع ، ويبدو انه بين الاعتراف بواقع التمييز بين الهويات القومية المختلفة ، وتحقيق المصالحة والمساواة ، مسافة كبيرة ، تتجاوز ما يفكر به العديد من السياسيين ، وتحتاج الى صياغة متأنية وحذرة لخطاب سياسي غير تقليدي ( بالأساس للأقلية ) ، يفرغ العوائق الفكرية والاثنية والنفسية والحقوقية من مفاهيم الطرف الآخر ( الأكثرية ). وتجارب الشعوب مليئة باساليب متعددة للخروج من الصدام القومي الى التصالح ، رغم ان الأمور ليست بالضرورة واضحة وثابتة ولا غبار عليها كما في النصوص ، ولكن من المهم صياغة نهج سياسي يقود نضال الأقلية القومية ، الى المساواة الكاملة في الحقوق ، والميزانيات والتطوير .

                                ليس بالصدفة ان الخطاب القومي تحول الى الخطاب المركزي في الطرح السياسي العربي في اسرائيل ، رغم اني ارى انها ظلت حركة مثقفين وبعض المتثاقفين ، بمعنى ان الطرح لم يرق الى مستوى فكري وسياسي واضح المعالم للمتعاملين مع طروحاته. ومنطلقات أوساط واسعة من دعاة الهوية القومية للعرب في اسرائيل ، هي منطلقات اثنية مغلقة لا تختلف عن منطلقات الأكثرية . أي ان مقارعة اثنية الأكثرية وعنصريتها باثنية الأقلية وعنصريتها لا يقود الى جعل الهوية القومية موضوعا يصلح للحوار السياسي الجاد نحو ايجاد حلول أو حلول جزئية للأقلية العربية في اسرائيل ، كمرحلة أولى في الطريق للحل الشامل للقضية القومية الفلسطينية بالأساس ، بل يقود الى تحصن غبي للمتنازعين ، كل وراء متراسه ، لدرجة يبدو ان الأقلية ( في حالتنا الأقلية الفلسطينية في اسرائيل ) وقادتها ، الذين يتحكمون بالمواقف ، متمسكون بواقع التمييز والاضطهاد ، وكأنه خيار سياسي مريح لنشاطهم الحزبي ، ويرفضون البحث الموضوعي ، مع الأكثرية ( السلطة وأحزابها مثلا ) للتقدم نحو بدء التغيير العميق في واقع التمييز ، حتى عبر خطوات أولية لا تعطي الحلول الكاملة والمطلوبة ، متجاهلين ان أي حل لن يكون فوريا وقاطعا.انما هي عملية تاريخية يجب ان تبدأ ، والطريق اليها في حالتنا مليئة بالعوائق الصعبة التي تحتاج الى انتباه شديد في الخطاب السياسي ، ولا أقصد التنازل عن الحقوق في المساواة وحقوق الانسان ، انما طرح سياسي لا يثير خوف اوساط سياسية مختلفة في المجتمع اليهودي ، ويمكن تجنيدها لصالح مطالب المساواة وحقوق الانسان للفلسطينيين في اسرائيل.
                                ربما من هنا لاحظنا ان سياسة الأحزاب العربية والأجسام السياسية المختلفة ، ترفض اوتوماتيكيا تقريبا كل اقتراح حكومي يحمل ذرة من امكانية التغيير للأفضل ، وقد يكون أحسن نموذج على ذلك قرار حكومة اسرائيل الحالية "بالتمييز الاصلاحي " في قبول العرب في خدمات الدولة ( وظائف مختلفة ) الذي رفض بصراخ سياسي عربي مستهجن وغير مفهوم حتى للمتابع للسياسات العربية في اسرائيل ، وأهمل تنفيذه من السلطة أيضا بغياب سياسة ملاحقة عربية ، ومن المستهجن أن صحيفة "هآرتس" العبرية ، التي تعتبر صحيفة الفئات المثقفة والأكاديمية في اسرائيل ، هي التي توجهت للمحكمة العليا لمعرفة مدى تنفيذ حكومة اسرائيل لقرارها المذكور.
                                الملاحظ أيضا ان طرح موضوع الهوية القومية في الخطاب السياسي العربي في اسرائيل ، انطلق كخطاب شخصاني ( اندفديوالي ) متطرف ، وتاريخيا أيضا هو خطاب اندفدوالي متطرف انطلق مع انتشار الفكر الليبرالي والأنظمة الدمقراطية في اوروبا ، ربما ليس بالصدفه أن مطلقه في الواقع العربي في اسرائيل الدكتور عزمي بشارة ، متأثر حتى النخاع في العديد من طروحاته ، بالفكر الليبرالي الأوروبي ، ولكنه يحاول ان يخضع ليبراليته الفلسفية داخل خطاب قومي شخصاني مغلق لم يعد يلائم عصرنا ، ولو انطلق في اوروبا اليوم لما اختلف عن خطاب الأحزاب القومية الفاشية الاوروبية.
                                ربما وراء هذا الطرح للهوية القومية في الواقع العربي في اسرائيل الرغبة الملحة أيضا في طرح سياسي مختلف عن القوة السياسية المركزية التي سيطرت لوحدها خلال العقود الأولى لدولة اسرائيل ، على السياسة العربية في اسرائيل ، وأعني الحزب الشيوعي بطرحه السياسي والفكري الأممي والطبقي.
                                في المجتمع العربي في اسرائيل أيضا يمكن ايجاد ترابط بين طرح الهوية القومية ، والطرح الماركسي للهوية الطبقية ، الطرح الذي تحول الى الخطاب الشيوعي المركزي في كل الأحزاب ، ولا شك ان النكبة الفلسطينية فرضت قوتها في الطرح السياسي القومي على الحزب الشيوعي وفكره الطبقي ، في الواقع العربي في اسرائيل ، وفي العديد من الدول حيث تعاني الأقليات القومية من اضطهاد مبني على اسس اثنية. كان الطرح القومي الشيوعي يتمترس ، أو يغلف نفسه بالفكر الطبقي ، ويحاول ان يوفق بين الطرحين . ومع ذلك كحزب ثنائي القومية ( الوحيد من نوعه في اسرائيل ) خاض نضالا نظريا وتثقيفيا وسياسيا في جعل الفكر الطبقي والأممي البوصلة السياسية في تحليل الواقع السياسي ، وفي طرح المهام النضالية . ولا يمكن تجاهل انجازات الشيوعيين التاريخية ودورهم في صيانة الشخصية ( الهوية ) الوطنية للعرب في اسرائيل ، بل وتطويرها وتعميق الوعي بها.

                                *****

                                لا يمكن ان نتجاهل ان مفاهيم الهوية ، باتت تشكل نقطة ارتكاز لدى الأقليات في الكثير من المجتمعات على امتداد العالم الواسع. ليس لأن الهوية لم تكن مطروحة دائما كمعيار سياسي وثقافي واثني للحفاظ على الانتماء ، بل لتحول الموضوع الى خانة تشغل حيزا كبيرا تتزايد مساحته في التفكير السياسي والاجتماعي ، وبات يشكل اداة تأثير سياسية قادرة على تغيير العديد من المفاهيم السياسية السابقة ، وانتاج اخلاقيات انتماء مختلفة ، ورؤية فكرية جديدة لمفهوم الانتماء ، وحدود هذا الانتماء ، تؤثر على ولادة قيم جديدة ، ودوافع جديدة لاقامة تنظيمات على قاعدة اثنية – وطنية او دينية وقومية شكلا . وهذا الشكل يبرز كنقيض للرابط الانساني الاونيفيرسالي ، ويميل للتركيز ب "الأنا" الفردي مقابل الآخر المختلف . ونجد في الكثير من الحالات ، شبه توافق وتداخل في الهويتين القومية والدينية ، او ان الواحدة تكمل الأخرى ، الحالة اليهودية مثلا . واحيانا العكس هو الصحيح ، كما في حالة الأقلية العربية في اسرائيل .
                                يزيد من قوة هذا الترابط الارتداد الى التاريخ والذاكرة التاريخية ، والثقافية المشتركة، الأثنية والدينية. وكثيرا ما يجري تجاهل حقائق تاريخية في التشكيل والابداع الثقافي لصالح التواصل القومي والديني في تشكيل هويات مجتمعية .
                                في نفس الوقت نلاحظ تراجعا حادا ، حتى الاختفاء ... في الفكر الطبقي ، ولم يعد يشكل الانتماء الطبقي عاملا اجتماعيا أو سياسيا مؤثرا .
                                لا يمكن الاستهتار اليوم بمفهوم الهوية ، في دولة مثل اسرائيل ، ترفض الاعتراف بهويات قومية غير الهوية اليهودية ، وتدفع نحو احتقان قومي لدى أقليات اثنية وقومية داخل اسرائيل ، كالأقلية الفلسطينية مثلا.
                                ليس سرا ان الهوية اليهودية الاسرائيلية تشكلت على اساس من الفكر اليهودي الليبرالي البرجوازي الأوروبي، وهناك رفض حاد لدى أوساط يهودية شرقية واسعة جدا من قبول هذا الفكر . . كما هو الحال لدىالشرقيين اليهود وجزء كبير من العرب في اسرائيل .
                                السؤال : هل يمكن الحديث اذن عن هويتين يهوديتين في اسرائيل ؟
                                الجواب السريع والصحيح نسبيا هو : " نعم " .
                                الفرق شاسع بين المجتمع اليهودي الأوروبي في اسرائيل ، وبين المجتمع اليهودي الشرقي . ولكننا نكون أغبياء مطلقين اذا تجاهلنا ان الفكر الأوروبي الأكثر تنورا وتقدما وغناء وسيطرة على مؤسسات الحكم والاقتصاد ، غير متنبه الى ان الهجرة اليهودية حملت متناقضات عميقة في الهويات اليهودية نفسها. تناقضات اثنية وثقافية ولغوية وعلمية وحضارية بل ودينية أحيانا.
                                لكن الغباء الكبير أيضا الاستنتاج ان هذا دليل على تفسخ المجتمع اليهودي ، ووقوعه بتناقضات غير قابلة للتجسير . ما اثبته المجتمع الاسرائيلي بأذرعته المختلفة ، التعليمية والأكاديمة والأمنية والاقتصادية وشبكة واسعة من المؤسسات المتخصصة ، بانه قادر على جعل هذه التناقضات ثانوية ، وثانوية جدا ، وتذويبها وصهرها ، عبر خلق شروط اجتماعية انتجت جيلا اسرائيليا جديدا عن جيل الآباء المهاجرين، خاصة لدى يهود الشرق.أصبح مندمجا نسبيا وبدرجة عالية .. في الهوية الاسرائيلية اليهودية الأوروبية، وأعتقد ان ظاهرة التنظيمات اليهودية الشرقية ( الدينية الاثنية المحافظة ) هي الصرخة الأخيرة في التمسك ببقايا الرموز المتهالكة أمام التطورالغربي الليبرالي البرجوازي العاصف الذي يشهده المجتمع الاسرائيلي في جميع المجالات.
                                واقع العرب في اسرائيل يختلف من منظار الهوية القومية المختلفة أيضا ، ومن النظرة الرسمية اليهم كأقليات يريدونها أن تبقى على هامش المجتمع الاسرائيلي . ان مجرد عدم الاعتراف بالأقلية العربية في اسرائيل كأقلية قومية ، لها هويتها القومية المميزة ، يقود الى تشكيل براكين من الغضب والكراهية ، لا تقل خطورة عن براكين الغضب من سياسة التمييز في الاستثمارات و الميزانيات الرسمية وانتشار البطالة الواسع بكل ما يخص المجتمع العربي في اسرائيل .
                                أذكر فترة تاريخية من أيام شبابي الباكر ، كانت المجاهرة بالهوية القومية الفلسطينية تقود الى السجن والقمع من جهاز الحكم العسكري ، ومن تضييق الخناق على امكانيات ايجاد عمل . ومع ذلك قبلنا كشيوعيين شباب التحدي وواجهنا سياسة الحكم العسكري . اليوم أصبحت المجاهرة لا تكلف شيئا ، فانتشرت الفلسطنة لدرجة الاسفاف ، حتى لدى الذين قضوا عمرهم يستجدون رضاء الحاكم العسكري وأزلامه. وأصبحت صفة فلسطيني تعني البطولة لدى جبناء الأمس . بعضهم انتقل من مرتبة عملاء وفسادين على أهلهم وزملائهم وطلابهم الى شعراء وادباء وطنيين جدا جدا ، بل وأعضاء أحزاب " وطنية " ، وآخرين الى قوميين يتلفعون بالألوان الأربعة في صحوهم ونومهم ويطلقون التصريحات النارية ويتصورون مع عرفات ( في وقته ) من أجل الدعاية الانتخابية ، ويبدو ان أبا مازن ليس مناسبا بتصريحاته العقلانية ، وينتظرون الفرصة لالتقات الصور مع الشيخ حسن نصرالله ، وقد سبقهم لسوء حظهم " أبوالهوية ". . ويريدون ان يقنعونا ان رفعهم لشعار الهوية الوطنية اكثشاف نادر لم يقو عليه أحد من قبلهم ، متجاهلين ان التراث السياسي التاريخي للحزب الشيوعي بقيادته الطليعية ، قبل انهياره وتحوله الى جسم بلا معالم ، طرح الهوية الفلسطينية وخاض نضالات بطولية لصيانة الشخصية والهوية القومية ووقف التهجير ، وتطوير ثقافة قومية والتواصل مع التراث القومي والانساني ، ودفع رفاقه الثمن الذي غير مجرى حياتهم ومستقبلهم ، وعلى الأغلب للأسوأ ، حتى أصبح الطرح اليوم نوعا من التسالي الصالونية ، ومن الزينة للبعض من اياهم .
                                لا اثق اليوم بالطروحات الحزبية القائمة حول الهوية الوطنية ، ولم يفسر أي حزب شيئا عما يفهمه من هذه الهوية ، عدا الشكليات . وارى انها ترمي الى الربح السياسي السهل في مجتمعها ، بل والى الحفاظ على التمييز القومي والاضطهاد كعامل مريح لنشاط الأحزاب العربية السياسي .
                                هذه الفكرة طرحها العديد من زملاء يهود أيضا يؤيدون بكل قوتهم المساواة الكاملة للعرب والمشاركة الكاملة في السلطة للجماهير العربية في اسرائيل ، والى الاعتراف بأن العرب في اسرائيل ليسوا مسلمين ومسيحيين وبدوا ودروزا ، بل أقلية قومية عربية فلسطينية .. لها حقوقها القومية ، وحقوق المواطنة الكاملة ، والمساواة بدون أي تمييز بسبب الدين أو الانتماء القومي .
                                لا أستهتر برفع شعار الهوية اليوم ، ولكني لآ أرى ان طرحه مرتبط بفكر سياسي وببرنامج نضالي يعرف ما يريد . انما هو طرح عشوائي مبني على انتهازية سياسية مغلقة .. وليس على رؤية مستقبلية ترى بالهوية والانتماء القومي ، استراتيجية هامة للأقلية الفلسطينية داخل اسرائيل ..
                                وللموضوع صلة ...ملاحظة : هذه مادة أولية لتناول الهوية القومية من زوايا مختلفة . الذي ينتظر ان اكون كاتبا حماسيا لخدمة طروحات سياسية فئوية سيصاب بالاحباط.
                                واجهت في الأشهر الاخيرة الكثير من التأييد لما أطرحه ، والكثير من التهجمات الشخصية والشتائم والهجوم الغبي من قراء اميين فكريا وغالبا من النشطاء الحزبيين ..
                                الكتابة بالنسبة لي مسؤولية .المثقف ليس من يرضي قراءه ، بل من يطرح الحقائق مهما كانت مؤلمة وغير متوقعة لدى البعض . ليس لأنه متحمس لها ، بل لأنها الحقيقة مهما كانت مرة وعلقما عليه وعلى قرائه . والاستنتاج دائما ذاتي ، والخلاف ليس هنا.
                                عندما كتبت ان اسرائيل تتمتع بنظام دمقراطي ليبرالي ومؤسسات حكم مستقلة ، وشبكات واسعة من التأمينات الاجتماعية والصحية والمهنية ، قامت قيامة مثقفين وطنيين عرب أحترمهم . أحدهم كتب لي " لتتهنى باسرائيل " ، متجاهلا ان ما أكتبه هو تعبير أيضا عن الألم من الواقع العربي المتخاذل والفاسد ، وهو حض لتغيير الواقع العربي . . ولتكن اسرائيل نموذجا ، وكما قال رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض بحق قبل عدة أشهر : " نطمح لبناء اقتصاد فلسطيني بقوة الاقتصاد الاسرائيلي " هذا لم يجعله مبايعا للأحتلال ولم يجعلنا متماثلين مع سياسية الحرب والقمع والتمييز العنصري.
                                آمل ان يكون الاهتمام بالطرح الفكري .. وليس بصاحب الموقف لأسباب مختلفة !!
                                نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي
                                nabiloudeh@gmail.com

                                تعليق

                                يعمل...
                                X