في النّقد الأدبيِّ : النّاقد ذوّاقة (حسين ليشوري)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد سليم
    رد
    أوعى تنقدنى ههههه


    أستاذى العزيز حسين ليشورى ,, تحية طيبة,,
    ظننتُ أنها قصتك التالية فجئت على موعد ,,فوجدتها فى النقد الأدبي .. فالتهمتها على عجل وفى نيتى المشاغبة الأدبية مع أستاذ أذدت اعترافا وحبا بأستاذيته ولا مؤاخذة (الصراحة حلوة) ولو سمحت لى يعنى ؟..وبعد ..
    أتفق وأبصم على؛ أن الناقد فنان ذواقة..ومبدع من نوع آخر ..ويتلذذ بمناغشة ومشاغبة العمل الفنى ويطيل أمد المذمذة فيه ليقدمه للقارئ أسهل هضما وأكثر استفادة ..وخاصة للقارئ الشره لتناول المعرفة والثقافة ...وأنا وبلا فخر من هؤلاء !!........
    ولكن ؛الموجود على الساحة وزيادة على ما قلت بمقالك هو الناقد الفاشل أى الذى لم يستطع الوصول الى مرتبة كاتب النصّ الأصلي فتخصص أو أمتهن عملية النقد ( تمسحا بهم وفيهم ) ..كمعلق كرة القدم الذى لم يمارس فنية اللعب على أرض الواقع ولا فى مواجهة ظروف اللعبة .. وكمقدم البرامج التلفازيه الذى ليس بمعد ولا بمحاور جيد .... وغيرها من أمثلة ....
    وغالبا هذا الناقد الفاشل يرضى / ويرتضى بنقده من هم أقل منه مرتبة ..حيث يسقط على كتاباتهم هالات من القدسية المتمثلة فى كم هائل من المصطلحات التكعيبية المحدبة والمقعرة من نظريات النقد المخترعة ( من ناقد آخر أكثر فشلا )..............
    أذن ,, لا يوجد ناقد بصفة مطلقة بل وجوده نسبى من حيث ؛ التعامل مع كُتاب معينين لا يخرج عنهم فى نقده , ومواضيع نصوص بذاتها حيث يجدها أقرب الى أسنانه , ولو خرج عن تلك الحدود لأنفضح أمره ولأنفض القارئ الذكى عنه !!
    وأخيرا ؛ عن نفسى ( والعياذ بالله من نفسى )هههه,,
    يعجبنى الناقد الذى لا يقيس ( بمسطرة النقد الأكاديمي ) الذى يُفتّح النص وكأنه ( شيف مطبخ )يجهز وجبة شهية لصاحب العمل ..
    يعجبنى الناقد الذى يعرض ( البضاعة ) بأمانة للزبون يشير الى الحُسن والقبح ويوضح ويبين كيف يتغلب الزبون على مكامن القبح ...
    يعجبنى الناقد الذى يكتب نقده للقارئ أولا وأخيرا ( ولو قرأه كاتب النص لا بأس )وليس الناقد الذى يوجه نقده للكاتب ثم يروج نقدة ويسوقه للقارئ ! ...
    وأخيرا
    عجبنى مقالك جدا واشكرك أستفدت كثيرا منه.....
    شكرا أستاذنا الفاصل الف الف شكر
    ( أوعى تنقدنى ههههه)...وتحيتى .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 14-02-2009, 17:45.

    اترك تعليق:


  • في النّقد الأدبيِّ : النّاقد ذوّاقة (حسين ليشوري)

    في النّقد الأدبيِّ : النّاقد ذوَّاقة !

    [align=justify]النقد إبداع عن إبداع، و لذا فهو لا يقل أهمية عن الكتابة الفنية الأصلية، و هو كتابة جديدة للنص المنقود، لكنه، و زيادة عن شروط الكتابة الفنية، يخضع لشروط إضافية تمس الناقد ذاته أكثر مما تمس العملية النقدية، و من هنا أرى أن نركز في حديثنا على "الناقد" و ليس على النقد، و من ثمة فسيكون حديثي السريع هذا عن "الناقد" من حيث ذاتيته.

    "الناقد" فنان كذلك، و هو قبل هذا إنسان له من ضعف الإنسانية نصيب، أو هو مبدع من نوع آخر ينطلق من عمل فني ليصنع منه عملا فنيا جديدا. "الناقد" قارئ متميز لا يقرأ لتمضية الوقت أو للتلذذ بنص أو أي عمل فني آخر، و إنما يقرأ ليستخرج من النص، أو من العمل الفني عموما، القيم الفنية الجمالية من حيث شكل العمل المنقود أو من حيث المضمون ليستوحي منه القيم الإنسانية فيه، و هذا العمل ليس سهلا و لا ميسورا لأي أحد بل يتطلب حسا متذوقا زيادة على النزاهة و التجرد من الذاتية السلبية السالبة، و ليس الذاتية الإيجابية المضيفة ؛ و هنا مربط الفرس كما يقال، إن الذاتية السلبية السالبة هي التي تسيء إلى النقد أولا و إلى العمل الإبداعي المنقود ثانيا، و هذا ما نعاني منه عادة.

    إن "الناقد" الذي ينحاز إلى "جماعته" الفكرية أو "شلته" الفنية فيطري و يمدح و يشكر و ينوه بعمل لا لشيء إلا لأنه من عمل "فلان" من الأصحاب أو "علان" من الأحباب، أو "الناقد" الذي يعمل العكس فيقلل من قيمة عمل أو يزدريه أو يسخر منه لأنه من "فلان" الخصم الغريب أو "علان" النكرة البعيد، فلا هذا و لا ذاك ناقد مهما كانت مرتبته بين "النقاد" و مهما ادعى من قدرته أو جدارته أو مكانته العلمية !

    ثم إن "الناقد" الذي "ينقد" بعقلية القراصنة، إن استضعف شخصا هجم و إن خاف آخر أحجم، فليس بناقد، و إن "الناقد" الذي "ينقد" مُربتا في اتجاه الشعر (بفتح الشين) حتى لا يزعج المنقود ليس بناقد كذلك.

    الناقد في نظري فنان ذوَّاق، أو هو ذوَّاقة إمعانا في المبالغة، يستحسن ليضيف قيمة جديدة إلى العمل المنقود لم تكن ملاحظة من قبل فليفت إليها الأنظار، أو يستهجن ليبين عيبا لم يكن جليا فينصح بتصحيحه، وهكذا...انطلاقا من ذاتيته الإيجابية المضيفة البنّاءة التي أشرتُ إليها آنفا و ليس من الأخرى السّلبية السّالبة الهدّامة.

    و أخيرًا، إن النقد و مهما دق لن يكون علما دقيقا مهما حاول ذلك النقاد و اجتهدوا ليقننوه، فهو تذوُّق أولا و تعبير عن هذا التّذوُّق ثانيا و لذا قلت في بداية مقالتي هذه " النقد إبداع عن إبداع "، و التّذوّق متفاوت المستويات عند المتذوِّقين كلهم و في كل مجال من مجالات الحياة ! و على المهتم بالنقد أن يرهف حسه و يرفع ذوقه بالمُمارسة المستمرة و القراءة المستنيرة ليصير ناقدا متميزا يُسمع إذا تكلم و يطاع إذا حكم.
    [/align]
يعمل...
X