البيت الكبير / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    البيت الكبير / ربيع عقب الباب

    البيت الكبير
    الصبي الذي رافقني حتى مشارف الطريق ، انفلت طائرا ، بعد أن لوح تجاهه ، مما ملأنى بالتردد ، وكأنى مقبلة على مغامرة غير محسوبة !
    كانت مشاعر شتى ، وصور عديدة من زمن بعيد ، مغلفة بروائح البرتقال واليوسفى ، تهف على ذاكرتي بقوة ، و تكاد تحجب الطريق عنى ، و أنا أتعثر فى نقر وحفر ما أحمل ، نبضات قلبى تتعالى بشكل غريب ، كأننى مسوقة لموعد غرامى لأول مرة ، وكلما تماسكت ، عادت أقوى ، و صوته يتردد :" أليس من أخبار عن البيت الكبير ؟".
    فلا يجد سوى كذبتى الدائمة :" بخير هو يا أبى .. و العائلة ترسل لك سلامها الحار .. استرح أنت ".
    أتحسس انفعالاتي ، و مطبات مشاعرى ، أتحرك كأني مشدودة رغما عنى ، مرة واحدة وجدتني غير قادرة على الاستمرار ، توقفت التقط جأشى ، لكن مفاجأة رؤيته شلتني تماما ، ذهول ينحت ملامحي ، يأتي بنهر من دموع ، وتهتك دام يخذل جسدي : هل يكون هو بالفعل .. أليس من المحتمل أن الصبي ضللني؟
    أرض يباب ممتدة ، يخيم عليها موت قاهر ، وتحوم فوقها جوارح ، يتوسطها البناء الضخم ، مهلهل الثياب ، و الملامح ، محطم الأبواب و النوافذ ، كأنه آثار لسفينة ضخمة أكلتها مياه البحر !
    دفعت خطاى . كان حنين طاغ يستولى على ، و يدفعني إليه ، وشعور لا أدرى ربما غير مستوعب لهذا الانهيار القادم ، توتر يمزق أعصابي ..أصبحت أمامه أخيرا ، فلم أتمالك نفسي !
    كان الخراب عصيا على تقبله أو تصوره ، نعم ، كأني أعيش كابوسا مريعا ؛ فأهرب لذاكرة بعيدة ، تأتى بصورها طازجة ، هناك ، حيث كنت ، هاهنا فى يسار المبنى ، وعلى يمينه ، وبين ردهاته ..كانت يد الفنان قد غرست الكثير من التحف و التماثيل ، التي مازالت محفورة على ملمس أصابعي ، وصدرى الصغير ..وأنا أعانقها ، و أقبلها بافتتنان ، و أشجار الجوافة و البرتقال واليوسفى ، تطوقنا من كل جانب ، أينا ذهبنا ، فنختفى بين تلافيفها ، وربما نسينا أنفسنا بين أوراق الورد البلدى ، الذي يعشقه أبى ، بل تعشقه العائلة كلها !
    كانت غربة ما تزال تنحت ذاكرتي ، أي يد آثمة اجترأت على اغتياله ، ومن في مكنته أن يفعل ، من يا أبى .. قل لى ؟ بل أقول لنفسي : بأي شيء أجيبه حين يطلق على سؤاله المعهود ، حين يسألنى عن البيت ؟!
    كم حكى لى حكاياه ، وقصصه الغريبة ، من هذا البيت .. وعنه ، كيف كان قلعة حين غزا البلدة غول الكوليرا ، و كيف حفظ لأهل البلدة الحياة وقتها ، فما نال الوباء ما يشتهى ، إلا من تخلف عن التحصن فيه !
    كيف كانت العائلة تلتم بين ثناياه ، و فى أحضانه ، فى المناسبات ، و الأعياد ، و الأيام المدلهمة ، وعندما تدعو الضرورة لذلك ، فيصطحبون أولادهم ، و يقضون وقتا استثنائيا ، لا يجدونه فى بيوتهم الخاصة !
    كان لا بد أن اقترب منه أكثر ، و كلما خطوت خطوة رجعتها ثانية ، كان فزع يأخذ بكل مكامني ، و ينتشر في مفاصلي .
    :" من هذا البيت صغيرتي أقلعت صفوة المقاتلين ضد المحتل .. ومنه فرش العدل عباءته على هذه البلدة ".
    كان قلعة بحق ، و كنت حينها صغيرة .. نعم .. كنت صغيرة ، كان الرجل منهم يجد فيه كل ما تطمح إليه نفسه ، من زاد ومال ، و عتاد .. كل شيء يا صغيرتي كان للجميع ، لم يكن لفرد دون آخر .. لم يكن .. كان حياة و مقبرة .. وتاريخا بينهما !!
    لم أقدر على الاقتراب أكثر ، انفلت منى عكاز تماسكي ، و أجهشت ضيعتي ، و أنا أتخيل ما هو واقع أمامي ، مجرد كابوس لا أكثر . كيف أصدق مالا يصدق ، انهيار .. أن يكون هذا المهرجان مأوى للفئران و السحالى و الخفافيش ، وبيوتا للنمل و الصراصير .. كيف .. أين عائلة كانت هنا .. أين ذهبت و ذهبوا .. وكيف سمحوا ، يصرخ في رفضي ، و تهتز ريح نقمتي ، حتى خفت أن تلاحقني البلدة ، و تجتمع على وجعي !
    فجأة اقشعر بدني ، حين حطت كف قوية على كتفي ، ارتجفت ، و فزع حزني :" لم أنت هنا إيزيس ؟!".
    تنهد ، سحب يده ، و بقلق غريب ، أمام ما رأى فى ملامحي :" تعالى .. هذا أمر فات عليه وقت طويل .. عمر .. هيا بنا ".
    لم يطاوعني موتى ، كأني أصبت بشلل ، أجهشت بلا سيطرة :" لا فائدة إيزيس .. ضاع كل شيء .. ضاع حين تقاطعت الأهداف ، واعتلت النوايا ".
    أحس نارا تحرق عيني ،و تنهش كبدي ، فقد أبصرته يتراجع حين أطلقت أول رصاصاتي :" ألم تكن سيدي آخر من حمل أمانته .. ألم تكن ؟!".
    دار حولي بتوتر ، أدركت تماما حاجته لرصاصة أخرى ، يراوغني ، نعم هو متواطىء :" ثم من أعلمك أنني هنا ، كيف كنت هنا .. وهناك فى السوربون ؟".
    حاصرته ، دخلت فى ريحه :" أبى قال لي ، كان إجماعنا على تولى أمين أمر البيت الكبير ؛ فهو خريج السوربون ، ومعه الزمالة ".
    اغتصب بسمة لها رائحة يود البحر :" إيزيس .. ما ترين الآن تم منذ أكثر من عشرين سنة .. ليس جديدا ".
    هاجت مشاعري :" وظللت كل هذا الوقت ، تضحك على أبى حين يسألك ما أخبار البيت .. وعلى أيضا ؟".
    دنا منى ، و مد ذراعيه ليحيطني ، تراجعت نافرة :" وما تظنين أقول لرجل فقد الإحساس بالوقت نهائيا ، إنه يتحرك كحالم ، لا يدرى ما يتم و يتغير في العالم .. ثم ما يعنى بيت .. ما يعنى .. ؟!هذه المساحة الشاسعة ، لو بيعت الآن أدخلت الملايين ، و أسعدت كل العائلة ، بل البلدة كلها ".
    لا أدرى ، كيف واتتنى الجرأة ، على البصق فى وجهه ، ثم اندفعت مبتعدة ، و أنا أحس بأصوات بوم تأتى من داخلى .. ومن حولى غربان تنقر رأسى ، كيف لى تصور حجم الخراب ، كذبا مورس علينا ، ثقة طالت زرعتها ، تذبل ، و تسفيها الرياح .
    معقول ما توصلت إليه الآن ، و أين ذهبت العائلة .. أين و فيهم .. العالم ، و المخترع .. و المعلم .. و العامل .. عقول و سواعد تستطيع نحت الموت ، ومنه تصنع الحياة ، بل عمل ماهو أروع .. كلهم ينتظر ، أصحيح هذا ؟ أكان الأمر محض واقع مفروض ، سرعان ما انهار أمام بادرة سخيفة ، تخريب باسم مصلحة العائلة .. أية مصلحة تقصد.. أية مصلحة ؟!
    هذا تاريخ ممتد عبر السنين ، كيف ينهار هكذا .. كيف وهو أساس كيان أسرة عريضة، تمتد فى كل البلد ، هو البلد نفسها ، أنفاس الرجال تتردد من كل شرفاته ،و أبوابه ، صور كثيرة تتوقف ، ولا تنفض و تبتعد ، فى كل محنة كان هو، فى الخاص والعام .. و الآن ماذا ؟
    أصبح لا يعنى سوى بضع ملايين من جنيهات رخيصة .. بضعة أوراق .. يا ربى ، لا أتصور ، أتفتت ، شيء ما داخلي ينهزم ، قناعاتى تتضاءل ، تصبح تحت قدمي ، معقول .. ارتجفت بقوة .. بقوة ، نما شيء غريب على ، أفشل في تحديده ، هاهو يتحكم في ، يشدني شدا لعمل ما ، من المستحيل أن يمر هذا الأمر هكذا ، نعم ، صرخة تتسلل من بين شفتي ، و بي رغبة مدمرة للموت ، شر ما عهدته من قبل ، وهذا السوربونى العجيب ، كيف تأتى له فعل هذا .. وهان عليهم .. كيف هان ؟ اللحظات الحميمة .. و الأمسيات التى حملت صخب الجميع .. بين لهونا ، و قهقهاتهم .. بين شقاوتنا و خطبهم الرنانة .. كيف لم أدر بالأمر من قبل ؟ ، فهل كنت متواطئة مع الجميع بالتغابى ؟!
    و ما كان باستطاعتى أنا ؟ كنت على حسب ماقال ، مازلت صغيرة ، و البعثة أخذت من عمري الكثير ، وأعود لأجد أبى مقعدا هنا ، لا يغادر بيته ، و بالكاد يتحرك ،يأكل و يشرب ، و يشحذ من يتسقط الأخبار ، و لكن أمينا كان هنا دائما .. نعم .. بينا يموت كل يوم حنينا للبيت :" كيف حال العيال بالله عليك إيزيس ، أصدقينى القول حبيبتى .. كيف حال العائلة .. ؟ أنا سئمت من ردود زوجك .
    كنت أحار ، لا أجد إجابة ، أتململ فى حضرته ، و لا ينقذني سوى أمين ، على غفلة يأتي ، كأنه سمع سؤاله ، فيغرد في وجهه و بكل بساطة ، و ربما سخرية :" بخير .. بخير يا عمى ، و العائلة تبلغك التحية .. كلها و الله ".
    خدعت ، و خدعت أبى ، و شاركت أمينا جريمته ، كان يدرى ثقل أبى ، حب الناس له ، و هنا يطغى سؤال عجيب ، ما أمر الناس في البلدة ، تجنبوا زيارته ، تخلوا عنه ، و ماعادت أموره تهمهم .. ؟! كان يرى تماما ، كما يعرف ما يريد ، أحاول كظم ألمى ، أواريه ، أدفنه ، و أبى يراقبنى دون كلمة ، وبين وقت وآخر يهز رأسه ، و أنا لغفلتى ، وجهلى .. نعم جهلى ، أستبعد انغماسه فيما أعانيه ، سؤال أبى حيرني ، وأبقى على خيوط العنكبوت كما هى ، ووقفت أمامه بلا حيلة كالعادة ، ما أجيبه ، و ماله غير مهتم مثل كل المرات ؟ و أيضا أتى أمين ، وكان رده المعتاد ، لكنني أبصرت شيئا غريبا في ملامح أبى ، شيئا لم أستطع تحديده ، ظننته مجرد وهم ، والأمر لا يتعدى ما أصابني اليوم ، فجأة طلب أبى من أمين الانفراد به ، للحديث فى بعض الأمور الشخصية ، بينما أعد لهما فنجاني قهوة ، أحس بحزن المكان ، لا حزني ، بشيء غريب يحط هنا ، كأن شيئا غادرنى ، و لن يعود .. هل لاحظ أبى توتري ، حزني ، و اشتعال أعصابي ، أو لحظ نظرة الغضب التي سددتها لأمين ؟ لا أدرى .. كانت أصوات تأتى من حجرة أبى .. و حركة ربما تعودتها ، حين يكون قلقا ، فلم أهتم ، أكاد أنكفىء على الموقد من التعب ، حملت فنجاني القهوة ، و أنا أترنح كذبيح ، طرقت الباب ، ما رد أحد ، سكون عجيب يلف البيت .. طرقت مرة أخرى ،
    وحين لم أجد ردا ثانية ، فتحت الباب ، فتساقطت ، و تساقط المكان ، كان أبى على الكنبة بيده سكين ، وقد سددها إلى قلبه ، بينا أمين يعوم فى بحر دمه !!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 19-02-2009, 10:20.
    sigpic
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2

    القدير المبدع
    ربيع عقب الباب

    تنقلت عيناي بين السطوربشغف

    في البيت الكبير
    وأبي
    والناس
    وأين ذهب الجميع
    وذاك الأمين غير الأمين
    ودمه
    كان يستحق لأنه خان الأمانة
    قصة عالية الجودة بكل معنى الكلمة
    أراك وضعت أنفاسك فيها وبعض من روحك
    رائعة كانت بكل تفاصيلها
    حقيقة أنحني أمام إبداعك
    تلك القصة كانت مميزة لأنها تعني كل البيوت الكبيرة ومواطنيها
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      الأديب الكبير ربيع عقب الباب

      ربمـــــــــــا يتغير الكون عندما نحب

      نص جميل لغة وايقاعا وبناء وصورا جديدة بالإضافة الى ما فيها من ترميز مبدع

      تحية ود واعجاب
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة

        القدير المبدع
        ربيع عقب الباب

        تنقلت عيناي بين السطوربشغف

        في البيت الكبير
        وأبي
        والناس
        وأين ذهب الجميع
        وذاك الأمين غير الأمين
        ودمه
        كان يستحق لأنه خان الأمانة
        قصة عالية الجودة بكل معنى الكلمة
        أراك وضعت أنفاسك فيها وبعض من روحك
        رائعة كانت بكل تفاصيلها
        حقيقة أنحني أمام إبداعك
        تلك القصة كانت مميزة لأنها تعني كل البيوت الكبيرة ومواطنيها
        مرور جميل أيتها المبدعة
        سرنى ما جاء فى تعليقك
        شكرا لك
        تحيتى و تقديرى
        sigpic

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #5
          رأيتك عندى
          و رأيتك عندك
          فتعلمت الكثير...
          دمت بروح الحب أستاذ ربيع
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
            الأديب الكبير ربيع عقب الباب

            ربمـــــــــــا يتغير الكون عندما نحب

            نص جميل لغة وايقاعا وبناء وصورا جديدة بالإضافة الى ما فيها من ترميز مبدع

            تحية ود واعجاب
            أكيد مها ، كل الدنيا ستتغير ، ولكن متى ، و الأمور لا تمضى إليه
            تمضى إلى تفسخ ، إلى انحلال ، إلى انهيار البناء الكبير ، لنصبح
            هكذا محكومين بآلية الاستهلاك المدمرة !!
            شكرا لك على مرورك الرائع
            تحيتى و تقديرى
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
              رأيتك عندى
              و رأيتك عندك
              فتعلمت الكثير...
              دمت بروح الحب أستاذ ربيع
              كنت بالفعل أريد القول بهذا الخصوص
              لكنك أذكى ، و سوف تكون قصاصا جميلا ، وكل ما سوف تحتاجه ،
              ذكاء فى التعامل مع موظغى الثقافة ، وأشباه الأدباء فى العواصم الداعرة !!
              دمت بكل الحب صديقى
              sigpic

              تعليق

              • mmogy
                كاتب
                • 16-05-2007
                • 11282

                #8
                [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
                أستاذي القدير / ربيع عقب الباب
                كثيرة هي الدور التي خربت نتيجة للخيانة والتآمر .. الأسباب كثيرة ومتهددة وكذلك مظاهر الدمار في حياتنا كلها .. ومؤسساتنا الثقافية الدينية والسياسية والعسكرية والإجتماعية .. حتى الطبقة الوسطى في المجتمع والتي كانت تمثل البيت الكبير له .. وصمام الأمام الذي يحفظ توازنه .. انهار هو الآخر بفعل الخيانة وبفعل عوامل التعرية .
                كثيرة جدا تلك المعاني العظيمة والدموع الكثيرة التي التي أثارتها قصتك .. والتي جعلتني أتذكر الأطلال .. وأتذكر كذلك قول الشاعر عبد العزيز الدريني .. فنفسك فز بها إن خفت ضيما .. وخللي الدار تنعي من بناها
                فإنك واجد رضا بأرض .. ونفسك لاتجد نفسا سواها .

                تحياتي لك [/ALIGN]
                [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                  [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
                  أستاذي القدير / ربيع عقب الباب
                  كثيرة هي الدور التي خربت نتيجة للخيانة والتآمر .. الأسباب كثيرة ومتهددة وكذلك مظاهر الدمار في حياتنا كلها .. ومؤسساتنا الثقافية الدينية والسياسية والعسكرية والإجتماعية .. حتى الطبقة الوسطى في المجتمع والتي كانت تمثل البيت الكبير له .. وصمام الأمام الذي يحفظ توازنه .. انهار هو الآخر بفعل الخيانة وبفعل عوامل التعرية .
                  كثيرة جدا تلك المعاني العظيمة والدموع الكثيرة التي التي أثارتها قصتك .. والتي جعلتني أتذكر الأطلال .. وأتذكر كذلك قول الشاعر عبد العزيز الدريني .. فنفسك فز بها إن خفت ضيما .. وخللي الدار تنعي من بناها
                  فإنك واجد رضا بأرض .. ونفسك لاتجد نفسا سواها .

                  تحياتي لك [/ALIGN]
                  [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                  وبعد أستاذى و سيدى ، فقد تجنبنا الفتنة ، و ضربنا حولنا أسيجة
                  لا نعبرها إلا فى الضرورة ، و قد كان الشارع ، لنا بكل ما فيه ..مرتعا ، ومنبعا ، و آيات أخر !!
                  تنهار المنظومة ، و لا يتوقف انهيارها عند حد ، يأخذ فى طريقه الأخضر و اليابس ، فى كل شىء ، فى دواوين الحكومة ، ومؤسسات القطاع الخاص ، وفى منابر التعليم آخر القلاع التى كنا نتمسك بها الانهيار يأخذ منحى خطرا !!
                  آسف أخى محمد على هذه المداخلة غير المبهجة ، و لكن الصدر يحمل الكثير ، وصعب عليه الصمت !!
                  محبتى أستاذى و خالص احترامى
                  sigpic

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #10
                    عدت إليها لأنها لن تخرج من رأسي ..

                    عدت لكي أبدأ بها موضوع " من روائع قصص الملتقى " .. لانها وبحق تستحق .. وتستحق الكثير .. ودون أية مجاملات لأنني أعرف جيدا قيمة الأعمال وقيمة أصحابها ..
                    ولوجوب الاستئذان من صاحب النص و طاقم الإشراف أرجعتها لأطرق الباب أولاّ ... فما رأيكم ورأي هيئة الإشراف ؟؟
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                      عدت إليها لأنها لن تخرج من رأسي ..

                      عدت لكي أبدأ بها موضوع " من روائع قصص الملتقى " .. لانها وبحق تستحق .. وتستحق الكثير .. ودون أية مجاملات لأنني أعرف جيدا قيمة الأعمال وقيمة أصحابها ..
                      ولوجوب الاستئذان من صاحب النص و طاقم الإشراف أرجعتها لأطرق الباب أولاّ ... فما رأيكم ورأي هيئة الإشراف ؟؟
                      هذا أدعى لأن أقول لك لا !!
                      إذا أحببت عملا أحتفظ به دون العودة لصاحبه
                      أنت رأيت ، ورؤيتك كافية ، لن نعود لهذه اللعبة مهما كان العمل
                      و أنت صاحب الفكرة ، و أدرى بها !!

                      محبتى
                      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 03-04-2010, 22:48.
                      sigpic

                      تعليق

                      • فاطمة أحمـد
                        أديبة وشاعرة
                        • 29-11-2009
                        • 344

                        #12
                        الأديب الكبير ربيـع عقب الباب
                        الله مأروعها قصة .. وما أروع هذا السرد
                        الذي مهما كتبت أعجز من الاقترب من ربع
                        هذا المستوي من الإبداع رفيع المستوي..
                        حضرتك مدرسة عظيمة ..
                        دمت أيها المبدع الراقي ودام بديع قلمك

                        تحياتي ومودتي

                        فاطمة أحمـد
                        التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 05-04-2010, 20:44.

                        تعليق

                        • محمد سلطان
                          أديب وكاتب
                          • 18-01-2009
                          • 4442

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                          هذا أدعى لأن أقول لك لا !!
                          إذا أحببت عملا أحتفظ به دون العودة لصاحبه
                          أنت رأيت ، ورؤيتك كافية ، لن نعود لهذه اللعبة مهما كان العمل
                          و أنت صاحب الفكرة ، و أدرى بها !!

                          محبتى
                          ولم لا صديقي ؟ وهو عمل من ضمن روائع الأعمال التي طُرحت في الملتقى , وصاحبها كاتب من ضمن الأعضاء, بعيداً عن كونه مشرف أو حتى رئيس للقسم ذاته .
                          لنضعها أيها الحبيب فهذا حقها عليّ طالما كان لي الحق في انتقاء ما أجده أروع .. وإلا فكانت رؤيتي مازالت خضراء لم تنضج بعد للحكم على روعة نص ما ؟

                          كُن بخير ربيعي ولا تصنع حداً بيننا وبين ما تكتب .. هل سنستثني طاقم الإشراف منها ؟
                          صفحتي على فيس بوك
                          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                          تعليق

                          • رزيقة حزير
                            عضو الملتقى
                            • 24-07-2009
                            • 225

                            #14
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            "لم يكن لفرد دون آخر.. لم يكن .. كان حياة ومقبرة .. وتاريخا بينهما !!"
                            فعلا سيدي.. لقد صدقت:
                            تاريخ طويل عريض بين الحياة والمقبرة..
                            وعلى مساحة هذا التاريخ انكسارات حاضرة..
                            وأيضا عواصف طموحات مستمرة..
                            بين البداية والنهاية..
                            مساحات أمل متنوعة، أحزان قاسية،
                            تجارب متشابهة، حكايات متوارثة، أحاسيس شائكة،
                            بحث عن المجهول وأحلام لا متناهية..
                            "هذا تاريخ ممتد عبر السنين، كيف ينهار هكذا.. كيف وهو أساس كيان أسرة عريضة، تمتد في كل البلد، هو البلد نفسها، أنفاس الرجال تتردد من كل شرفاته، وأبوابه، صور كثيرة تتوقف، ولا تنفض وتبتعد، في كل محنة كان هو، في الخاص والعام.. والآن ماذا؟"
                            وامتد تاريخنا أيضا عبر السنين.. وانهار أيضا.. وأصبح الزيف والجبن والخيانة أساس هذه الأسرة التي تمتد على أراضي مغتصبة تنوح هنا وهناك والهم قابع في عمق ظلمات تخلفها وجهلها.. وقلبها يخبط في قبر فشل متواصل..
                            [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial][align=center]
                            [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial]ليس حسن الجوار كف الأذى ... [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Arial][COLOR=darkorchid]بل الصبر على الأذى[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE]
                            [B][COLOR=darkorchid] [FONT=Arial][SIZE=3]علي بن أبي طالب [/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
                            [/COLOR][/align][/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
                            [/COLOR]

                            تعليق

                            • رزيقة حزير
                              عضو الملتقى
                              • 24-07-2009
                              • 225

                              #15
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                              ولم لا صديقي ؟ وهو عمل من ضمن روائع الأعمال التي طُرحت في الملتقى , وصاحبها كاتب من ضمن الأعضاء, بعيداً عن كونه مشرف أو حتى رئيس للقسم ذاته .
                              لنضعها أيها الحبيب فهذا حقها عليّ طالما كان لي الحق في انتقاء ما أجده أروع .. وإلا فكانت رؤيتي مازالت خضراء لم تنضج بعد للحكم على روعة نص ما ؟

                              كُن بخير ربيعي ولا تصنع حداً بيننا وبين ما تكتب .. هل سنستثني طاقم الإشراف منها ؟
                              محمد سلطان..
                              سيدي ضع الحق مكانه.. ولن يعارضك من يحترم الحق.
                              كل التحايا
                              [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial][align=center]
                              [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial]ليس حسن الجوار كف الأذى ... [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Arial][COLOR=darkorchid]بل الصبر على الأذى[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE]
                              [B][COLOR=darkorchid] [FONT=Arial][SIZE=3]علي بن أبي طالب [/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
                              [/COLOR][/align][/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
                              [/COLOR]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X