[frame="13 98"]
حكاية صابر
محمد سليم :
في عرض الطريق العام
وجدني..خطفني إلى صدره..وأمطرني بقبلات حارة..أثارت في نفسي الريبة والهلع.. وسألني أن كنت فاضيا لنأخذ فنجانين من القهوة معا..أومأت بالموافقة ..تأبط ذراعي..وعلى أقرب مقهى سقطنا.. تخير طاولة منزوية ..وجلسنا بعيدا عن العيون والآذان..أتى النادل مسرعا عارضا ما عنده من مشروبات..صرفه بعدما طلب فناجين من القهوة..ونارجيلتين..,,
ومع أول نفس نارجيلة فُتح باب الحديث على مصراعيه بالقول :
عندما فكرت في الزواج ..كنت أريدها أنثى كاملة الأنوثة ( تامة العدد و العدة ).. تُحرك المشاعر ..تبث الدفء وتنثر العذوبة .. وتقيدني بجنازير الحب ..ليست ظاهريا أنثى فقط ..بل وباطنها أنثى أيضا.. كنتُ أريدها تجيد فنون الأنثى على الوجهين (الصورة ملكة ..والكتابة صفحة بيضاء طيعة ) ..وكنت على أتم الاستعداد لصرف دم قلبي الحي والميت فيها .. ، ..، تأملته باستغراب .. وقطبت حاجبي من سرده المتواصل دونما انقطاع .. كأنه يحدث نفسه..!..
فقلت له صارخا بأعلى صوت :
خيرا ..حيلك حيلك ..هووه إيه الحكاية...ولا مؤاخذة يا صابر ؟!.. ببرودة أعصاب قال ؛
ما هيه دي الحكاية من أولها ! ..يا راجل.. ما صدقت أنى قابلتك فدعني أقصها عليك ..وأردف بــ هووه أحنا كنا واقفين فين ؟..خرجت قهقهات عالية وأجبته بــ كنا واقفين في الشارع الأسود و في النهار الأبيض..، هز كتفه و.. وتأفف ..أُف تلو أف .. كتمت فمي بيدي وتركت عيني تسترسل في دمعها .. وبعد شهيق وزفير قال ؛رجاءً ..لا تناكفني يا أبا سليم.. وسرح لحظة وعاد بــ اسطوانة الحديث مجددا ؛ أنت تعرفني وتعزني من أيام الصبا والشباب ؟..حضرت حفل زفافي؟ .. تذكرت؛ ..كنت أحدثك عن أهمية الزوجة وأمنياتي وتمنياتي في شريكة الحياة ..
وبتلقائية آلية ..
حالما أخرج الدخان من فمه و(خياشيمه ): يوم رأيتُ زوجتي أول مرة ؛
قلت في نفسي ؛هي دي هيه..وقررتُ وتوكلت .... مسرعا ؛حملت أمي على يد وأبى باليد الأخرى .. نطلب و بإلحاح يديها الكريمتين من أهلها الأفاضل ..وحصل ويا ليته ما حصل ولا قشّر بصل !.. أخذتُ منه دفة الحديث وأخرجت دخان الشيشة المكتوم بصدري.. وقلت لصديقي بعد ان جحظت عيني وأذني ؛ هآآآآآ وبعدين.. حصل ايه ؟!.. هات المفيد والخلاصة يا صابرفالوقت يمضى ، فمضى حزينا مع الحديث بتقطيع الكلمات قائلا ؛أمس.. الساعة الثالثة والنصف ..وسبع دقائق ونص ..قالت لي الست ؛ نعم.. نـــعم .. نـــــــــــــــــــــــعم ، وكف لسانه عن الحديث ..
فبادرته مسرعا بتكرر : طيب وبعدين حصل إيـــــــــــــــــه ؟!.،
فتح يديه ودار بهما على الظهر والبطن عدة مرات..وكفكفهما على بعض وقال ؛ولا قبلين وبس خلاص ..، تأملتهُ بدهشة وكأنني في صمت القبور ،ففهم مرادي.. وأردف بصوت صارخ؛ أفهم وأسمع ؛ هي قالتها بطريقة الفطاطرى الماسك للنشابة التي يفرد (يمط ) بها العجين وكررّتها أربع مرات.. متتالية.. وفجأة تنبهت بزيادة أعداد الحضور من رواد المقهى وأنهم يحدقون في صديقي الصابر أو يتأففون من صوته المرتفع.. فقلت له أخفض من صوتك أن أنكر الأصوات ..لم ينتبه لحديثي البتة ..بل هب واقفا يمثل دور زوجته وطريقة حديثها.. وقال لي أنظر ؛ هي ؛غيرت النغمات من صوت السوبرانو إلى نغمة الحجار .. ترفع وتخفض يديها ولا مايسترو أوركسترالى و..ويتطاير شرر من العينين ولا فرن بلدي .. ،لاحت على وجهي الابتسامة وحبستُ القهقهة ثم نطقت ؛ وصلتني الصورة الكارو تيرية وحمّلتها الآن ..وبعديـــــــــن... ؟!
رفع كلتا يديه عاليا وضربهما مرات عدة ..
مناديا الجرسون لتغيير النارجيلتين ( حجارة الشيشة ) وعندئذ تجرأ علىّ أكثر وأكثر بالقول ؛لا تقاطعني لأنني مفلوج نصفين و( بآكل فى روحي) ..كانت أمي تطعمني وتسقيني وتغسل ثيابي فماذا زاد علىّ .. غير ولد حمل أسمى كما حملت اسم أبى ..أنا كنت أنظر لها كأنثى وتزوجتها لأنها كانت أنثى ..،شددت نفسا من الشيشة وقلت ؛ طلعت .. مُش أنثى..فبرم شفتيه ولم يتفوه ببنت شفة .. فداعبته بــ ما أنت توهتني معاك يا صابر؟!..
- لا داعي لمزاحك الثقيل هذا ودعني أزيح عن صدري ..
- هيا زدني .. وناديت على الولد ليحضر لنا القهوة..
- أسمع ( ومن الآخر ) أنا زهدت فيها وانصرفت عنها منذ فترة فهل عندك واحدة ؟..
- نعم عندي واحدة زهقت منها أيضا وضاقت علىّ حلقاتها ..وهى كانت زميلة لهذا الزوج الذى أرتدي ..
- يا أبا سليم يا ثقيل الدم ..أقصد زوجتي !..
- حاضر سأبحث لك عن واحدة !.. ؟ أتريد شيئا آخر ؟..ولم لم يعرني لسانه زدت بقولي ؛ ولم الآن تحديدا وأنت الصابر منذ مدة وصرتُ مثلا سائرا ولغزا مبهما ؟..
- سأقص عليك بصدق ما حدث أمس ؛ بعد طول غياب وعلى غير عادة.. لاحت لي أمس فرصة نادرة وثمينة و لا تعوض.. فقلت لنفسي سأغتنمها..وجدت زوجتي.. وقد أخرجت نفسها من أعمال المنزل ومن روائح الطبخ وهم الأولاد ..وأضحت خلوة على السرير ..وخرجنا من كامل الثياب الأنيقة وصرنا ..صرنا..
- حلوة وخلوة ..أكمل يا رجل ولا تستحي..!..
- هب واقفا للمرة الثانية و كبهلوان وبصوته الجهوري ؛ هي قالت لي كلاما استفزازيا لدرجة أنني لم أكمل مهمتي كما ينبغي ولعنت العيشة واللي عاو زنها..
- نعم.. فهمتك فلا تزيد يا رجل ..هذا يحدث بأفضل العائلات ...
- ........ وركبني مئة عفريت ونزلت ألملم حالي وهرولت أبحث عن ( مداس ) قديم لأضربها به فلم أجد !..وسحبْ نفسا عميقا من الشيشة(على الواقف ) ونثره في الهواء وظل محدقا في السماء ..، صمتُ عن الكلام وتركته مع حاله ليكمل حديثه ..
وفقط ؛
ألتفتُ يمنة ويسرة ..رأيت جمعا غفيرا من البشر يحدقون ويضحكون ..وإذا بهم يصفقون بكفوف أيديهم وبصوت واحد ؛ممتاز يا صابر ..ركبني الذهول والحيرة والحرج فألتفت إلى صابر فوجدته قد ركب رجليه ..حمامة ..هتفت فيه أنتظر يا صابر ..يا صــــــابر ..لا حياة لمن تنادى !..
هرشت جيبي وأخرجت الخمسة جنيهات الجديدة ووضعتها في يد النادل ..و..
هرولت خارجا أبحث عن صابر ..فص ملح وذاب ..
...؛صــــــابر .... ماذا قالت له تلك المرأة اللعينة؟..
صابر ... منك لله ......
11/04/2007 ---
حكايا ســـــاخرة
[/frame]
حكاية صابر
محمد سليم :
في عرض الطريق العام
وجدني..خطفني إلى صدره..وأمطرني بقبلات حارة..أثارت في نفسي الريبة والهلع.. وسألني أن كنت فاضيا لنأخذ فنجانين من القهوة معا..أومأت بالموافقة ..تأبط ذراعي..وعلى أقرب مقهى سقطنا.. تخير طاولة منزوية ..وجلسنا بعيدا عن العيون والآذان..أتى النادل مسرعا عارضا ما عنده من مشروبات..صرفه بعدما طلب فناجين من القهوة..ونارجيلتين..,,
ومع أول نفس نارجيلة فُتح باب الحديث على مصراعيه بالقول :
عندما فكرت في الزواج ..كنت أريدها أنثى كاملة الأنوثة ( تامة العدد و العدة ).. تُحرك المشاعر ..تبث الدفء وتنثر العذوبة .. وتقيدني بجنازير الحب ..ليست ظاهريا أنثى فقط ..بل وباطنها أنثى أيضا.. كنتُ أريدها تجيد فنون الأنثى على الوجهين (الصورة ملكة ..والكتابة صفحة بيضاء طيعة ) ..وكنت على أتم الاستعداد لصرف دم قلبي الحي والميت فيها .. ، ..، تأملته باستغراب .. وقطبت حاجبي من سرده المتواصل دونما انقطاع .. كأنه يحدث نفسه..!..
فقلت له صارخا بأعلى صوت :
خيرا ..حيلك حيلك ..هووه إيه الحكاية...ولا مؤاخذة يا صابر ؟!.. ببرودة أعصاب قال ؛
ما هيه دي الحكاية من أولها ! ..يا راجل.. ما صدقت أنى قابلتك فدعني أقصها عليك ..وأردف بــ هووه أحنا كنا واقفين فين ؟..خرجت قهقهات عالية وأجبته بــ كنا واقفين في الشارع الأسود و في النهار الأبيض..، هز كتفه و.. وتأفف ..أُف تلو أف .. كتمت فمي بيدي وتركت عيني تسترسل في دمعها .. وبعد شهيق وزفير قال ؛رجاءً ..لا تناكفني يا أبا سليم.. وسرح لحظة وعاد بــ اسطوانة الحديث مجددا ؛ أنت تعرفني وتعزني من أيام الصبا والشباب ؟..حضرت حفل زفافي؟ .. تذكرت؛ ..كنت أحدثك عن أهمية الزوجة وأمنياتي وتمنياتي في شريكة الحياة ..
وبتلقائية آلية ..
حالما أخرج الدخان من فمه و(خياشيمه ): يوم رأيتُ زوجتي أول مرة ؛
قلت في نفسي ؛هي دي هيه..وقررتُ وتوكلت .... مسرعا ؛حملت أمي على يد وأبى باليد الأخرى .. نطلب و بإلحاح يديها الكريمتين من أهلها الأفاضل ..وحصل ويا ليته ما حصل ولا قشّر بصل !.. أخذتُ منه دفة الحديث وأخرجت دخان الشيشة المكتوم بصدري.. وقلت لصديقي بعد ان جحظت عيني وأذني ؛ هآآآآآ وبعدين.. حصل ايه ؟!.. هات المفيد والخلاصة يا صابرفالوقت يمضى ، فمضى حزينا مع الحديث بتقطيع الكلمات قائلا ؛أمس.. الساعة الثالثة والنصف ..وسبع دقائق ونص ..قالت لي الست ؛ نعم.. نـــعم .. نـــــــــــــــــــــــعم ، وكف لسانه عن الحديث ..
فبادرته مسرعا بتكرر : طيب وبعدين حصل إيـــــــــــــــــه ؟!.،
فتح يديه ودار بهما على الظهر والبطن عدة مرات..وكفكفهما على بعض وقال ؛ولا قبلين وبس خلاص ..، تأملتهُ بدهشة وكأنني في صمت القبور ،ففهم مرادي.. وأردف بصوت صارخ؛ أفهم وأسمع ؛ هي قالتها بطريقة الفطاطرى الماسك للنشابة التي يفرد (يمط ) بها العجين وكررّتها أربع مرات.. متتالية.. وفجأة تنبهت بزيادة أعداد الحضور من رواد المقهى وأنهم يحدقون في صديقي الصابر أو يتأففون من صوته المرتفع.. فقلت له أخفض من صوتك أن أنكر الأصوات ..لم ينتبه لحديثي البتة ..بل هب واقفا يمثل دور زوجته وطريقة حديثها.. وقال لي أنظر ؛ هي ؛غيرت النغمات من صوت السوبرانو إلى نغمة الحجار .. ترفع وتخفض يديها ولا مايسترو أوركسترالى و..ويتطاير شرر من العينين ولا فرن بلدي .. ،لاحت على وجهي الابتسامة وحبستُ القهقهة ثم نطقت ؛ وصلتني الصورة الكارو تيرية وحمّلتها الآن ..وبعديـــــــــن... ؟!
رفع كلتا يديه عاليا وضربهما مرات عدة ..
مناديا الجرسون لتغيير النارجيلتين ( حجارة الشيشة ) وعندئذ تجرأ علىّ أكثر وأكثر بالقول ؛لا تقاطعني لأنني مفلوج نصفين و( بآكل فى روحي) ..كانت أمي تطعمني وتسقيني وتغسل ثيابي فماذا زاد علىّ .. غير ولد حمل أسمى كما حملت اسم أبى ..أنا كنت أنظر لها كأنثى وتزوجتها لأنها كانت أنثى ..،شددت نفسا من الشيشة وقلت ؛ طلعت .. مُش أنثى..فبرم شفتيه ولم يتفوه ببنت شفة .. فداعبته بــ ما أنت توهتني معاك يا صابر؟!..
- لا داعي لمزاحك الثقيل هذا ودعني أزيح عن صدري ..
- هيا زدني .. وناديت على الولد ليحضر لنا القهوة..
- أسمع ( ومن الآخر ) أنا زهدت فيها وانصرفت عنها منذ فترة فهل عندك واحدة ؟..
- نعم عندي واحدة زهقت منها أيضا وضاقت علىّ حلقاتها ..وهى كانت زميلة لهذا الزوج الذى أرتدي ..
- يا أبا سليم يا ثقيل الدم ..أقصد زوجتي !..
- حاضر سأبحث لك عن واحدة !.. ؟ أتريد شيئا آخر ؟..ولم لم يعرني لسانه زدت بقولي ؛ ولم الآن تحديدا وأنت الصابر منذ مدة وصرتُ مثلا سائرا ولغزا مبهما ؟..
- سأقص عليك بصدق ما حدث أمس ؛ بعد طول غياب وعلى غير عادة.. لاحت لي أمس فرصة نادرة وثمينة و لا تعوض.. فقلت لنفسي سأغتنمها..وجدت زوجتي.. وقد أخرجت نفسها من أعمال المنزل ومن روائح الطبخ وهم الأولاد ..وأضحت خلوة على السرير ..وخرجنا من كامل الثياب الأنيقة وصرنا ..صرنا..
- حلوة وخلوة ..أكمل يا رجل ولا تستحي..!..
- هب واقفا للمرة الثانية و كبهلوان وبصوته الجهوري ؛ هي قالت لي كلاما استفزازيا لدرجة أنني لم أكمل مهمتي كما ينبغي ولعنت العيشة واللي عاو زنها..
- نعم.. فهمتك فلا تزيد يا رجل ..هذا يحدث بأفضل العائلات ...
- ........ وركبني مئة عفريت ونزلت ألملم حالي وهرولت أبحث عن ( مداس ) قديم لأضربها به فلم أجد !..وسحبْ نفسا عميقا من الشيشة(على الواقف ) ونثره في الهواء وظل محدقا في السماء ..، صمتُ عن الكلام وتركته مع حاله ليكمل حديثه ..
وفقط ؛
ألتفتُ يمنة ويسرة ..رأيت جمعا غفيرا من البشر يحدقون ويضحكون ..وإذا بهم يصفقون بكفوف أيديهم وبصوت واحد ؛ممتاز يا صابر ..ركبني الذهول والحيرة والحرج فألتفت إلى صابر فوجدته قد ركب رجليه ..حمامة ..هتفت فيه أنتظر يا صابر ..يا صــــــابر ..لا حياة لمن تنادى !..
هرشت جيبي وأخرجت الخمسة جنيهات الجديدة ووضعتها في يد النادل ..و..
هرولت خارجا أبحث عن صابر ..فص ملح وذاب ..
...؛صــــــابر .... ماذا قالت له تلك المرأة اللعينة؟..
صابر ... منك لله ......
11/04/2007 ---
حكايا ســـــاخرة
[/frame]
تعليق