هنا أجد طثير ظالة ,,
الروعة تغمر المكان ,,
لكم طيب التقدير وكرمه ,,
					
					
					
				
			مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية
				
					تقليص
				
			
		
	X
- 
	
	
	
	
جميلة جدا هذه القراءة وأظنّها الأقرب إلى الوصف المنطقي لواقع هذه الحالةالمشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة[FONT="Tahoma"][COLOR="DarkRed"]2 التجديد النثراني/قصيدة الحداثة:
أشار الأخ الكريم عبد الحفيظ إلى مسألة أخرى تهم الحداثة وقصيدة النثر تتعلق بالعلاقة بيت تطور الشكل الشعري وتطور المجتمع . فهل قصيدة النثر وليدة تطور المجتمع العربي؟
مؤكد أن قصيدة النثر وغيرها من أشكال الكتابة الإبداعية كانت وليدة مجتمع غربي معقد يتطور بسرعة قصوى ، ويعيش فيه الإنسان غربة مزدوجة تتولد عنها معضلات كيانية اعتبرتها الحداثة راية العصر كالقلق والألم والخوف والقهر والتشيؤ...
أما في ثقافتنا العربية فهناك شرخ كبير بين السرعة التي تطورت بها الأشكال الشعرية العربية بين سرعة تطور المجتمع . كما يوجد شرخ آخر بين الخلفيات النظرية التي تبنتها الاتجاهات الشعرية العربية ،وبين الخلفيات العقدية والاجتماعية التي تحكم المجتمع العربي . فالمجتمع العربي في الخمسينيات و الستينيات كان مجتمعا تقليديا ، يعيش في ظل أنظمة سياسية استبدادية تستمد سلطتها من الشرعية التاريخية ،وتغلق الباب أمام رياح التغيير والتمرد ، وينبني على الأسرة التقليدية الممتدة الذي تضم الأب والأبناء والحفدة وحفدة الحفدة ، ويعتمد وسائل الإنتاج الجماعية المرتبطة بنمط الإنتاج الفلاحي ، ويتبنى التربية التقليدية التي تتأسس على التلقي و الحفظ والتعليم البنكي ( تخزين المعلومات الجاهزة). ويطمئن إلى أن القضاء والقدر يتحكم في مصيره . وما كان لواقع كهذا أن يتماهى مع شكل شعري يفتح الباب على مصراعية للتحرر من كل القيود ومن كل القيم، ويدعو إلى الفردانية في شكلها الأكثر تطرفا .
لهذا فإن الاتجاهات الأدبية العربية الحديثة التي ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي ، لم تفرض نفسها بوصفها جوابا نظريا لأسئلة عملية نابعة من صميم المجتمع العربي ، وإنما استُمِدت من مرجعية مغرقة في النظرية نشأت وتطورت في واقع آخر مخالف للواقع العربي، بل يعيش معه مرحلة صراع وتناقض. وعلى الرغم من ذلك ، فإن هذه الاتجاهات كلها تدعي قدرتها على فهم الواقع العربي، وأنها وحدها تملك أدوات وآليات تغييره. إلا أنها لن يمر وقت طويل حتى تصطدم بعراقيل واقعية لا قبل لها بها. فالاتجاه الحداثي الذي استمد خلفياته النظرية من الوجودية الميتافيزيقة سيصطدم بجدار اللغة النابعة من صلب المجتمع، ويعلن فشله في بيان أخير بعد سبع سنوات من تأسيسه. والاتجاه القومي اللبرالي الذي يستند إلى الوجودية السارترية، ستصدمه حرب 1967 ليبحث مباشرة بعدها عن طريق جديد. أما الاتجاه الواقعي الذي تأسس على أسس الواقعية الاشتراكية السوفياتية، فلم يجد له بعد مكانا في المجتمع والثقافة العربيين، وقد وصل إلى نهايته المحتومة بعد سقوط جدار برلين. فهل كانت هذه الاتجاهات ستعرف هذه النهاية لو كانت وليدة الواقع العربي ؟.[/FONT]
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
عزيزي مصطفى الطوبي أنا احترم جميع الآراء التي وردت بغض النظر اتفقت ام اختلفت معها فالمهم هو جمع جميع وجهات النظر في هذا المجال تحت سقف عنوان واحد وبذلك يكون الفضل لمن بدأه وهو أ.د. علي المتقي والذي من الواضح دفاعه المستميت عن هذا النوع من النصوص لإبرازه بأبهى صورة
أما بالنسبة لما لونته من مداخلتك فقد ذكرت أنه أوحى لي بفكرة وأحببت إرجاع الفضل لك بها،
وجميع ما طرحته من آراء أعلاه كان بخصوص ما أطلقت عليه في البداية بالنصوص التي لا تلتزم بأي حدود ولا قواعد ولا فن أدبي، بل هو نوع من الفوضويّة التي أساسها الغموض المُبهم وليس الترميز وبدون الغموض المُبهم لا يُعترف به أصلا
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
أخي الفاضل أبو صالح
ما سطرت عليه بالأحمر مما ورد في ردي على الأستاذ على متقي يختلف مع ما شرحته أنت في تعقيبك فحديثي عن العجز عن التصرف في التقليد هو دعوة إلى التقليد ،ولو بشكل مؤقت،حتى تختمر التجربة وتكتمل شروط تغيرها إلى مسارات إشراقية ..ولا علاقة حاصلة بين كل هذا الكلام ولغات الآخر..
مع مودتي
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
السيد أبو صالح ، القصيدة الفوضوية ليست الشكل الوحيد في قصيدة النثر ، فهناك قصائد نثر بلغة أقرب إلى اللغة اليومية ، و حققت تعاطفا كبيرا من منظري قصيدة النثر ، لأنها تبني شعريتها على تقنيات أخرى غير الفوضى ، وهي موجودة في الغرب كما في الثقافة العربية . وأحيلك على الرابط الآتي لقراءة نصوص عالمية لا تبدو فوضوية ، ولكن بساطتها ظاهرية فحسب، إذ تتطلب قدرة كبيرة على سبر أغوارها .
	
	أدب هي ديوان العرب وأضخم موسوعة عالمية للشعر العربي بما في ذلك الفصيح والعامي والنبطي تضم أكثر من ثلاث ملايين بيت شعر في أكثر من ثمانين ألف قصيدة لآلاف الشعراء العرب على مر العصور مصنفة حسب النوع والموضوع وكذلك حسب الدول للشعر العربي الحديث
وهذه قصيدة لبودلير أثارت نقاشا ساخنا وقيل عنها ذات يوم إنها قصيدة كتبت لتصعقنا فقط ، ومع ذلك فهي قصيدة تتميز بكثير من الوضوح ، لكنها تكتسب شعريتها من تمردها على قيم المجتمع الغربي المحافظ .
[align=center]جيفــــــــة : شارل بودلير :
تذكري ما رأيناه ، يا نفسي
هذا الصباح الصيفي الرائع الجمال :
رأينا في منعطف طريق جيفة شنيعة
فوق سرير مفروش بالحصى،
كانت وفخذاها في الهواء ، كامرأة داعرة ،
متأججة ناضحة بالسموم ،
تفتح بشكل ساخر لا يبالي
كرشها المليء بالأبخره .
وفوق هذه العفونة تتوهج الشمس
كأنما تريد طبخها في الأوان
وأن ترد أضعافا مضاعفة إلى الطبيعة الواسعة
ما جمعته وآلفت بينه ؛
والسماء تتأمل الهيكل الشامخ
يتفتح كزهرة ،
والتجيف خانق حتى ظننت
أنه أغمي عليك فوق العشب .
كان الذباب يطن حول هذا الكرش المتعفن،
حيث تخرج كتائب سود
من الحشرات ، تتدفق كسائل كثيف
على امتداد هذه الخرق الحية ؛
سائل يهبط ويعلو كالموج
أو يهجم صاخبا ،
فكأن الجسم ، وقد نفخته روح غامضة ،
يحيا ويصير أجساما كثيرة .
وتنبعث من هذا كله موسيقى غريبة
كالماء الجاري وكالريح،
أو كبذار يحركه الذاري بإيقاع
ويديره في مذراته .
الأشكال تمحي ، تصير حلما ،
رسما شاحبا يتجلى بطيئا
على القماشة المنسية ، ويكمله الفنان
بالذكرى وحدها .
كانت وراء الصخور كلبة واجفة
ترنو الينا بعين غضبى
تترصد اللحظة التي تستعيد فيها
قطعة اللحم التي أفلتتها .
مع ذلك ستصبحين شبيهة بهذه النتانة
بهذا القذر المرعب ،
يا نجمة عيني ، يا شمس طبيعتي
أنت يا ملاكي وعذابي !
بلى ! هكذا ستصبحين يا مليكة النعم
بعد التناول الأخير ؟
حين تذهبين ، تحت العشب والإزهار الخصب
وتتعفنين بين أكداس العظام .
آنئذ ، يا بهائي ، أخبري الدود
الذي سيأكلك قبلة قبلة
أني احتفظت من حبي الذي تحلل
بجوهره الإلهي وشكله [/align].
ملاحظة أخيرة : إن الترجمة أفقدت هذه القصيدة الكثير من جماليتها .
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
عزيزي ا.د. علي المتقي، النص الذي أورده محمد جابري، لا يحوي أي غموض مُبهم بلا حدود ولا قيود وبفوضويّة كما أسلفت ولذلك لايمكن اعتباره من ضمن النصوص الأخرى والتي كان كلامي عليها من البدايةالمشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركةالسيد محمد جابري :ها أنت الآن ياأخي تجاوزت فهم قصيدة النثر إلى كتابتها ، عبرت عما في دواخلك دون أن تحتاج إلى شكل سابق تكتب على منواله ، أبدعت شكلا مخالفا لأشكال سابقة،دون أن يكون ذلك تقليدا لأحد ، فمن رأى فيها شعرا فليتذوقها ، ومن رأى فيها شيئا آخر فليتجاوزها ، فأنت عبرت وكفى. أليس التعبير التلقائي والعفوي دون قيود أجمل من التعبير وفق قيود. فما بالك لو تعمقت في قضايا قصيدة النثر النظرية و الجمالية واستثمرتها أحسن استثمار . تحياتي
ما رأيكم دام فضلكم؟
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
السيد محمد جابري :ها أنت الآن ياأخي تجاوزت فهم قصيدة النثر إلى كتابتها ، عبرت عما في دواخلك دون أن تحتاج إلى شكل سابق تكتب على منواله ، أبدعت شكلا مخالفا لأشكال سابقة،دون أن يكون ذلك تقليدا لأحد ، فمن رأى فيها شعرا فليتذوقها ، ومن رأى فيها شيئا آخر فليتجاوزها ، فأنت عبرت وكفى. أليس التعبير التلقائي والعفوي دون قيود أجمل من التعبير وفق قيود. فما بالك لو تعمقت في قضايا قصيدة النثر النظرية و الجمالية واستثمرتها أحسن استثمار . تحياتي
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
أستاذي وعزيزي علي متقي؛
رنت كلماتك قرب أذني، بل جالت خاطري، وهيجت أشجاني، وشدتني غفوة، وما استيقظت إلا وانا أنشد:
[align=center]" في رهان الغيب "
شَمْسُنَا حَلْقَة مِنْ غَيْرِ نَُورٍ،
وقََمَرُنا غابََ عَنِِ الأَنْظارِ،
جَفَّ الَمَاءُ،
قَلَّ الَنَْمَاءُ،
جَالَتِ الَمُزْنُ السَمََّاءَ
شِحِِّيحَةََ القََطْرِ،
فَرَّ الَنْاُسُ
نَعَقَ الغُرَابُ
ضَجِرَ الَنْاسُ
صَدَحَ الَوَْطْواطُ ،
قَنَََط الَنْاسُ
صَاحَ الُبُّوْم ُ
وَلْوَلَ الَنْاُسُ،
فِي الأُفُقِ الْبَعِيدِ طَارَ اللُّجَيْنُ...
ولَدَيْنَا، فِي البَيْتِ المَعْمُورِ
حَلَّقَ الْعِلْمُ،
وَفَوْقَ الْمَنْبَرِ،
صَاحَ إِمَامُ الزَّمَانِ ِ:
" أَفْتُونِي فيِ رُؤْيَاي:
خَلِيَّة شَهْدٍ
تَسَاقَط َ شَهْدُهَا،
شَدْهاً،
شَهْدًا...
ويَبِسَت الشَجَرَة،
تَسَاقَطَت أوْرَاقُها
وانْشَقَّتْ فَُرُوعَها " ؛
وَصَاحَ وَلِيُّهَا:
" بِأَرْضِ الأَشْعَرِِيِ ومَالِكٍ
حَيْثُ الْجُنَيْدُ السَّالِكِ،
......."
والٍخََيْطَ الأَْبَْيَضَُ شَقّ اللَيْل نَِصْفَيِنِ
جاء الفَجْرَُ والنُورُ...
جاء الأمَلُّ الَمَحْظّورُ،
وَسَقَط الَمَطرُ...
وأََشَْرَِقَََتِ الشَمَّسُ
وغَطَّى الثَلَجُ الأرْضَ ...
جاء العِيدُ يا أُمَّاه،
وعَزَفَ العُودُ
أُغْنِيَةَ: " لَنْ تَعُودَ. "[/align]
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
لا ياسيد محمد جابري قصيدة النثر ليست علما من علوم الآلة ،فعلوم الآلة مصطلح معروف في ثقافتنا العربية وعلوم الآلة معروفة. وليست تقليدا للغرب كما يراها السيد أبو صالح ، إنها مرحلة ثالثة من مراحل تطور القصيدة ، مرحلة هجر فيها الشاعرالأشكال القبلية ليفتح المجال أمام النص ليكتسب شكله الخاص المخالف لكل الأشكال السابقة. إن وجودها أسبق على ماهيتها ، وكيف نسمي ما كتب لا على مثال تقليدا ؟
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
ما ورد في هذه المداخلة أوحى لي بالتاليالمشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الطوبي مشاهدة المشاركةسيدي الفاضل الدكتور علي متقي
سلام الله عليكم وبعد؛
مقالكم هام جدا وهو يرصد ظاهرة أدبية سارت بذكرها الركبان في زمن استغول فيه الغث ،وكثر فيه المتشاعرون والشعارير ،واختلط فيه الحابل بالنابل ..وقد سبق أن قمت بمجموعة من الدراسات النقدية لمجموعة من الدواوين المغربية المنسلكة في القصيدة النثرية .. توخيت في هذه الدراسات البحث عن النظام وسط الفوضى أو الإشراق ..المشكلة يا أستاذي الفاضل لا تكمن في رصد كثافة النص النثري وتميزه عن النص التفعيلي في هذا الجانب الدلالي ..وإنما هي أبعد من ذلك إنه السؤال عن جدوى الهدم الأسلوبي للنص النظامي التقليدي ..إن الرهان في القصيدة النثرية أصعب وأوعر بكثير من الجدة في إطار التقليد إنه يفرض على الشاعر ألا يكرر نفسه حتى في تجربته الخاصة ..بعبارة أخرى إنه لا جدوى أن نتحدث عن ضوابط الأسلوب الفردي والأسلوب الجماعي والأسلوب المكاني والزمني ..ها هنا تكمن وعورة القصيدة النثرية.. والحق أن ما نراه الآن لا علاقة له بالقصيدة النثرية إلا من زاوية العجز عن التصرف في التقليد ..علما أن أحدث النظريات النقدية تقول إنه لا إبداع بدون تقليد،، بل إن الإبداع ينبثق من رحم التقليد ..نقول إن القصيدة النثرية هي معاناة أسلوبية بالدرجة الأولى ..الشاعر فيها يضيق ببوثقة التقليد فيريد أن يتنفس إشراقا وسرعان ما يصبح هذا الإشراق تقليدا أيضا ،،فيحكم على هذا المبدع بحركة سيزيفية دائمة بحثا عن الجديد..
أشكركم سيدي على هذا الموضوع القيم ..وتقبلوا كل المودة والاحترام..
الإشكاليّة والمصيبة في نفس الوقت من وجهة نظري هي دعواهم بعدم تقليد كل ما هو عربي فقط، وتقليد كل ماهو غير عربي
فلو كان أي منهم لم يقلّد غير عربي لقلنا والله أن دعواهم بعدم التقليد منطقيّة
ولكن لماذا حلال عليه تقليد ما هو غير عربي ولا يقلّد العربي؟!!!
وأظن التفسير المنطقي لها هو حالة فقدان الثقة والإنهزام النفسي بما يتعلّق بأي شيء من مكونات شخصيته، والانبهار بكل شيء آخر، أو ما أطلق عليه النظرة السلبيّة المسيطرة عليه
ما رأيكم دام فضلكم؟
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
أخي الجليل علي متقي حفظكم الله،
إن كنت استسغت كلامكم، وفهمت مرادكم، فقصيدة النثرعلم من علوم الآلة تستعمل للخير كما تستعمل للشر يركبها هذا ودافع لحنه خصوصيته، ويدخله ذاك ودافعه قومي ووو...
الحمد لله، ها أنت أنرت سبيلي، وقد كتبت مقالين فالأول تناول الشاعرية بين الشعر والنثر، والثاني تناول ذم هذا النوع المغرق في الضبابية تحت عنوان تذوق الشعر.
ولا زلت أرغب في مروركم على الموضوع الأول الشاعرية بين الشعر والنثر، لأنني حينما أكتب في مثل هذه المجالات فأنا أكتب تأصيلا لهذا العمل لي ولغيري، فهل يا ترى حالفني التوفيق أو خالفني؟ وجزاكم الله خيرا.
فكم من قرأوا موضوع الشاعرية شهدوا له بالمتانة الأدبية دون نقده.
مودتي وتقديري
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
الأستاذ الجليل والأخ الكريم الدكتور مصطفى الطوبي :عرفتكم مبدعا وناقدا وباحثا في مجالات شتى ، وكلمتكم هاته إضافة ذكية إلى ما تم طرحه من آراء وأفكار تسعى إلى إقناع عقليات أخرى بأن قصيدة النثر ليست نثرا شعريا وإنما هي بناء ، وأنها شكل من الأشكال الشعرية المعروفة حسم أمر وجوده منذ خمسين سنة . لكن مداخلتكم الصادرة عن المعاناة مع الكتابة الإبداعية، وتجريب الهدم الذي لا ينتهي، وبناءالبديل الهارب باستمرار، وجهت إلحوار إلى مناقشة قصيدة النثر في صلبها وفي مستقبلها وفي أزمتها .
أوافقكم الرأي على أن قصيدة النثر نتاج عقلية لا تؤمن بالتوقف عند حدود المنجز ، وإنما تتطلع إلى ما لم ينجز بعد لا على مستوى الأسلوب الجمعي للأمة فحسب، وإنما على مستوى الأسلوب الفرداني أيضا، وهي عقلية بتنظيرها لقصيدة النثر بهذا الشكل، وضعت نفسها في مأزق التهديد دائما بالأزمة ، لكن لا مناص لها من الدعوة إلى الهدم الأسلوبي باستمرار . وإلا ستسقط في التقليد الذي دعت إلى إعلان القطيعة معه. إن قصيدة النثر بمثابة سوبر مان عند نيتشه الذي لا يمكن اللحاق به ، لكننا ملزمون بملاحقته .
وعلى الرغم من أن الكتابة الشعرية ستجد نفسها غارقة في التقليد ، فإن الإشراقات المضيئة تلمع بين برهة وأخرى بين ثنايا هذا التراكم التقليدي ، فلو استطعنا الحصول على قصيدة نثر واحدة وسط ألف قصيدة حققت خطوة إلى الأمام وأضافت إلى ماهو موجود شيئا جديدا ، فتصورها النظري تصور صحيح ويجب الدفع به إلى الأمام .
أوافقك الرأي أيضا أن قصيدة النثر أصعب الأشكال الشعرية كتابة ، ففي القصيدة العمودية يكفي أن يتحقق الوزن والقافية وحدا أدنى من التخييل لنتحدث عن قصيدة جميلة ، وكذلك قصيدة التفعيلة ، أما قصيدة النثر فتتطلب جهدا لاقبل به للكثيرين ممن يكتبونها اليوم . وقد عبر أدونيس شعرا عن المسألة التي أثرت في قصيدته :
اسمي أنا أدويس : تقول القصيدة :
[align=center]حتى ولو رجعت يا أويس
حتى ولو ضاقت بك الأبعاد
واحترق الدليل
في وجهك الفجع
أوفي رعبك الأنيس
تظل تاريخا من الرحيل
تظل في أرض بلا معاد
تظل في ارض بلا ميعاد
حتى ولو رجعت يا أوديس[/align]
احترامي وتقديري أخى مصطفى
اترك تعليق:
 - 
 - 
	
	
	
	
سيدي الفاضل الدكتور علي متقي
سلام الله عليكم وبعد؛
مقالكم هام جدا وهو يرصد ظاهرة أدبية سارت بذكرها الركبان في زمن استغول فيه الغث ،وكثر فيه المتشاعرون والشعارير ،واختلط فيه الحابل بالنابل ..وقد سبق أن قمت بمجموعة من الدراسات النقدية لمجموعة من الدواوين المغربية المنسلكة في القصيدة النثرية .. توخيت في هذه الدراسات البحث عن النظام وسط الفوضى أو الإشراق ..المشكلة يا أستاذي الفاضل لا تكمن في رصد كثافة النص النثري وتميزه عن النص التفعيلي في هذا الجانب الدلالي ..وإنما هي أبعد من ذلك إنه السؤال عن جدوى الهدم الأسلوبي للنص النظامي التقليدي ..إن الرهان في القصيدة النثرية أصعب وأوعر بكثير من الجدة في إطار التقليد إنه يفرض على الشاعر ألا يكرر نفسه حتى في تجربته الخاصة ..بعبارة أخرى إنه لا جدوى أن نتحدث عن ضوابط الأسلوب الفردي والأسلوب الجماعي والأسلوب المكاني والزمني ..ها هنا تكمن وعورة القصيدة النثرية.. والحق أن ما نراه الآن لا علاقة له بالقصيدة النثرية إلا من زاوية العجز عن التصرف في التقليد ..علما أن أحدث النظريات النقدية تقول إنه لا إبداع بدون تقليد،، بل إن الإبداع ينبثق من رحم التقليد ..نقول إن القصيدة النثرية هي معاناة أسلوبية بالدرجة الأولى ..الشاعر فيها يضيق ببوثقة التقليد فيريد أن يتنفس إشراقا وسرعان ما يصبح هذا الإشراق تقليدا أيضا ،،فيحكم على هذا المبدع بحركة سيزيفية دائمة بحثا عن الجديد..
أشكركم سيدي على هذا الموضوع القيم ..وتقبلوا كل المودة والاحترام..
اترك تعليق:
 - 
 
ما الذي يحدث
				
					تقليص
				
			
		
	الأعضاء المتواجدون الآن 6298. الأعضاء 0 والزوار 6298.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 1,072,363, 21-10-2025 الساعة 14:58.
اترك تعليق: